السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 32 سنة، تقدم لي رجل متزوج عمره 37 سنة، الرجل -الحمد لله- أخلاقه ممتازة، ومحافظ على صلاته، ويخاف الله، لكنه تقدم لوحده دون أهله؛ لأن أهله رافضون أن يزوجوه؛ أنه مسؤول عنهم ويعولهم، ويخافون أنه لو تزوج مرة أخرى بأن ينقصهم الشيء الذي كان يعطيهم إياه.
أريد منكم مساعدة أو طريقة أو حلاً أو استشارة لإقناع أهله أنه لن يتغير عليهم شيء، بحكم أني موظفة ممكن أساعد في موضوع أهله؛ لأنه لابد من بر الوالدين.
وشكراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فمرحباً بك أختنا الكريمة في مستشارك الخاص، ورداً على استشارتك أقول:
من المفرح كثيراً اهتمامك بالصفات المطلوب توفرها في شريك الحياة وخاصة دينه وأخلاقه، لكن من المهم جدا أن تتعرفي على بقية صفاته بتأن وتؤدة؛ من خلال السؤال عنه وعن شخصيته، وهل هو صاحب شخصية قوية أم ضعيفة؟ وهل عنده قدرة على اجتياز المشاكل التي ستتوارد عليه وستتنوع جراء زواجه بك كزوجة ثانية، أم أنه قد يضعف ويستجيب لتلك الضغوط، ومن ثم تكونين أنت الضحية؟ وهل عنده قدرة على فتح بيتين وينفق على أسرتيه وأهله دون الاعتماد على مرتبك؟ بمعنى أنه يريدك لذاتك لا لمرتبك، وما مدى قوة تأثير زوجته الأولى عليه؟ لأن ذلك قد يوقعه في عدم العدل معك؛ فمشروع الزواج لا يبنى بالعاطفة وحدها، وإن كنت مقدراً لك ولمعاناتك واحتياجك لزوج تستظلين به وتلبين رغباتك العاطفية والحميمية، لكني أنصحك بعدم الاستعجال؛ ففي الحديث الصحيح: (التأني من الله والعجلة من الشيطان) وإقناع أهله بأنه لن يتغير عليهم وأن مصاريفهم ستستمر كما هي من مهمته هو، وأنت عليك أن تعديه في حال عجزه بأنك ستساعدينه بمبلغ محدد من مرتبك؛ حتى لا تدخلوا بعد ذلك في خلاف من أجل المرتب؛ لأنك ستحتاجين لشراء بعض مستلزماتك الخاصة، وعليك قبل الموافقة أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعي بالدعاء المأثور، وتتوكلي على الله تعالى، فإن سارت الأمور على ما يرام فهذا يعني أن الله اختاره زوجاً لك، وإن تعسرت فذلك دليل أن الله صرفه عنك، فاحمدي الله، وكوني على يقين أن الزواج رزق من الله يسير وفق قضائه وقدره، وأن رزقك سيأتيك في الوقت وبالشخص الذي قدر الله أن يكون زوجاً لك؛ فالزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، ولا تنسي التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
اضافة تعليق