السلام عليكم ورحمة الله..
ارتبطت بابن عمتي لمدة سنة، وكان يتعاطى الحشيش، ولكنه أقلع عنه في هذه السنة من أجلي، وأصبح سعيدًا من دونه، وقبل الخطبة بأسبوعين حدث بعض المشاكل بيننا وتركني، وعاد لما كان عليه، وحاولت معه بكل الطرق أن أعود إليه لكنه رفض، ويقول أنه هكذا سعيد، ولا يريد أن يقلع عنه مرة أخرى، وأنه سوف يظلمني عند العودة إليه، كيف لي أن أقنعه أني أريده، وأني قادرة على إخراجه مما هو فيه؟
مع العلم أنه عندما أتحدث معه يقول لي أنه مخنوق ويطلب مني أن أقف بجانبه كأخت، ولكني لم أستطع أن أصبح أختًا له مرة أخرى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في مستشارك الخاص، وردًا على استشارتك أقول:
لا يحل لك أن تبني علاقة خارج إطار الزوجية؛ فابن عمتك لا يزال أجنبيًا؛ فالواجب عليك أن تستغفري الله تعالى على علاقتك معه طيلة تلك السنة، وأن تتوبي توبة نصوحًا، والتي من شروطها الإقلاع، والندم على ما فعلت، والعزم على عدم العودة مرة أخرى لتلك العلاقة.
– الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره -والله أعلم- هل هذا الشاب من نصيبك أم لا؛ فإن كان من نصيبك فسوف تتزوجين به، وإن لم يكن من نصيبك فلن تتمكني من ذلك.
– احرصي على توفر الشروط المطلوب توفرها في شريك حياتك، وأهمها الدين والخلق، ثم بقية الصفات التي ترغبين في توفرها؛ فصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان، وواضح أن هذه الشروط غير متوفرة في ابن عمتك.
– لا تعلقي نفسك بشخص بعينه مهما كان حبك له فإنه لا يدرى هل هو من رزقك أم لا؛ ولأن ذلك سيسبب لك مشاكل كثيرة منها شدة الحزن والاكتئاب في حال لم تتمكني من الزواج به.
– لا تهيني نفسك باللهث وراء هذا الشاب؛ فدينك يريدك أن تكوني عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة، ولعل من رحمة الله أن صرف هذا الشاب عنك.
– قد يحب الإنسان شيئًا وفيه شر له، وقد يكره شيئًا وفيه الخير العميم، كما قال تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖوَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
– تعاطي الحشيش محرم، وله آثار سيئة على من يتعاطاه وعلى من حوله، ومهما كنت واثقة أنك قادرة على التأثير عليه؛ فقد يكون رفقاؤه أكثر قدرة منك على إبقائه معهم، وحينها ستندمين أشد الندم على اتخاذ قرار الارتباط به؛ فبعدك عن هذا الشاب هو السلامة والسلامة لا يعدلها شيء.
– الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك فتأني ولا تتعجلي، ولا تفكري بالزواج بعاطفة محضة، ولكن فكري فيه بعقل مرتبط بالشرع، واجعلي نظرتك للحياة في المستقبل؛ فذلك مشروع عمر، وليس لمدة محدودة.
– تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة؛ فالله تعالى قد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالاستجابة، فقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ) وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِإِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
أسأل الله تعالى أن يعطيك من الخير ما تتمني، وأن يصرف عنك كل مكروه.
والله الموفق.
اضافة تعليق