تابعنا على

الاستشارات الواردة إلى الموقع

الرغبة في التحول الجنسي.

السؤال:

السلام عليكم

أنا شاب جامعي عمري 22 عاما، وسيم وجميل، ومنذ صغري أشعر أنني في أعماقي أشبه الفتيات، وحساس للغاية، وعندما كبرت بدأت علامات الذكورة تظهر علي من ظهور للشعر، وخشونة في الصوت أثناء مرحلة البلوغ.

وعندما كبرت وأصبحت شابا لم يزل جسمي طريا لينا رغم ممارستي الرياضة، وكفوف يدي طرية وصغيرة، وأرجلي طرية وممتلئة، وقدماي صغيرتين، رغم ذلك أنجذب للفتيات وأود الزواج.

في ذات الوقت أريد التحول في الجنس كفتاة لكي يتلائم شكلي مع شخصيتي، وأريد التحول إلى شيميل.

بماذا تنصحونني؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمادة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك، وردا على استشارتك أقول:

إن الله -سبحانه وتعالى- يخلق ما يشاء ويختار، وهو يحكم لا معقب لحكمه، وهو -سبحانه وتعالى- خلق الذكر والأنثى، ولا يمكن للأنثى أن تصير ذكرا بعد أن يخلقها الله؛ لأنه -سبحانه وتعالى- جعل لها خصائص تختلف تماما عن الذكر، ولا يمكن كذلك للذكر أن يصير أنثى بعد أن خلقه الله سبحانه؛ لأنه جعل له خصائص تختلف تماما عن خصائص الأنثى، وهنالك من يخلقه الله ولا يعرف هل هو ذكر أو أنثى، وهو الذي يطلق عليه الفقهاء بالخنثى المشكل، لكنه ومع تقدم العلم استطاع الأطباء تحديد هل هو أنثى أم ذكر، وذلك عبر إجراء بعض العمليات التجميلية؛ لأنه قد يكون عضوه الذكري أو الأنثوي مختفيا وراء الجلد، غير أن بقية الصفات تبقى كما هي.

فمثلا الذكر يبقى صوته خشنا، والأنثى رقيقا، والذكر يظهر له شعر في لحيته، والأنثى لا يظهر لها، والأنثى يظهر ثدياها، والذكر لا يظهر له ثدي.

بعض الأبناء من الذكور يتربون في أوساط الإناث فيميلون إلى الاتصاف بصفاتهن، غير أنه في قرارة نفسه يميل إلى صفته الحقيقية وهي الذكورة والعكس كذلك، ويساعد على ذلك سوء تربية الآباء لأبنائهم، وهنالك مراكز تعنى بمعالجة مثل هذه الظواهر، وهنالك أطباء يمكن أن يعينوا من يعاني من مثل هذا الميول، فأنصح بالاستفادة من ذلك.

إذا كان ما تعاني منه مجرد شعور داخلي وصفات الذكورة متوفرة فيك فلا تلتفت لمسألة ليونة جسدك، فإن هذا قد يكون راجعا إلى طبيعة المعيشة التي تعيشها، ونوعية الطعام الذي تأكله، فإن الذي يعيش في نعيم يبقى جسده لينا، فإذا كان عندك عضو ذكري وينتصب أثناء النوم وفي الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، وتحتلم وتتحرك شهوتك إذا رأيت منظرا مثيرا فأنت ذكر، ومن الخطورة بمكان أن تفكر في التحول الجنسي؛ لأن ذلك مما يصادم الفطرة الإلهية، ولا يمكن أن تصير أنثى، بل أخشى ما أخشاه أن يتطور الأمر فتصبح شاذا جنسيا، وتميل إلى عمل قوم لوط -والعياذ بالله تعالى-.

أكثر من مخالطة الرجال الصالحين، وتحمل مسئولية البيت حتى تتعود على عمل الرجال، وابتعد عن مخالطة الإناث والتحدث معهن، إلا ما لا بد منه من المقربين حولك من محارمك.

أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كلما أتتك هذه الفكرة التي أعتقد أن للشيطان فيها حظا، فلقد أقسم على جعل بني آدم يغيرون خلق الله فقال: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).

أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل الله سبحانه أن يصرف عنك هذه الوساوس.

أكثر من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

الإسراع في الزواج وتكوين أسرة سيعينك على التخلص من هذه الأفكار السلبية -بإذن الله تعالى-.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يصرف عنك هذه الهواجس والوساوس إنه سميع مجيب.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق