بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حكم شرب الدخان وهل أذا طلب الوالد من ولده أن يشتري له دخان أن يجبه أم يرفض ؟
الجواب:
الدخان محرم بالكتاب والسنة يقول الله تعالى : (( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ )) سورة المائدة آية ( 4) وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )) سورة البثرة آية (172) وقال عز من قائل مخبراً عما بعث لأجله رسوله صلى الله عليه وسلم: (( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )) سورة الأعراف آية ( 157) والسبب في تحريمه أنه يحتوي على مادة النيكوتين وهي مادة سامة والدخان سبب لأمراض كثيرة جدا منها السرطان وتصلب الشرايين وغير ذلك والعالم كله مجمع على أنه ضرر محقق والقاعدة الشرعية تنص على أنه لا ضرر ولا ضرار وقد قال أطباء بارزون: إنه يجب التعامل مع النيكوتين الموجود في التبغ كباقي المخدرات الخطيرة مثل: الهيروين والكوكايين وفضلاً عن أن التدخين مهلكة للبدن ـ الذي هو أمانة لا يجوز التصرف فيه بما يضره ـ فهو كذلك إضاعة للمال الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي. وقال أيضاً: ” عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَمَنْعًا وَهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ ” البخاري 8/ 4
ولو رأيت رجلاً يمسك بيده مالاً ويوقد فيه النار لما ساورك شك في أنه مجنون. والمدخن يفعل ذلك تماماً، فماذا يقال عنه؟
وأما طاعة الوالد في الذهاب لشراء الدخان وهل يجاب الوالد في طلبه أم يرفض فالأصل في هذه المسألة أنه لا يجوز لك الموافقة وعليك أن تعتذر بأسلوب حسن لأن موافقتك له مباشرة ليس من البر في شيء بل هو إعانة له على الإثم والله تعالى يقول : (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )) سورة المائدة آية ( 2 ) ولا شك أن في شرائك الدخان لوالدك إعانة له على الإثم، فالواجب عليك أن لا تعينه على ذلك، فإن غلب على ظنك حصول مفسدة أكبر لعدم تلبية طلبه، فلا بأس أن تلبي طلبه ـ مع استمرار النصيحة له بالحسنى ـ دفعاً لأعظم المفسدتين بارتكاب أدناهما.
أما إن طلب منك ما هو أعظم من الدخان كالخمر والمخدرات، فإنه يتوجب عليك الامتناع، ولو قدر أن ذلك سيؤدي إلى طردك من البيت، وكنت قادراً على إعالة نفسك، خرجت والله وحده المعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإن لم تكن قادراً على إعالة نفسك لصغر أو عجز جاز لك اللجوء إلى القاضي أو من يقوم مقامه في حمايتك وحفظ حقوقك كالمنظمات الحقوقية المحلية . هذا والله الموفق
اضافة تعليق