السائـل: سائلة2016-02-04 22:12:02
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، قبل أربع سنوات من الآن تواصلت عن طريق الصدفة بابن خالي الذي يكبرني بثلاث سنوات في الفيس بوك وبعد الكلام العام والتواصل العام في المجموعات أصبحنا نتحدث في الخاص، وتعرفنا على بعض جيدًا، وكنا صديقين، وبعد مرور سنة على تعرفنا حصل بيننا اعتراف بالحب، علمًا بأن ما يجمعنا الآن هو التراسل فقط وليس بيننا كلام ماجن أو غزل، ولا اتصالات صوتية أو فيديو أو تبادل صور، فهو يقول دائمًا أريدك بالحلال ولم يطلبني يومًا صورة أو لقاء، فهو وأنا فقط نطمئن على بعض، ويخبرني عن أحواله ويشاركني أفراحه وأحزانه وأنا كذلك، وحدث أن قطعنا التواصل لستة أشهر طلبت منه ألا نتحدث؛ لأني أشعر بأن هناك خطأ في تواصلنا حتى لو لم يكن هناك شيء غير التراسل وكلامنا خال من الغزل، فقطعنا علاقتنا ولم نتحدث، ساءت حالته وحالتي، فالفراق كان صعبًا جدًا، وعدنا بعد ذلك نتواصل مجددًا.
والعلاقة غير جيدة بين عائلتينا، فأمه تكون أخت طليق أختي، ومنذ طلاق أختي العلاقة سيئة بين أهلي وأمه وخالاته، وقبل شهور كان تتحدث إلى أهله ليتقدم لخطبتي، بعد الرفض تقبل الأمر والداه وتحدث خالي إلى أبي، وقال إن هناك علاقة بيني وبين ابنه، وغضب أبي جدًا، وأنا أنكرت كل شيء، وانتهت الخطبة المأساوية بالرفض من قبل أهلي، وبالشك فيّ لعدة شهور حتى استعدت ثقتهم.
والآن مازلت على تواصل معه فقط بالتراسل، وأتعلق به أكثر فأكثر، وهو يقول بأنه سيتقدم لخطبتي مجددًا بعد أن يكون مستعدًا للزواج بعد سنتين.
يجمعنا حب القراءة، وشخصياتنا متقاربة، ويفهمني وأفهمه، وأشعر بأني حقًا أحبه، فماذا عليّ أن أفعل الآن؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فردًا على استشارتك أقول:
– يجب عليك أن تتوقفي عن التواصل مع ابن خالك نهائيًا حتى ولو كان الكلام الذي يدور بينكما مجرد السؤال عن الحال والتشاور وبث الهموم؛ لأن ذلك قد يتطور مع مرور الأيام ويوصل إلى ما هو أكبر مما هو عليه، وللشيطان مداخل وتبريرات عدة منها ما ذكرت أنكما حين قطعتما التواصل ساءت حالتكما كان الفراق صعبًا؛ فهذا من وساوس الشيطان وتلبيساته فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم.
– التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس هو الطريق الصحيح لمن أراد الزواج بل من أراد ذلك فليأت البيوت من أبوابها، وعليك أن تكوني كما أراد لك دينك (مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة).
– من مساوئ هذا التواصل ما بدأت تشعرين به من التعلق وهو يزداد مع مرور الوقت والذي قد لا تستطيعين كتمانه من خلال تصرفاتك في حال ذكر اسمه مثلًا، وقد يورث لك همومًا في المستقبل ويدخلك في تيهان واكتئاب؛ لأن موضوع الزواج من هذا الشاب لا يزال في علم الغيب فيحتمل أن يغير رأيه قبل الخطبة أو بعد الرؤية الشرعية إن تمت الموافقة على الخطبة، ويحتمل أن يرفض أهلك أو أهله.
– الزواج رزق مقسوم من الله فإن كان هذا الشاب من نصيبك فسوف تتزوجين به، وإن لم يكن من نصيبك فلن تتمكني، وإن بذلت كل الأسباب، وهذا الشاب إن كان حقًا يحبك فيجب عليه أن يقطع التواصل معك ولا يكون مصدر تعاستك وشقائك ويسبب لك مشاكل مع أهلك فيما لو علموا بأي طريقة أنكما على تواصل، وقبل هذا لابد من مراقبة الله تعالى، وإن حان الوقت فليأت البيوت من أبوابها.
– نصيحتي لك أن تفكري بالزواج بعقل مرتبط بالشرع ولا تفكري بالعاطفة المجردة، ومما ينبغي أن تحرصي على أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق كما أرشدنا؛ لذلك نبينا -عليه الصلاة والسلام- فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدًا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
– لا تعلقي مصيرك ومستقبلك بفلان من الناس فقد يأتيك من تكون فيه المواصفات أفضل من ابن خالك فلم تفوتي على نفسك رزقًا ساقه الله إليك، وتعلقي نفسك بشخص لا تدري هل ستتم الموافقة عليه من قبل أهلك أم لا خاصة، وأنهم قد رفضوه في المرة الأولى.
– أشغلي نفسك بالمفيد، وأقلي من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلا فيما ينفعك، واحذري أن تستخدميها فيما يعود عليك بالضرر الدنيوي والأخروي وإياك والخلوة والوحدة؛ فإن الشيطان يكون لك أقرب والنفس تسول للمرء العصيان.
– وصيتنا لك بتقوى الله وتوثيق الصلة به، وأكثري من الأعمال الصالحة كنوافل الصلاة والصوم وتلاوة القرآن وحافظي على أذكار اليوم والليلة؛ فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة والطمأنينة للقلب.
– تضرعي بالدعاء بين يدي الله وأنت ساجد أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.
– قومي بخدمة والديك، وساعدي أمك في أعمالها، واكسبي ودهما ورضاهما، وإياك أن تتسبي في غضبهما عليك بقصد أو بغير قصد؛ فإن ذلك قد يجلب لك التعاسة في حياتك.
أسأل الله تعالى أن ييسر أمورك، ويختار لك ما فيه الخير ويهييء لك من أمرك رشدا ويرزقك الزوج الصالح آمين.
اضافة تعليق