تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

ماذا بعد رمضان

 انقضى هذا الشهر بخيراته وبركاته وإحسانه انقضى هذا الشهر بلياليه بفرحته وسروره انقضى هذا الشهر الكريم وولى ولن يعود بعد عام من الآن هذا لمن وفقه الله وبارك في عمره وأمد في عمره ليبلغ هذا الشهر الكريم مرة أخرى.

ماذا بعد رمضان

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) سورة آل عمران آية (102) 

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1)

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) سورة الأحزاب الآيات (70- 71)

                                                                                                               أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

ها نحن أيها الإخوة في أول جمعة من شهر شوال بعد انقضاء شهر الصيام وشهر القيام هذا الشهر المبارك الذي اجتهد فيه كثير من عباد الله تعالى –كيف لا يجتهدون وهو موسم للطاعات وازدياد الحسنات وهو شهر الخير والبركات من حرم خير هذا الشهر فقد حرم خيراً كثيراً وإن هذا الشهر المبارك قد دعا عليه جبريل –عليه السلام –دعا على من خسر هذا الشهر ودعا عليه رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وعن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين

قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين)[1]  

 انقضى هذا الشهر بخيراته وبركاته وإحسانه انقضى هذا الشهر بلياليه بفرحته وسروره انقضى هذا الشهر الكريم وولى ولن يعود بعد عام من الآن هذا لمن وفقه الله وبارك في عمره وأمد في عمره ليبلغ هذا الشهر الكريم مرة أخرى ولقد كان السلف –رحمهم الله – يجتهدون في شهر رمضان ما لا يجتهدون في غيره ويجتهدون في العشر الأواخر ما لا يجتهدون في غيرها وهكذا كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- أيها الإخوة هذا الشهر الكريم بأيامه ولياليه مضى وانقضى والأيام تنحت من أجسامنا فكلما مضى يوم قرب من آجالنا وكلما مر يوم قربنا من قبورنا وسيكون الموعد بين يدي الله تعالى-مع تلك الأعمال التي قدمها العبد في رمضان وفي غيره 0

(( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)) سورة آل عمران آية  (30) لنا- أيها الإخوة- ست وقفات مع انقضاء هذا الشهر المبارك الكريم :

الوقفة الأولى: من الذي استفاد من شهر رمضان المبارك؟ يقول –صلى الله عليه وآله وسلم – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))[2]

 ويقول أيضاً عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

[3](( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

 ويقول أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن))[4] إذاً هذه ثلاثة أعمال شرط لغفران الذنوب وغفران الذنوب هو مأرب العبد من هذه الطاعات وما منا إلا وله ذنوب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

[5](( كل بني آدم خطاء . وخير الخطائين التوابون

[ إذاً هذه ثلاثة أعمال من قام بها وأداها كما أراد الله تعالى – وكما شرع رسوله –صلى الله عليه وآله وسلم – فهو الذي استفاد من هذا الشهر المبارك الكريم . من صام رمضان إيماناً واحتساباً من قام رمضان إيماناً واحتساباً من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه منذ أن صار مكلفاً إلى هذا الشهر المبارك الكريم . إن الصيام- أيها الإخوة- مكيال وإن الصلاة مكيال فمن وفى في المكيال وفى الله له في الأجر ومن طفف في المكيال فإنه لن ينال الأجر كله ويا خيبة ويا خسران من يوفي لنفسه شهواتها ويوفي لها في المكيال في ذلك ولا يوفي لله تعالى في مكيال الطاعات وإن النقصان لا شك حاصل في صيام أحدنا وكذلك في صلاته وفي قيامه كما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم حين قال في الصلاة (( إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها))[6] وهكذا يتناقص الأمر بحسب ما يعقل الإنسان وفي الصيام قال صلى الله عليه وآله وسلم حينما شرع زكاة الفطر: عن ابن عباس قال:

: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات))[7]. إذاً فيها تطهير للصائم من لغوه ورفثه لأنه قصر في هذا . ولذلك فإن المستفيد من هذا الشهر المبارك هو الذي قام إيماناً واحتساباً وأدى الطاعة كما شرع الله –تعالى- وابتغى بها وجه الله تعالى- إيماناً بالله واحتساباً للأجر عند الله تعالى – لا رياءً ولا سمعة ولا مخادعة لا لله ولا للناس فإن الله تعالى لا تنطلي عليه الخدائع إطلاقاً ولذلك جعل هذه العبادة على وجه الخصوص من خصوصياته عن أبي هريرة رضي الله عنه

: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))[8]

 لعبادة التي هي سر بين العبد وربه لا أحد يطلع على صيامك هل أنت صائم أم لا أأنت مخلص أم لا إلا الله تعالى –ولذلك فإنه من طفف في هذا المكيال لا شك أنه مغبون . وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )) سورة المطففين آية  (3) فإذا كان هذا في مكيال الدنيا فكيف في مكيال الآخرة ؟ لا شك أن الإنسان ينقص أجره بحسب ما ينقص من ذلك المكيال والميزان .

 الوقفة الثانية : فهاهو رمضان قد انقضى ومر بهذه الأعمال التي قدمها العباد لله تعالى ولكن هل قبلت أم لم تقبل ؟ قضية القبول لا يستطيع أحد أن يجزم بها ولكن الذي يتضح للناس أن هذه العبادة صحيحة أو باطلة أما قضية القبول فهي من خصوصيات الله تعالى – ولذلك كان السلف الصالح –رضوان الله عليهم – يهتمون بقضية القبول أكثر من اهتمامهم بقضية العمل فإن العمل يستطيع الإنسان أن يعمله وأن يثبته أما قضية قبول العمل فهذا أمر لا يعرفه أحد إلا الله تعالى-  فكان السلف يهتمون بهذا (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)) سورة المؤمنون آية (60)  يعملون ثم يخافون ألا يتقبل منهم ولهذا كان بعض السلف يقول : ليتني أعرف أن لي ركعتين متقبلتين . ويقول آخر : لو أني أعلم أن الله تعالى – تقبل مني ركعتين لا أهم شيئاً بعد هذا لأن الله تعالى – يقول : ((… إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ )) سورة المائدة آية  (27) إذا علم الإنسان أن الله تعالى- تقبل منه شيئاً من الأعمال فهنيئاً له لأنه علم بعد ذلك أنه من عباد الله المتقين ومن باب أولى أن الله تعالى – يتقبل منه بقية أعماله إذاً فقبول الأعمال لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى- وقبول الأعمال مرهون بتقوى الله تعالى- فإذا حقق الإنسان تقوى الله تعالى –فيرجى له قبول عمله . ومن علامات التقوى أن الإنسان يجده الله تعالى حيث ما أمر ويفتقده حيث نهاه .

الوقفة الثالثة : فهي المواصلة للأعمال فإن الأعمال بالنسبة للعبد مطالب بها على سبيل الدوام . وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) سورة الحجر آية (99)

. فأنت مطالب بأن تستمر في الطاعات لا أن تستغل المواسم ثم تفتر وتبرد بل ينبغي عليك أن تستمر في هذه الأعمال وبهذه الطاعات إنما كان رمضان محطة ومدرسة وتعويد وانتصار على هذه النفس وعلى شهواتها وعودة بها إلى ربها وبركة للطاعات والأعمال ومضاعفة الحسنات فأنت تستمر في هذه الأعمال لأنك دربت نفسك عليها لأن علماء النفس يقولون إن من كان صادقاً ودرب نفسه على أي عمل ما بين ست مرات إلى إحدى وعشرين مرة فإن هذا العمل يثبت ونحن استمرينا قرابة تسع وعشرين يوماً نعمل في هذه الطاعات والقربات فلا شك أنه من كان جاداً ومخلصاً أنه سيتمر على هذه الطاعات وعلى هذه القربات وهذه وقفة هامة أن الإنسان لا يفتر ولا ينقطع عن الطاعات والعبادات وعن تنوعها وأن يضرب الإنسان لنفسه من كل نوع بحظ ونصيب هذا أمر مهم للغاية فكما كنت في رمضان فحاول أنك تقترب من ذلك وتأخذ حظاً من الطاعات والقربات في غير رمضان لكن رمضان كان أشد اهتماماً لأن فيه من الخيرات والبركات ما لايوجد في غيره من الشهور . الوقفة الرابعة : فلا تغتر بما قدمت من الأعمال في رمضان نعم اجتهد بعضنا في رمضان لكن  لا ينبغي لأحد أن يغتر بشيء من الأعمال التي قدمها لا بالصيام ولا بالقيام ولا بقراءة القرآن ولا بالذكر ولا بالاعتكاف ولا بغير ذلك من الأعمال فإن الغرور يؤدي بالنفس إلى الأشر والبطر وإلى ترك الأعمال وإلى الاغترار بما قدم والركون إلى ذلك وربما جرته نفسه إلى ارتكاب الآثام والسيئات لأنه قد قدم من الأعمال الشيء الكثير فعلينا ألا نغتر لأن الغرور وسواس من الشيطان الرجيم . أسأل من الله تعلى- أن يتقبل منا ومنكم الصلاة والصيام والقيام وغير ذلك من الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه . أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية : الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى                         وبعد :

أيها الإخوة الفضلاء : لا شك أن المفارق لمن يحب محزون لذلك الفراق فحبنا لشهر رمضان كان عظيماً لأننا استأنسنا بوجوده ولأن الله تعالى قد هيأ فيه من الأجواء ما لم يهيأ في غيره فشهر رمضان جعله الله تعالى موسماً لنيل الحسنات ورفع الدرجات تفتح في هذا الشهر أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين وصارت الأجواء العامة مهيأة لجميع الناس ومهيأة للطاعات فوجدت الناس يتنافسون في تلك الميادين ميادين العبادات المتنوعة فإذا مل من عبادة انتقل إلى عبادة أخرى ولذلك كان لرمضان نكهة خاصة لأن هذه النكهة لا توجد في غيره من الشهور من أجل هذا كانت العبادة في غير هذه الأجواء أعظم عند الله تعالى حينما ينصرف الناس ويعودون إلى فتورهم  ويعودون إلى أعمالهم وإلى ما كانوا عليه قبل رمضان حينئذ تستوحش النفس إلا بعبادة الله تعالى –من أجل هذا عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن المعلى بن زياد رده إلى معاوية بن قرة رده إلى معقل بن يسار

رده إلى النبي صلى الله عليه وسلم(( قال العبادة في الهرج كهجرة إلي ))[9]

.يعني حينما يفتن الناس عن الطاعات وعن التقرب إلى الله –تعالى-ويفتح الله تعالى على بعض الناس فيتقربون إليه بالطاعات والقربات يكون ذلك أجره عظيم عند الله تعالى –من أجل هذا قرر الشرع أن العبادة في رمضان أعظم للأجر لأن النفس تكون تواقة لما يعتاد عليه الناس فترى الناس يأكلون ويشربون مما لذ وطاب وهي ممسكة صائمة لله تعالى _حينما ينصرف الناس إلى أعمالهم وتجد هذا الإنسان يأخذ حظه وورده من قراءة القرآن والذكر والدعاء حينما تجد كثيراً من الناس قد غطوا في النوم وتجد هذه النفس فرصة سانحة ونشاطاً في التقرب إلى الله عز وجل – يكون ذلك أعظم أجراً عند الله تعالى-

الوقفة الخامسة : أنه لا يشترط أن يكون الإنسان على وتيرة واحدة من الأعمال كما كان في رمضان يكون في شوال وفي غيره من الشهور لأنه كما أسلفنا شهر رمضان له خصوصيته فالله تعالى – صفد مردة الشياطين وهيأ الأجواء للعبادة فالناس كلهم في عبادة جماعية لا تجد النفس ميولاً إلى الأكل والشرب طالما والأجواء كلها على هذا المنوال أما في غيره من الشهور فلا من أجل هذا لا يلزم أن يكون الإنسان على نفس الوتيرة صائماً فهذا لم يأمر به الله ولم يكن ذلك من هدى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فقد حدثنا عمرو بن علي أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج سمعت عطاء أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أسرد الصوم وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال ( ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي ولا تنام ؟ فصم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظا وإن لنفسك وأهلك عليك حظا ) . قال إني لأقوى لذلك قال ( فصم صيام داود عليه السلام ) . قال وكيف ؟ . قال ( كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى ) . قال من لي بهذه يا نبي الله ؟ قال عطاء لا أدري كيف ذكر صيام الأبد قال النبي صلى  الله عليه وسلم ( لا صام من صام الأبد ) . مرتين))[10]

 لكن لا ينبغي للمسلم أن ينقطع عن الصيام من أجل هذا شرع النبي –صلى الله عليه وآله وسلم – صيام الست من شوال فقال : عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فذلك صوم الدهر ))[11] كمن صام السنة كلها فلا ينبغي للمسلم أن يترك حظه من الصيام والصيام بابه مفتوح الاثنين والخميس الثلاثة الأيام البيض من كل شهر وهكذا سيأتي العشر الأوائل من ذي الحجة وسيأتي أيضاً شهر الله المحرم الذي الصيام فيه أفضل الصيام بعد رمضان وسيأتي عاشوراء وغير ذلك من الأيام فليضرب المسلم لنفسه سهماً من هذه الطاعات والقربات وهكذا قراءة القرآن أن يحافظ على ورد منه الدعاء والابتهال ومحاسبة النفس وغير ذلك ليكن لنا نصيب بعد انقضاء هذا الشهر المبارك الكريم ولا يلزم كما أسلفنا أن يكون الإنسان على نفس الوتيرة بل يكون محافظاً على جزء من هذه الأعمال .

الوقفة السادسة والأخيرة : أن يستمر الإنسان على الطاعة وعلى العبادة فذلك سبب من أسباب حسن الخاتمة .

فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله فقيل كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت))[12]

 وعندما يعود الناس إلى الفتور وإلى الضعف في الأعمال هنا تظهر الأنفس المشتاقة إلى الله تعالى – التي تحب القرب من الله تعالى بالأعمال والعبادات المتنوعة فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمر على طاعة الله تعالى- اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

                                       والحمد لله رب العالمين .



[1] – صحيح الترغيب والترهيب 1/241

[2] -البخاري 1/22

البخاري 1/22

[4] -البخاري 2/672

[5] -سنن ابن ماجه 2/1420

[6] -صفة الصلاة 1/36

[7] -سنن أبي داود 1/505

[8] -البخاري 5/2215

[9] -مسلم 4/2268

[10] -البخاري 2/698

[11] – ابن حبان 8/396

[12] -سنن الترمذي 4/450

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق