تابعنا على

الحديث النبوي الشريف ركن الفتاوى

ما صحة حديث فاكهة أكبر من التفاح أصغر من الرمان أحلى من العسل أبيض من اللبن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ما صحة حديث فاكهة أكبر من التفاح أصغر من الرمان أحلى من العسل أبيض من اللبن؟

الجواب:

هذا الحديث ليس له وجود في كتب السنة وإنما ذكره الصفوري في كتابه (نزهة المجالس) والسيوطي في كتابه (الحاوي في الفتاوى) عن علي رضي الله عنه قال : خلق الله في الجنة شجرة ثمرها أكبر من التفاح وأصغر من الرمان وألين من الزبد وأحلى من العسل وأطيب من المسك وأغصانها من اللؤلؤ الرطب وجذوعها من الذب وورقها الزبرجد لا يأكل منها إلا من أكثر من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم .

وقد ذكره أيضا العلامة السخاوي في كتابه (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ) وكلهم ذكر هذا الحديث بدون إسناد بل ذكروه من قول علي رضي الله عنه وهذا لا يجوز لنا أن ننسبه إلى علي رضي الله عنه فضلا عن أن ننسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا الحديث إلى الكذب والوضع أقرب .

هذا وقد روى الطبراني في معجمه الكبير نحو هذا في فضل من صام يوما تطوعا من حديث قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، ثَمَرُهَا أَصْغَرُ مِنَ الرُّمَّانِ، وَأَضْخَمُ مِنَ التُّفَّاحِ وَعُذُوبَتُهُ كَعُذُوبَةِ الشَّهْدِ، وَحَلَاوَتُهُ كَحَلَاوَةِ الْعَسَلِ، يُطْعِمُ اللهُ الصَّائِمَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الطبراني في المعجم الكبير 18/ 365

لكن هذا الحديث في إسناده يحي بن يزيد الهوا زي قال فيه العلامة الذهبي : لا يعرف .

ورواه أبو نعيم في كتابه ( حلية الأولياء) قال : رواه هشام بن علي عن عبد الله بن رجاء عن جرير بن أيوب مختصرا قيس بن زيد مجهول غير المتقدم حديثه عن أبي عمران الجوني لا يصح له صحبة ولا رؤية . إ هـ كلامه .

وخلاصة الحكم على الحديث أنه لا يصح عن علي رضي الله عنه ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو إلى الوضع والكذب أقرب فالواجب التحذير منه ومن تداوله وإلا كان من علم هذا الحكم في عداد الكذابين على النبي صلى الله عليه وسلم فقد تواتر عنه عليه الصلاة والسلام انه قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. وقال : منن حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين . فقبح الله الوضاعين الذين يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموفق .

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق