تابعنا على

ركن الفتاوى فقه العبادات

هل غسل الجمة واجب على الرجل ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل غسل الجمة واجب على الرجل ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ؟
الجواب:
غسل الجمعة مختلف فيه فمنهم من قال بوجوبه واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) ومنهم من قال إنه مستحب وستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : من اغتسل فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل ) وجعلوا هذا الحديث صارفا للوجوب المصر ح به في الحديث الأول وهو الصحيح جمعا بين الأدلة  وهذا الحكم لمن  يحضر الجمعة ذكرا كان أو أنثى وقد بوب ابن حبان في صحيحه بقوله : ” ذكر الاستحباب للنساء أن يغتسلن للجمعة إذا أردن شهودها ” ثم ساق حديث عثمان بن واقد العمري عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل ) .

والحديث متفق عليه دون زيادة ” من الرجال والنساء ” ، وهذه الزيادة رواها ابن خزيمة وابن حبان والبيهقي في السنن ، وقد اختلف في صحتها :

فصححها النووي رحمه الله في المجموع (4/ 405) ، وابن الملقن في البدر المنير .  (4/ 649).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (2/ 358) : ” فَفِي رِوَايَة عُثْمَان بْن وَاقِد عَنْ نَافِع عِنْد أَبِي عَوَانَة وَابْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّان فِي صِحَاحهمْ بِلَفْظِ ” مَنْ أَتَى الْجُمُعَة مِنْ الرِّجَال وَالنِّسَاء فَلْيَغْتَسِلْ , وَمَنْ لَمْ يَأْتِهَا فَلَيْسَ عَلَيْهِ غُسْل ” وَرِجَاله ثِقَات , لَكِنْ قَالَ الْبَزَّار : أَخْشَى أَنْ يَكُون عُثْمَان بْن وَاقِد وَهِمَ .
وجزم أبو داؤد رحمة الله عليه بما خشيه البزار فحكم على هذه الزيادة بالوهم
قال  الآجريتلميذ أبي داؤد : ” سألت أبا داود عنه فقال : ضعيف . قلت لأبي داود : إن عباس بن محمد يحكي عن يحيى بن معين أنه ثقة ؟ فقال : هو ضعيف ؛ حدث هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل ) ، ولا نعلم أن أحدا قال هذا غيره ” . انتهى . “تهذيب الكمال” (19/505) .
وقد جزم العلامة المحدث الألباني رحمه الله بأن هذه الزيادة ((من الرجال والنساء) شاذة “أنظر السلسلة الضعيفة” (8/ 430).
قلت : لا معنى للحكم على هذه الزيادة بالضعف طالما وهي صحيحة من حيث المعنى وهذا يتمشى مع ما مال إليه النووي وابن الملقن كما سبق ذكره ويؤيد هذا ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبيدة ابنة نائل قالت : سمعت ابن عمر وابنة سعد بن أبي وقاص يقولان : من جاء منكن الجمعة فلتغتسل . وروى عن طاوس بمثله ، وعن شقيق أنه كان يأمر أهله الرجال والنساء بالغسل يوم الجمعة . انظر المصنف (2/ 9).
والعلة في الأمر بالاغتسال للجمعة معقول المعنى، وهو النظافة وقطع الروائح الكريهة المؤذية للحاضرين ، ولهذا تدعى المرأة إليه إن أرادت الحضور .

قال الحافظ في الفتح : ” قَالَ الزَّيْن ابْن الْمُنير : وَنُقِلَ عَنْ مَالِك أَنَّ مَنْ يَحْضُر الْجُمُعَة مِنْ غَيْر الرِّجَال : إِنْ حَضَرَهَا لِابْتِغَاءِ الْفَضْل شُرِعَ لَهُ الْغُسْل وَسَائِر آدَاب الْجُمُعَة , وَإِنْ حَضَرَهَا لِأَمْرٍ اِتِّفَاقِيّ فَلَا ” انتهى من “فتح الباري”.
والخلاصة : أن غسل الجمعة سنة مستحبة لكل من حضر الجمعة ذكرا أو أنثى صغيرا وكبيرا حرا وعبدا حتى المسافر لأن المراد النظافة وقطع الروائح الكريهة المؤذية للحاضرين والله الموفق .

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق