تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

رفضني أهل خطيبي لأن بشرتي سمراء!

السائـل: الدرة المصونة2017-03-11 10:51:30

تقدم لخطبتي شاب يكبرني بعامين بعدما جمعنا عمل، وحدث بيننا تواصل، فوجد في إنسانة ملتزمة وفق المواصفات التي يتمناها في زوجة المستقبل، وبعدما تحدث معي أخبرته بأمر انفصالي السابق، إلا أنه تقبل الأمر، لأني ظلمت في زواجي السابق ولم أستمر إلا شهرًا، وقد طلقتني المحكمة للضرر، وكذلك أهل الشاب تقبلوا الأمر تمامًا.

 

بالأمس تقدموا أهله ليتعرفوا علينا عن قرب، والحمد لله كان لقاءً رائعًا جدًا جدًا، والواضح أن الطرفين -أهلي وأهله- كان كل منها مرتاحًا للآخر، والصدمة كانت بعد سؤالي له عن الجلسة، فقال: بأن أهله عارضوا قكرة استمرار الخطوبة، والسبب أن لدي أختًا صغيرة سمراء.

 

صحيح ثلاث من إخواتي ببشرة سمراء، إلا أنني ببشرة حنطية فاتحة، فسألت الرجل وقلت له: ماذا عنك؟ فقال بأنه لا يمانع أبدًا بهذا، وأنه متمسك بي، ويعلم الله أن تواصلي مع الرجل وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، ولم يجمعنا لقاء عمل إلا بوجود أخي الأكبر، وإن قرار الخطوبة أتى بعدما سأل عنا وعرف أخلاقنا وديننا ولله الحمد.

 

ما الحل في مثل هذه القضية؟ فأنا لا يهدأ لا بال، ولا تغمص لي عين.

المستشار: د.عقيل المقطري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

 

فمرحبًا بك -أختنا الكريمة-، وردًا على استشارتك أقول:

 

الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، ولا يستطيع الإنسان أن يقدم فيه أو يؤخر، والإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، والرضى بما قدر الله يبعث الطمأنينة والراحة في النفس، وكأن أسرة هذا الشاب نظرت إلى أنه يمكن أن يكون لسمرة بشرة أخواتك تأثير على أبنائك، لأنه قد ينزعهم عرق إليهن، وإن كان هذا ليس عيبًا في الحقيقة.

 

إن كان هذا الشاب من رزقك؛ فسوف تتزوجين به، وإن وقف الناس كلهم في وجهك، وإن لم يكن من نصيبك فلن تتمكني من الزواج به مهما بذلت، وعليه فلا ترهقي نفسك بكثرة التفكير والتدبير؛ فالأمر محسوم.

 

كما أن الله صرف عنك الزوج الأول، فلعل في صرف هذا الشاب إن لم يرجعوا مرة أخرى خيرًا لا تعلمينه أنت، فاحمدي الله تعالى.

 

لا تكثري التفكير في الأمر، وكوني متوكلة على الله تعالى، ورزقك سيأتيك في الوقت وبالشخص الذي قدر الله لك.

 

إن كان هذا الشاب يريدك حقًا، فعليه أن يتحاور مع أهله ويقنعهم؛ فهو من سيتزوج وليس غيره.

 

قد يحب الإنسان شيئًا وفيه شر له، وقد يكره شيئًا وفيه خير له، فإذا صرف الله عنه ما يحبه اضطربت نفسه وأصابه الهم والغم، وما علم أن رحمة الله تداركته قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

 

إنني أقدر حاجتك النفسية لإشباع غرائزك، ولكن كوني على يقين أن عاقبة الصبر خير، وعليك أن تلجئي إلى ربك الذي بيده مقاليد الأمور، وسليه أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك.

 

إن عاد فتقدم لك من جديد أو أتى غيره، فصل صلاة الاستخارة، وادعي بالدعاء المأثور بعد التيقن من توفر الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك، وأهمها الدين والخلق، ثم أعلني موافقتك متوكلة على الله، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة، فذلك دليل أن الله اختاره زوجًا لك، وإن تعسرت، فهذا يعني أن الله صرفه عنك، وكوني على يقين أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

 

أكثري من الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب، كما قال عليه الصلاة والسلام: [من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا]، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: [إذا تكف همك ويغفر ذنبك].

 

أكثري من سماع القرآن وتلاوته، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ].

 

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، إنه سميع مجيب.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق