تابعنا على

الاستشارات الاستشارات الواردة إلى الموقع

حق الأخ الأكبر على أخته البنت الصغرى

بسم الله و الحمد لله و لا حول و لا قوة إلا بالله إنا لله و إنا إليه راجعون ..

أنا لا أعلم كيف طاوعتنى يداى أو كيف كظمت غضبى و كبت مشاعرى و صمدت جوارحى حتى كتبت هذه الكلماتت ,عسى كان بدافع شعورى بشىءمن الذنب فأنا كنت فى وقت ما من سصدقون أكاذيب الشيطان و هوى النفس الأمارة بالسوء إلى أن هدانى الله و الحمد و الشكر له وحده بأن أبتعد عن هذا الطريق و كان هذا بالتدريج منذ وفاة والدى رحمه الله إلى أن وفقنى الله إلى الإبتعاد عن كثير من الأفعال التى لربما كانت سوف تعود على غيرى بالضرر الكثير و لكن كان دائما عندى شعورا يشوبه الخوف من أن ترد إلى عاقبة أفعالى فلقد كانت لى بعض الهفوات و الغفوات أثناء ما سلف و ذكرته من طريق كان طويلا للإبتعاد عن الكثير مما قد كنت أعيشه قبل وفاة والدى و رغم ذلك وفقنى الله و الحمد و الشكر و الفضل لله وحده فى أن أبتعد قدر المستطاع عن كثر من أفعال السوء و أدعوا الله أن يوفقنى فيما بقى ,, أنا يا شيخنا الفاضل تفاجأت منذ حوالى ما يقرب من الشهرين بأن لدى أختى الصغرى حساب على الفيس بوك و أنا كنت قد نهيتها عن ذلك منذ مدة و كان على سبيل النقاش و الحوار فيما يخص ما يسميه البعض بمواقع التواصل و أسميه أنا “مواقع التصادم” و أوضحت لها سوء الإنترنت و أنا مساوءه تفوق حسناته بمراحل و هذا من منطلق تجربتى له على مر سنون طويلة فأنا لم أرى صالحا إلا و قد أفسدته هذه الوسيلة فى يوما من الأيام ,, و لعل أحد أوجه المنافع القليلة جدا تلك هى وجود موقع كموقعكم و كمنبركم لكى يفضى المصدوم إليه ببلواه عسى أن يكرمنى الله بالهداية إلى القرار الصائب و يجعلكم سببا فيه .. نعود إلى حديثنا و لم تكن صدمتى كتلك الأن رغم أنه ضرب فى ثقتى بها التى طالما طالبتنى بها و كنت متشكك بسبب هذا الأمر فأنا أعلم أنه لا يطلب التصديق سوا كذاب و لا يطلب الثقة سوى خائن أو هذه قناعتى العجيب أننى إكتشفت حسابها من سبيل الصدفة فأنا قد أمتنعت عن دخول هذا الموقع الخبيث منذ ما يقارب الثلاث سنوات ,, و من خلال مراجعتى لصفحتها تلك و التى بالطبع علمت فيما بعد أنها قامت بإنشائها بواسطة إحدى صديقاتها لم أرى سوى فتيات بإستثناء شخص مما هو موضح أدناه أنه كان دكتورا يدرس لها أثناء الجامعة و هذا ما جعلنى أغضب فعلا فهذا يعنى قدم الأمر و لكن صاح فى نفسى صوت لا تفضح نفسك بالصوت العالى و نشر حم غضبك و إلتزم الصمت إلى حين أن تستطيع إختراق هذا الحساب و غلقه و مرت الأيام و أنا أحاول بين الحين و الأخر و كلى سخط و غضب أحاول أن أتحاشاه فأنا ممن إذا أطلقوا لغضبهم العنان لا تحمد فى النهاية عقباه .. المهم جاءت لى فكرة بالأمس و قلت أن أحاول بها و بالفعل إخترقت الحساب و عندها إكتشفت أشياء أشعرتنى بالقرف و الإشمئزاز و الكراهية و الغضب الشديد أقسم بالله أننى كنت على وشك أن أخرج لكى أضربها ضربا مبرحا و أخذ فى سبها بألفاظ رأيت أنها تستحقها جيدا فلقد رأيت فى رسائلها على الخاص كلاما لا أستطيع البوح به و تعجز هنا يداى عن وصفه, بينها و بين دعاة الشر المتنطعين هنا و هناك يتصيدوا أمثالها ممن كنت أرى أمثالهم على مر السنون الماضية و كنت أستشيط سخطا على الفتيات الغبيات الذين يتركون أنفسهم لمثل هذه الترهات و يصدقن عواء الذئاب هذا ,, الله وحده أعلم بما أشعر به فجميع ما كنت أشكو به من أوجاع تجمع على الأن و أنا أكيد أنا هذا بفعل كتم غضبى و الكارثة أن أبى قد توفى منذ سنوات و أنا رجل البيت مع العلم أن هنالك أخ أكبر منى و لكنه لا يصلح لشىء غير الفساد فى الأرض و لا يهمه الأم كالعادة فهو من أم أخرى و سوف يدفعه كرهه و حقده على فى أن يتخذ الصف الخاطىء كى لا يكون كلامى صوابا و إن كان عين الصواب و لكن قلبه الأسود كالعادة يعميه عن رؤية الحق و الكارثة الأكبر من هذا أن أمها أى أمى أنا أيضا أو هكذا المفترض أن يكون إن عنفت البنت و عاقبتها بما أراه تستحقه سوف تصدر نفسها أمامى و ترد على بكلمات نابية و تدافع عنها كالعادة دفاع أعمى و الأمور قد تطور كثيرا و أنا أخاف الله فى أن أكون ديوثا و لعياذ بالله و فى نفس الوقت لا أريد أن أفقد أعصابى و ربما أفقد كل شىء إن وقفت الأم فى الوسط بيننا لم أتناول الطعام منذ وقوع ما حدث فلقد لم يعد لدى شهية إلى أى شىء دلونى بالله عليكم ما أنا بفاعل ..؟؟ فأنا كلما تذكرت نخوة الفاروق رضى الله عنه أكاد أكون قريبا من نزع أحشائها من بين ضلوعها فما رأيته حينها جعلنى فى مهب الريح الدنيا راحت تدور بى و تعصف و لا أعلم ما أفعل إنصحنى بما فتح الله عليك شيخى الفاضل مذا عساى أفعل ؟؟ و جزاكم الله خير الجزاء و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

الجواب:

فمرحبا بك أخي الكريم وردا على استشارتك أقول:

فنحمد الله الذي من عليك بالاستقامة ونسأله سبحانه أن يثبتك على دينه إنه سميع مجيب.

شكر الله غيرتك على أختك ووفقك للرفق في كل أمورك فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ونسأل الله تعالى أن يجعلك سببا في هداية أختك واستقامتها إنه على كل شيء قدير.

أختك تعاني من فراغ عاطفي وتحتاج منكم إلى الاقتراب منها وإشباع عاطفتها بالكلمات الحانية والعبارات التي ترفع من معنوياتها ولهذا لما افتقدت تلك الكلمات من أقرب الناس لها ذهبت تلهث وراءها بطرق غير مشروعة.

الذي أراه أن الأمور لا زالت تحت السيطرة ما دامت لم تعتد على الخروج مع من تتحدث معهم وما لم تقع تحت ضغوطات بعضهم الناتج عن تهديد نشر صورها إن كانت قد أرسلت لبعضهم بشيء من ذلك.

لا يقع في مثل هذا المزلق الخطر إلا من كان صاحب إيمان ضعيف أو في حال ضعفه لأن ضعف الإيمان يضعف رقابة الله تعالى فمن هنا يقع فيما يغضب الله.

أنصحك أن تقترب من أختك وتحيطها بحنانك وعطفك ونصحك وتوجيهاتك فأنت وليها الحقيقي وكن رفيقا بها فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

اجتهد في تقوية إيمانها وتوثيق صلتها بالله تعالى من خلال أداء ما افترض الله عليها والإكثار من النوافل مع مشاركتها في بعض تلك الأعمال فذلك كفيل في أن ينمي رقابتها لله تعالى وبالتالي تترك تلك الفعال القبيحة.

مشاركتها في تلاوة القرآن الكريم وشيء من تفسيره وقراءة أحاديث النبوية التي تعتني بالآداب من كتاب رياض الصالحين مع شرحها للشيخ ابن عثيمين رحمة الله على الجميع سينمي عندها القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة وسيؤدي إلى تغيير سلوكياتها بإذن الله تعالى.

لقرناء السوء دور في هذا الجانب فالقرين يؤثر في الشخص سلبا وإيجابا كما قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) ويقال في المثل: الصاحب ساحب.

اجتهد في تغيير رفقتها من البنات وذلك بتسليط الصالحات من فتيات أسرتك وزميلاتها في الدراسة عن طريق إخوانهن للأخذ بيدها ونصحها ومعاهدتها بالتوجيهات النافعة فمن الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر.

غالبا ما يكون النصح من شخص خارج البيت أكثر وقعا وقبولا في نفس المنصوح ورحم الله عبد الله بن الزبير فقد كان يقول أزهد الناس في العالم أهله وصدق رحمه الله فانظر موقف قريش من النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أن الأنصار استقبلوه وآمنوا به ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وتحين أوقات الإجابة وسل الله تعالى أن يهدي أختك ويلهمها الصواب ويبعد عنها قرنا السوء وتلك الذئاب البشرية التي تريد أن تفترسها وأكثر من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

ما ينزل بالعبد من بلاء إلا بسبب ذنب ولا يرفع البلاء إلا بالتوبة فجدد توبتك من كل ذنب اقترفته وكن على يقين أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وأنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.

استعن بالله ولا تعجز فمن استعان بالله أعانه ومن توكل عليه كفاه.

اجعلها تقرأ القصص والكوارث التي حصلت لمن سلكت تلك الطريقة وكيف أن أولئك المجرمين تركوا ضحاياهم يصطلين بنار العار والذل وكيف تشوهت سمعتهن وسمعة أسرهن في المجتمع.

بين لها أن الزواج رزق مقسوم من الله يسير وفق قضاء الله وقدره وأنه لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك وأن رزقها سيأتيها في الوقت وبالشخص الذي جعله الله من نصيبها وأن من أراد طلب الرزق سلك المسلك الصحيح كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن رزق الله لا يأتي بالمعصية).

لا تخبرها بأنك اكتشفت حسابها في هذه الفترة وابق مراقبا لها ومتابعا لأفعالها وانظر مدى تأثرها بالوسائل التي ذكرت لك سابقا.

بين لها الخطط التي يسلكها هؤلاء الذئاب البشرية لإيقاع الفتيات في شباكهم وأنهم ليسوا صادقين في عباراتهم ووعودهم فلو كان الواحد منهم يريد الزواج لأتى البيوت من أبوابها.

كن متأنيا في كل أفعالك واحذر من التعجل يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يقر عينيك بصلاح أختك واستقامتها على دينه وأن يبعد عنها هؤلاء المجرمين إنه سميع مجيب.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق