تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

ما الهدف من حياة المسلم؟

السائـل: محمد2016-02-09 20:46:41

استشارات اجتماعية

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ما الهدف من حياة المسلم في الدنيا غير عبادة الله؟ هل هدف المسلم في الدنيا أن يجمع الفلوس ويعمل بيتًا وأولادًا مثله مثل سائر مخلوقات الله؟ أم له هدف أكبر مثل إعمار الكون؟ ولو أحس أنه غير قادر على تقديم أي فائدة لمجتمعه لأي سبب، هل يبقى آثمًا لو لم يتزوج وينجب الأولاد؟ وما الهدف من حياة المسلم أو الإنسان بشكل عام؟

جزاكم الله خيرًا.

 

المستشار: د.عقيل المقطري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فمرحبًا بك -أخي الكريم- في مستشارك الخاص، ويسرنا كثيرًا تواصلك معنا في أي قضية تعرض عليك، ونتمنى ألا تكثر من الاسترسال في مثل هذه الأسئلة؛ فإن عامتها من وساس الشيطان الرجيم يسترسل معك فيها، وقد يوصلك إلى ما لا تحمد عقباه؛ فحذار من ذلك، وردًا على استشارتك أقول:

1 – الله -جل شأنه- لم يخلق هذا الكون عبثًا، ولم يخلق الإنسان هملًا، قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) والخطاب هنا للإنس والجن جميعًا.

2 – من أعظم أهداف خلق الإنسان عبادة الله تعالى كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

3 – ومن أهداف خلق الإنسان الابتلاء والاختبار ليتبين المسيء من المحسن والطائع من العاصي، كما قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ ) (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).

4- من أهداف خلق الإنسان الاستخلاف في الأرض والسعي بكل الجهود من أجل عمارتها حتى يعيش البشر بسعادة وراحة، وأن يعمل الصالحات في هذه الحياة القصيرة لينعم في جنات النعيم التي هي الحياة الحقيقية الدائمة ولينظر كيف سيعمل هذا الإنسان في هذا الكون هل سيعمره وفق مراد الله ومنهجه أم لا، قال ربنا الحكيم الخبير: (قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) وقال: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ).

5 – من لا يعمل الصالحات في هذه الحياة فهو يكتب الشقاء لنفسه قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فجعل الحياة الطيبة ثمرة للإيمان والعمل الصالح.

6- كل شيء في هذا الوجود من سماوات ومجرات وأشجار وأحجار وماء وهواء وإنسان وحيوان يعبد الله بالطريقة التي أرادها سبحانه وتعالى كما قال: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).

7- الإنسان خلق للسعادة فإذا عرفنا ذلك شعرنا بالراحة والتفاؤل، وأيقنا أن الإنسان مخلوق مكرم قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).

8- الله -جل وعلا- جاء بنا إلى هذه الحياة الدنيا كي نتأهل للسعادة الأبدية، وتأهل الإنسان أن يبذل مما أعطاه الله، وليجعل حياته كلها لله: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وورد في السنة النبوية الصحيحة: (ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، حتى اللقمة تضعها في فم زوجتك لك فيها صدقة، وفي بضع أحكم صدقة (مجامعته لزوجته)، وتعين الرجل في حمل أثقاله على دابته لك فيه صدقة).

9- وصيتنا لك بتقوى الله تعالى وتوثيق الصلة به وكثرة اللجوء إليه بالدعاء أن يشرح صدرك ويلهمك رشدك والإكثار من نوافل العمل الصالح كتلاوة القرآن الكريم والمحافظة على أذكار اليوم والليلة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق