تابعنا على

الاستشارات الاستشارات الواردة إلى الموقع

أعاني من الوسواس القهري، ما علاج ذلك؟

السؤال:

السلام عليكم

أمارس العادة السرية ولكنني قادر على قطعها وعدم ممارستها، ولكن عندي فكرة وسواسية أنني إن لم أقم بممارستها فلن يحدث لي انتصاب بعد ذلك، وعندما أمارسها أقول في عقلي: لا يجب أن أدرس، أي أن الله لن يوفقني في الدراسة.

هناك وسوسة في الغسل، حيث أبالغ فيه بشدة، وكذلك في الاستجمار.

أخيرا: هل صحيح أن تحقير الوسواس هو العلا؟

أربط بين الاجتهاد والمذاكرة والنجاح بالالتزام الديني المطلق، أي إذا تذكرت أنني لم أصل صلاة لا أكمل حتى أقوم وأصليها، وإذا كانت عندي فتاة على الهاتف أي أنها صديقة لي، وجهة اتصال عندي أقول في عقلي: لن أستطيع المذاكرة إلا إذا حذفتها، رغم أنني لا أحادثها كثيرا، فهل هذا صحيح، وما هو الحل المناسب لذلك؟

عندي تشاؤم من بعض الأشياء كملابس معينة، وهل التعامل مع البنك حرام؟ فعندي حساب بنكي ولكنه ليس حساب توفير، فأودع فلوسي فيه فقط، فهل هذا حرام؟

أنا شخص حساس جدا، وأهتم بكلام الناس، أريد أن أعرف كيف لا أهتم لأحد وأركز في دراستي، وكيف لا أهتم لأي كلمة تضايقني؟

عندي صديقات بنات على الهاتف، وأقول في عقلي لن أستطيع المذاكرة إذا كانوا موجودين، وأقوم بحذفهم وأكمل المذاكرة، ثم بعد ذلك أرجع أحادثهم وأترك المذاكرة، وهكذا؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك، وردا على استشارتك أقول:

العادة السرية محرمة، وممارستها مضرة على الشخص في القريب والبعيد، وليس صحيحا أنك إذا لم تمارسها فلن يحدث لك انتصاب في المستقبل، بل العكس هو الصحيح، فإذا أدمنت عليها فقد يتسبب ذلك في ضعف الانتصاب، وبعدم قدرتك على ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجتك في المستقبل، كونك اعتدت على ممارسة العادة القبيحة، وإذا تمكنت من الدخول بها فلن تشبع نفسك من زوجتك، بل ستذهب لتمارس العادة السرية.

أنت تعاني من وساوس شيطانية، هي التي تجعلك تفكر هذا التفكير الخاطئ وتمارس هذه العادة بتلك الحجج الواهية.

أوصيك ألا تصغ لتلك الوساوس، وقم بقطعها مباشرة فور ورودها عليك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وقم من المكان الذي أتتك فيه ومارس أي عمل أو نشاط مفيد.

ممارسة العادة السرية يسبب شرود في الذهن، وهذا الشرود يسبب قلة الفهم للعلم الذي تتلقاه؛ ما يؤدي بالتدريج لتدهور مستواك العلمي.

من وساوس الشيطان أنه يريد أن يحول بينك وبين التلقي العلمي، بحجة أنك تمارس العادة السرية، وعليه فإنه يجب عليك أن تحذر من هذه الوساوس، وعليك أن تخالف ما يوسوس به لك، وتعزم على الإقلاع عن ممارسة هذه العادة القبيحة، ويجب أن تنتصر على الشيطان الرجيم في هذه المعركة فكيد الشيطان ضعيف للغاية، فإذا عزمت فسوف تنتصر عليه.

عليك أن تستجمر بثلاث أحجار، شريطة أن ينقطع الأذى عندها أو قبلها، فإذا انقطع بأربع فزد واحدة حتى تكون وترا، وإذا انقطع بست فزد واحدة حتى تصير سبعا وترا؛ لأن السنة أن يستجمر وترا والعبرة في ذلك بانقطاع أثر الأذى بولا أو برازا، فما زاد بعد الوتر فهو من وساوس الشيطان يجب أن تترك ذلك، وأن تحقر تلك الوساوس فإن احتقار تلك الوساوس هو العلاج النافع.

محادثة الفتيات أمر غير جائز في ديننا، ولا يجوز لأحد أن ينشئ علاقة مع أي فتاة خارج إطار الزوجية، فبناء أي علاقة يعتبر معصية تتسب في إظلام القلب، ما يؤدي إلى تدني المستوى الدراسي، وكونك لا تحب لأختك أن تفعل ذلك مع أي شاب، فهكذا الناس لا يحبون أن تفعل مع بناتهم وأخواتهم، وليس هنالك شيء اسمه صديقة، فالكلام مع الفتيات يجر بعضه بعضا، ويتسبب في الاسترسال بالكلام الذي فيه كلمات الحب والغرام، أو ما يقرب منها، لذلك فعليك أن تقوم بعمل حضر لكل فتاة عندك غير محارمك، وأن تستغفر الله على ما بدر منك فالتوبة تمحو ما قبلها.

الالتزام الديني من أسباب توفيق الله للعبد سواء في دراسته أو في عمله، بل وحياته كلها، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وفي المقابل يقول تعالى فيمن أعرض عن ذكره وخالف منهجه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ).

لا تتشاءم من أي شيء، فالتشاؤم من أخلاق أهل الجاهلية وليس من أخلاق المؤمنين، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ)، والمعنى أنه لا يجوز التشاؤم، فإن كان الإنسان متشائما فليكن في هذه الأشياء التشاؤم بالدار الضيقة الكئيبة المليئة بالحشرات مثلا، والتشاؤم بالمرأة أي بسوء خلقها، والتشاؤم بالفرس أي أنها جموحة ولا تطيع أمر صاحبها، وهكذا في السيارة بكثرة أعطالها.

إيداع الأموال في البنوك الربوية يعد تعاونا معهم على الإثم والعدوان؛ لأنهم يستعملون المال في المعاملات الربوية، حتى لو كان الشخص لا يأخذ منهم فوائد ربوية، ولكن يجوز أن تضع أموالك في البنوك الإسلامية التي تعمل بالطريقة الإسلامية، وتأخذ منهم الربح بحسب ما يربح البنك جراء المضاربات الإسلامية، وإذا لم توجد بنوك إسلامية واضطر الإنسان أن يضع ماله في البنك الربوي فلا بأس، شريطة ألا يأخذ منهم فوائد والضرورة تقدر بقدرها.

كلام الناس فيك إما أن يكون حقا فعليك الاستفادة منه، وإما أن يكون باطلا فلا تلتفت إليه ولن يضرك شيئا، فالله يدافع عن عباده المؤمنين، ولو أن الإنسان عود نفسه على التأثر بكلام الناس فلن يستطيع العيش لكثرة ما ينقل إليه من كلام الغير.

أوصيك بالاجتهاد في التحصيل العلمي واترك تضييع الوقت في الكلام مع الناس أيا كانوا، فكلامهم يعد نوعا من الهذيان، يقول أحد العلماء:

لقاء الناس ليس يفيد شيئا، سوى الهذيان من قيل وقال.

فأقلل من لقاء الناس إلا، لأخذ العلم أو إصلاح حال.

اجتهد في تقوية إيمانك بالله من خلال كثرة العمل الصالح، وأكثر من تلاوة القرآن الكريم وحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيريح قلبك وسيجلب لك الحياة الطيبة.

الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق