تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

هل أنتقل إلى بيتي الجديد وأترك زوجي وأمه؟

السائـل: سائلة2015-10-24 12:04:23

نسكن أنا وزوجي وأولادي من 20 سنة في عمارة والده في حي كان من أفضل الأحياء، ولكن الآن أصبح حيًا شعبيًا يسكنه فقط الجالية الأفريقية، وكان والد زوجي كثيرًا ما يقول لنا: اخرجوا من هذه الشقق، وابنوا لكم بيتًا خاصًا بكم لكم، ولأولادكم، ولكن زوجي لم يتأثر أو يحرك ساكنًا رغم أنّني كنت كثيرًا ما ألاحظ تردّي أحوال المنطقة، وخروج السعوديين منها، وأنّها أصبحت مجمعًا للأحباش، حتى أنَّ السفارة التشادية أصبحت فيها.

 

لذلك تصرفت أنا واشتريت أرضًا، وبدأت أبني فيها، وأجمع وأكوّن من راتبي المتواضع حتى أصبح نعمة من الله، وفي هذه الأثناء توفي والد زوجي، والآن له 9 سنوات متوفي، ولا زال زوجي يرفض ترك بيت الحارة، والفيلا أتممتها حتى صارت كالقصر في الجمال والرخام، والله إنّها مثل قصور السلاطين الهنود بالرخام والجبس والأثاث، وزوجي يرفض أن يترك أمه وزوجة أبيه التي لم تنجب، وليس لها ولد إلا نحن، أي: أننا مسؤولين عن جدتين ترفضان ترك بيت الحارة بحجة أنَّ في الحارة كل شيء متوفر!.

 

أنا أيضًا توفي والدي عضدي الذي ساعدني في شراء الأرض معنويًا وماديًا، والآن أمي أيضًا في بيت أبي في الحارة، لكن أمي تريد الخروج والتغيير للأفضل، إذن زاد عدد الجدات ليصبح 3 جدات (أمي لا تطيق زوجة والد زوجي وأهلها)!.
بقي أنا وما أريد:

 

– لا أريد أخذ زوجي عن أمه في كبرها وأواخر عمرها، وأقهرها بفراقه.
– لا يكفي البيت ويتحمل غرف لثلاث جدات.
– كان والد زوجي غني جدًا وأبي ميسور الحال، هل عجزت كل أموالهم وأرصدت أمّ زوجي وضرتها مئات الألوف في البنوك عن حملهم وإعاشتهم لأترك أمي وأختي التي لم تتزوج بعد معها وأخذهم! وخاصة أنَّ زوجة والده لم تحسن لي! إذا ما ضرتني؟ الأفضل أن أذهب أنا وأمي وأختي، وأمي لا يمكن تتحمّل الحياة مع أم زوجي وضرّتها.
– أصبحت أخاف على أولادي المراهقين من الحي المشهور في جدة لأنّه وكر المخدرات، وفي الليل دائمًا السكرانين والموزعين في الشارع، وبناتي يستحين أن يقلن لزميلاتهن أين نسكن، وإذا أحد سألهن يكذبن ويقلن: في الفيحاء.
– كل صباح أولادي وبناتي يسألوني نفس السؤال بكل حسرة وألم واستعطاف: أمي متى ننتقل إلى بيتنا الجديد؟.
أنا دكتورة في الجامعة ولا يليق بي التواجد في مثل هذا المكان! هل أترك زوجي وأمه وأمي وأنتقل إلى قصري الجميل؟ أم أصبر وأحسن إلى الجدات الكبار؟.

إجابة المستشار: د.عقيل المقطري

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شكرًا على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

 

فإنَّ من نعم الله على العبد أن يُرزق المسكن الواسع المريح في المكان الجيد الذي يأمن فيه الإنسان على نفسه وعلى أهله، وطالما وقد صار الحي الذي تسكنون فيه موبوء إلى هذه الدرجة فإنَّه من الواجب عليكم الانتقال منه؛ حفاظًا على أنفسكم، وعلى أولادكم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ولاه الله رعية ثم لم يحطهم بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة)).

 

فمن الواجب عليكم أن تحافظوا على أبنائكم، وأن تجنبوهم المخاطر، وعلى زوجك أن يحاول بطريقة حكيمة ولطيفة أن يقنع أمه بالانتقال، ويذكر لها مخاطر البقاء في هذه المنطقة، ولا أظنّها ترضى أن يقع أحد أحفادها في أوحال المخدرات، أو أن يصاب أحد بأي أذى من أولئك المجرمين ويعدها بأن يوفر لها كل طلباتها، ويخبرها بأن لا تقلق على بعد بيتكم من الخدمات إن كانت بعيدة.

 

فإن رفضت فليستعن عليها بعد الله بإخوانه وأخواته أو خالاته، فإن أصرت على البقاء فليأخذ بخاطرها ويستأذنها في الانتقال، ويعدها بزيارتها يوميًا، فمن فضل الله صارت وسائل النقل متوفرة في كل بيت، ولربما قطع الواحد منا من أجل زيارة صديق أو قبول دعوة المسافات الطويلة، أو ليس من أجل صلة الرحم أولى، ويعدها كذلك بتوفير كل احتياجاتها، ويمكن أن يوفر لها ولخالته خادمة إن كنَّ عاجزات عن القيام بمصالحهنّ، وبهذا تجمعون بين المصلحتين: الانتقال إلى بيتكم الجديد، وصلة الرحم.

 

فإن رفضت أمه ولم تسمح له بالخروج فأعيني زوجك على برّ أمّه، واجتهدوا في تربية الأبناء وملاحظتهم، فلعل الله ببر زوجك بأمه أن يحفظ أولادكم من كل سوء ومكروه مع الاستمرار في الأخذ بخاطرها، وأخذ الإذن منها في الانتقال، فقد يحدث الله بعد ذلك أمرًا، وعليكم بالدعاء في حال السجود وفي أوقات الإجابة؛ فقد أمرنا الله بالدعاء ووعدنا بالإجابة فقال: {وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.

 

أسأل الله لكم التَّوفيق والسَّداد إنَّه سميع مجيب.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

http://www.mostshar-raf.com/site/index.php?group=showisti&id=19270

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق