مشكلتي بدأت منذ 3 سنوات عندما اكتشفت أن زوجي يتحدث مع إحدى الفتيات على النت، وكان الكلام كله عن الشهوة والجماع، وعند مواجهته طلبت منه الطلاق، فقال: إنها غلطة ولن تتكرر مرة أخرى، وأنا صدقته، ولكن منذ فترة شعرت بتغيره من ناحيتي، وعند البحث وجدت أنه تعرف على فتاة أخرى، وكل مرة أواجهه يقول: إنها غلطة.
ولكن الآن الأمر تغير، تأتي لي طالبة لكي أدرسها، وتأتي معها الخادمة الفلبينية، وأراه ينظر لتلك الخادمة نظرات إعجاب، وأقول: إن الأمر وهم، ولا يجب أن أعطيه قيمة، فهذه خادمة، ولكن الأمر تطور، فقد أضاف الخادمة عنده في حساب خاص له، لكي ينظر إلى صورها، وهي تلبس القصير والعريان، وعند مواجهته قال لي: إني أغار عليه من خادمة، وما المشكلة في إضافتها عندي، إنها للتسلية، وأنا لا أستطيع أن أتحمل هذا الشعور بأن زوجي ينظر إلى غيري، وطلبت منه الطلاق، ولكنه رفض، وطلب منى أن أمسحها من حسابه، ولكنه قام وأضافها مرة أخرى.
وأنا أريد أن أعرف الحل في مثل تلك الأمور، هل أذهب إلى أهلي وأقول لهم الحقيقة، وأبتعد عنه، وأصر على الطلاق، أو أتحدث إلى أهله أولًا لكي يرجع عن أفعاله هذه؟ أريد الحل لأني لا أستطيع أن أعيش مع زوج كل فترة ينظر إلى النساء، وأيضًا يشاهد أفلامًا إباحية، هذا شعور صعب، ولا أستطيع تحمله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في مستشارك الخاص، وردًا على استشارتك أقول:
لا تخرجي مشاكلك مع زوجك إلى خارج بيتك ولا تفشي سره، واجتهدي في إصلاح زوجك بنفسك، وأخلصي لله في إصلاحه واكسبي أجره.
الستر عليه أدعى لسماع صوتك ونصحك وبقاء احترامك ومهابتك في نفسه، فلا تكسري هذا الحاجز الذي بينك وبينه حتى لا يصبح مجاهرًا بالمعصية، فعندئذ يستفحل المرض ويصعب العلاج.
بعض من يدخل لأجل حل المشكلة قد يوسع الهوة ويكبر الفجوة بين الزوجين، فلا أنصحك في هذه المرحلة أن تدخلي طرفًا ثالثًا.
لا تكثري من النقد لزوجك، فالنقد عند البعض منفر، وعليك أن تتجهي للحل مباشرة بخطى ثابتة وبهدوء تام وتدرجي في ذلك، ولا تتعجلي، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: [التأني من الله والعجلة من الشيطان].
اقتربي من زوجك أكثر، ولا تجعلي هذه المشكلة تؤثر على علاقتك به، وتجملي له بشكل دائم، وأظهري له مفاتنك، واستنهضي أنوثتك وما أودع الله فيك من الصفات التي بها تستطيعين سحر زوجك وجعله يقصر نظره عليك، فالرجل إن وجد تلك الصفات سقط بين يدي زوجته، ألم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب (عقل) الرجل الحازم من إحداكن).
احذري أن يشغلك أولادك وتربيتهم عن الالتفات لزوجك، فذلك يوجد فجوة بينك وبينه، ولعل ما حصل منه من انحراف في السلوك كان من جملة أسبابه انشغالك عنه.
من أعظم أسباب ما جعل زوجك يقع فيما هو فيه: ضعف إيمانه، فاتجهي إلى توثيق صلته بالله تعالى وتقوية إيمانه من خلال جعله محافظًا على أداء الفرائض، والإكثار من النوافل، ومشاركته في ذلك.
وثقي صلتك بربك واجتهدي في تقوية إيمانك، وأكثري من الأعمال الصالحة توهب لك السعادة والحياة الطيبة والتي من أساسياتها صلاح زوجك وسعادتك معه يقول تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
توددي إليه بنصحك، ولا تكثري عليه إن رأيته ينفر، وابقي على تواصل معه عبر الرسائل النصية ووسائل التواصل، وابتدئيه بالكلمات العاطفية ولا تنتظريه حتى يبدأ هو.
اشبعي عاطفته بالكلام الغزلي والكلام عن الجنس والجماع، وادخلي معه في العمق، فلا حواجز بين الزوجين ولا ينفع الحياء فيما بينهما، وأشبعي شهوته، ونوعي له وضعيات الممارسة الحميمية، فذلك من مكملات إشباع الشهوة.
استعيني بالله تعالى على إصلاحه، وأكثري من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه أن يصلح زوجك ولا تيأسي من روح الله.
أكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له].
لا شك أن لزوجك زملاء صالحين، وأنك تعرفين زوجاتهم، فاطلبي منهن أن يكلفن أزواجهن بالتواصل معه وعقد صداقة وزيارات وتوثيق العلاقة ونصحه والأخذ بيده دون أن يشعر أنك من طلب ذلك.
أتمنى أن تكون لكم في البيت حلقة علمية تقرؤون كتاب الله، وتستعينون على فهمه من تفسير العلامة السعدي رحمه الله، وتقرؤون أبوابًا منتقاة من كتاب رياض الصالحين للعلامة النووي مع شرحها للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمة الله تعالى على الجميع.
من أفضل ما يقوي الإيمان: الصيام، وتلاوة القرآن، وسماع المواعظ المؤثرة، فبطريقة غير مباشرة تستطيعين بإذن الله أن تجعليه يستمع لتلك المواعظ.
ذكريه بالله تعالى وأنه يراه ويراقبه، وما من كلمة يتكلم بها إلا وتكتب عليه كما قال تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} وقال: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} وقال: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.
اجتهدي ما استطعت لإسعاد زوجك والاهتمام بمظهره ونظافة وحسن تربية أولاده، وتفنني في طهي طعامه وترتيب بيته، واجعلي منظر بيتك جذابًا.
تحيني أوقات صفاء نفسه للجلوس والتحاور معه، وسليه ماذا لو أن إحدى محارمه كانت على تواصل مع رجل يتكلم معها بالكلام الفاحش، كيف سيكون موقفه؟ ألا يخشى من العقوبة، فإن الجزاء من جنس العمل.
إن لم ينفع ما ذكرناه لك، ورأيت أن تهديده بالكلام مع أهله ينفعه ويزجره، فلا بأس من تهديده بذلك.
الطلاق ليس حلاً، فنتائجه عكسية، وأنت ستتضررين من ذلك، ولعلك تدركين نظرة المجتمع السيئة للمطلقة، وأولادك هم الضحية الكبرى، فلا تكثري من طلب الطلاق، وتجلدي وتصبري ونوعي أساليب إصلاحه ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك ويلهمه رشده ويقر عينيك بصلاحه، ويسعدك إنه سميع مجيب.
اضافة تعليق