تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

بدون عنوان، الرقم:21940

السائـل: علي2016-02-06 00:01:22

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   ما أعانيه بصراحة يصعب وصفه بالكلمات، ولكني سأحاول جاهداً قول ما يزعجني: أنا إنسان يتمنى الجميع أن يكون لهم ما عندي، عائلة مشهود لها -ولله الحمد-، والدان محبان، علم وشهاده، عمل -ولله الحمد-، لكني ورغم هذا، وبسبب غربتي؛ أحس بأن هناك شيئاً مفقوداً في حياتي، وهو اهتمام أحد البشر بي وبأحوالي، فأمي تنشغل عني بإخوتي، ولا أريد إزعاجها، وأن أحملها همومي، فيكفيها ما تحمل، وكل أصدقائي تفرقوا بالأرض وانشغل كل واحد منهم بما لديه، وبعد التفكير ملياً، وجدت أن أنسب حل هو أن أتزوج، وبعد البحث ومواجهة الصعاب، وبعد وصولي لمرحلة اللا عودة، وجدتها لا تهتم بي كثيراً، فحين أرسل لها رسالة ما لا ياتي الرد إلا متأخراً جداً، حتى وصلت لمرحلة أنها حين تحدثني أكون متفادئ وأقول بنفسي: لعل مصيبة وقعت أو شيئاً من هذا القبيل، والغريب بالأمر أني لم أجدها متحمسة بالحديث معي، فأنا أذكر أختي حين كانت تتحدث مع خطيبها كانت تنتظر تلك اللحظات، ولكني لم أعش هذه اللحظات، رغم أني ناجح في حياتي، ولا زلت أبني نفسي وأدفعها للقمة، لكن مع هذه الصعاب بدأت أمل من حياتي، فلا هدف منها، ولا يوجد أحد يشاركنيها، كما أنه وصلني من والدي تعليق على شخصيتي أنها شخصية تحب التملك، وقالت أمي: إنني منذ صغري عجول. فأنا أصغر إخوتي، فرجائي أن تعطوني حلاً لما أحس به، فأنا أشعر بأن سني عمري قد تشابهت، ولم يعد لها طعم، كما أني كنت أتحاور مع أحدهم في أمر ما، وبعد ذلك سألت بعض الأسئلة الغريبة، فما كان منه إلا أن قال: “لا أريد التحدث لأمثالك” فقد جرحتني هذه الكلمات كثيراً، ولم أرد عليه إلا باحترام.

   أرجو إعطائي ما يثلج صدري بإذن الله.

المستشار: د.عقيل المقطري

 

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

    فرداً على استشارتك أقول:

    – لابد أن تعلم أن الأمور تسير وفق قانون رباني لا يستطيع الإنسان أن يغيرها كما يشاء، فالعبد يريد، والله يريد، ولا يكون إلا ما يرده الله سبحانه يقول الله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وقضاء الله وقدره هو الذي ينفذ (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) ويقول الشاعر:

     ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تهوى السفن.

    – ما هو مكتوب لك سيأتيك لا محالة، وما عليك إلا أن تعمل بالسبب، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فأجملوا في الطلب، فإن رزق الله لا يؤتى بالمعصية).

    – لا تتحسر على أمر فاتك ولم تقدر على تحصيله؛ لأنه ليس من رزقك، والله تعالى قد قسم أرزاق العباد، كما قال تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ) وقد يبتلي الله العبد ليرفع درجته ويعظم أجره، فالجزاء يكون على قدر البلاء، فإن عظم البلاء عظم الجزاء، والابتلاء عنوان محبة الله للعبد، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ).

    – عليك أن تكون راضياً بما قسمه الله لك، غير متضجر من قضاء الله وقدره، وإلا فالجزاء من جنس العمل، يقول عليه الصلاة والسلام: (… فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ).

    – تعامل مع الناس وفق طبائعهم وليس وفق طبعك؛ فالناس تختلف طبائعهم بحسب البيئة التي تربوا فيها؛ فهذا رقيق المشاعر، وذاك جاف الطبع، وهذا يهتم بالآخرين، وذلك لا يهتم إلا بنفسه، وتغيير طبائعهم فيه مشقة، ويحتاج إلى وقت وصبر، ولك أن تمعن النظر في حادثة ذلك الأعرابي، حين نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل صبياً، فتعجب ذلك الأعرابي، وقال: أتقبلون الصبيان؟ والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم. فقال عليه الصلاة والسلام: (أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك) يقول الشاعر:

     وينشأ ناشئ الفتيان منا*** على ما كان عوده أبوه

    – كن متأنيا في كل أمورك ولا تتعجل؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).

    – قد يكون في الإنسان طبع ما جبل عليه، ويكون في ذلك مخالفاً لطبع والديه ولأسرته كلهم، كما كان في الأخنف بن قيس قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة) قال: نشأت عليهما أو جبلت عليهما؟ قال: (بل جبلت عليهما) فقال: الحمد لله الذي جبلني على الخير.

    – عود نفسك على الحلم والصبر على الناس، فالحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم، كما جاء في الحديث الصحيح.

   – لا تعط نفسك أي رسالة سلبية؛ فإن من سلبياتها أن العقل يتبرمج عليها ويعطي أوامره لكل الأعضاء للسير وفقها، وكن دائماً متفائلاً، فقد كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يحب التفاؤل.

    – هذه الدنيا دار أكدار، ولن تصفو لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما صفت لهم، فلا تبتغي النار من الماء.

    – الذي فهمت من استشارتك أنك خطبت فتاة ولم تعقد عليها، وحين ترسل لها رسالة تتأخر في الرد، وحين ترد عليك أو تتحدث معك يكون ذلك برسمية كما يقال، وهذا أمر طبيعي؛ لأنك لست زوجاً لها، لكنها لن تكون كذلك بعد أن تصير زوجة، بل إن المرأة تكون مستحية في بداية تعاملها مع الرجل، فلا تستعجل الأمور.

    – تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وفي أوقات الإجابة أن يصلح الله شأنك وبالك، ويلهمك رشدك، وأن يسعدك.

    – أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة؛ يطمئن قلبك، كما قال ربنا جل شأنه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

    نسعد جداً في تواصلك إن استجد أي جديد في قضيتك أو حياتك. 

    أسأل الله لك التوفيق والسداد والله الموفق.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق