أنا عصيت ربي أكثر مرة، كنت أفعل عدة محرمات قبيحة دمرتني وهزت كياني، ومنها اهتز عرش الرحمن، لأنني فعلتها في خلواتي، عصيت الله بنفسي الضعيفة، والمعصية الثانية عصيته عن جهل، لم أكن أعلم أن ما أفعله كان معصية، ولكن بعد الاستشارة عرفت أنها معصية، وقد وقعت في بحر المعاصي! فأين السبيل في هذا الوقت؟
صحيح أنني قد تبت عنها، ولكن لا أعلم هل ربي رضي عني أم ما زلت عنده من العاصين؟ المعصية لها رب يغفرها، ولكن شعور المعصية المتعب والصعب كالندم، والاضطرابات، وعدم الاستقرار، كلها أشياء تتعب القلب.
أنا لا أعلم كيف ركنت لها، ولا أعلم كيف انحرفت وملت عن فطرة الإسلام!! فهلا ساعدتموني على أن أتجاوز هذا الشعور القاسي؟ وجزاكم الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فيقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) ويقول: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم) ويقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ( والندم توبة) والذي على العبد أن يستغفر الله ويتوب إليه توبة نصوحًا والتي من شروطها: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فعل، ويعزم على ألا يعود مرة أخرى)، فإن حصلت التوبة بالشروط المذكورة غفرت الذنوب، وأبدلت السيئات حسنات، يقول ربنا -جلّ وعلا-: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
ومهما كانت الذنوب؛ فبالتوبة تمحى وتغفر، فقد أتى المشركون عبدة الأصنام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: إن هذا الدين الذي تدعو إليه حسن لو أنا نعلم أن الله يغفر لنا، فإنا قد زنينا فأكثرنا وشربنا الخمر وقتلنا النفس .. إلخ، فأنزل الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ومن رحمة الله تعالى بعباده أن من تاب منهم قلب سيئاته حسنات فقال تعالى: {(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
فأكثري من الأعمال الصالحة، واجتهدي في تقوية إيمانك، ومن علامات رضى الله عن العبد وقبول توبته توفيقه لعمل الصالحات واجتنابه للمعاصي والسيئات، وإن شاء الله هذا هو حالك من الانكسار والخوف من الله الذي يورث كثرة التقرب إليه، ومداومة الندم والخوف ألا يتقبل الله التوبة.
أسأل الله لك التوفيق، وأن يأخذ بيدك إلى طاعته، ويجنبك معاصيه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
اضافة تعليق