تابعنا على

الاستشارات الاستشارات الواردة إلى الموقع

التعلق والحب والحنين

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :  انا شاب عمري ٢٣ سنة عايش في امريكا مشكلتي هي انني اقع في الحب بسرعة واشعر بالحنين بسرعة جدا واتعلق بسرعة اتعلق بسرعة جدا توجد معي فتيات في العمل اذا تحدثت واحدة الي بطريقة اعجاب او اذا قالت لي انها معجبه بعد يومان اوثلاثة او اسبوع اقع في حبها واصبح اغار عليها واهتم لامرها وهذا ليس جيد وحتى لو كانت الفتاة غير مسلمة وامريكية ولديها علاقات سابقة مع الشباب ايظا اقع بسرعة في حبها واتعلق بها وحتى لو كانت الفتاة لاهية وبدون اخلاق وهذا ليس جيد ابدا (انا لا اعني انني احبها للزواج او لتكون زوجة لا ابدا والعياذ بالله تعالى لانني لست ديوثا والعياذ بالله سبحانه وتعالى كيف اقبل ان تكون فتاة دون اخلاق زوجة لي والعياذ بالله تعالى ولكن فقط لا اعرف لماذا احبها او اقع في حبها بسرعة او اقع في الحب بسرعة ) وانا اعرف انه غير طبيعي وخطا ولكن هذا ليس بيدي هنا الفتيات ياتين ويقولن انهن معجبات وانا لا استطيع ابعادهن وبعد فترة قصيرة اقع في حبها وقد تذهب وتتركني وتذهب الى شاب اخر لانه الحياة هنا هكذا الكثير من الفتيات كل فترة لديها حبيب جديد والعياذ بالله تعالى انا اعرف ان هذا خطا وغير طبيعي ولكن ليس بيدي ارجوكم ساعدوني كيف اتخلص من هذه الحالة كيف اتخلص من التعلق انا اتعلق بسرعة وكيف اتخلص من الوقوع في الحب وارجوكم لا تقولوا لي لا تخالط النساء لان هنا توجد النساء في كل مكان في العمل والشارع والسوق ووووصعب جدا ابعادهم وغض البصر وايظا انا اتعلق بالمكان الذي اشعر به بالحب يعني مثلا مكان عملي اذا ارتحت فيه اصبح احبه واتعلق به ولا استطيع ان اتركه ساعدوني حفظكم الله تعالى . وشكرا لكم .
الامر الاخر : انا انسان اشعر انني حساس واريد الحنين حيث كلما اصبح لي اصدقاء لا اريد ان اتركهم مثلا في الجامعة عندما تنتهي السنة ونتفرق احزن على فراق اصدقائي واريد ان ابقى معهم واتذكرهم ولكن اقول مع نفسي لا يستطيع الانسان ان بيقى مع كل اصدقاء الحياة او مع كل شخص يلتقي به، الانسان يلتقي بناس جدد ويتعرف على ناس جدد فهل يجب ان يبقى مع كل صديق يمر في حياته هذا صعب لان الحياة لها ظروف وكل مشغول في حياته وتدبير اموره فليس كل صديق نبقى معه تذهب ناس وتاتي ناس ولكن رجاءا ما حل مشكلتي وكيف اصبح انسان غير حساس وجزاكم الله خيرا ارجوكم اجيبوا على كل اسالتي على سؤال التعلق والحب والتعلق بالمكان والحنين والحساسية ووو شكرا لكم حفظكم الله سبحانه وتعالى . .

اضافة : انا حساس جدا واحتاج الى الحنين احتاج ان احتضن انسان بقوة او ان يحتضنني احد بقوة منذ سنوات ولم احضن احد ولم يحضني احد اشعر انني لدي كابه وتوتر وقلق واقوم بالكثير من التاجيل والتسويف ، عندما كنت طفل اهلي كانو لا يسمحو لي بالخروج واللعب مع الاطفال خارج المنزل خوفا من ان اتعلم اشياء غير جيدة ولكن هذه طريقة تربية غير صحيحة لان الطفل لديه طاقة ويحتاج الى اخراج هذه الطاقة وان عدم السماح للطفل بالخروج واللعب لا يعني انه لن يتعلم اشياء غير جيدة لانني الان شاب ولست طفل وقمت بالكثير من الاشياء السيئة والغير جيدة وتعرفت على فتيات ايظا ( ولكنني لم افعل الفاحشة والعياذ بالله تعالى ) وكنت اسمع اصوات الاطفال واراهم يلعبون وانا داخل المنزل وعندما كنت اخرج لشراء حلوى او ماشابه كنت استحي كثيرا اذهب بسرعة اشتري الحلوى وارجع للبيت ، واتذكر انني كنت ابكي بعض الاحيان من كثرة الملل ، ومنذ صغري عشت الكثير من المشاكل والمصاعب والتنقل والهجرة بسبب الحروب في العراق لم ارى استقرار في حياتي واصبت بوساوس قهرية وتغلبت عليها والحمد لله تعالى ، اشعر انني لدي طاقات وامكانيات كبيرة واستطيع تحقيق الكثير من الاشياء النافعة وحتى في عملي ناجح وفي البت ايظا والدراسة ايظا ولكن لدي الكثير من المشاكل النفسية والعوائق النفسية التي تصدني وتمنعني . انا اقلل من قيمة نفسي واتعصب بسرعة وبالي ليس طويل ، احتاج الى الحنين لذلك عندما اتعرف على فتاة اتعلق بها بسرعة وعندما نفترق احزن واتعب واعرف ان هذا خطا . والى الان ليس لدي اصدقاء ( لدي بعض الاصدقاء ولكن ليسو اصدقاء حقيقيين فقط سلام بيننا وبعض الاصدقاء في الدراسة بعد ان ينتهي الفصل نفترق . لا اكون صداقات خوفا من المشاكل ) انا اذهب الى العمل وعندما انتهي من عملي ارجع للبيت تقريبا ساعة واخرج مرة اخرى واعود في المساء لانني لا استطيع البقاء في المنزل لا اتحمل البقاء لذلك اغلب وقتي يكون خارج المنزل حتى في يوم العطلة اخرج ، وانا لا استطيع الذهاب الى طبيب نفسي بسبب اللغة احتاج الى لغة قوية للتعبير عن ما في داخلي ، ارجو من اخي الدكتور محمد عبد العليم ان يجيب على رسالة اخوه المسلم بجواب مفصل ارجوك يا دكتور جوابك مهم جدا بلنسبة لي لاتجب على رسالتي بجواب قصير انا متعب جدا والله الان انا ابكي عندما اكتب هذه الرسالة نفسيتي تعبانه جدا . والصلاة والسلام على رسول الله والحمد لله رب العالمين 

الجواب:

النفس البشرية تميل إلى من يحسن إليها ويعتني بها ويمدحها ويصبح عند الشخص نوع من الميول بل والحب لتلك النفوس التي تحيط الشخص بالحب والحنان مهما كانت تلك النفوس وهنا تأتي قوة شخصية الشخص المحاط بالحب والحنان ومعرفته بمصلحتها ومفسدتها ويفرق بين من يريد حقا مصلحته ومن يريد إيقاعه في الشباك ويوصله إلى ما لا تحمد عقباه فبالنسبة لكثير من النساء في البلد التي تقيم فيه قد يكون مقصدهن إيقاعك في المحرم أو أن ذلك نوع من سلوكيات القوم ولذلك ينبغي أن تكون موقنا بأن سلوكهن هذا نابع من ثقافتهن المنحرفة فلا ينبغي أن ينشغل عقلك بهن ولا  بتلك العبارات التي تخرج من أفواههن وأن تكون حريصا على ما ينفعك واجتهد في غض بصرك ما استطعت وعليك أن تنظر في أفعالهن القبيحة وتغلبها على الجانب الإيجابي فذلك كفيل أن يصرف تأثرك بهن أو الميول إليهن.

يتعرف الإنسان خلال حياته على أناس كثر والحرص على بقائهم في حياته صعب للغاية ذلك أن الناس يذهبون ويأتون وينشغلون في حياتهم وينسون كثيرا ممن تعرفوا عليهم أثناء الدراسة أو العمل ومن الطبيعي جدا أن يتأثر صاحب المشاعر الرقيقة أمثالك بمفارقة زملائه وأصدقائه سواء أثناء انتهاء الدراسة أو في حال تحولهم إلى كليات أخرى ولقد كان إقناعك لنفسك بما يخص الأصدقاء منطقي للغاية فأنت ستنهي دراستك وقد تعود إلى بلدك ويتفرق أصدقاؤك فكل سيذهب إلى وجهته لكن سيبقى بعض التواصل مع بعضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل المتاحة.

الحوار مع النفس وإقناعها بانتهاج نهج معين في غاية الأهمية وإعطاء العقل رسائل إيجابية يعزز من الثقة بالنفس.

اهتم بمن تكون حياتك معهم على سبيل الدوام كأسرتك ولا تعول على علاقة من سيغادرون حياتك عما قريب.

لتكن علاقتك مع الآخرين على أساس الإيمان فتلك العلاقة هي التي تبقى وتثمر في الدنيا والآخرة قال تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) ويقول عليه الصلاة والسلام: (الحب في الله والبغ في الله من أوثق عرى الإيمان).

يبدو لي أن عواطفك لم تشبع من الحب والحنان في صغرك وبحسب استشارتك أنك كنت تمنع من الاختلاط واللعب مع أقرانك فولد ذلك عندك هذا التعلق والتأثر بمن يبدي الاهتمام بك فصرت تتأثر بمن يعطف عليك وتحزن على مفارقة زملائك كونك لم يكن لك زملاء في الصغر ومع هذا فأتوقع أن هذه المشكلة سوف تتلاشي بالتدريج في حال زواجك بإذن الله تعالى.

أتمنى أن تلتفت لدراستك وتحصيلك العلمي وأن تجعل اهتمام الناس بك وتجاهلهم سواء.

الرسائل السلبية لها تأثيرها على سلوكياتك فها أنت تقول: (إنك تقلل من نفسك) والذي أنصحك به أن تعظم نفسك ويكفيك أنك مسلم عرفت الغاية من وجودك وتعبد الله في بلد تعج بالمعاصي ومبتعد على محارم الله مع سهولة الوقوع فيها فأنت لست أقل من زملائك بل أنت من أفضلهم إن لم تكن أفضلهم فعليك أن تعيد برمجة نفسيتك وأن تعيد الثقة بنفسك وانظر إلى الحياة بإيجابية وتفاءل فالتفاؤل يمنحك الأمل ويفتح لك آفاقا رحبة وواسعة.

سلوكيات الإنسان يمكن أن تتعدل وذلك بالممارسة وتعويد النفس عليها يقول عليه الصلاة والسلام: (إنما الصبر بالتصبر والعلم بالتعلم والحلم بالتحلم) وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أوصني يا رسول الله فقال: (لا تغضب فردد مرارا فقال لا تغضب) فاجتهد في أن تعود نفسك على الهدوء وعدم الغضب وسيوفقك الله لذلك يقول تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

اجتهد في غض بصرك ما استطعت إلى ذلك سبيلا امتثالا لقول الله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).

اجعل لقاءك مع الناس بحسب الحاجة والمصلحة فكثرة الاحتكاك بالناس يفسد القلب ويجلب سوء التفاهم ومن ثم الهموم والغموم كما ذكرت في استشارتك.

لا أظن أخي الكريم أنك تعاني من مرض نفساني فلا توهم نفسك بذلك والذي تحتاجه فقط أن تكون صاحب عزيمة قوية وشخصية إيجابية تؤثر ولا تتأثر.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق في حياتك.

 

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق