السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ……اود التقدم لحضرتكم بهذه الاستشارة بعد ان ثقل كاهلي ولم اجد لها حلا او سبيلا …..انا على دراية بسوابق لوالدتي لها علاقة بالسرقة من اهل والدي ووضع السحر او عقاقير لهم في الاكل والشخص الذي اخبرني هذا جدتي ومن المستحيل ان تكون كاذبة فهي انسانة متدينة تخاف الله وانا اقرب الناس اليها فقد ربيت على يديها احسن تربية وهي رغم هذا لم تخبر والدي ولم ترد اثارة المشاكل وتدمير بيتهما الزوجية …..مع العلم انها رات بام عينيها انها تسرق من مال وذهب والحمد لله نحن عائلة مكتفية ماديا لا اعرف ما دافع امي لارتكاب ذلك …اما بالنسبة لوضع العقاقير او السحر في الاكل اخبرتني جدتي مرة ان امي طبخت لهم مما جعل كل العائلة تصاب بآلام معدة حادة مصاحب لها قيء باصدار اصوات غريبة حتى تطلب الامر استدعاء الاسعاف لعمتي والامر المحير ان امي وابي لم يصابا بأي شيء رغم تناولهما لنفس الطعام لكن من طبق مختلف عن طبق باقي العائلة ….بعد ان سمعت هذا بدأت بالملاحظة …امي لم تكن تعمل وابي يعني لا يعطيها مصروف شهري لكن لديها نقود باستمرار وايضا بعدها اكتسبت من ورث والدها مبلغا معتبرا بعد مدة لم تتجاوز 10 ايام وجد ان اموال عمي ينقصها نفس المبلغ الذي اكتسبته من الورث بالعلم ان عمي يضع امواله داخل خزانة جدتي ونحن نعيش في شقة مقابلة لشقة جدتي بنفس العمارة ونفس الطابق اي بيننا حوالي 3 اقدام تقريبا نفس المنزل…… وعدة حوادث اخرى تؤكد صحة القضية ….هذا الامر الذي ارهقني كثيرا …واختلفت نظرتي لامي كثيرا حتى صرت اغضب عليها واحيانا اكلمها بالشدة وانا اعرف ان هذا قد يكون عقوق والجنة تحت اقدام الامهات واخاف ان اغضبها او اخسر رضاها عني مع اضافة ملاحظة ان عمتي والحمد لله هي ايضا انسانة جد طيبة ومتدينة اخبرتني نفس الامر بغياب جدتي ولم يكن هناك اي اختلاف بين اقوالها واقوال جدتي ارجوكم افيدوني ما الحل وكيف اتصرف وجزاكم الله خيرا
الجواب:
فمرحبا بك أخي الكريم وردا على استشارتك أقول:
إثبات أن فلانا سرق يحتاج إلى إثبات ذلك بالأدلة المعتبرة ما لم فإن ذلك سيبقى في دائرة الاتهام والشك وإن كانت جدتك فعلا صادقة باتهامها وأنا هنا لا أشكك بمصداقيتها إلا أنها كان بإمكانها الدخول على والدتك وهي متلبسة بفعلها ومن ثم تعظها وتأخذ بيدها أما سكوتها وتركها تتمادى فذلك يعني أنها أعانتها على ذلك بسكوتها.
النفس البشرية قد تقع في المعصية لعدة أسباب منها ضعف الإيمان ومنها الحرمان وما من أحد من الناس إلا وله ذنوبه الظاهرة أو الباطنة ولم يعصم من الذنوب إلا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يقول نبينا صلوات الله وسلامه عليه: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وأمك لها احتياجاتها الخاصة وهي لا تعمل وكان من المفترض أن يجعل لها والدك مصروفا شهريا لطلباتها الخاصة لا أن يحرمها حتى لا تمد يدها إلى مال الناس فينبغي أن تلتمس العذر لوالدتك حتى لا تقع في العقوق.
أتمنى منك أن تقترب من والدتك وأن تعينها على تقوية إيمانها وتوثيق صلتها بربها بدلا من الحمل عليها في نفسك أو التعامل معها بجفوة وغلظة.
تقوية إيمانها يكون من خلال أداء الفرائض والإكثار من النوافل وخاصة صيام النوافل وتلاوة القرآن الكريم والمحافظة على أذكار اليوم والليلة وغير ذلك.
لا بد من اتخاذ التدابير كي لا تقع سرقات أخرى وتحمل أمك التبعة بل ينبغي أن يحاسب من يتسبب في ذلك قبل غيره وعليه فلا بد من تغيير قفل الخزنة والغرفة التي فيها تلك الخزنة وعدم إعطاء أي نسخة من تلك المفاتيح لأي شخص سوى صاحب الغرفة.
إن كانت الأموال كثيرة فلم لا توضع في أحد البنوك فذلك أضمن وآمن وتوضع في حساب لا يعطى صاحبه أي أرباح ربوية أو في بنك إسلامي إن وجد.
أكثر لها من الدعاء وأنت ساجد وتحين أوقات الإجابة وسل الله تعالى أن يوفقها لتوثيق صلتها به وأن يمن عليها بالاستقامة على دينه.
اتهامها بعمل السحر والعقاقير في الطعام يحتاج كذلك إلى إثبات والذي رآها لماذا لم يأخذ بيدها وينصحها في وقته ثم إن ثمة أسباب أخرى تؤدي إلى الإصابة بالمغص والقيء منها تلوث الطعام وما شابه ذلك فلماذا نغلب الجانب السيء.
كيد النساء كبير وعظيم وكيدهن فاق كيد الشيطان الرجيم ولذلك قال عزيز مصر لما تبين له صدق يوسف: (إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) وقال تعالى في كيد الشيطان: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) ومهما كانت المرأة صالحة فقد تكيد فإذا كان الكيد قد حصل في نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن من خيرة نساء الأرض فكيف بغيرهن وخاصة في زمننا هذا حيث ضعف الإيمان.
إذا كان قد علم حقا أن والدتك هي من يسرق المال فلماذا لم يحترزوا ويضعوه في أماكن أكثر أمنا ولماذا لم يحافظوا على مفاتيح الخزنة والغرفة أليس ينبغي أن نضع ألف علامة استفهام هنا.
ينبغي ألا تغير نظرتك لوالدتك حتى تتيقن من أنها فعلا هي من سرق المال فإن تبين لك ذلك فالذي ينبغي أن تكره فعلها لا أن تكرهها هي وأن تتعامل معها برحمة وذلك بتحين الفرص لنصحها برفق ولين وتوفر كل الأسباب التي تجعلها لا تمد يدها.
الأم ستبقى أما مهما كانت أفعالها سيئة فيجب أن تحسن إليها وتبرها فإذا كان الله أمر ببر الوالدين وإن كانا كافرين فالمسلم العاصي من باب أولى يقول تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ).
نسعد في تواصلك ونسأل الله تعالى أن يوفقك لبر أمك وأن يهديها لأحسن الأخلاق ويرف عنها سفاسفها إنه سميع مجيب.


اضافة تعليق