تابعنا على

الاستشارات الاستشارات الواردة إلى الموقع

أعاني من الوساوس الشركية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
انا خجلانه من طرح مشكلتي لكن ما باليد حيله هذه مشكله تمادت لأقصى حد والله العظيم
انا تعبت من الافكار الشركيه والتي تشكك بقدرة الله او ان الله ليس له وجود هذه الافكار اشبه بأفكار الملحدين والعلمانيين
كنت تاركه للصلاة والعياذ بالله لكن بدأت بأجبار نفسي على الصلاة وعندما أصلي تأتي هذه الافكار وعندما اتذكر بعض القصص التي تدل على ان الله قادر على كل شي اقول في نفسي هذا شيء مخالف للطبيعه وأصفها بأنها ”وخرفات وليس لها وجود” والعياذ بالله، يا شيخ انا تعبت من نفسي كرهت نفسي من افكاري، فيه جزء مني يقول ان هذا الكلام غير صحيح وان الله قادر ع هذه الاشياء والجزء الاخر يثبت العكس..
وعندما اسمع قصص عن مقدرة الله ومعجزات الرسول يأتي شي الى نفسي ويقوم بتكذيبها احاول ان انسى الموضوع وعدم السرح بهذه الافكار لكن ترجع مره اخرى والله تعبت جدا تعبت اعجز عن القيام بعباداتي او اعمالي اليوميه بهذا التفكير القبيح والسيء، تركت الصلاة لفترره طووووييييللله وفي تلك الفتره تأتي افكار شركيه لكن ليس دائما، وحاليًا بعدما كنت تاركه للصلاة تبت من فتره وجيزه لكن انا لا استطيع القيام بأي شي هذه الافكار تشتتني تجعلني اترك عبادتي والله تعبت ثم تعبت اعلم ان هذه الافكار خاطئه لكن لا استطيع احس انه في شي فيني يصدقها
*اعتذر عن الاطاله لكن احتاج المساعده

الجواب:

فمرحبا بك أختنا الكريمة وردا على استشارتك أقول:

فإن من ألد أعداء الإنسان الشيطان الرجيم الذي حذرنا الله منه فقال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).

عداوة الشيطان للإنسان أزلية منذ خلق الله أبانا آدم عليه السلام وأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين وحينئذ عاقبه الله بالطرد من رحمته ومن الجنة فأظهر عداوته لآدم وذريته فقال: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) فانظري كيف توعد بإغواء بني آدم واستثنى منهم عباد الله الذين هداهم الله فأخلصوا العبادة لربهم فكوني من عباد الله المخلصين.

عداوة إبليس باقية إلى يوم القيامة وقد طلب من الله أن ينظره إلى ذلك اليوم فأعطاه الله ذلك ابتلاء واختبارا للناس هل يطيعونه أم يعصونه فقال إبليس: (رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) فقال الله له: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ).

بالرغم من شدة عداوة الشيطان للإنسان إلا أنه لا يقوى على المواجهة المباشرة ولكنه يكيد لهم كيدا عن طريق الوساوس ومعلوم أن كيد الشيطان ضعيف وبالرغم من هذا فإن من الناس من يقع في حبائله ويصغي لوساوسه.

الوسواس يأتي لكل أحد لكن من يضعف أمام تلك الوساوس فيصغي لها ويتحاور معها هو الذي يقع فريسة للشيطان الرجيم لأن قبولها والإصغاء لها والتحاور معها علامة لضعف الإنسان فإذا أظهر الإنسان ضعفه تسلط عليه وجره من قضية لأخرى واستولى على تفكيره وشككه بربه وبالجنة والنار كل ذلك ليكثر سواد أتباعه ليكونوا من أصحاب النار ومع هذا يتبرأ منهم يوم يقوم الناس لرب العالمين فقد ذكر الله عنه أنه يقوم يوم القيامة خطيبا بين من اتبع خواطره وترك عبادة ربه فيتبرأ منهم يقول ربنا جل وعلا: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

من رحمة الله بعباده أنه لا يؤاخذهم بما تحدثت به النفوس ما لم يعملوا أو يتكلموا لأن ذلك مما لا طاقة لهم به فكان من دعاء المؤمنين (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) وفي الحديث أن الله قال إجابة على دعائهم: (قد فعلت) وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم).

ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم يطرد الشيطان الرجيم عن الإنسان وذلك لأن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس).

الوساوس لم تستثن أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام لكنهم لم يصغوا لها وأخذوا بالعلاج النبوي فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: ( وقد وجدتموه؟” قالوا: نعم، قال: ” ذاك صريح الإيمان” وكان من العلاج الذي وصفه لهم أن يحقروا تلك الوساوس وألا يسترسلوا معها فقال عليه الصلاة والسلام: “يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلِيَنْتَهِ”.

اعزمي على الانتصار على الشيطان الرجيم وذلك بتحقير وساوسه وعدم الإصغاء لها أو الاسترسال معها والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فور ورودها.

في حال ورود الوساوس وأنت في الصلاة انفثي على الجانب الأيسر ثلاث مرات واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم فإنه سيشرد ويولى الدبر.

ضيقي على الشيطان بكثرة صيام النوافل لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).

أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يكن ذلك حرزا لك من الشيطان الرجيم وسببا في طمأنينة قلبك كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد واستغلي أوقات الإجابة كما بين الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل وسلي ربك أن يتوب عليك وأن يذهب عنك وساوس الشيطان وكيده وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

أنصحك أن تشدي الرحال إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة واستغلال تواجدك في تلك البقعة للدعاء أن يصرف الله عنك تلك الأفكار والوساوس فكما أن الله جعل المال قياما الناس في أمورهم الدنيوية فقال: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) فقد جعل بيته الحرام قياما للناس في أمورهم الدنيوية والأخروية فقال: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك الشيطان الرجيم ووساوسه وأن يسمعنا عنك خيرا إنه سميع مجيب.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق