تابعنا على

استشارات اسلام ويب الاستشارات

أشاهد الأفلام الإباحية وأمارس العادة السرية، فكيف أنقذ نفسي من النار؟

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة عمري 26 سنة، مشكلتي بدأت منذ أدخلنا الأنترنت إلى البيت، حيث أصبحت أشاهد الأفلام الإباحية، فصرت أكره نفسي وبشدة، لأنني منها صرت أمارس العادة السرية، وأشعر أن ذنوبي التي ارتكبتها في الخلوات شنيعة، ولن يغفرها الله لي، وأستحق أن أطرد من رحمة الله، لكنني لا أريد ذلك، فأنا أحب الله، وأحب أن أكون على الصراط المستقيم.

أنا فتاة ملتزمة من ناحية الهيئة الخارجية، وهذا يضفي علي نقاء أمام الناس، فيعتقدون أنني كذلك، وهذا يشعرني بتأنيب الضمير، وأكره نفسي بسبب حسن ظنهم بي، وقد سمعت أن هناك حديث بمعنى أن السيئة تمحو الحسنات وتجعلها هباء منثورا، ويكاد يقتلني التفكير بأن ما فعلته من صفحة دينية على موقع التواصل، والذي كان غايتي منها أن يغفر الله لي ذنوب الخلوات، تذهب هباء، فهل كل ما فعلته سيذهب سدى؟

تركت مشاهدة الأفلام لمدة سنتين، ولم أشاهد منها أي شيء، وبدأت في تركيز اهتمامي على الصفحة الدينية، لكنني البارحة عدت لممارسة العادة السرية، حيث شاهدت مقتطفات ولم أستمر، وكنت أبكي وأصرخ بداخلي وأتساءل عما فعلته؟ لكنني استيقظت في التاسعة صباحا لأستعد لدراسة المادة التي سأمتحن فيها، وبدلا من ذلك شاهدت مقاطع إباحية، ومارست العادة.

أكره نفسي، أتمنى من الله أن يسترني، هل سأعاقب بزوج غير صالح؟ والله أنني لا أفعل أي شيء خاطئ سوى هذه العادة، والتي كنت قد تركتها، أنا -الحمد لله- وبشهادة الجميع فتاة كاملة، لكن لم يتقدم لي أحد، وأنا أريد أن أتزوج، أريد أن أترك المحرمات، ما الذي يمكن أن أفعله ليرضى الله عني؟ هل كل حسناتي ستذهب هباء؟

الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:
– اعلمي -أختي الكريمة- أن رحمة الله وسعت كل شيء، ورحمته غلبت غضبه، والإنسان قد يقع في الذنب مرة بل مرات، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) فمهما وقعت بالذنب توبي إلى الله توبة نصوحا، والتي من شروطها الإقلاع عن الذنب، والندم على الفعل، والعزم على عدم العودة مرة أخرى، ولو سولت لك نفسك الأمارة بالسوء فوقعت مرة أخرى، فعاودي التوبة، ولا تيأسي من رحمة الله.

– ثبت في الحديث القدسي أن العبد وإن ارتكب الذنب أكثر من مرة، ثم يتوب، فالله يغفر له، يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام- يقول الله جل وعلا: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ).

– لا يوجد حديث بالمعنى الذي ذكرته، وليس صحيحا أن من فعل ذنبا أصبحت حسناته هباء منثورا، وإنما ذلك في الشرك الأكبر، فهو المحبط للعمل والمذهب للحسنات.

– أكثري من الأعمال الصالحة، فذلك سيقوي إيمانك ومراقبتك لله تعالى، وإذا همت نفسك بفعل المعصية فتذكري أن الله يراك ويراقبك قال تعالى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)، ولا تجعلي الله أهون الناظرين إليك، بل استحي منه حق الحياء، أكثر من استحيائك من الناس الذين تتسترين عن أنظارهم في حال فعل تلك المنكرات، فنبينا -عليه الصلاة والسلام- يقول: (استحيوا من الله حق الحياء).

– إن كان لك أخوات فلا تنامي وحدك، فالوحدة تدعوك لتلك الأفعال الشنيعة، وقللي من شرب المنبهات، وأجهدي نفسك في أعمال المنزل، ولا تنامي إلا وأنت مجهدة، بحيث لا تبقي وقتا للتفكير، بل تخلدي في النوم مباشرة.

– ابتعدي عن النت وعن كل ما يذكرك بالأفلام الإباحية، وأكثري من الصوم، فإنه يحد من الشهوة كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، واحذري كل الحذر من الاستمرار في العادة السرية، فقد توصلك إلى ما لا تحمد عقباه.

– الزواج رزق مقسوم من الله تعالى، وسيأتيك رزقك في الوقت الذي كتبه الله لك، فأكثري من التضرع بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة، أن يرزقك الله الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وكوني على يقين بأن الله سيستجيب لك، فالله الذي أمرنا بالدعاء وعدنا بالإجابة، فقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ).

– إن تبت إلى ربك توبة نصوحا فالله سيتوب عليك، ولن تعاقبي على ما فعلته، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

– لا بأس أن تتحدثي مع زميلاتك أن يبحثن لك عن زوج صاحب دين وخلق، وهذا من باب العمل بالأسباب، فهنالك شباب كثر يبحثون عن زوجات، فلعل الله ييسر أمرك وترزقين بزوج.

أسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعا، وأن يرزقنا الاستقامة على دينه، إنه سميع مجيب.

رابط الاستشارة في موقع إسلام ويب:

 

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق