السلام عليكم.
قصتي أني تزوجت وعمري22، بعد الزواج ظهرت كثير من المشكلات في شخصية زوجي، منها أنه يحب النساء، ورزقه حرام، وبارد، وأناني، وكسول، وكذاب، ولا يحترم المرأة، وأخذ من والدي مالاً ثم لم يفِ به بعد وفاة والدي، ولا يحترمني، ويسهر مع رفاقه، ويهملني، ولا يؤمن احتياجاتي، ومتمارض، ويتشبه بالنساء. تركته بنية الانفصال بعدما أنجبت منه بنتاً، وكان عمرها 4 سنوات، في هذه الفترة عينت في وظيفة مرموقة، وحصلت معه مشكلة حياة أو موت، كان عسكرياً فاراً من الخدمة، وصدر عفو من الرئيس عن المتخلفين، ثم كان من المفروض أن يتم إرساله إلى منطقة الرقة التي كانت تعج بالمجموعات المتطرفة، وجاءني باكياً يطلب المساعدة، فتحدثت مع ابن وزير الدفاع الذي كان زميلي، ورجوته أن يساعده، وبالفعل ساعده، وأصبح بعدها يريد مصالحتي ويعدني بأنه سيتغير، فقبلت أن أجربه، وفي هذه الفترة حملت منه، وأردت أن أجهض، ولكنه رفض ذلك، ووعدني أنه سيتغير، وأنا خفت من الله، فاحتفظت بالجنين، ثم بدأت معاناتي أكبر، وأصبح أسوأ من قبل، وفي أثناء الولادة كان قوه في الحقارة واللامبالاة، لدرجة أنه كان يواعد فتاه في يوم ولادتي، بعد الولادة تركته على الفور وذهبت إلى أهلي، ثم طلبت الطلاق، وحصلت عليه بعد أن تنازلت عن جميع حقوقي، وأصبحت أنفق على بناتي، ولما أطلب نفقة لأولاده كان يتعذر بسوء وضعه المادي، وبعد الطلاق كان هناك زميل لي اعترف بمشاعره تجاهي، وأنها كانت من فترة طويلة قرابة السنة، وأعطاني إثباتات، وهو محترم جداً في وسط العمل، وأخبرني أنه يريد الارتباط، ولكن ليس الأمر بهذه السهولة؛ لأنه متزوج، ولكنه على خلاف مع زوجته، وهو لديه بنت، ولكن زوجته على خلاف معها، ويريد أن يطلقها، وهما متفقان على الطلاق، ولكنه ينتظر ثلاثة أشهر لحين مرور سنة على وفاة والدتها كالتزام أدبي؛ لأنه كان يحب حماته كثيراً، وأنها كانت تصلح الخلافات بينهما، وبعد وفاتها أصبحت الحياة شبه مستحيلة، واستطعت الحصول على بعض المعلومات من صديقه المقرب الذي كان خطيب رفيقتي المقربة الذي أكد لي بأن زوجته سيئة، وبالأخص غيورة ومتسلطة ونكدة، فأخبرته أني لا أريد أن أكون سبباً لانفصاله، وأكد لي بأني لست السبب. هو عاطفي بشكل مبالغ وحنون، ولكن هذه الصفات قد تكون إيجابية بالنسبة لي وسلبية؛ لأني أخاف من أن تتجدد عواطفه لزوجته في المستقبل، وأنا يمكن أن أصاب بالجنون فيما لو عادت العلاقة بينهما بعد أن يتزوجني، مع العلم أن وضعه المادي ليس جيداً؛ فهو يعيش مع أهله، ولكن أنا لا يهمني ذلك. أريد شاباً ذا خلق، وأن يكون حنوناً علي وعلى أولادي.
في فترة الثلاثة الأشهر إلى أن يقع الطلاق قررت أن أكون رسمية جداً في علاقتي به؛ لأني أخاف أن أتعلق به ثم لا يقع الطلاق، فهل تصرفاتي عليها غبار؟ هل وضعه مناسب لي؟ كيف أتصرف؟ مع العلم أني لم أطلب منه أن يطلق زوجه؛ حتى لا أرتكب الإثم، وتركته يتصرف بحريته؛ حتى إني لم أعده بقبول الزواج، فقط أخبرته أني أدعو الله لما فيه خير لنا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فرداً على استشارتك أقول:
1-فالزواج والطلاق أمران مقدران على العبد، يسيران وفق قضاء الله وقدره، وكل شؤون الكون تسير وفق ذلك، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فلا تحزني على أمر قد كان مقدراً عليك، ولعل الله صرف عنك شراً بطلاقك.
2- احرصي كل الحرص على توفر الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك، وأهم ذلك الدين والخلق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
3- صلي صلاة الاستخارة قبل الموافقة على الزواج من هذا الرجل، وهي ركعتان من دون الفريضة، بحيث يكون قلبك غير ميال لأحد الطرفين (الموافقة أو الرفض) وادعي بالدعاء المأثور، ثم توكلي على الله، فإن سارت الأمور بسلاسة ويسر فاعلمي أن الله قد اختار هذا الرجل ليكون زوجاً لك، وإن تعسرت الأمور وأغلقت الأبواب، فاعلمي أن الله قد صرفه عنك.
4- كوني على يقين بأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه؛ وذلك لأن العبد لا يعلم الغيب، فقد يحب أمراً ويكون فيه شر عليه، أو يكره أمراً ويكون فيه خير له، قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
5- اشترطي لنفسك من الشروط ما يحقق لك مقاصد الزواج، وأهمها: الاستقرار والسكن النفسي، فما كان أوله شرط كانت آخرته سلامة كما يقال.
6- عدم إعطاء هذا الرجل أي موافقة وهو في وضعه الحالي هو عين الصواب، وعدم اشتراطك للزواج منه أن يطلق زوجته هو مقتضى الشرع، وأبشري بالخير بإذن الله، فإن كان هذا الرجل من نصيبك فستحصلين عليه ولو وضعت أمامكما كل العراقيل، وإن كان ليس من نصيبك فلن تحصلي عليه مهما بذلت من أسباب.
7- اقطعي تواصلك معه؛ فهو رجل أجنبي بالنسبة لك، وأخبريه بأنه إن انتهت أموره وأراد الزواج بك فليأت البيوت من أبوابها، فيتقدم إلى وليك ويطلبك منه.
9- تضرعي إلى ربك بالدعاء وأنت ساجدة وفي أوقات الإجابة أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في حياتك.
10- تقربي إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة، من صلاة وصوم، وتلاوة للقرآن، وغير ذلك، وأشغلي أوقاتك في المفيد، وشاركي في الأعمال الخيرية والاجتماعية محتسبة الأجر عند الله.
11- قربك من زوجك والقيام بخدمته وإشباع حاجاته المشروعة سيجعلك تملئين قلبه وتكسبين حبه، ولن يميل لغيرك، ولا تتخوفي من أمر لا يزال في علم الغيب، وعليك بالدعاء؛ فإن الله قد أمر به ووعد بالإجابة، فقال سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
أسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح والسعادة في الدنيا والأخرى.
اضافة تعليق