السلام عليكم.
أنا فتاة جامعية، كنت أراقب الله دائمًا في أفعالي، وتحجبت وأصبحت أبتعد عن الذنوب وأعاتب نفسي لو قصّرت.
تعرّف على شخصٍ ذو أخلاق يريد أن يتزوجني فور تخرجه من الجامعة، وقد أخبرت والدتي به، تجاوز الحد معي في العلاقة عندما كنا نخرج من لمسٍ فقط كم مرة، وأنا لم أرفض، كرهت نفسي وكرهته وتركته، مع أنه ما زال يريد الاستمرار معي، تبت إلى ربي واستغفرت وأصبحت أقرأ سورة البقرة كل يومٍ وارتحت، لكني الآن ما زلت أشعر بتأنيب الضمير والقلق مما حصل، وأكره نفسي وجسدي، وأشعر أني خذلت والدي ووالدتي، وأصبحت سيئةً وأنّ الله قد يعاقبني على ما فعلت.
ماذا أفعل لأرتاح؟
أرجو الرد، وشكرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في مستشارك الخاص، وردًا على استشارتك أقول:
فما منا من أحدٍ إلا وله ذنوبه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، وقال: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم)، والحمد لله أنكما لم تتجاوزا حد اللمس وأنك تبت من قريبٍ.
من فضل الله عليك أن منّ عليك بالتوبة والاستغفار، وواضح أنها توبة نصوح، والتي من شروطها الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فعلت، والعزم على ألا تعودي مرةً أخرى، وكل هذا واضحٌ من استشارتك أنه متحقق ولا زلت نادمة، والندم توبة كما ورد في الحديث.
محاسبة النفس أمر طيب، لكن لا تكثري من جلد الذات لهذه الدرجة، فيكفي توبتك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أنت لست سيئةً، بل أنت فتاة عظيمة؛ لكونك تنبهت سريعًا ورجعت عن خطأك ولم تستمري فيه، وقطعت علاقتك مع ذلك الشاب.
إياك أن تطاوعيه مرةً أخرى في الخروج معه، واقطعي تواصلك معه كليًا، ولا داعي أن ترفضي تقدمه لك إن كانت الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك متوفرة فيه، وأهمها الدين والخلق، وإن كان قد وقع في ذلك الذنب معك فانصحيه بالتوبة عبر رسالة نصية لمرة واحدةٍ فقط، فمن تاب؛ تاب الله عليه، وعليه إن كان يريدك زوجةً له أن يأتي البيوت من أبوابها.
فترة الخطوبة إن تقدم للخطبة هو أو غيره لا تحل لك الخروج ولا الحديث معه، ويجوز ذلك بعد كتابة العقد.
الزمي الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كلِّ همٍ فرجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا)، وقال لمن قال له أجعلْ لكَ صلاتي كلها (إذًا تُكفَ همك، ويغفر ذنبك).
أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗأَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنتِ ساجد، وسليه أن يتوب عليك، وأن يوفقك ويجنبك كل مكروهٍ، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.
لا تربطي نفسك بشخصٍ معينٍ؛ فإن تقدم لك من ترضين دينه وخلقه سواء هذا الشاب أو غيره فاقبليه بعد أن تصلي صلاة الاستخارة، وتأتي بالدعاء المأثور، وتتوكلي على الله، فإن سارت الأمور بيسرٍ وسهولةٍ فهذا مؤشر على أنّ الله اختاره ليكون زوجًا لك، وإن تعسرت فمعنى ذلك أنّ الله صرفه عنك.
كوني على يقينٍ أنّ رزقك في الزواج سيأتيك بالوقت وبالشخص الذي قدّرهُ الله أن يكون زوجًا لك، فلا تيأسي، ولا تتعجلي، فالتأني من الله والعجلة من الشيطان، واعلمي أنّ الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
اضافة تعليق