بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا كان لدينا فأر في المحل وكان يأكل البضاعة فمسكناه وحرقناه فماذا علينا ؟
الجواب :
الفأر من الفواسق التي رخص الشرع بقتلها في الحل ولحرم كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْحِدَأَةُ “))[1]
وذلك لأن هذه الخمس ومنها الفأرة مؤذية ولكن الواجب في حال القتل الإحسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» ))[2] فكان الواجب قتلها فقط وقد أخطأتم في تحريقها وعليكم أن تستغفروا الله تعالى وقد صح عن أبن عباس أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال… )) فَإِنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ»[3]
وأنكر ابن عباس على علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لما حرق أتباع عبد الله ابن سبأ حين زعموا أن عليا هو الله فأمر علي رضي الله عنه مولاه قنبر أن يحفر الحفر ويوقد فيها النار ثم أتي بأولئك الناس فحرقهم فيها وأنشد قائلا : لما رأيت الأمر أمرا منكرا أججت ناري ودعوت قنبرا فأنكر عليه ابن عباس واحتج عليه بهذا الحديث بل إن الله أنكر على نبي من الأنبياء ممن كانوا قبلنا ” نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجِهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، وَأَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ فِي النَّارِ، قَالَ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً “)) [4]فلا تعودوا لمثل هذا الفعل الشنيع والله المستعان
[1] – أحمد 41/ 201
[2] – صحيح الجامع الصغير وزيادته 1/ 369
[3] – أبو داود 3/ 54
[4] – مسلم 4/ 1759
اضافة تعليق