تابعنا على

العقيدة الإسلامية ركن الفتاوى

ماهي معجزة نبي الله هود وماهي معجزة نبي الله شعيب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ماهي معجزة نبي الله هود وماهي معجزة نبي الله شعيب؟
الجواب:
مما لا شك فيه أنه ما من نبي إلا وقد آتاه الله تعالى آية بينة ومعجزة مبهرة تدل على صدق ما جاء به ، يقيم بها الحجة على كل من خالفه . فروى البخاري (4981) ، ومسلم (152) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدِ اُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” قَوْله : ( مَا مِنْ الْأَنْبِيَاء نَبِيّ إِلَّا أُعْطِيَ ) : هَذَا دَالّ عَلَى أَنَّ النَّبِيّ لَا بُدّ لَهُ مِنْ مُعْجِزَة تَقْتَضِي إِيمَان مَنْ شَاهَدَهَا بِصِدْقِهِ , وَلَا يَضُرّهُ مَنْ أَصَرَّ عَلَى الْمُعَانَدَة .
وَالْمَعْنَى أَنَّ كُلّ نَبِيّ أُعْطِيَ آيَة أَوْ أَكْثَر ، مِنْ شَأْن مَنْ يُشَاهِدهَا مِنْ الْبَشَر أَنْ يُؤْمِن بِهِ لِأَجْلِهَا , وَالْمُرَاد بِالْآيَاتِ : الْمُعْجِزَات ، وكُلّ نَبِيّ أُعْطِيَ مُعْجِزَة خَاصَّة بِهِ ، لَمْ يُعْطَهَا بِعَيْنِهَا غَيْره ، تَحَدَّى بِهَا قَوْمه, وَكَانَتْ مُعْجِزَة كُلّ نَبِيّ تَقَع مُنَاسِبَة لِحَالِ قَوْمه”
انتهى مختصرا من ” فتح الباري لابن حجر (9/ 6) ” .
والذي يعنينا هنا هو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أما معجزات بقية الأنبياء فلم تأت إلينا مع أننا نؤمن بها ولا يترتب على معرفتنا بها عمل ونحن نؤمن بكل أنبياء الله يقول الله تعالى : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) والقرآن الكريم قد نص على معجزات بعض الأنبياء ولا يلزم أن ينص القرآن أو السنة على معجزة كل نبي ،  بل لسنا مطالبين بالإيمان بالأنبياء الصادقين ، لأجل معجزاتهم ؛ فإنها مضت معهم ، وانقضى زمانها ، ومعلوم أن الإيمان بالأنبياء مجمل ومفصل فالمفصل هو إيماننا بمن نص عليهم في القرآن أو السنة بأسمائهم والمجمل هو أن نؤمن أن لله رسلا كثر لا يحصيهم إلا هو سبحانه قال تعالى: ( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ) فشعيب عليه السلام له آية لكن الله تعالى لم يذكرها في القرآن الكريم . قال الزجاج رحمه الله :
” قوله : (قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ) قال بعض النحويين؛ لم يكن لشعيب آية إِلا النبوة ، وهذا غلط فاحش .
قال : (قد جاءَتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل) فجاءَ بالفاءَ جواباً للجزاء ، فكيف يقول : قد جاءَتكم بينة من ربكم ، ولم يكن له آية إِلا النبوة ؟ فإن كان مع النبوة آية فقد جاءَهم بها.
وقد أخطأ القائل بقوله : لم تكن له آية ، ولو ادَّعَى مُدَّعٍ النبوة بغير آية لم تُقْبَلْ منه ، ولكن القول في شعيب أن آيته كما قال بينَة ، إِلا أن الله جل ثناؤه ذكر بعض آيات الأنبياءِ في القرآن ، وبعضهم لم يذكر آيته ، فمن لم تذكر آيته لا يقال : لا آية له ” انتهى من “معاني القرآن” (2/ 353-354) . هذا والله أعلم

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق