تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

بدون عنوان، الرقم:31833 1

السائـل: سائل2016-12-13 19:22:23

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

لماذا الناس يتمنون أن يكون لهم الاطفال ولماذا يرون في ذلك السعادة ولماذا الناس يعملون المستحيل كي ينجبوا؟

وعندما يولدون نجد الجميع يفرح بذلك فما المفرح في ذلك؟ ولما يبكون اذا ماتوا؟

أليس إخراج الولد الى هذه الدنيا جناية عليه؟

أليس من الرحمة لو لم يوجدوا البتة؟

وما دام كل منا يوم القيامة لسان حاله نفسي نفسي فلماذا كل هذا الحب الزائف وهذا الكذب؟؟؟

فلماذا نظهر هذه العواطف وفي الآخر نكفر بها كأننا لم نعرفها؟ أليس من المنطق أن يعيش الشخص وحيدا دون عقب فهو أرحم له وأن يقطع نسله؟

وما الجميل في هذه الدنيا حتى نسعى لتعميرها وإيجاد الولد فيها وهي عند ربنا لا تساوي جناح بعوضة…

معذرة على هذه الاسئلة.

المستشار: د.عقيل المقطري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فمرحبا بك أيها الأخ الكريم في مستشارك الخاص وردا على اسئلتك أقول:

حب الناس للأولاد فطرة فطر الله الناس عليها مؤمنهم وكافرهم حتى الملاحدة منهم الذين لا يؤمنون بالله العظيم فهم زينة الحياة الدنيا يقول تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ) والذي لا يحب الأبناء منتكس الفطرة ولي أن أسألك هل تحب المال أو تبغضه فإن قلت إنك تبغضه فيجب أن تراجع نفسك  لأن المال عصب الحياة ولا قوام للإنسان بدون المال وأنت بمفهومك هذا خالفت كل من على ظهر الأرض وإن قلت إنك تحبه فحب الناس للأطفال هو رديف حب المال كما ذكر الله في الآية السابقة وذلك لأن الأولاد زينة الحياة وامتداد للنسب واستمرار للنسل من أجل عمارة الحياة وعبادة الله تعالى حتى يأتي أجل الله الذي يجمع فيه الأولين والآخرين فيجازي الطائعين بالجنة والعصاة بالنار.

أما فرحهم حين يرزقون بالمولود فلأن الله حقق لهم أمنيتهم وأسعدهم بهؤلاء الأطفال وبكاؤهم عند فقدهم للولد لأنهم فقدوا محبوبا ولأنهم قد ألفوا على ملاطفة هذا الطفل ولأن الحب والرحمة التي قذفها الله في قلوب الآباء والناس يعبر عنها بالبكاء مع الرضا بقضاء الله وقدره كما قال عليه الصلاة والسلام حين مات ولده إبراهيم: (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون) والذي لا يفزع من الموت ولا يبكي لموت حبيب وقريب فقلبه في غاية من القسوة فلو أن الله قدر على أحد والديك بالموت هل كنت ستبكي أم أنك ستفرح وتضحك فالطبيعي نتيجة ما في القلب من المودة والرحمة للوالد فإنك ستبكي وهذه فطرة مشتركة بين الناس جميعا مسلمهم وكافرهم بل هناك بعض الحيوانات تبكي حين فقد الولد أو موته فهل بعض الحيوانات أرق قلوبا من الإنسان؟.

قولك أليس من الرحمة لو لم يوجدوا البتة؟ أليس هذا اعتراض على حكمة الله تعالى لأن حكمته اقتضت أن يتناسل بنوا آدم واقتضت أن يتراحم الناس فيما بينهم كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن الله خلق مائة رحمة فأنزل رحمة واحدة فبها يتراحم الناس والحيوان وادخر عنده تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة) فاستغفر الله على هذه الكلمة.

قولك:(ما دام كل منا يوم القيامة يقول نفسي فلماذا كل هذا الحب الزائف وهذا الكذب) أقول: هذا ليس حبا زائفا ولا كذبا ولكنه من شدة هول ذلك اليوم ولخوف كل واحد منهم على نفسه ينسى كل الناس وهذا أمر لا تستطيع أن تنكره أنت في الدنيا فضلا عن الآخرة فلو كنت تمشي مع زميل لك تحبه حبا كبيرا وفجأة نزل بركان يسير بقوة نحوكما هل كنت ستهرب وتنجو بنفسك أم أنك ستنقذ صديقك أولا لن تستطيع القول بأنك ستنقذ من تحب أولا لأن حبك ليس زائفا وإن قلت بل سأنجو بنفسي فيجاب عليك بأن حبك زائف ولن تقر بهذا لأن حبك صادق في نظرك  فالناس يوم القيامة يفر كل واحد منهم من أقرب الناس إليه يريد نجاة نفسه.

قولك: (أليس من المنطق أن يعيش الشخص وحيدا دون عقب فهو أرحم له وأن يقطع نسله؟) والجواب فمن أين أتى هذا الشخص الذي تريده أن يقطع نسله ومن أين أتى الذي قبله إنك أيها الأخ بهذا الكلام تصادم الفطرة وتصادم الحياة برمتها فتب إلى الله من هذه الأفكار ولا تجالس الملاحدة ولا تقرأ في كتبهم التي تشكك بدينك وبحكمة الله من خلق الناس.

 

قولك : (ما الجميل في هذه الدنيا حتى نسعى لتعميرها وإيجاد الولد فيها وهي عند ربنا لا تساوي جناح بعوضة) الجميل في الحياة أننا حققنا الحكمة التي خلقنا الله من أجلها وهي عبادة الله تعالى وحده وعمارة الحياة على الوجه الذي يرضي الله قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وقال: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) وهذه الحكمة عرفها المؤمنون ولم يعقلها الملاحدة الكفار فقالوا: ( مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ) وأما كونها لا تساوي عند الله جناح بعوضة فهو تحقير لها ولمن يلهث وراءها ويجعلها همه فالله إنما خلقها ليأخذ الإنسان منها قوام حياته لا أن يصيرها إلها تعبد من دون الله ولذلك فالله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب فأعطاها للكافر والمؤمن على حد سواء.

نصيحتي لك أن تستغفر الله عن هذه الأفكار وأن تستسلم لأمر الله وحكمته وقضائه وقدره وأن تبتعد عن مجالسة من يشكك في دينك وعن القراءة أو مشاهدة من يشكك في عقيدتك.

أسأل الله تعالى أن يمن علينا جميعا بالتوبة والله الموفق.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق