السلام عليكم ورحمة الله.
أنا على علاقةٍ مع ابن عمي مستمرة منذ خمس سنواتٍ، ولم يكن بيننا شيء حرام إلا مجرد الرسائل على الواتس، وفي هذه السنة فعلتُ شيئًا شنيعًا، مارست الزنا معه ولكن من الخلف، وأشعر بالحزن والألم والندم، ولكني لا زلت على علاقةٍ معه، والتقيت معه أكثر من مرتين! ماذا أفعل؟ وهو وعدني بالزواج ولكنني لا أصدقه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فلا يجوز بناء مثل هذه العلاقات مع الرجال الأجانب، سواء كان ابن عمك أو غيره، وسواء بالرسائل عبر الواتس أب أم بالكلام عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنّ هذه علاقات خارج إطار الزوجية، وأكثر الرجال الذين في الجهة الأخرى من وسائل التواصل الاجتماعي هم من الذئاب البشرية، الذين ينصبون شباكهم لإيقاع الفتيات فيها، ومن ثم العبث بشرفهنّ، ولا فرق بين ابن العم وغيره.
ليس هذا هو الطريق الصحيح لمن أرادت أن تتزوج، ولا ينبغي للفتاة المسلمة أن تهين نفسها، فدينها أرادها أن تكون عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة؛ لأنه إن بقيت هي التي تلهث وراء الشباب وصلت إلى ما وصلتِ أنت إليه وأبعد من ذلك، فكم من فتاةٍ أزيلت عذريتها وصوّرت بالفيديو وأنزلت على مواقع التواصل، واشتهر أمرها، وفُضِحتْ وفُضِحَ أهلُها، والله المستعان.
لا تصدقي وعود هذا الشاب أنه سيتزوج بك، ولكنه يطمئنك بهذه الكلمات كي يبقى يعبث بك وبمشاعرك، ولن يكون واثقًا بك بعد مطاوعتك له مهما كان قربه منك، وربما تلاعب بمشاعرك أكثر وفض بكارتك إن بقيت على علاقةٍ معه، وحينئذٍ تندمين ولات ساعةَ مندم.
يجب عليك أن تقطعي تواصلك معه، وأن تغيري رقم هاتفك، وأن تحذفي جميع البرامج التي توصل عن طريقها إليك، ولا تسمحي له مرةً أخرى بالتواصل معك، ولا تخرجي معه، فإن كان صادقًا فيما يقول فليأتِ البيوت من أبوابها.
أنت وقعتِ في جريمة اللواط وليس في الزنى، ولعلك تعلمين أن عقوبة اللواط أشدُّ من عقوبة الزنا، فتوبي إلى الله توبة نصوحًا، ومن شروطها أن تقلعي عن هذه الممارسة المحرمة، وأن تندمي عما فعلتِ، وتعزمي على ألا تكرري ذلك مرةً أخرى، واحذري من تكرار هذه التجربة مع شابٍ آخر.
وثِّقي صِلتَكِ بالله تعالى، وأكثري من الأعمال الصالحة، فالحسنات يُذهِبن السيئات.
أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهما من أسباب غفران الذنوب، يقول الله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)، وفي الحديث القدسي: (يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تُكفَ همكَ ويُغفرُ ذنبك).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسليه أن يغفر ذنبك، ويستر عيبك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في حياتك.
استري على نفسك ولا تتحدثي بما فعلتِ لأحدٍ مهما كان قربهُ منك، فإنك إن فعلت ذلك كشفتِ سِترَ اللهِ عليك، وكنت من المجاهرين بالمعصية.
نسعد كثيرًا بتواصلك معنا في حال إن استجد أي جديدٍ في حياتك، ونسأل الله تعالى أن يستر عليك، ويغفر ذنبك، ويرزقك الزوج الصالح الذي يُسعدك، والله الموفق!
اضافة تعليق