تابعنا على

ركن الفتاوى طب وإعلام وقضايا معاصرة

ما حكم التصوير وهل هناك تفصيل في المسألة أم لا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ما حكم التصوير وهل هناك تفصيل للمسألة أم لا.وشكرا؟

الجواب:

التصوير قسمان:

الأول: ليس من ذوات الأرواح كالأشجار والجبال والبحار وغير ذلك فهذا جائز باتفاق أهل العلم سواء كان رسما باليد أو تصوير بآلات التصوير الحديثة .

الثاني: ذوات الأرواح فإن كان للضرورة أو الحاجة التي تتنزل منزلة الضرورة فجائز ولا اعتبار لمخالفة من خالف لأنه حينئذ يكون مصا دماً للقواعد الشرعية .

وأما إن كان لغير الضرورة والحاجة فإن كان رسما أو نحتا باليد فهذا محرم بل من كبائر الذنوب عند أكثر العلماء لما فيه من المضاهاة لخلق الله وقد جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بتحريم ذلك منها ما روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ، فَأَفْتِنِي فِيهَا، فَقَالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يَجْعَلُ لَهُ، بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ» وقَالَ: «إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ»، فَأَقَرَّ بِهِ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ )) مسلم 3/ 1670، وحديث عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ اشْتَرَى غُلاَمًا حَجَّامًا، فَقَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الكَلْبِ، وَكَسْبِ البَغِيِّ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَالوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ وَالمُصَوِّرَ» البخاري 7/ 169

، وحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت:: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ لِي عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَتَكَهُ وَقَالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ» قَالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ)) البخاري 7/ 168

، وفي رواية مسلم: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُتَسَتِّرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ صُورَةٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللهِ» مسلم 3/ 1667

وحديث أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:162] يَقُولُ: ” قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً “)) البخاري 9/ 161

وأما إذا كان تصويرا لذوات الأرواح بآلات التصوير الفوتغرافية الحديثة فهذا مختلف فيه بين العلماء فمنهم من منع واستدلوا بعموم الأحاديث التي وردت في تحريم التصوير وأجاز ذلك علماء معاصرون قائلين إن التصوير المحرم هو ما كان فيه مضاهاة لخلق وهذا ينطبق على التصوير باليد فالمصور أو الرسام يحاول أن يضاهي بفعله خلق الله وأما الآلات الحديثة فلم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم هي تنقل عين خلق الله تعالى فالوجه بما فيه واليدين والرجلين كل ذلك هو عين خلق الله تعالى فالمصور بآلات التصوير الحديثة لا تتناوله الأحاديث المحرمة للتصوير كما لا يتناوله معناه فقد قال في القاموس: الصورة الشكل قال: وصور الشيء قطعه وفصله. قالوا وليس في التصوير بالكاميرا تشكيل ولا تفصيل وإنما هو نقل شكل وتفصيل شكله وفصله الله تعالى هذا إذا كانت الصور الملتقطة ليست محرمة ولا تفضي إلى محرم فإن كانت محرمة أو تفضي إلى المحرم فالتصوير حينئذ يكون محرما ويمكن القول بأن التصوير تدور عليه الأحكام الخمسة فقد يكون محرما كما لو أفضى إلى محرم كتصوير المرأة العارية مثلا وقد يكون واجبا كتصوير المجرمين أو تتبع الأعداء عبر الأقمار الاصطناعية لما في ذلك من حفظ الأمن وإفشال مخططات الأعداء أو تصوير أو رسم الإنسان من أجل تعليم طلاب الطب مثلا فقد وقد يكون مكروها أو مباحا والخلاصة أن الوسائل لها أحكام المقاصد هذا والله أعلم.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق