تابعنا على

القرآن الكريم ركن الفتاوى

كيفية الجمع بين قوله تعالى: ((في يومٍ كان مقدارهُ خمسين الف سنة))وقوله تعالى((في يومٍ كان مقدارهُ الف سنةٍ مما تعدون))؟

بسم الله الرحمن الرحيم

استاذي القدير السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته، جاء في القران الكريم مقدار اليوم الواحد في يوم القيامة بآيتين كريمتين، فما الفرق بين قوله تعالى ((في يومٍ كان مقدارهُ خمسين الف سنة))وقوله تعالى((في يومٍ كان مقدارهُ الف سنةٍ مما تعدون))وجزاكم الله خير الجزاء؟
الجواب:
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب :
قوله تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
هذه الآية الكريمة تدل على أن مقدار اليوم عند الله ألف سنة ، وكذلك قوله تعالى : (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .
وقد جاءت آية أخرى تدل على خلاف ذلك ، وهي قوله تعالى في سورة سأل سائل : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ) الآية .
اعلم أولاً أن أبا عبيدة رَوى عن إسماعيل ابن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة أنه حضر كُلاًّ من ابن عباس وسعيد بن المسيب سُئل عن هذه الآيات فلم يَدْرِ ما يقول فيها ويقول : لا أدري .
وللجمع بينهما وجهان :
الوجه الأول : هو ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس من أن يوم الألف في سورة الحج هو أحَد الأيام السِّـتَّة التي خَلَق الله فيها السماوات والأرض ، ويوم الألف في سورة السجدة هو مقدار سير الأمر وعُرُوجه إليه تعالى . ويوم الخمسين ألفاً هو يوم القيامة .
الوجه الثاني : أن المراد بجميعها يوم القيامة وأن الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر ، ويدل لهذا قوله تعالى : ( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) ذكر هذين الوجهين صاحب الإتقان . والعلم عند الله . اهـ . والله تعالى أعلم .

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق