تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

أشعر بالندم على خطبتي السابقة!

السائـل: ابومنصور2016-02-02 13:48:15

استشارات اجتماعية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    هل يجوز للرجل فسخ الخطبة وقد استمرت مدة طويلة (ثلاث سنوات)؟. 
    أنا شابٌّ خطبت قبل ثلاث سنوات (خطبة تقليدية)، ولم أكن مرتاحًا، لكن بسبب وجود الضغوط عليّ من أهلي، ولأنَّ أهلها طيبين قررت المضي قدمًا، وتأخر زواجنا إلى هذا الوقت بسبب التزامات مالية لم أستطع توفير المهر لها، وتكاليف الزَّواج باهضة.

    لم أتواصل معها أبدًا بعد الخطبة إلى الآن، وأهلها رفضوا أن أراها مرة أخرى أو أكلمها، ويقولوا: بعد الملكة، وأنا كان يهمني أن أعرف شخصية المرأة وأفكارها قبل الزواج.

    أيضًا من الناحية الخارجية: كانت سمينة نوعًا ما، وأخبرونا أنها سوف تنحف قبل الزواج، وإلى الآن لم ينزل من وزنها كثير -حسب كلام أختي لما رأتها آخر مرة-.

     لكن المشكلة أنَّه بعد سنة من خطبتي تعرفت على فتاة أرملة تكبرني بــ 5 سنوات تقريبًا، ووجدت فيها تقريبًا جميع الصفات التي كنت أرغب فيها، ولم أخبر أهلي لأني كنت خاطبًا، وبعد فترة بسيطة من التعارف وجدت انسجامًا كبيرًا بيننا، وهي من عائلة علمية؛ فوالدها برفسور، ولديها الثقافة والتعليم.

   قررنا أن نتزوج في السر بسبب عاداتنا والتقاليد، وأخبرتها بأنَّ أهلي سوف يزوجوني بعد 3 إلى 4 سنوات، فكانت موافقة على طلبي بأني سأتزوج، وأقنعنا والدها، فوافق على زواجي من بنته. 

    الآن بعد أن أحسست بانسجام وتفاهم معها أحسست بندم على خطبتي السابقة، وأرغب في إلغائها، وأيضًا كيف سأقنع الأهل بإلغاء الخطبة؟ وأيضًا أني متزوج بالسر.
    أتمنى أن أجد لديكم الإجابة الشافية، وتحياتي لكم.

المستشار: د.عقيل المقطري

 

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكرًا على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

     ردًا على استشارتك أقول:

– الزواج مشروع عمر وليس آنيًا، وهو مسئولية عظيمة وميثاق غليظ، وليس فيه أي محاباة، ويجب ألا يخضع للضغوطات، وأن يكون برضى واقتناع من الزوجين وإلا سيؤول إلى الفشل.

– لم تخبرنا عن المخاوف التي تتخوفها من فسخ الخطبة أو إخبار أهلك بأنَّك قد تزوجت؛ لأن معرفة ذلك قد يساعدنا في معالجة المشكلة.

– يجب عليك أن ترتب جلسة مع أهلك من أجل مناقشتهم وإقناعهم بما تريد، وأن تمهد لتلك الجلسة بعقد لقاءات ثنائية بينك وبين والدتك، وتحاول إقناعها بما تريد، ثم أخرى مع والدك وتقنعه بما تريد، ولا تجعل أحدهما يشعر بأنَّك قد جلست مع الآخر، وهكذا المؤثرين داخل الأسرة، وفي حال عقد الجلسة الموسعة يجب أن تبدأ الجلسة بكلام عام وهادئ حول الزواج، وأنَّه يجب ألا يُضغط على الرجل أو على المرأة ولا يكره بالزواج ممن لا يحب ولا يرغب.

    وأخبرهم بأنَّ بعض الشباب طلقوا زوجاتهم بعد أيام معدودة أو أسابيع أو أشهر من الزواج لهذا السبب، فإن رأيت أنهم قد اقتنعوا بما قلت فابدأ الكلام معهم حول نفسك، وأنَّك إنّما وافقت على خطبة تلك الفتاة بسبب ضغوطاتهم، وأنَّك لا تحبها ولا ترغب بالزواج بها، وتخشى من أن تنزل الضرر بها، ولذلك فإنك ترغب في إلغاء تلك الخطبة.

– إن تمت أمورك كما تريد فلا بدَّ من أن يذهب كبير العائلة إلى ولي البنت، ويقدم له الاعتذار دون إبداء السبب؛ لأنكم لا زلتم في طور الخطبة، وهي وإن كانت قد طالت إلا أنَّه كما يجوز لهم أن يعتذروا، فكذلك يجوز لكم أن تعتذروا، لكنّي أتمنى أن تأخذوا بخواطرهم وخاطر البنت، وذلك بتقديم بعض الهدايا أو التنازل عما كنتم قد أعطيتموهم إن كان ذلك من عرفكم.

– الخطوة التي بعدها وبعد وقت من فسخ الخطبة اجلس مع والديك، وقصّ لهما قصة شابّ خاف على نفسه الوقوع في المحرم، فتزوج سرًا بفتاة مواصفاتها كذا، وتذكر مواصفات زوجتك، ولا تخبرهما بأنها ثيب؛ فقد يتحججا عليك من هذه النّاحية، وبيّن لهما أنَّه لم يخبر أهله خوفًا من رفضهم، واستشرهما عن الطريقة الصحيحة لمعالجة وضعه مع والديه والأخذ بخاطرهما، وبهذا سيتبين لك ردة فعلهما، وستكتشف الطريقة الصحيحة لإبلاغهما بذلك.

– بعد استشفافك لما سيتمخض عنه جلوسك مع والديك لا بدَّ أن تخبرهما بطريقة هادئة وحكيمة بأنك قد تزوجت ممن تحب، وتوقفهما على الأمر الواقع، وتأخذ بخاطرهما، وتطلب رضاهما، وتقبّل رأسيهما وركبتيهما، وإن شاء الله لن تجدهما إلا مسرورين، فهما من أشد النَّاس حرصًا على راحتك وسعادتك.

– إن حصل رفض منهما وعدم تقبل لذلك فعليك بالصبر عليهما، وتقرب منهما أكثر، وإياك أن تبتعد عنهما مهما فعلاً، بل ارتم بين أرجلهما حتى يرضيا عنك.

– عليك بكثرة الدعاء وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة وخاصة الثلث الأخير من الليل أن يرقق الله قلبي والديك، وأن يجعلهما يتفهمان قصدك ومرادك، وأن يكفيك ما أهمك.

– أكثر من الاستغفار والصلاة على النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ فهما من أسباب تفريج الهموم والضوائق، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا))، وقال لمن قال له: أجعل لك صلاتي كلها؟ ((إذن تكف همك، ويغفر ذنبك)).

– أكثر من هذه الأدعية:

1- ما رواه سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)).

2- ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، ياحي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((أتدرون بم دعا))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى)).

3- ما رواه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن لوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين))، وهذا الدعاء يسمى بدعاء الحاجة.

    أسأل الله أن ييسر أمرك، ويكفيك ما أهمك إنَّه سميع مجيب، والله الموفق.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق