إن السعادة في هذه الحياة مطلب فطري لجميع الناس وكل يجري لتحقيق هذه السعادة وتختلف طرائق الناس وسبلهم للحصول على هذه السعادة كل حسب معتقده وفكره والطريقة التي يعيش فيها الملأ من حوله فالمجتمع له أشد الأثر في مثل هذه المطالب إلا أن القاسم المشترك بين هذه الخلائق كلها مسلمها وكافرها متدينها وغير متدينها القاسم المشترك هو البحث وراء السعادة كل بطريقته …
خطبة بعنوان : (السعادة)
العناصر:
1- السعادة مطلب فطري 2- اختلاف الناس في السعادة 3- أين نجد السعادة 4- المرأة الصالحة 5- الرجل الصالح 6- نماذج من الصالحين والصالحات.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أيها المسلمون :
إن السعادة في هذه الحياة مطلب فطري لجميع الناس وكل يجري لتحقيق هذه السعادة وتختلف طرائق الناس وسبلهم للحصول على هذه السعادة كل حسب معتقده وفكره والطريقة التي يعيش فيها الملأ من حوله فالمجتمع له أشد الأثر في مثل هذه المطالب إلا أن القاسم المشترك بين هذه الخلائق كلها مسلمها وكافرها متدينها وغير متدينها القاسم المشترك هو البحث وراء السعادة كل بطريقته .
فبعض الناس يظن أن السعادة لا تحصل له إلا إذا كان صاحب جاه ومنصب فيسعى لتحقيق هذا بجميع الوسائل والسبل .
وفي النهاية يكتشف أنه ما يمر عليه من يوم إلا ويزداد تعاسة فهذا مخطأ للطريق.
وآخر يظن أن السعادة لا تكون إلا بالمال فالمال هو الذي يمكنك من فعل أي شيء يريده فجرى وراء تحقيق هذا الكنز بجميع الوسائل والسبل فيكتشف في نهاية المطاف أن هذا المال صار وبالا عليه قلقا عليه وصار يؤرقه ويتعبه مقلقا له في يقظته وفي منامة .
فلم يزدد بجمع هذا المال إلا التعاسة والشقاء والخور وتراكم الأتعاب والأمراض عليه صار هذا المال هو المهيمن يسيطر على حياته وشخصيته و أسرته بل صار كثير من الناس محروما من هذا المال لا يستطيع أن ينتفع به إلا في حبات الدواء .
ومن الناس من يرى أن تحقيق السعادة تكمن له في أن تكون نجما هذه النجومية تارة تكون بالعناء أن يصير مغنيا وفي النهاية يكتشف أنه دخل في بحر لجي من الظلمات والتعاسة وبعد أن كانت الأضواء مسلطة عليه صار بعد ذلك لا يلتفت إليه ولا ينظر إليه فضل الطريق .
من الناس من يرى أن النجومية تكمن في التمثيل الخادع ولكاذب فيظهر فنونا في الطرق التي يكتسب من ورائها السعادة حسب زعمه.
ولكن بحسب الدراسات أن أتعس الناس وأشق الناس هؤلاء الممثلون الذين يظهرون للناس على الشاشات بألوان شتى فتارة بالغنى وأخرى بالفقر وأخرى بذلك التابعي الجليل العابد الزاهد وأخرى بصور العربيد السكير إلى أخر ذلك .
تكتشف في النهاية أن كثير من هؤلاء الناس في غاية من التعاسة والشقاوة في حياتهم لدرجة أنهم وأن بعضهم ينحرف انحرافا شديدا وهكذا قل في بقية الأمور.
إن الله أراد للناس أين يحيوا حياة طيبة سعيدة فقال تعالى: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) سورة النحل آية (97).
وإن من السبل التي جعلها الله عز وجل لحصول على السعادة الارتباط بعقد الزوجية إنها من الوسائل المشروعة التي جعلها الله عز وجل لتحقيق هذه السعادة وتحصيلها يضاف إلى ذلك التشريعات التي شرعها الله عز وجل لعبادة من صلاة وصيام وزكاة وحج وبر بالوالدين والتكافل والعطف على الفقراء والمساكين والإحسان إلى الجيران وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أخر ذلك من التشريعات التي شرعها الله عز وجل لعباده أن أمرا أو نهيا فما أمر الله تعالى بشيء إلا وهو يحقق السعادة وما نهي عن شيء إلا لأن عاقبته التعاسة.
فما حرم الله تعالى الربا إلا أنه يبتغي ما حرم الله والخمر إلا لأنه يتعس وما حرم الله تعالى القمار إلا لأنه يظلم القلب وما حرم الله تعالى الغيبة إلا لأنها أكل ونهش للحوم الآخرين .
وفي نهاية المطاف يكون الندم والقلق والحيرة نتيجة تعاطي هذه القاذورات وهلم جرى فشرع الله تعالى إما أمرا وأما نهيا.
أما الأوامر: فهي التي تجر إلى السعادة وتحقق السعادة للإنسانية وأما المناهي فلأن إتيانها يؤدي إلى التعاسة والشقاوة وتركها من أسباب الراحة والسعادة .
الزواج أيها الإخوة يا معشر المسلمين ذكورا وإناثا : من الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق هذه السعادة للإنسان إن الشرع الحنيف اعتنى بهذه القضية عناية خاصة و ركز عليها حرصا على تحقيق وتحصيلها مثل هذه السعادة و تنشئة الأسر الصالحة ومن أجل أن تبقى وثيقة الزواج متصلة إلى أن يفارق هذان الأبوان أو الزوجان الحياة تصور معي أن هذا الشاب أو تلك الشابة أو تلك المرأة تثبتت وتأنت في اختيار شريك حياته ولم يجعل عواطفه الجياشة تؤثر عليه وتجعله يرتمي ارتماء من أول لحظة يريد من خلالها قضاء شهوته .
أقول هذا الكلام في وقت يتنامى إلى ويتوصل معي كثير من الناس ممن أعرفه وممن لا أعرفه ممن لا أعرفه فالكثير من الناس لا يمضي على عد زواجه وعلى دخوله بزوجه سوى أسبوع واحد وإذا بهما ينفصلان .
وآخر شهر واحد وإذا بهما ينفصلان ما أكثر هذه الحوادث في هذه الآونة المتأخرة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التعجل وعدم التريث من قبل الزوجين ومن قبل أولياء هذين الزوجين.
ثانيا: في اختيار المواصفات التي أمر بها الشرع إن هذه المواصفات وتحقيقها ليس أمرا مستحيلا وليس أمرا صعبا إطلاقا بل ما أمر الشرع بشيء إلا وهو موجود وهو متوفر يستطيع الإنسان يبحث يسير ويجهد قليلا إلى أن يتحصل على هذا المطلوب السكينة وهدوء البال والتفاهم والتقارب إلى آخر ذلك إنها من سمات البيوت السعيد إن ربة البيت التي تجعل نفسها وتعتقد أنها بالنسبة لزوجها إما وأختا وصديقة وزوجة حبيبة يؤدي الأمر بالزوج إلى أن يكون لهذا المرأة أبا وأخا وصديقا وزوجة وحبيبا حميما في ظل هذا البيت الذي فيه هذه المعاني ينشأ أولئك الذين يتخرجون سادة وقادة يؤثرون في البلاد وفي صناعة القرار أما تلك البيوت المشحونة بالقلق بالفزع المليئة بالمعارك الهجومية والكلامية من كلا الطرفين إنها لا تحرج إلى أولئك الذين يحملون العقد النفسية في قلوبهم ويتخرجون من بعد ذلك مشوهي الصورة مشوهي الفكر مشوهي التدين ربما يلتقف كثير منهم رفقاء السوء في الشوارع فإذا بهم ممن يقلق لأمن ويقلق الحياة الاجتماعية في البلد كله نتيجة هذا الصراع الدائر وتلك المعارك التي هي شبه يومية أو أسبوعية في تلك البيوت فلا يتحرج منها إلا أن يشاء الله تعالى إلا أولئك الذين يحملون سلوكا منحرفا وفكرا منتكسا .
إن الزواج أيها الإخوة :
قطرة إنسانية فطر الله تعالى الناس عليها لا يمكن للرجل أن يعيش بدون امرأة ولا يمكن للمرأة أن تعيش دون الرجل إلا من كانت له عاهة لا تمكنه من الزواج من ذكر أو أنثى ومع هذا يبقى فراغ في قلبه وميول نفسي وطبعي إلى الجنس الآخر وإن كان لا يستطيع الوصول إليه فكم من الناس ممن انحرف عن جادة الصواب ممن ترهبن أو تصوف وربما أدى به الأمر إلى أن يقطع ذكره كما تروي لنا كتب السير من أولئك المنحرفين الذين ظنوا أنهم بهذا يتبتلون ويتقربون إلى الله تعالى بصنوف الطاعة والعبادات ولكنهم نتيجة الغريزة النفسية والرغبة الجامحة من داخل أنفسهم أدى بهم إلى الانحراف فلما انحرفوا عن مراد الله تعالى انحرفت سلوكهم فكثير من هذا الصنف من الناس انحرف وصار شاذا عياذا بالله تعالى من ذلك وصار معلقا بالمردان من الرجال لأنه ليس له آلة بتعلق أو يتصل فيها بالمرأة عن طريق الحلال فتبقى النفس مجبولة على ذلك ولهذا كانت هذه القضية سنة من سنن الرسل الذين هم صفوة الله تعالى من بين خلقه ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)) سورة الرعد آية (38).
وقال تعالى: ((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )) سورة الأنبياء آية (89).
وهكذا نبينا صلى الله عليه وسلم بل القرآن قبل هذا يحث المسلمين أجمعين ((فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا )) سورة النساء آية (3).
وكان صلى الله عليه وسلم يحث على ذلك بفعله وبقوله صلى الله عليه وسلم (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))[1].
وقال صلى الله عليه وسلم لأولئك النفر الذين جاءوا يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري (( جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا :وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ.
قَالَ :أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ.
وَقَالَ :آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا.
فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ .
فَقَالَ: أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))[2].
فهذا الأمر على كل حال مرغب فيه وهو من سنن الأنبياء وهو من الأسس التي بها تبقى الحياة وتدوم .
ولكن أيها الإخوة :
المرأة الصالحة من أسباب السعادة روى ابن حبان في صحيحه انه صلى الله عليه وسلم قال : ((أربع من السعادة : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء وأربع من الشقاوة : الجار السوء والمرأة السوء والمسكن الضيق والمركب السوء))[3].
وأنه صلى الله عليه وسلم قال: ((الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ))[4].
إن الله تعالى رغب في اختيار هذه المرأة وحتى النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر فقال صلى الله عليه وسلم ((تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك))[5]
انظر إلى الصفة الأولى بهذا الحسب عسى أن تطغى عليك وتتجبر عليك إن لم يكن معها الدين الذي يمنعها عن الطغيان عليه ولذلك لم يلتفت إليه الشرع أبدا لأن هذا المال يطغي ويجعل هذه المرأة تدوس على هذا الرجل لأنها صاحبة مال ولأنها بما تنفق عليه أو تعينه وتساعده في الحياة لهذا لم يلتفت إليه الشرع إطلاقا .
قال لجمالها ماذا سينفع الجمال إذا كان هذا الجمال مطغيا إذا كان هذا الجمال ليس معه الدين الذي يمنع هذه المرأة من أن تطغى وتتكبر بجمالها وتأتي بالكلمات النابئة التي تؤثر بها على زوجها وتفخر بهذا الجمال إن فلانا قد تقدم وأن آخر قد خطبها وأن بني فلان أتوها وأنهم قد بلغوا بها الملايين من الريالات ما ينفع هذا بشيء إذا لم يكن معه الدين يكبحه والذي يجعل هذه المرأة متواضعة لله عز وجل فهذه منة من الله عز وجل أن جعل في وجهها مسحة من جمال وهذا الجمال لتعلم هذه المرأة أنه لن يلبث طويلا ما هي إلا أيام فإذا بالوجه يتجعد وتعود بعد ذلك عجوزا شمطاء كريهة الشم والمنظر لا يبالى بها إن لم تكن أسست هذا الجمال على تقوى صلاح من الله عز وجل لهذا قال صلى الله عليه وسلم قال :((فاظفر بذات الدين تربت يداك))[6]
هذا الجمال مثله إن لم يكن معه الدين مثله كمثل قنديل وسراج مضيء يبهر العقول فوق قبر مجوسي لا ينتفع بهذا القنديل فوق قبر المجوسي لا ينفع في شيء أطلاقا اظفر بذات الدين تربت يداك.
حسب ومال وجمال ودين مع هذا فبها ونعمت وإلا فلا يلتفت إلى هذا في شيء هذا المال لعله يطغيها ويجعلها تنحرف حسبها بدون دين لعله يطغيها ويجعلها تنحرف لا يأمن الإنسان على عرضه ولا على ماله ولا على أولاده من هذه المرأة لأن جمالها قد يطغيها ولأن حسبها قد يطغيها ولأن مالها قد يطغيها.
لكن رب امرأة سوداء الوجه تأمنها على دينها وعلى نفسها وعلى مالك وعرضك وأولادك خير من ملكة جمال العالم كما يقولون فاظفر بذات الدين تربت يداك.
أيضا حث الشرع على أن ينظر الإنسان في بقية الموصفات لهذا المرأة الصالحة فقال صلى الله عليه وسلم: ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم))[7]
الودود التي تتودد لزوجها التي لا تعرف كلمة نابئة بل تتلفظ بالألفاظ وتنتقيها انتقاء ولو وجدت كلمة أفضل منها لأخرجتها درة مكنونة تلطف بها سمع زوجها هذه هي المرأة الودود وتعرف هذه الولود من خلال البحث من خلال التنقيب ومن خلال السؤال عن الجيران وعند الأصهار وما شاكل ذلك ليعلم كيف تنشأت على مثل هذه المعاني أم تنشأت على ضدها فلا يجد الزوج منها إلا تلك الكلمات المقززة المنفرة مثل هذه أين هي من الود وأما الولود فإنها تعرف بأمرين الأمر الأول: خلوها من الأمراض .
ولهذا بعض الدول تمنع من عقد الزواج حتى يعرض الرجل نفسه على الطبيب ليعلم أنها خال من الأمراض التي تمنع الإنجاب لأن الإنجاب من مطلوبات النكاح ومطلوبات الزواج وهكذا المرأة تعرض على الطبيبة المتخصصة ليعلم أنها خالية من الأمراض التي قد تمنعها من الزواج ولهذا كثير من الرجال والنساء ينصدمون بعد سنة أو سنتين بأن الزوج عقيم أو أن الزوجة عقيمة ولم يكن هنالك دين وحب وود يجعل هذا الرجل أو تلك المرأة من الصبر لانفكت عرى هذه الوثيقة المغلظة نتيجة عدم النظر في هذا المعنى ونعرف كذلك كون هذه المرأة ولود تعرف أيضا من خلال أمها ومن خلال أخواتها ومن خلال خالاتها فإذا كن يلدن فهي في الغالب أنها تكون أيضا مثلها ولود .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من والاه وبعد:
إن من صفات المرأة ذات الدين كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ))[8]
أذا أمرها أطاعته تطيعه ولا تقدم رأيها ولا هواها على رأي زوجها ولا على هواه فهو القوام عليها لكن مما يؤسف له أن بعض الثقافات التي تبث في أوساط المسلمين تعلم النساء على التمرد والعصبيات على كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله عليه وسلم فكثير من النساء تجعل رأيها أمام رأس زوجها وتجعل كلامها مقارعا للكلام زوجها وبالتالي يستحيل أن تكون هذه الأسرة عائشة في سعادة واطمئنان ولا هي قادرة أن تخرج الأجيال الصالحة التي تنفع البلاد والعباد وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله))[9]
ولهذا ينسب إلى بعض الصالحين قال: قولا نسبه الإمام الغزالي صاحب إحياء علوم الدين إلى لقمان الحكيم والله أعلم لكن الكلام جميل قال : قال : لقمان لابنه (( يا بن اتقي المرأة السوء فإنها تشيبك قبل المشيب يا بني استعذ بالله من شر النساء واسأله خيارهن و اجهد نفسك في الحصول على الصالحة الطيبة تلقى السعادة أبدا الحياة )).
هذا الكلام من هذا الحكيم يعني لا بد من النظر إليه ولا بد من تدبر معناه وأما بالنسبة للرجل فالأمر كذلك فإن على المرأة أن تختار الرجل الصالح وعلى وليها أن يختار الرجل الصالح ولا يكتفي إلى ما جرت عليه العادة من النظر إلى ما يملك وإلى منصبه وإلى ماله وجاه هذه القضايا كلها أتعست المجتمع وأشقته بل جعلت كثيرا من الآباء عاضلا لموليته سواء كانت بنتا أو كانت أختا لأنه يبحث عن المواصفات الدنيوية وترك المواصفات الدينية إن المواصفات الدنيوية تأتي تباعا والرزق بيد الله عز وجل والعامة يقولون: (( تزوجوا فقراء يغنيكم الله )) أخذا من قول الله عز وجل :((وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) سورة النور آية (32).
والله تعالى يقول : ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)) سورة هود آية (6) .
ولذلك كان كثير من الناس مؤمنا بهذا الآية حق الإيمان ربما كان مع الزوجة الأولى كان يعيش في ضيق وتزوج الثانية ففتح الله عليه وكانت سببا في رزق الأسرة بكلها ومن قرأ التاريخ عرف مثل هذا لكن القضية هي قضية السعي وراء طلب الرزق والتوكل على الله عز وجل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))[10]
الدين أولا هل هو صاحب دين فإن صاحب الدين ينعه عن الانحراف يمنعه دينه من أن يرتكب ما حرم الله عز وجل والحلق في الغالب يأتي تباعا وإن كان البعض قد يكون عنده تدين لكن عنده أخلاق وبالتالي في المقابل تجد من عنده خلقه يقولون هذه أمين وصادق وصاحب حياة وكرم لكنه لا يصلى ما تفعله بهذا الصنف من الناس لا بد أن يجتمع هذا مع ذاك والحلف إنما هو تبع للدين يندر أن تجد صاحب دين ليس عنده خلق هذا أشياء شاذة ونادرة لكن خلق من دون دين ماذا تفعل معه خلق هذا لا يمنعه من أن يرتكب أمرا محرما سواء كانت مع هذه المرأة وما أكثر المشاكل التي نسمعها ونطلع عليها ونستعين فيها كثير من هذه المشاكل من كثير من هؤلاء الناس ممن لا دين له يطلب من امرأته أمورا محرمة شرعا لأنه ليس عنده دين يمنعه من أن ترتكب مثل هذه المحارم وهذا في الحقيقة كما قال صلى الله عليه وسلم :((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))[11].
هذا من الفتنة ومن الفساد العريض أنه لا يختار صاحب الدين هنا أمر وهو قضية أن يكون الولي هو المختار وهو الذي يبحث عن الرجل الصالح الذي يليق بهذه البنت أو بهذه الأخت لكننا صرنا في هذا الزمان نأنف أن نقول لفلان يا فلان ما رأيك أن أزوجك بأختي أو بابنتي أنت رجل صالح ما رأيك فأنا أساعدك وأيسر لك .
لأن الزواج ليس مجرد مال أتقاضاه من إنسان يأتيني فيعطني مليون ريال أو مليونين ريال هذا المال ما يلبث شهر إلا ومضى وذهب هذا المال وتبقى هذه البنت إما في سعادة وإما في شقاء وتعاسة هذه القضية انظر إلى شعيب عليه السلام وقد حكى الله تعالى قصته في القرآن حينما جاءت بناته لتسقي الغنم فجاءت والرجال قد سبقوها فتنحت جانبا حتى يسقي الرجال أغنامهم وينطلقون بعد ذلك فسقى لهما موسى ابن عمران عليه السلام أغنامهما ثم تولى إلى الظل قال الله تعالى :((فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (27))) سورة القصص آية الآيات (24-28).
رأت هذه البنات من هذا الرجل من القوة و الحياء والديانة والأمانة ثم ذهبن إلى أبيها فأخبرته فقال لواحدة منهن اذهبي فقولي له: تعالى .
فجاء فلماء رآه بالحياء وعليه سمت الصلاح والديانة والقوة والأمانة قال إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ هذا هو المهر فعرض عليه ابنته وتزوجها ولا عيب في هذا .
و هكذا أيضا نبينا صلى الله عليه و سلم اختار لفاطمة رضي الله عنها أكرم الناس وأشجع الناس وأتقى الناس علي بن أبي طالب فزوجه بها فكان منا الحسن والحسين وذلك النسل وتلك الذرية الصالحة التي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا .
وهذا عمر بن الخطاب :(( حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قد شهد بدرا توفي بالمدينة قال: عمر فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر قال سأنظر في أمري فلبث ليالي فقال :قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا .
قال عمر :فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك ؟
قلت: نعم .
قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو تركها لقبلتها ))[12]
هكذا أيضا سعيد بن المسيب رحمه الله بل عمر رضي الله حينما يطوف في البيوت والأسواق يتفقد أحوال الرعية ولم يكن عنده حجاب ولا حراس ولا شيء من هذا تعب في الليل فاتكأ على بيت فسمع أماً تقول لابنتها: يا بنية قومي فاخلطي اللبن بالماء من أجل أن يكثر فنخرج لبيعه في الصباح.
قالت: يا أماه ألم يمنع عمر من هذا الأمر ؟
قالت : وأين عمر يا ابنتي عمر ليس موجودا ولا يسمعنا .
قالت : يا أماه وأن كان لا يسمعنا فو الله ما كنت لأعصيه وأنا أمامه فكيف أعصيه وأن لا رآه ولا يسمعني وأن كان عمر لا يسمعنا فرب عمر هو الذي يسمعنا وامتنعت وانتهت .
قال: عمر لخادمه أسلم ضع على هذا الباب علامة ثم قال في الصباح اذهب وانظر لمن هذا البيت وتفقد هل هذا البيت عنده رجل وهل هذه البنت متزوجة فجاءه الخبر أن هذه البنت ليست متزوجة فجمع أبناءه فقال : يا أبنائي من منكم بحاجة إلى زواج؟
فقال: عاصم أنا يا أبتي قد علمت أنه لا زوجة لي.
قال : إني أزوجك بابنة بائعة اللبن .
فزوجه بها فأنجبت هذه المرأة بنت تزوجها عبد العزيز بن مروان فخلفت له خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز انظروا هذه البركة التي خرجت من هذه المرأة الصالحة
سعيد بن المسيب كان له من الشباب من يدرس عنده ثم افتقده في يوم من الأيام ثم جاء قال : أين أنت من ثلاثة أيام ؟
قال: توفيت زوجتي فانشغلت بها.
قال: هل لك من زوجة أو تزوجت؟
قال: لا.
قال : أنا أزوجك ببنتي .
قال : يا عم والله ما عندي إلا ثلاثة دراهم .
قال: أزوجك بالثلاثة الدارهم .
ما تساوي شيئا ثم رجع فرحا مسروا مهولا تكاد الأرض تبلعه من شدة الفرح ثم ذهب إلى بيته ما ذا يصنع كيف يجهز هذه العروس ما غربت الشمس إلا وسعيد بن المسيب يطرق عليه لباب .
قال: من ؟
قال : سعيد .
قال :فتذكرت كل سعيد أعرفه إلا سعيد بن المسيب يطرق عليه ما ستحضرته لأنه من أربعين سنة لا يعرف إلا من البيت إلى المسجد ومن المسجد إلى البيت.
قال : ففتحت فإذا به سعيد بن المسيب فأظلمت علي الدنيا سعيد بن المسيب ياتي إلى بيتي .
قال: نعم يا عم ماذا تريد؟ أهلا وسهلا.
قال: إنك تعلم أنني قد زوجتك ابنتي وأني كرهت أن تبيت هذه الليلة من دون عروس فالتفت ونظر.
ما رأى المرأة وكانت خلفه ثم أخذبها فدفعها إلى الداخل وأغلق الباب وتوكل على الله ثم صعد الرجل إلى سقف البيت يصرخ ويقول : أيها الناس قد زوجني سعيد بن المسيب وما عندي ما أعطي هذه المرأة وعلمت أمه فقالت: و الله إن وجهك على حرام إن مسست هذه المرأة حتى نصلحها فأصلحوها له وكانت من أجمل النساء .
أخرى أيضا نوح بن مريم من سكان مرو كان قاضيها وكان صاحب وجاهة وكانت له ابنة ذات جمال باهر خطبها أبناء السلاطين والتجارة فامتنع وكان له غلام أسود يقال له مبارك هندي أسود عيد .
فقال لهذا العبد : اذهب إلى البستان و أصلحه فمكث شهرين يشتغل في البستان ثم بعد شهرين أتاه هذا الرجل نوح بن مريم وقال :له اذهب فأتني بقليل من العنب فأتاه بقليل من العنب فأكل فإذا به حامض قال : يا مبارك اذهب فأتني بآخر فإن هذا حامض فذهب فأتاه بعنقود آخر يأكله فإذا به حامض .
قال : يا مبارك ائتني بقطف أخر فأكل منه فإذا به حامض .
فكاد يشتط غضبا ثم هدأ غضبه .
فقال : لماذا لم تأتني بقطف ناضج ؟
قال: يا سيدي إنك أمرتني بأن احرس واحفظ هذا البستان و أصلحه و إنني والله ما أعرف حلوه من حامضه إنك لم تسمح لي أن أكل حبه واحدة .
فتبين له أن هذا الشخص عنده من الديانة والأمانة وأنه خلال هذين الشهرين لم يأكل حبة واحدة .
ثم قال له: إنني أستشيرك في أمر ؟
قال: يا سيدي اغفي من هذا الأمر؟
قال: بل أستشيرك إن لي ابنة جميلة خطبها فلان و فلان وإنني أريد أن أزوجها ماذا تنصحني .
قال : يا سيدي أن في الجاهلية كانوا يبحثون وراء النسب والحسب واليهود والنصارى يبحثون وراء الجمال وفي الإسلام يبحث الشرع عن صاحب الدين والتقى وفي أيامنا هذه يبحثون عن المال والجاه فاختر لنفسك وابنتك ما ترى واعفني.
قال: فأنت الذي يصلح لهذه المرأة .
فقال : له يا عم لكنني عبدك وأنا كما تراني أسود وابنتك جميلة وضاءة وقد لا تقبل لي .
فقال : ستعن بالله على هذا ثم اخذ بيده وذهب إلى البيت ودون أي مقدمات أتى بالمرأة وأتى بأمها.
فقال : يا ابنتي وكانت متربية تربية صالحة على الدين والتقى والطاعة .
قال : يا ابنتي إني أريد أن أزوجك بهذا هو صاحب دين وخلق وصاحب أمانة فما تقولين؟
قالت: يا أبتي والله ما أخالفك أمرك إن رأيته صالحا فأن أقبل به وأنت زوجني قالت أن رأيته صالحا فلا مانع من هذا فزوجها به ثم أعطاها مالا كثيرا لأن زوجها فقير فكانت بيتا مباركة وأنجبت هذه المرأة بولد صار علما في الإسلام ومن الذين لا يعرف عبد الله ابن مبارك ذلك الرجل المجاهد الزاهد العالم الصالح التقي الورع الذي قيل الذي فيه أنه لم نقص فيه خصلة من خصال الصحابة إلا الصحبة وكان يحج عاما ويجاهد عاما آخر .
والحمد الله رب العالمين.



اضافة تعليق