في بداية أيام الجامعة تعرّفتُ على صديقتي الحاليّة، وبعدها بشهور تعرّفتُ على زميلٍ، وبعد ذلك أصبح صديقًا، وأكنّ له مشاعر الاحترام والتقدير والمعزَّة، كان يقول لي: أني صديقةٌ ممتازةٌ، وحافظة لأسرار أصدقائي وما إلى ذلك.
قبل فترة بدأ يسألني عن صديقتي أسئلة غريبة! وقال: إنه يريد الزواج بها بعد ما عَرَفَتْ هي، ويبدو أنها موافقة على هذا الارتباط، أنا لا أحبّه! ولكن شعرت بالقهر، وأتمنى أن لا يتمَّ ذلك! لا أدري هل هي غيرة أم لا؟ توقفت عن الكلام معه، وأشعر بالكره تجاهه، ولكن لا أستطيع أن أخبر أو حتى أبيّن ما أشعر به أمام صديقتي، فأبتسم مجاملة، ولكنَّ قلبي يعتصر ألماً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فالتعرف على الشباب في الجامعات وغيرها واتخاذهم أصدقاء مخالفة شرعية، والتساهل فيه يفضي إلى مشاكل لا نهاية لها، والواجب على الفتيات أن يحصرن صداقاتهن وكلامهن على أمثالهن إلا عند الحاجة القصوى، فتقدَّر هذه الحاجة بقدرها.
ما تشعرين به: هو أمر مزدوج بين الغيرة والحسد، فكونك تأثرت وغضبت من بوحه لك بأنه يحبها فتلك هي الغيرة، وكونك تتمني ألا يتمّ زواجه بها هو الحسد المذموم؛ لأن الحسد نوعان: فالممدوح أن تتمني أن يكون لك مثل ما عند الآخرين مع بقاء تلك النعمة عندهم، وأما الحسد المذموم: فتمني الشخص أن تكون النعمة له وزوالها عن الآخرين، ولو كان باح لك بمشاعره نحوك لسررت كثيرًا، وإن كنت لم تذكري هذا في استشارتك؛ ولذلك كانت ردة فعلك أن توقفت عن الكلام معه، وشعرت بالكره نحوه، وتكلفك بالتبسم لزميلتك.
فأنصحك أن تعوّدي نفسك بأن تحبي للآخرين ما تحبينه لنفسك، لأن ذلك من تمام الإيمان كما قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخبه ما يحبّه لنفسه) واجعلي مقاطعتك للكلام مع ذلك الشاب وغيره امتثالًا لأمر الشرع، وليس ردة فعل، مع التوبة إلى الله مما كان، كما أني أنصحك بأن توثّقي صلتك بالله أكثر، وأن تحافظي على أذكار اليوم والليلة، وتجتهدي في تقوية إيمانك، وأن تكوني دومًا راضية بقضاء الله وقدره، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، وأن تكثري من الاستغفار.
أسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يعطيك من الخير ما تتمني، ويصرف عنك ما تكرهين إنه سميع مجيب.
اضافة تعليق