تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة محدث لا دليل عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في سنن النسائي من حديث جابر بن عبد الله: “كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار” فقضى صلى الله عليه وسلم أن البدع كلها سيئة وضلالة والحديث رواه مسلم في “صحيحه” بدون لفظ: ((وكل ضلالة في النار)) .
ولا يصح أن يستدل للتقسيم بقوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سن في الإسلام سنة حسنة …. ” الحديث لأن معناه : من أحيا سنة؛ وسبب ورود الحديث يدل على ذلك إذ أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث حين حث الناس على الصدقة فقام رجل من الصحابة فذهب بيته وجاء بصرة كادت يده أن تعجز عن حملها بل قد عجزت فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتابع الصحابة بالمجيء بالصدقات حينها قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من سن في الإسلام سنة حسنة …. الحديث ).
وأما قول عمر ( نعمت البدعة هي ) فلا دليل فيه أيضا لأن المقصود بذلك البدعة اللغوية وليست الشرعية ومناسبة قول عمر لهذه المقالة حين جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد فلما رآهم على تلك الهيئة قال هذه المقولة فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن البدعة الشرعية محرمة، ولا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع، بدليل أن صلاة التراويح صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال ثم ترك مخافة أن تفرض عليهم فهل هناك من يقول إن صلاة التراويح بدعة أو أن عمر ابتدع .


اضافة تعليق