ما حكم رجل يشتهي ضرب زوجته على مؤخرتها (و لا حرج في الدين) و بالفلقة اكثر من شهوة الجماع نفسها فهو يقوم بضرب زوجته يوميا تقريبا بقوة على سطح اسفل رجليها الخمسين و اكثر و ذلك لانه يحب اقدام النساء كثيرا و يحب هذه العقوبة ايضا فهل هذا يعتبر مرضا نفسيا ام انها شهوة طبيعية لان اي رجل يحب اقدام النساء بطبعه؟؟ علما و انه ان لم يضرب زوجته بالفلقة على رجليها بعصا او خيزرانة يضيق صدره و تقوى عليه شهوته الجنسية و تاتيه تخيلات و افكار و تمنيات بان يخطف اي امراة جميلة و اقدامها جميلة ليضربها بالفلقة فقط بل لا تهدا شهوته حتى يمارس العادة السرية ويخرج المني و هو يتخيل نفسه يضربها بالفلقة فهو كما ترون مدمن على هذه العقوبة و كذلك يجد لذة و نشوة بتالمها و بكائها و تاوهها من ضرباته و يحس براحة نفسية و انشراح في الصدر حينما يضربها بهذه الطريقة فهل هذا الفعل حرام؟؟ علما بانها تكون راضية بذلك و لا يجبرها على شيء من العقوبات اذن فهو غير ظالم لها. و لو فرضنا ان هذا الفعل حرام شرعا فمالدليل على ذلك؟ و مالحل اذن مع هذه الشهوة علما بانه يصلي و يقرا القرءان و يصوم و كثيرا ما يقوم الليل و غير مقصر في الطاعات تقريبا؟ و هل اذا جاهد نفسه على هذه الشهوة و لم يضرب زوجته و لم يفعل العادة السرية من اجلها فهل ستلبى له في الجنة علما بانه يحب هذه الشهوة كثيرا و لا يريد ان ينزعها الله منه فهل يمكن ان يضرب الرجل زوجته في الجنة و احبها ان تتالم من ضرباته اذا اشتهى ذلك؟ اليس كل ما يتمناه العبد و يشتهيه في الجنة يحققه الله له؟ ام ان الجنة ليس فيها ضرب و لا ايلام ؟.
الجواب:
فمرحبا بك أخي الكريم وردا على استشارتك أقول:
قضاء الشهوة يقال لها العلاقة الحميمية كونها تؤدى في جو مفعم بالحب والمودة ويشعر الطرفان بتدفق الحب وزيادة المودة أثناء الممارسة ما يجعل كل طرف يستلذ ويعبر عن ذلك بالكلمات المليئة بالعاطفة والشعور بالمودة.
قد يحصل أن الزوج يعض زوجته في أي مكان من جسدها أو يضربها ضربة خفيفة لكن ذلك مشعر بعمق المحبة ولا تجد المرأة ألما مؤذيا بل قد تشعر بمزيد من الراحة كون ذلك نابعا من الحب والود وليس مرضا أو انحرافا سلوكيا وقد يحصل ذلك من المرأة أو يتبادلان هذا الفعل.
هنالك من تأثر عياذا بالله بما يفعله أصحاب الشذوذ الجنسي من خلال المقاطع الإباحية ولكثرة إدمان النظر صار مرضا عند المتأثرين بذلك وهذا بالطبع لا بد أن يخضع الشخص للعلاج السلوكي والنفسي.
قد تجد المرأة لذة فيما يحصل لها بل قد تطلب هي ذلك ولا تشعر باللذة إلا إن ضربت وهذا إما أن يكون سببه الانحراف من خلال إدمان مشاهدة تلك المناظر المحرمة المبثوثة في الشبكة العنكبوتية وقد يكون أمرا وراثيا وقد يكون تلذذا ولا تشعر بأي ألم والزوج يستمتع بذلك كما تستمتع الزوجة وفي هذه الحال لا يمكن أن يحكم على هذه الحالة بأنها محرمة كونه نوع من الاستمتاع لكن بشرط ألا تظهر آثار ذلك في الجسد وإلا كان مرضا وانحرافا.
حب الزوج لما يشعره باستمتاع زوجته ويزيد من استمتاعه ويشبع رغبته سواء كان ذلك تأوها أو صوتا أمر طبيعي ولا يعد مرضا طالما ذلك لا يصاحبه الضرب المبرح.
إن كان ذلك الضرب يولم المرأة فهذا لا شك أنه محرم كونه دون سبب وكونه مبرحا وكونه لقضاء شهوة منحرفة عند الزوج تأباه الأنفس السوية وتأباه المرأة وربما يحرمها ذلك الضرب من الاستمتاع بالمعاشرة كونه يقطع لذتها بالضرب فيصير تفكيرها بالضرب والألم وليس بالاستمتاع بالعلاقة الحميمية فيقضي الرجل شهوته ويبلغ النشوة وتبقى المرأة محرومة من لذة الاستمتاع.
من خلال استشارتك تبين أن هذا الرجل عنده مرض نفسي كونه يشعر بالضيق إن امتنعت زوجته من تركه يمارس ضربها وتخيله أن يخطف امرأة جميلة ولها أقدام جميلة ويتخيل ضربها ثم يمارس العادة السرية كل ذلك محرم شرعا ولا بد من معالجته والأخذ بيده كي يجتاز هذا المرض ويتعافى منه.
حب الرجل لقدمي زوجته وإكثاره من لمسها أو حتى تقبيلها لمجرد جمال قدميها لا شيء فيه كونه غير معظم لذلك ولا منزلا لها منزلة المعبود وربما كان ذلك يثير شهوته وهذا مثل حب الزوج لثديي زوجته أو مؤخرتها أو فرجها أو ما شابه ذلك.
لا يمكن تشبيه هذا الحب الجبلي أقصد حب الرجل لساقي زوجته أو قدميها أو ثدييها ويغر ذلك بمن يعبد فرج المرأة مثلا كبعض الهندوس كون الفارق واضح بين الأمرين ولا شك أن كل زوج يحب من زوجته بعض أعضائها ويختلف من رجل لآخر فقد يحب بعضهم خصرها وبعضهم بطنها وهكذا.
الألم في الجنة منعدم فلا يحس أحد دخل الجنة أي ألم سواء كان الألم حسيا أو معنويا وفي الجنة لا يكون هنالك أي انحراف سلوكي بل الناس كلهم على خلق واحد لكن لو أراد الإنسان أن يمنحه الله ما يشتهيه فإن الله تعالى يعطيه أمنيته ما لم تكن محرمة فلو طلب إيلام زوجته فذلك سيكون ممتنعا ولو أراد خمرا تذهب عقله فذلك ممتنع كذلك لكن لو كان الأمر مباحا فإن الله سيعطيه كما قال تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) وقال: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يتحدث – وعنده رجل من أهل البادية -: ((إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟. قال: بلى، ولكن أحب الزرع، فبذر، فبادر الطرف نباته. واستواؤه، واستحصاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله تعالى: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً، فإنهم أصحاب الزرع، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع، فضحك رسول الله – صلى الله عليه وسلم –)).
يجب على هذا الشخص أن يبادر لمعالجة نفسه ويجب أن يذكر بالله سبحانه وبأن الله تعالى لا يحب هذه الأفعال المنحرفة بل إنها تغضبه ويجب العناية برفع منسوب الإيمان عنده من خلال كثرة العمل الصالح ولا يكتفى بالظاهر من أنه يصلي وغير ذلك فالصلاة لا بد أن تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر وهذا الشخص يمارس المنكر ومن ثمار قوة الإيمان إيجاد الوازع الذي يمنع صاحبه من ارتكاب الذنوب وتزرع الخوف من الله سبحانه.
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يعافينا وإياكم وهذا الرجل من هذه السلوكيات المحرفة إنه سميع مجيب.
اضافة تعليق