السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحدث الخلافات بين الأزواج، ولكن نجد أفضل الطرق لحلها هي بين الزوجين، وينوبني أيضًا جانب من الخطأ، ولكن لا أرغب في الانفصال لأنّي أحبّها، وهي عزيزية جدًا على قلبي، فدائمًا في صلاتي أدعو أن يجمعنا الله على خير، وأن تتصافى قلوبنا، وأن لا يحرمني الله من زوجتي.
عرضت زوجتي المشكلة على أهلها، والقريب، والصديق، وتعددت الأطراف، وكل من له رأي، فتصعدت الأمور إلى الانفصال رغم أنّها مترددة في قرارها، علمًا أنّي حديث الزواج بها!.
سؤالي: كيف أرضيها واضعًا حدًا للتدخلات في حياتي الزوجية من أهلها، وبالأخص الأب!.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكرًا على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
– لا بدَّ أن تعرف الأسباب التي أدت إلى المشاكل؛ فإنَّه إن عرُف السّبب أمكن -بإذن الله- إصلاح العطب.
– أقترح عليك أن تتفق مع زوجتك؛ كي تخرجا للحديث والتفاهم خارج البيت، وتلح على ذلك، فإن وافقت فتهيأ، واختر المكان المناسب، واشتر هدية ثمينة لها بحيث تقدمها لها قبل البدء بأي حوار؛ فإنَّ الهدية لها وقعها في القلب، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((تهادوا تحابوا))، ومن ثم ابدأ الحوار ببث عبارات الحبّ والاشتياق والكلمات الغزلية، ولا تبق كلمة حبيسة صدرك؛ فالكلمة الطيبة التي تحمل معاني الحبّ والحنان تؤثر في المرأة تأثيرًا بليغًا.
– انظر في طلباتها فما كان باستطاعتك أن تلبيه فافعل، وما كان في غير مقدورك فعدها في حال تيسر الأمور، فما خلق الله المال إلا من أجل ذلك.
– عرّفها أنَّ إخراج المشاكل الزوجية إلى خارج البيت يعقّدها، بينما حلها بين الزوجين يكون سهلاً يسيرًا.
– أسسا مبدأ الحوار الهادئ لحل مشاكلكما الزوجية، وتحينا الفرصة المناسبة للنقاش، وليكن هدفكما الوصول إلى السعادة وقطع الطريق على الشيطان الذي يريد أن يزرع الشقاق ولو بالتنازل والعفو والصفح والاعتذار وإن كان محقًا.
– الحياة الزوجية لا تقوم بالمحاكمة والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة، بل جزء كبير من تلك الحياة يقوم على التسامح وغض الطرف، والتغافل، وأذكرك بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيد في قومه *** لكنَّ سيد قومه المتغابي
– اشتر هدية مناسبة لوالد زوجتك، وأخرى لأمها، وزورهما في بيتهما، وقبّل رأسيهما؛ فهما بمقام والديك، وبلطف وحكمة قل لهما: أنا ولدكما، وجهاني وأرشداني، فأنتما أصحاب خبرة وتجربة، ولن أستغني عنكما، وبيّن لهما مدى حبك لزوجتك، وأنَّك لا تريد مفارقتها، وأن المشاكل الزوجية لا يخلو منها بيت، وحدوث مشاكل في بداية الزواج أمر طبيعي نتيجة لقلة الخبرة واختلاف البيئة.
– وسّع صدرك، واصبر على زوجتك وعلى سلوكياتها، وكن حليمًا؛ فالصبر بالتصبر، والحلم بالتحلم، ولك في رسول الله أسوة حسنة.
– في حال حدوث أي مشكلة لا تناقشها في حينها، ولكن اترك الأعصاب تهدأ؛ فإمَّا أن تخرج من البيت، وإمَّا أن تسكت، وإمَّا أن تدخل غرفة وتغلق على نفسك حتى تهدأ الأعصاب، وترتاح الأنفس، وتحيّن الوقت المناسب لحل الإشكال.
– وثقا صلتكما بالله، وحافظا على الفرائض، وأكثرا من الأعمال الصالحة؛ فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.
– ليتضرع كل منكما بالدعاء بين يدي الله تعالى أثناء السجود وفي أوقات الإجابة أن يؤلف بين القلوب، وأن يهديكما لأحسن الأخلاق، ويصرف عنكما سفاسفها.
– أتمنى لو حضرتما دورة تأهيلية حول فنّ حل المشاكل الزوجية؛ فهنالك بعض المدربين يقيمونها ما بين الحين والآخر، ويمكن أن تسحب من الإنترنت، أو شراؤها من التسجيلات.
– احذرا من الشيطان الرجيم؛ فإنَّه يسعى جاهدًا لإيقاع الفتنة بين الزوجين، ولا يهدأ له بال حتى يفرق بينهما.
– ليخبر كل واحد منكما صاحبه ما يحب وما يكره، ومن ثم فليأت كل شخص للآخر بما يحبه، ويبتعد عما يكرهه.
– لا بأس من التقييم ما بين الحين والآخر مع قبول كل منكما نقد وتقييم صاحبه.
– ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
أسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد، وأن يصرف عنكما كيد شياطين الإنس والجن، ويؤلف بين قلبيكما، ويرزقكما السعادة، آمين.
رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:
http://www.mostshar-raf.com/site/index.php?group=showisti&id=21365
اضافة تعليق