الحمد لله أعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل : (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يرحمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)). وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار علي من خالف أمري ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الغر الميامين الذين حملوا راية الجهاد حتى نصر الله بهم الدين وفتح عليهم مشارق الأرض ومغاربها. أما بعد: فإن من أهم قضايا المسلمين قضية فلسطين حيث احتل اليهود أولى القبلتين وثالث المسجدين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم والأرض التي بارك الله حولها يتطلعون إلى دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وقد تقدم العهد على هذه القضية ، وفي هذه الأيام نسمع عن أطروحات السلام لإنهاء القضية ، وذلك بعقد صلح دائم آمن مع اسرائيل مع الاعتراف مع الاعتراف بدولة اليهود وإعطائهم العهود والمواثيق بعدم الاعتداء ومع السعي لإقامة علاقات طبيعية بين اسرائيل والدول العربية المجاورة لتحقيق التعايش السلمي على نسق ما حدث في مصر . ويتسائل كثير من المسلمين عن حكم الصلح مع إسرائيل والحالة هذه ، وللإجابة على هذا السؤال نقول : 1. إن الصلح مع اسرائيل بحيث يكون صلحاً دائماً آمناً هو في الحقيقة إعطاء الشرعية للوجود اليهودي في المنطقة ، وهو أيضاً تعطيل لفريضة الجهاد. 2. إنه ليس من حق أحد من الناس – مهما كانت منزلته- التنازل عن أي شبر من أرض المسلمين فضلاً عن مقدساتهم. 3. إنه إذا عجز جيل من الأجيال القادمة عن مواجهة العدوان وتحرير بيت المقدس فإنه ليس من حقه التنازل عن القضية ، وإنما يعلن عجزه ويترك الفرصة للأجيال القادمة لتقود بدروها في تحرير بلاد المسلمين ، مع استمرار الإعداد واستكمال القوة. 4. إن من سنة الله الماضية استبدال المتخاذلين عن نصرة دينة بمن هو خير منهم فقد قال تعالى : ( إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم …) وقال : ( يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم…) لهذا؛ فقد اتفق علماء الإسلام المعتبرين في القديم والحديث على عدم جواز الصلح مع اليهود في حالة اغتصابهم أي شبر من أرض المسلمين ، ومن تلك الفتاوى: – فتوى علماء فلسطين الصادرة عن مؤتمر علماء فلسطين الأول المنعقدة سنة 1956م. – فتوى علماء نجد عام 1937م. – نداء علماء الأزهر بتحريم الصلح مع الكيان الصهيوني ووجوب الجهاد عام 1956م. – فتوى علماء المؤتمر الإسلامي في باكستان عام 1968م. – قرار مؤتمر المسجد من مكة عام 1395هـ برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز المتضمن رفض جميع القرارات التي تفرط بأي جزء من أجزاء الأرض المغتصبة أو أي حق من حقوق شعبها. – فتوى لجنة الفتوى بالأزهر عام 1979م. والفتاوى كثيرة ولكن المقصود الإشارة إلى اتفاق العلماء المعتبرين على ذلك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فتوى بشأن الصلح مع إسرائيل


اضافة تعليق