تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

أتأثر بالغرباء بلا سبب مقنع..!

السائـل: محمد2015-11-22 18:31:34

أعاني بشدة من التأثر بالآخرين، وخصوصًا بالسلبيين، وأجد تعاسة وحزنًا في نفسي بلا سبب، حتى لو أني سرت في الطريق ونظرت لوجوه الناس لأصبت بالاكتئاب والحزن، وأظل أفكر لماذا فعل فلان ذلك وهكذا؟ وأعيش في جو من الحيرة والتيه والبعد عن التدين والصداع الدائم، وأشعر وكأني جزء من الناس ككل، أي ذوبان شخصيتي، ولا أشعر بالفردية مع أني أحاول الاستقلال والاستقرار، ولكن بلا فائدة!

 

مع العلم أن أسرتي من النوع المتعلق بالآخرين، ويهتمون برأي الآخرين بهم بشدة، لا أعرف إن كان هذا الأمر وراثي أم أنه خلل في شخصيتي؟ وكلما حاولت الاقتراب من الله أجد شيئًا ثقيلًا في نفسي، مع أنني كنت في الماضي آنس بذلك وألوذ بالله، لا أعرف ما الذي جرى؟!

 

مع العلم أني قرأت كتبًا مليئة بالشبهات، لكن الآن لا أقرأ، أي شيء من هذا القبيل، وأريد أن أخرج من هذه الدوامة ولكن بدون فائدة! فنرجو منكم أن تفيدونا بتطبيق عملي لا نظري أسير به في الحياة على نور وبصيرة.

وشكراً لكم سلفاً.

 

إجابة المستشار: د.عقيل المقطري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

 

فجوابًا على استشارتك أقول:

 

– الإنسان بطبعه يؤثر ويتأثر، وقد ميز الله الإنسان على سائر مخلوقاته أن رزقه عقلًا يميز به بين الحق والباطل والخير والشر، والأشياء الإيجابية والسلبية، لكن يجب أن يكون تأثيره إيجابيًا، وتأثره كذلك إيجابيًا.

 

– لا أظن أن ما تعانيه أمر وراثي، فكون أهلك متعلقين بالآخرين ويهتمون برأيهم فيهم، ليس هو ما تعانيه أنت.

 

– الابتعاد عن الله وترك ما افترضه على العبد، والإعراض عن ذكر الله نتيجته الحتمية الاكتئاب والحزن والحيرة والتيه والعيشة الضنكة كما قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) فإذا أردت أن تخرج مما أنت فيه فارجع إلى الله وحافظ على ما افترض الله عليه، وأكثر من نوافل الطاعات.

 

– القراءة في كتب الشبهات تؤدي بالقارئ إلى التيهان والعيش إمعة بدون هدف كما قال ذلك الشاعر التائه:

 

جئت لا أعلم من أين ولكنّي أتيت ** ولقد أبصرت قدّامي طريقًا فمشيت

 

وسأبقى ماشيًا إن شئت هذا أم أبيت ** كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري!

 

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود  ** هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود

 

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود ** أتمنّى أنّني أدري ولكن.. لست أدري..

إلخ ما كتبه من الشك والحيرة.

– من أعظم أهداف وجودنا في هذه الحياة عبادة الله تعالى، قال عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فحقق هذا الهدف تعش بسعادة.

 

– تب إلى الله تعالى توبة نصوحًا من ترك ما افترض الله عليك، فتركها ذنب عظيم، ومن شروط هذه التوبة الإقلاع عن ترك العبادات والبدء بأداء الصلاة وبقية العبادات والندم على ما فعلت والعزم على ألا تعود مرة أخرى إلى ما كنت عليه من الغواية.

 

– أكثر من الأعمال الصالحة المتنوعة فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

 

– إن أردت اطمئنان قلبك فعليك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة وتلاوة واستماع القرآن الكريم، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

 

– عليك بالرفقة الصالحة واترك رفقاء السوء، فالصديق له تأثيره على الحياة سلبًا وإيجابًا، يقول عليه الصلاة والسلام: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة) والصديق الصالح لا يضر التأثر به؛ لأن صفاته إيجابية في الغالب.

 

– كن واثقًا بنفسك وبما تقوم به ولا مانع من استشارة الآخرين قبل القيام بالأعمال الكبيرة التي تحتاج إلى استشارة ففي الأثر: (ما خاب من استشار وما ندم من استخار).

 

– الشيطان الرجيم والنفس الأمارة بالسوء لا يعينانك على الاستقامة فخالفهما واعصهما وجاهد نفسك في الله ليهديك الله قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

 

– عاهد ربك على الاستقامة وابدأ بالخطوة الأولى في الطريق الموصلة إليه سبحانه، وتضرع إلى ربك وأنت ساجد وفي أوقات الاستجابة وكن على يقين أن الله سيوفقك ويشرح صدرك.

 

أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يوفقك ويسددك وأن يصلح شأنك إنه سميع مجيب.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

http://www.mostshar-raf.com/site/index.php?group=showisti&id=19936

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق