السلام عليكم.
أولًا: شكرًا لكم على إتاحة موقع يسمح لنا بالتواصل ونشر همومنا، الله يسعدكم.
ثانيًا: أنا عندي مشكلة؛ عندما كنت في الصف الأول الثانوي كنت أنشر على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصور لفتيات لسْنَ كاسيات عاريات ولكنهن غير محجبات، هذه الصور كتبت عليها عبارات عن الصداقة، وكنت جاهلةً وقتها.
عندما كبرت نسيت الحساب تمامًا ونسيت حتى اسمه والرقم وكل شيء، والآن عندما تذكرته بدأ ضميري يؤنبني ولا أستطيع الوصول إليه، هل سيغفر الله لي عن هذا الذنب الجاري؟! والله كنت جاهلة جدًّا ولم أقصد شيئًا سيئًا.
الفتوى الثانية:
إني كنت جاهلة في فترة من فترات عمري وكنت أمارس العادة السرية في شهر رمضان، وعندما كبرت واستوعبت الأمر شككت أني لا بد قد استمنيت في يوم من الأيام وصيامي قد فسد.
الآن أنا نادمة أشد الندم ولكن لا أعلم كيف أقضي الأيام التي استمنيت فيها؛ لأني لا أذكر هل استمنيت أم لا، وهل عليّ صيام أم لا.
أرجوكم أفتوني فأنا مهمومة جدًّا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكرًا على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فمرحبًا بك -ابنتي الكريمة- في مستشارك الخاص، وردًّا على استشارتك أقول:
لا شك أن ما فعلته ذنب؛ خاصةً وأنك بدون شك في تلك الفترة كنت قد بلغت وصرت مكلفةً، والذي يلزمك الآن أن تحاولي بكل جدّ أن تتذكري اسم حسابك وبريدك الإلكتروني الذي تم تسجيله في ذلك البرنامج؛ فإن تذكرتِ ذلك فمن السهل استرداد كلمة المرور، وذلك عبر الاستعانة ببعض زميلاتك اللاتي عندهن معرفة، وحينئذ يجب أن تدخلي على الموقع وحذف كل الصور التي تم نشرها.
إن لم تتذكري شيئًا -والله يعلم بذلك- فيجب عليك أن تتوبي إلى الله وتستغفريه عما فعلت، وأن تكثري من الأعمال الصالحة والدعاء بالستر لكل الأخوات اللاتي نشرت صورهن، ولا تعودي لمثل هذا العمل مرةً أخرى.
لا بد أن تكوني على علم أن العادة السرية محرمة، ولها آثارها الصحية والنفسية على من يفعلها في الحال والمستقبل، ويجب عليك أن تستغفري الله وتتوبي إليه من تلك الفعلة الشنيعة، هذا إن كنت قد تركتها؛ وإن كنت لا زلت تمارسينها فبادري بالتوبة حالًا، ومن شروط التوبة النصوح الإقلاع، والندم على ما فعلت، والعزم على ألا تعودي مرةً أخرى.
بالنسبة لإبطال الصوم؛ فالصوم لا يبطل إلا إن كنت أنزلت؛ فإن كنت تذكرين عدد الأيام التي أنزلت فيها فعليك أن تصوميها بعددها مع إطعام مسكين عن كل يوم نظرًا لعدم القضاء مباشرةً بعد رمضان، وإن كنت لا تذكرين عددها لكنك قادرة على التخمين وترين أن ذلك يبرئ ذمتك عند الله؛ فصومي تلك الأيام مع الإطعام بعددها كما ذكرنا سابقًا، وإن كان مجرد شك بأنك أنزلت فالشك لا يُبنى عليه أي حكم وعليك الاستغفار وكثرة صيام النوافل.
من فعل ذنبًا جهلًا منه يرتفع عنه الإثم لكن تبقى الأحكام المتعلقة بذلك الذنب؛ فمن ذلك أنك إن مارست العادة السرية في تلك الفترة حتى أنزلت فإنه يجب عليك قضاء تلك الأيام كما مرّ معنا، وأن تغتسلي بنية رفع الجنابة، وألا تصلي بدون غسل؛ فإن حدث أن صليت بدون اغتسال فالصلاة باطلة فيجب الاغتسال بتلك النية وإعادة جميع الصلوات التي صليت بدون غسل، وحتى لا أدخلك في دوامة لا أول لها ولا آخر، والقاعدة المتقررة عند أهل العلم أن (المشقة تجلب التيسير) لأنه وبلا شك ستكون الصلوات التي تحتاجين أداءها كثيرة جدًّا؛ فإني أنصحك بالتوبة والاستغفار، وأن تكثري من نوافل الصلاة والصوم، والتوبة تمحو ما قبلها ومن تاب تاب الله عليه.
الزمي الاستغفار والصلاة على النبي صلى عليه وسلم؛ فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلّها: (إذًا تكف همك ويغفر ذنبك).
وثّقي صلتك بالله واجتهدي؛ فتقوية إيمانك من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة توهب لك الحياة السعيدة، وأكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك.
أشغلي أوقات فراغك في الطاعات والأعمال النافعة وفي مساعدة والدتك في تدبير المنزل، ولا تختلي بنفسك ولا تشاهدي ما يثير الشهوة، وراقبي الله في استخدام برامج التواصل الاجتماعي فلا تستخدميها إلا لخير.
لا تصاحبي إلا الخيّرات الصالحات اللاتي يأمرنك بالخير ويعينونك عليه.
كوني على يقين أن رحمة الله وسعت كل شيء، ومهما كان ذنب العبد ثم أتى الله مستغفرًا غفر له ولا يبالي؛ ففي الحديث القدسي: (يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض ـ ملئها ـ خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا للقيتك بقرابها مغفرة).
أسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعًا وأن يوفقك لكل خير، والله الموفق.
اضافة تعليق