تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

وافقت على شخص لا أريده!

2015-10-20 14:21:03

   السلام عليكم..

 

    تقدم لي شخص منذ فترة دراستي، أي قبل 4 سنوات، ولأن أهلي لا يريدون زواجي وأنا أدرس؛ طلبوا منهم أن ينتظروا إلى أن أتم دراستي، ومدتها 6 سنوات، وبعد ذلك ‏في السنة الأخيرة تقدم لي مرة أخرى، وعندما أنهيت دراستي فاتحني أهلي بالموضوع فرفضت. أخي والذي يعتبر ولي أمري كان يريدني أن أرتبط بهذا الشخص وبشدة؛ لأنه يرى فيه كل صفات الرجل الصالح والمناسب لأخته، مع العلم أن أخي يعتبرنا مثل بناته؛ لهذا السبب فهو دائماً يأخذ وقته في التفكير عندما يتقدم لي أو لأخواتي أي شخص. أنا رفضت الارتباط بهذا الشخص لأن أخواتي لم يشجعنني على الموضوع، ولم يحبذن فكرة ارتباطي بشخص أقل مؤهلاً دراسياً مني، وأمور أخرى، مثل طبيعة تفكير أهله، وأنهم لا زالوا أناساً منغلقين، ولأني لن أستطيع أن أتأقلم مع تلك البيئة، وأمي كانت في البداية رافضة، وبعد فترة أحسستها تريد مني أن أوافقن ولكن لم تفرض علي رأيها، فقط هي تريدني أن أكون قريبة منها إذا احتجت لها، وأن أكون مرتاحة، ولأن الرجل من أهلنا، وهم يعرفونهم جيداً، وهم يرون أن أتزوج شخصاً يعرفونه ويعرفون أهله أفضل من أن أتزوج شخصاً لا يعرفونه ولا يعرفون أهله، بعد رفضي له أخبرهم أخي برفضي، ورأى أنه كسر خاطر الشاب، ولأنه يريدني شخصياً واختارني أنا.

 

    بعد فترة تعرفت على شاب آخر، استمرت علاقتي معه حوالي عاماً، ولكن لم أقابله شخصياً، كانت مجرد محادثات هاتفية، وكانت أحيانا نادرة، وكانت على أساس أن يتقدم لي بعد أن يكمل بناء منزله وينهي دراسته، مع العلم أنه يدرس ويعمل ‏في نفس الوقت.

 

   بعد مرور 11 شهراً من علاقتنا، ساورتني الشكوك تجاهه؛ لأنه كان لا يتواصل معي دائماً بحجة انشغاله مع أهله وانشغاله ‏فـي دراسته، وحدثت بيننا مشكلة كبيرة أصابتني بالصدمة والذهول؛ وذلك بسبب صديقتي التي دائماً ما كانت تشكك ‏في مصداقيته.

 

   وهذه المشكلة سبب ‏في إنهاء علاقتنا، ولأني كنت ‏في حالة صدمة وذهول مما ما حدث، كانت ردة فعلي بأني أخبرت أخي أني موافقة على الخاطب الذي تقدم لي من أهلي، مع العلم أن أخي رجع يفاتحني في الموضوع قبلها بشهرين من شدة ما يراه في الشاب‏ من حسن أخلاق، وأنا الآن قد تم عقد قراني على هذا الشاب الذي يحبني ويريدني بشدة، ولكن إلى الآن لم أصل إلى حالة الرضا عن هذا الشخص، ولم أجد فيه ما أتمنى، ولم أجد الصفات التي أريدها فيه، ولقد حاولت ‏في فترة الخطوبة أن أنهي العلاقة، ولكن أهلي كانوا ‏في حالة صدمة؛ لأني أنا من رجعت بعد فترة وقلت بأني موافقة، وكيف لي أن أرفض الآن؟!

 

   أنا لا أريد أن أستمر ‏فـي هذه العلاقة؛ لأني لا أريد أن تكون حياتي في تلك البيئة، ولا أحس بالسعادة كأي فتاة تستعد لحياتها الزوجية، ولا أحس بأي مشاعر تجاه هذا الرجل، كل ما أحس به هو النفور من هذا الشخص، مع أنه جيد ولا يعيبه شيء، ولكني أحس أن هذه العلاقة تقيدني، وإذا طلبت منه الانفصال سيرفض، وربما لن يتفهم، وسيفكر ‏فـي كلام الناس أكثر منن وضعنا إذا عشنا ‏فـي منزل واحد وأنا لا أستطيع أن أكن له المشاعر التي يريدها.

 

   أنا ربما خائفة من أن لا أجد فرصة أخرى، وأن لا أجد من يحبني مثله، ولكن أيضاً لا أستطيع أن أعيش مع شخص لم أستطع تقبله، ماذا أفعل؟ هل أنهي علاقتي به؟ إذا أنهيت علاقتي به سأكون ظلمته، ولكن ألن أظلمه إذا أكملت معه وأنا منن البداية رافضة لهذه العلاقة؟!

إجابة المستشار: د.عقيل المقطري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

 

فرداً على استشارتك أقول:

 

1-الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، ويأتي في الوقت المكتوب، وكل أمور الكون تسير وفق ما قضاه الله وقدر قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) ومعنى الكيس: الفطنة وقال: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء).

 

2- الزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، بل إن النصيب يطارد الإنسان فمن كان من نصيبه سيتحصل عليه وإن وقفت العوائق في وجهه، ومن ليس من نصيبه فلن يتحصل عليه ولو بذل جميع الأسباب وأعانه عليه كل من في الأرض.

 

3- على المؤمن أن يرضى بما قضاه الله وقدره، ولا يتسخط من ذلك؛ فلعل الخير فيما يكره الإنسان، ولعل الشر فيما يحبه قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} والإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة، والرضا بما قدره الله نوع من أنواع العبادات التي يؤجر عليها العبد، يقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ).

 

4- من أسباب السعادة الزوجية توفر الشروط التي يجب توفرها في شريك الحياة، وأهمها الدين والخلق كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وما دون ذلك من الصفات تعد تابعة لهاتين الصفتين، وههما الباقيتان مع الرجل والمرأة، ومنزلتهما بين بقية الصفات كمنزلة الرأس من الجسد.

 

5- الفارق في المؤهل الدراسي لا يؤثر في الزواج إن وجد التفاهم بين الزوجين، فالرجل يكون جامعياً ويتزوج بالفتاة وتكون خريجة ثانوية عامة، وقد يكون حاملاً لشهادة الماجستير أو الدكتوراه ويتزوج بحاملة بكالوريوس، ويعيشان بسعادة غامرة، فكيف يتنازل الرجل ولا تتنازل المرأة؟ والمحصلة أننا قد وضعنا هذه العراقيل بأنفسنا وتسببنا في تأخر زواج الكثير من أبناء المجتمع، وعنوسة الكثير من الفتيات، وزوجك قد وصفته بنفسك أنه جيد ولا يعيبه شيء، ووصفه أخوك بانه حسن الأخلاق، لكن لابد مع حسن الخلق أن يكون صاحب دين.

 

6- لعل ما في نفسك من عدم الرضى عليه سببه هو ما أصابك من اضطراب، وما سببته علاقتك بذلك الشاب الذي كنت تتكلمين معه عبر الهاتف، وما كان ينبغي لك أن تفعلي ذلك؛ فالإسلام يريدك أن تكوني عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة.

 

إن كنت خائفة من السكن مع أهله في بيت واحد، فاشترطي لنفسك بيتاً مستقلاً تجدين فيه حرية العيش مع زوجك، وسوف يتأقلم كل منكما على الآخر.

 

7- أبعدي عن ذهنك تلك الوساوس والخواطر التي تقولين فيها: (لا أحس بأي مشاعر تجاه هذا الرجل، وكل ما أحس به هو النفور، وأحس أن هذه العلاقة تقيدني) فهذه رسائل سلبية لها تأثيرها على العقل الباطن، وما أرى تلك الخواطر إلا للأسباب التي ذكرتها لك آنفاً، والشيطان يزرع في نفسك مثل هذه الخواطر لغرض التفريق بينكما، فنصيحتي أن تتأقلمي مع الوضع، وأن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، فأنت صرت متزوجة، فبادلي زوجك الحب بالحب والوفاء بالوفاء، وأخشى أن يعاقبك الله لو رفضت العلاقة معه إن كان صاحب دين وخلق، وقد وصفتيه بنفسك فقلت عنه: (إنه جيد ولا يعيبه شيء) وقلت: (إذا أنهيت علاقتك به ستكونين قد ظلمتيه ولكن لن تظلميه اذا أكملت معه) فأنت لو بدأت علاقتك معه بود ووفاء ستجدين نفسك تتأقلمين معه وبسرعة، وما عليك إلا أن تبدئي بالخطوة الأولى، فهذا الشاب يحبك حبا كبيرا، والدليل على هذا انتظاره لك لمدة ست سنين، وقد اعترفت بنفسك بأنه يحبك ويريدك بشدة، بل إن قدر الله ردك إليه بعد أن تم رفضه.

 

8- من يقذف الحب في القلوب هو الله، فتضرعي إلى ربك الرؤوف الرحيم أن يقذف في قلبك حب زوجك، وأن يرزقك السعادة معه؛ فهو سبحانه مفرج الكروب وكاشف الهموم، والقلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وإذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون، وأمعني النظر في كيفية حب الإنسان لمن يسدي له معروفاً، فكيف بالزوج الذي يفني عمره في إسعاد زوجته وأسرته، ألا يستحق الحب والوفاء؟! فكم من شاب تزوج بفتاة لمن تكن تربطه بها أي علاقة مسبقة، فيقذف الله الحب في قلبيهما؛ لأن تلك آية من آيات الله كما قال سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

 

أسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يذهب عنك وساوس الشيطان وخواطره، وأن يزرع في قلبك المودة والمحبة لزوجك، وأن يسعدك ويرزقك الذرية الصالحة، إنه سميع مجيب.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

http://www.mostshar-raf.com/site/index.php?group=showisti&id=19161

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق