الشيخ الدكتور عقيل محمد المقطري أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم يا شيخنا الفاضل التحدث إلى صحيفة الجمهورية عن أضحية العيد
والإجابة على هذه الأسئلة :
س: ماهي شروط الأضحية وأقسامها وأهميتها وشرعيتها؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد:
فشروط الأضحية ما يأتي:
1ـ أن تكون من بهيمة الأنعام وهي ( الإبل والبقر والماعز والضأن ).
2ـ أن يتوفر فيها السن المقررة شرعا بأن تكون جذعة من الضأن ، أو ثنية من غيره لقوله صلى الله عليه وسلّم : ” لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن “ . رواه مسلم .ومقصود الحديث أن يكون سنها كما يأتي ( الإبل ما أتم خمس سنوات والبقر ما أتم سنتين والماعز ما أتم سنة والضأن ما أتم ستة أشهر ).
3ـ أن يكون رأسا من الماعز أو الضأن عن الرجل وأهل بيته أو السبع من البقر أو الإبل ).
4ـ أن تكون الأضحية سليمة من العيوب فلا تجزئ التضحية بالعوراء البين عورها ولا العرجاء البين عرجها ولا المريضة البين مرضها ولا الهزيلة التي زال مخ عظمها لقول النبي صلى الله عليه وسلّم- حين سئل ماذا يتقي من الضحايا فأشار بيده وقال : ” أربعاً : العرجاء البين ظلعها ، والعوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعجفاء التي لا تنقى “. رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب ، وفي رواية في السنن عنه – رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله- صلى الله عليه وسلّم فقال : ” أربع لا تجوز في الأضاحي ” وذكر نحوه . صححه الألباني في إرواء الغليل.
5ـ أن لا يتعلق بها حق للغير فلا تصح التضحية بالمرهون.
6ـ أن تكون ملكاً للمضحي ، أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع ، أو من قبل المالك فلا تصح التضحية بما لا يملكه كالمغصوب والمسروق.
7ـ أن تذبح في الوقت المقرر شرعا وهو من بعد أداء صلاة العيد وينتهي قبل غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة فمن ذبح قبل صلاة العيد فإنما هو لحم يقدمه لأهله وليعد مكانها أخرى ومن ذبح بعد غروب شمس يوم الثالث عشر فإنما هو لحم يقدمه لأهله .
س: ما الأفضل في الأضحية الماعز أم الضأن أم البقر أم الإبل؟
الأفضل من الأضاحي جنسا: الإبل ، ثم البقر إن ضحى بها كاملة ، ثم الضأن ، ثم المعز ، ثم سُبْع البدنة ، ثم سبع البقرة.
والأفضل منها صفة : الأسمن الأكثر لحماً الأكمل خِلقة الأحسن منظراً .
وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي . لقول النبي- صلى الله عليه وسلم في الجمعة : ( مَنْ راح في الساعة الأولى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ) رواه البخاري ومسلم
وأما كون النبي – صلى الله عليه وآله وسلم- ضحى بكبشين أملحين أقرنين فليس دليلا على أن الأفضل الكباش لأنه قد يختار النبي- صلى الله عليه وسلم- ما فيه رفق للأمة كونه يتأسى به.
س : ماهي مقدار الكمية المشروعة من الأضحية للأسرة الواحدة؟
رأس من الماعز أو الضأن ( والماعز الغنم والضأن الكباش ) أو سبع من الإبل أو البقر .
س: وهل من الضروري أن يكون مقدار الأضحية سبع في الماشية وكيف يكون الحال
في أضحية الجمال والأغنام.
الماعز والضأن لا يصلح فيه الاشتراك لأنه لو حدث كان لحما وليس أضحية وإنما الاشتراك بالسبع يكون بالإبل والبقر .
س ـ ماذا عن الأسر التي لم تسمح لها الظروف المادية بشراء أي أضحية في
العيد هل تجوز الأضحية بشراء كمية من اللحم المستوردة الجاهزة؟
الأضحية ليست واجبة وإنما هي سنة مؤكدة فمن عجز عن شراء أضحية فليس عليه حرج ولا يجزئ أن يشتري لحما قد ذبح من قبل كاللحم المستورد مثلا أو المذبوح محليا حتى ولو كانت رأسا كاملا لكونها ذبحت قبل العيد بل حتى لو ذبح الجزار ثورا بعد صلاة العيد لأجل بيعه بالكيلو لا يجزئ أن يشتري شخص سبعه على أنه أضحية لأنه لم ينو ذبحه أضحية وإنما للبيع بالكيلو فلو اشترى شخص من هذه اللحوم فإنما هو لحم يقدمه لأهله .
س : كثير من الناس لا تطبق الهدي النبوي في توزيع الثلث من أضحيتها للفقراء
والمحتاجين حدثنا في هذا الجانب عن أهمية التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع ورح التعاون الذي يجب أن يكون في المجتمع المسلم وشكراً.
تقسيم الأضحية على أثلاث ( ثلث صدقة وثلث هدية وثلث للمضحي وأهل بيته) استحبه بعض أهل العلم أخذا من قول الله تعالى ( فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ ) . وقوله تعالى : ( فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) . ومعنى القانع السائل المتذلل، ومعنى المعتر الذي يتعرض للعطية بدون سؤال ، وفي الحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلّم- قال : ” كلوا وأطعموا وادخروا ” . رواه البخاري من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
والإطعام يشمل الهدية للأغنياء والصدقة على الفقراء ، وعن عائشة – رضي الله عنها- أن النبي – صلى الله عليه وسلّم- قال : ” كلوا وادخروا وتصدقوا “. رواه مسلم.
وهذا هو الأفضل ولو كان المتصدق به أو المهدى أقل من ذلك فلا حرج على المضحي وفي إرشاد الله -عز وجل- وتوجيهات النبي- صلى الله عليه وسلم- للتصدق من الأضحية إحياء لروح التكافل بين المسلمين فالغني يتصدق على الفقير ويدخل عليه وعلى أسرته السرور وليس من الإيمان أن يكون أبناء الموسرين في ذلك اليوم يأكلون ما لذ وطاب وأبناء الفقراء يتضورون جوعا ويشمون روائح طبخ اللحم والمرق حتى إن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يرشد الصحابة للتصدق بقوله كما في حديث أبي ذر : (إذا طبخت لحما فكثر مرقها ثم تصدق على جيرانك من مرقها) وفي العام الذي حج فيه رسول الله -عليه الصلاة والسلام- منع الناس من ادخار اللحوم من أجل أن جمعا من الفقراء وفدوا عليه فأمر الصحابة أن يوزعوا اللحوم ولا يدخروها كل ذلك حتى يشبع الفقراء فينبغي إظهار روح التكافل بين المسلمين في يوم العيد وسيخلف الله على الأغنياء والموسرين خيرا .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
أجاب عليها : الدكتور/ عقيل بن محمد المقطري



اضافة تعليق