السائـل: ابو حمزه2016-02-11 00:08:30
السلام عليكم.
أنا شاب تعرفت على فتاة وأحببتها، والحمد لله علاقتنا كانت نظيفة جداً بدون أي اختلاء أو مواعيد أو شي، وكنت حريصاً على أن يكون حباً صافياً بدون أخطاء، لكن لم يكن لي نصيب، وهي أخذت نصيبها من غيري، وبعد فترة طلقت، وربما كنت سبباً في طلاقها بشكل أو بأخر، ولا زلت متعلقاً بها، وعدت للتواصل معها، وتواصلت مع أهلها لطلبها، ونحن بصدد إكمال الخطبة، والمشكلة أن لديها ابنة، وهذا الشيء جداً يؤلمني حقاً، وأحياناً أقول: إنني أستاهل ذالك، فأنا من تركها تذهب، وأحياناً يؤلمني.
بلغت من الحب لها مبلغاً لا أرى عيوبها، ولا أستطيع كرهها، ولعل الله يكرمني بها، ولكن كيف أتعامل مع وجعي من وجود ابنتها؟ أرجو إفادتي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد: فمثل هذه العلاقات التي تنشأ عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو الهاتف لا تكلل غالباً بالنجاح، وينتج عنها نتائج سيئة، منها شدة التعلق، والذي قد يصل إلى حد الاكتئاب عند البعض؛ لأن الشخص قد يتعلق بفتاة ولا تكون من رزقه، فإذا ذهبت عنه عاد بالحسرات والألم النفسي، فالواجب عليك أن تستغفر الله عما حصل منك في الماضي وعلى تسببك في طلاق هذه المرأة من زوجها، وعليك قبل الارتباط بها أن تكون متأكداً من توفر الصفات المطلوب توفرها في شريكة حياتك، وأهم ذلك الدين والخلق، كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة بقوله: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك: الدعاء بالفقر، فأنت لم تخبرنا عن شيء من صفات هذه المرأة، واكتفيت بأنك تحبها ومتعلق بها، وذلك غير كاف، ولعل الله مقدر عليك أن تتزوج بها بعد الزوج الأول. وأما بالنسبة لتألمك من وجود بنت معها من زوجها الأول؛ فإن كانت ستبقى معها، وأنت تحب هذه المرأة بعد التيقن من توفر الصفات، فأتمنى أن تحتسب الأجر عند الله في تربية هذه الصغيرة، فما ذنبها أن تحرم من أمها؟! وأنت مصيرك أن تنجب منها أطفالاً عاجلاً أو آجلاً إن شاء الله تعالى، وتلك سنة الله تعالى. وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وتوثيق الصلة به، والمحافظة على الفرائض، والإكثار من الأعمال الصالحة؛ فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وأكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة؛ فذلك سيجعل قلبك مطمئناً، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. وأسأل الله تعالى لك دوام التوفيق.
اضافة تعليق