تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

تقدم رجل لخطبتي ولم أرتح له غير أن والدي أجبرني عليه.

السلام عليكم ارجو منكم المساعدة و عاجلا ارجوكم
لقد تقدم رجل لخطبتي و لكني لم ارتح له البتاتا و لكن والدي اصر علي ان آخذه وقد قمت بخطبته
اني اصلي الاستخارة دائما وادعو دائما ولكني لم احبه اطلاقا و لا اريد الزواج به لا احب الجلوس معه و لا التكلم معه
وهذا يجعلني اشعر بالضيق عندما ارى اصدقائي فرحين في خطبتهم
اريد ان اتركه ولكني خائفة من ابي و ان اذا تركته لا يتقدم لي رجل افضل منه
وقد حلم احد اصدقائي اني مرتدية فستان زفاف ابيض عليه بقع صفراء فما تفسيره
ادعو لي بالفرج
ارجو الرد بسرعة

الجواب:

فالزواج مشروع عمر وليس مشروعا مؤقتا وهو عقد شراكة بين الزوج وزوجته ولا بد أن يكون القبول بتلك الشراكة من الزوجين ولا يجوز أن يجبر أي منهما على ذلك لأن الإجبار يؤدي إلى الفشل وقد جعل ديننا من شروط صحة الزواج قبول الزوج ورضا الزوجة وجعل الشرع للمرأة الحق برفض الزوج إن كانت غير مقتنعة به لكن يشترط أن يكون المبرر سائغا والذي ينبغي أن تنظري فيه هو الصفات التي يحملها هذا الرجل وأهم تلك الصفات أن يكون صاحب دين وخلق كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان إضافة إلى بقية الصفات التي تكون سببا في طمأنينة النفس وسكنها وتؤدي إلى استدامة الألفة بين الزوجين.

ابنتي الكريمة: إن وجدت في خطيبك ما ذكرنا من الصفات فأنصحك أن تتوكلي على الله فالشيطان الرجيم حريص على التفريق بين من يرادان الزواج والعفاف عن طريق بث الكراهية والمخاوف في النفوس فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.

بعد تيقنك من توفر الصفات أنصحك أن تصلي صلاة الاستخارة وتدعي بالدعاء المأثور ثم تتوكلي على الله فمن وكل أمره لله يختار له ما يصلحه ولن يخيب الله ظنه فإن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

قد يكره الإنسان شيئا وفيه خير له وقد يحب شيئا وفيه شر له وذلك لأن العبد لا يعلم الغيب يقول تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

إن كانت الصفات المطلوبة غير متوفرة فأرى أن تطلبي من والدك جلسة خاصة بحيث تكون في الوقت والمكان الملائمين وحينئذ تبدئين الحديث معه بأنك تقدرين اهتمامه بك وحرصه على مصلحتك وتتكلمي معه بكلام يستثير عاطفته نحوك ثم تخبرينه بأنك متخوفة من الزواج من هذا الرجل مع تبيين الأسباب وأنك لم تشعري تجاهه بأي مشاعر بل النفرة منه هي الغالبة وأن أي زواج لا يكون عن قناعة من الطرفين يبوء بالفشل وهذا ما لا يوده أب لابنته.

أشركي أمك في إقناع والدك في حال عدم توفر الصفات في خطيبك فأمك قد تتفهم أمرك أكثر من والدك.

وسطي أقرب إخوانك إلى قلب والدك في حال عدم تفهمه فكون الأسرة تناقش موضوعك بجدية سيكون له مردود إيجابي بإذن الله تعالى.

عليك بالتضرع بالدعاء في حالة ما إذا توفرت فيه الصفات أن يقذف الله في قلبك الحب لخطيبك وأن يرضيك ويجعل لك في ذلك الخير وفي حال عدم توفرها أن يصرفه عنك ويصرفك عنه فالله تعالى قادر على ذلك وإذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون.

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أما الرؤيا فهي إن صحت فتدل على أنك لن تكوني مرتاحة في زواجك من هذا الرجل وأنه ستنشأ منها مشاكل تسبب لك ولأفراد أسرتك الحزن والكدر لأن اللون الأبيض يدل على الصفاء والنقاء والراحة والسعادة والبقع الصفراء تكدر ذلك ألا ترين كيف ينزعج من يكون لا بسا ثوبا أبيض وفجأة يتسخ بذلك اللون.

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في قضيتك ونسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا إنه سميع مجيب.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق