السلام عليكم ورحمة الله.
أنا طالب في السنة ما قبل الأخيرة، وقد خطر ببالي أن أرى ما بوسعي للبحث عن الفتاة التي تلائمني، وليس حتماً عليها أن تكون مثل تصرفاتي ونهج حياتي.
ليس لدي نية بأن أتحدث مع فتاة خارج نطاق الدين، علماً أيضاً أنني شخص صبور من هذه الناحية، فطوال حياتي لم أرد ولن أتجرأ على الكلام مع فتاة، إلا إذا كان الوقت المناسب للتقدم لها وطلب يدها على سنة الله ورسوله.
أنا أعرف فتاتين لديهن تقريباً نفس المواصفات (جمال، حسب، مال، أخلاق) عدا أن إحداهن تلبس اللباس الشرعي وتتعلم علم الصيدلة، أما الأخرى فليست محجبة، ولكن جميلة أكثر، وتتعلم موضوع طب الأسنان.
أريد أن أعرف ما هو الأسلوب المثالي للتمييز بينهن؟ علماً أنني أرى كلتاهن ملائمات لي. لدي حيرة بسبب عدة جوانب تتعلق فيهن وعائلتهن؛ فالفتاة المحجبة أعرف والدها (محام) وأخاها أيضاً، وهم أناس طيبو الذكر، أما الفتاة الأخرى أعلم أن أباها محام معروف وطيب الذكر، لكن لا أعرفه، وكذلك أعرف أخاها، أما أمهاتنا فصديقات طفولة فقط.
أنا شخص غير متطلب، وعقلاني، ولكن أريد أن أكون واقعياً باختياري؛ فالمال والحسب والجاه والجمال ليست ضمن أولوياتي، أنا أبحث أكثر على الدين والأخلاق والشخصية الرزينة، أوليس ذلك ضمان لحياة على الطريق الصحيح؟
أرجو أن ترشدوني بالنصائح والحكم إلى الفكر السليم باختيار الشريكة المستقبلية.
وشكراً لكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فمرحباً بك أخي الكريم في مستشارك الخاص، ورداً على استشارتك أقول:
أشد على عضدك في نهجك السليم في عدم بناء أي علاقة مع الفتيات خارج إطار الزوجية؛ فهذا أسلم لقلبك ولدينك وأتقى لربك.
ليس عيباً أن تبحث عن شريكة حياتك المستقبلية بالطريقة المشروعة من هذا الوقت، لكني أخاف أن ينشغل ذهنك ويتعلق قلبك بذلك ويضعف تركيزك على التحصيل العلمي، خاصة وأنه بقي عليك ما يقارب السنتين.
الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، وما كان مكتوباً لك ستجده، ومن كانت من رزقك فلن تفوتك.
الذي أرشدك إليه أن تحرص على أن تكون شريكة حياتك صاحبة دين وخلق كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع: لدينها وجمالها ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك: التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
ينبغي أن تتيقن من صفاتها الأخرى، كتعاملها مع صديقاتها وأخواتها، هل هي سريعة الغضب؟ هل تنفعل؟ هل صدرها واسع حال حدوث أي إشكال؟ ولا بد من التعرف على صفات أخواتها وأمها في التعامل مع أزواجهن، هل هو تعامل سليم فيه تبادل الاحترام، ويسمعن ويطعن لأزواجهن؟ وهل حياتهن مستقرة مع أزواجهن أم لا؟ لأن البنت في الغالب تكون نسخة أو قريباً منهن.
الفتاة المتحجبة خير ممن لا تلبس الحجاب، مع توفر الصفات الأخرى والتزامها به، مع مواصلة دراستها؛ دليل على صلابة تمسكها، ولأن غير المحجبة يصعب إقناعها بالحجاب إلا أن يشاء الله، وكلا تخصصهما جميل.
اجعل والدتك وأخواتك يقمن بمهمة التأكد من الصفات التي ذكرتها لك آنفاً، ويكون ذلك بطريقة حكيمة، وإن عزمت على الخطبة فأت البيوت من أبوابها، وإياك أن تبني علاقة مع من ستخطبها بأي طريقة من الطرق قبل كتابة العقد؛ لأنها تعتبر بالنسبة لك امرأة أجنبية.
قبل الذهاب إلى وليها صل صلاة الاستخارة، وادع بالدعاء المأثور، وتوكل على الله، فإن سارت أمورك بيسر وسهولة فهذا يعني أن الله اختارها زوجة لك، وإن تعسرت الأمور فذاك دليل أن الله صرفها عنك، فاحمد الله، وكن على يقين أن رزقك سيأتيك بالفتاة والوقت الذي قدره الله جل جلاله.
أسأل الله تعالى أن يوفقك في نيل أعلى الدرجات في دراستك، وأن يجعلك ذخراً لأمتك، ويرزقك الزوجة الصالحة، ويسعدك، إنه سميع مجيب.
اضافة تعليق