تابعنا على

الاستشارات الاستشارات الواردة إلى الموقع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إسلام ويب بارك الله فيكم جميعا.
أحلم بالجن شبه يومي، وأقرأ آية الكرسي وأصارعهم، وكذلك أحلم بالقطط السوداء وأقرأ آية الكرسي وأصارعهم، والثعابين، والمطاردة من رجال ونساء سود، أما النساء فأراهم أحيانا، وتكون أعينهم بيضاء اللون، وأرى وحوشا وجمالا تطاردني، فأنا أخاف من الوحدة، ولا أستطيع أن أنام لوحدي، أنام مع أولادي وإذا لم يكن أحدا بجانبي من المستحيل أن أنام، وأوسوس كثيرا في الصلاة وعصبي مع أولادي ومع الناس، وأغضب في العمل على أتفه الأمور، فهل هذه الأعراض لها سببا في الأمراض الروحية أو النفسية؟

أشكو من هذه الأعراض منذ ثلاث سنوات وخاصة الخوف من الوحدة في البيت، أرجو الإجابة على سؤالي فوالله لم أثق في غيركم، وللعلم أنا متزوج ولدي طفلتين.

أسأل الله جل وعلا أن يبارك فيكم، والعفو منكم على الإطالة.

الجواب:

فمرحبا بك أخي الكريم وردا على استشارتك أقول:

هذه الأحلام المفزعة تدل على أن ثمة أعداء يريدون أن يضروك بأنواع الضرر المتصور لكنك متحصن بذكر الله تعالى فلا يستطيعون ذلك.

أوصيك أن توثق صلتك بالله تعالى وتجتهد في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من العمل الصالح كتلاوة القرآن الكريم واستماعه وصيام ما تيسر من الأيام الفاضلة كالإثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر وبر الوالدين والصدقات وصلة الأرحام وغير ذلك من الأعمال الصالحة.

ينبغي أن تكون قويا وصامدا وألا تستسلم للخوف فإن خوفك يسهل على أعدائك مهمتهم وقوة قلبك تضعف كيدهم لأن مجرد الفزع والخوف الشديد أو الغضب الشديد قد يكون فرصة لحدوث سحر عياذا بالله.

أكثر من تلاوة القرآن الكريم والذكر وحافظ على أذكار اليوم والليلة يكن ذلك حرزا لك من كل سوء ومكروه بإذن الله تعالى ويجعل قلبك مطمئنا كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

مارس حياتك بشكل اعتيادي ولا تنم إلا على وضوء وبعد أن تأتي بأذكار النوم كاملة ومنها آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.

لا تتعود على النوم مع الآخرين بل نم وحدك أحيانا وإن داومت على الأذكار فسوف تختفي تلك الأحلام المزعجة بإذن الله.

احذر من الغضب فإنه من الشيطان يدفع الشخص إليه دفعا ولذلك كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي الذي طلب منه أن يوصيه وهي وصية لنا جميعا فقال له: (لا تغضب فردد مرارا فقال لا تغضب).

إن اعتراك الغضب فعليك بالوضوء فقد ورد في الحديث:(إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ) وهذا الحديث وإن كان ضعيفا ولا يصح عن النبي صلى الله عيه وسلم إلا أنه مقبول من الناحية الطبية لأن الغضب يصاحبه فوران الدم ، والماء يطفئ هذه الفورة ويكسر حدتها ، ولذلك ما زال الفقهاء يذكرون الوضوء كعلاج للغضب ، ولم ينكر ذلك أحد منهم.

إن داهمك الغضب فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإن لم يذهب عنك الغضب وكنت قائما فاجلس فإن لم يذهب فاضطجع والخلاصة أنه لا بد أن تقوم بتغيير الوضعية التي كنت عليها في حال الغضب.

إن كان الغضب غير معروف في أسرتك (ليس وراثيا) وكان قد حدث لك بشكل مفاجئ ولم تكن على تلك الطريقة من قبل فأنصحك أن تعرض نفسك على راق أمين وثقة كي يشخص حالتك فإن الغضب الشديد والسرحان في الصلاة والوسواس داخلها قد يكون ناتجا عن عمل فإن اتضح شيء من خلال الرقية فاستمر فيها حتى تبرأ بإذن الله تعالى وإن لم يتبن إصابتك بشيء فعليك بما ذكرت لك سابقا من الوضوء وتغيير الوضعية أثناء الغضب وكثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وتعويد النفس على هدوء الأعصاب والابتعاد عن الغضب.

أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أعظم أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وتحين أوقات الإجابة وسله سبحانه أن يوفقك لاجتناب الغضب وأن يدفع عنك شر الأشرار وكيد الفجار وأكثر من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق وأن يسمعنا عنك خيرا إنه سميع مجيب.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق