تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

الدنيا دار ابتلاء وامتحان

يجب علينا أن نكون مستعدين لهذه الامتحانات ولهذه الاختبارات وعلينا جميعا مسئولية بين يدي الله عز وجل أن لا نغش رعيتنا وأن نخاف عليهم وأن نقيهم أيضا من سخط الله عز وجل وغضب الله تعالى…

خطبة بعنوان : (الدنيا دار ابتلاء وامتحان)

العناصر:

1-  الدنيا دار ابتلاء 2- اختبار الدنيا وقلق الطلاب 3- من غشنا فليس منا 4- مسئولية الآباء تجاه الأبناء 5- اختبار الآخرة

أما بعد :

فإن الله تعالى جعل هذه الحياة دار ابتلاء واختبار وامتحان وأن الناس في هذه الدار ما يمر بهم امتحان وإلا قلقت أنفسنهم واضطربت .

ما يقال الشخص ستقدم غدا أو بعد أسبوع لامتحان أو اختبار إلا و كان في غاية من القلق وكان متأهبا خائفا من السقوط والرسوب .

وها هي المدارس والجامعات منها ما هو في طور الامتحان والاختبار ومنها مالا يزال الوقت مبكرا عليه .

إلا أنه في الأبواب ولكنك تجد حياة المجتمع كله في قلق وكله وجل وكله حاله استنفار تام حتى لا يسقط أحد في الاختبار وحتى لا يوصم بالرسوب والسقوط أحد من الشباب أو الشابات أو الأبناء حتى الصغار بل حتى الآباء والأمهات حياتهم في قلق في هذه الأيام استنفار تام من أجل الاختبارات خشية أن يعير الأب أو الأم لأن الولد قد رسب وسقط.

 في بعض المدارس للأسف الشديد غش وخداع وبيع للضمائر حتى في بعض الكليات والجامعات بيع للضمائر وغش للأمة بأسرها.

أن تترك الطلاب يغشون أو أن توزع عليهم أسئلة الاختبارات .

للأسف أن كثير من أبناء هذه الأمة توزع عليهم الأسئلة ،معلم كبير وزع على طلابه سبعة أسئلة وبالمجان وليس كما يفعل بعض المدرسين أنهم يتقاضون أموالا مقابل توزيع الأسئلة وزع هذا المعلم سبعة أسئلة على الطلاب وقسم هذه السبعة الأسئلة على دورين الدور الأول قال لهم: ستلقى فيه ثلاثة أسئلة والدور الثاني أربعة أسئلة وحذرهم من الرسوب .

وقال لهم : هذه أسئلة الاختيار سبعة أسئلة ثلاثة في الدول الأول وأربعة في الدور الثاني.

احذروا من السقوط احذروا من الرسوب إياكم و التهاون ولا أريد منكم مالا .

مع هذا انقسم هؤلاء الطلاب إلى قسمين:

قسم :كذب .

وقال :هذا المدرس كذاب .

والقسم الثاني: صدق.

 والذي صدق انقسم إلى قسمين:

–       قسم جد واجتهد وذاكر وثابر.

–       والقسم الآخر سوف.

 كما يفعل الطلاب أو أكثر الطلاب اليوم.

قالوا: نفعل إلى قرب الاختبارات فنسهر ونجتهد ونذاكر في ذلك الحين وإن شاء الله تعالى ننجح .

أرأيتم رحمة هذا المدرس إنه رحيم بطلابه .

لكن ما أحد وصفه بأنه كذاب غشاش أنه يغش الأمة قيل أن هذا هو قمة الرحمة أن الأسئلة تكشف لكن كما قلت لكم أن كثير من الناس يسقطون في هذا الاختبار ولا يخافون على أنفسهم من هذا الاختبار هذا المعلم الذي بقي يعلم ويربي ويحذر بل لا تزال هذه الأسئلة مطروحة ولا يزال كل إنسان سيسأل هذه الأسئلة .

هذا المعلم الرحيم الذي وضح بكل شفافية هذه الأسئلة وهي مدرسة من جملة المدارس لكن أكثر الطلاب كما قلت لكم في هذه الأيام أعصاب متوترة محترقة آباء أعصابهم متوترة مستوفزة البيوت كلها مشغولة من أجل أن يذاكر الأبناء تهيئة الأجواء من أجل أن يذاكر الأبناء تهيئة الأجواء من أجل أن ينجح هؤلاء الأبناء بل بعض الآباء للأسف يدفع أبناءه للغش.

 بل ربما أحيانا للأسف الشديد تقطع أوراق من المصحف وتوضع أكرمكم الله في الأحذية تحت الجوارب من أجل أن يغشوا منها.

 هؤلاء الناس ينتظر منهم أن يخدموا أمة أو يخدموا أوطانا يقومون بأعمال صالحة أمثال هؤلاء أيها الآباء أيها المربون كما أننا نخاف على أبنائنا من الرسوب في المدارس و الجامعات .

هنالك أسئلة تنتظر الإجابة عليها وهي أهم من هذا كله أن المدرس الرحيم الذي وزع الأسئلة على كل طالب من طلابه أنه محمد صلى الله عليه وسلم لم يأخذ أجرا من أحد من الناس  كما قال الله تعالى : ((قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ))سورة سبأ آية (47).

هذه الأسئلة السبعة التي طرحها عليهم كثير من الناس كذبها وقال هذا كذاب ولن تأتي هذه الأسئلة .

إنها سبعة أسئلة ثلاثة في الدنيا وأربعة في الآخرة هذا الثلاثة في الدنيا يقول فيها النبي عليه الصلاة والسلام عن البراء بن عازب قال  : ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال ” استعيذوا بالله من عذاب القبر ” مرتين أو ثلاثا زاد في حديث جرير ها هنا .

وقال : وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين  حين يقال : له يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك ؟

قال هناد: قال : ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له:من ربك ؟

فيقول: ربي الله.

 فيقولان له :ما دينك ؟

فيقول :ديني الإسلام .

فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟

 قال : فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولان وما يدريك ؟.

 فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت .

 زاد في حديث جرير فذلك قول الله تعالى:{ يثبت الله الذين آمنوا } الآية .

 ثم اتفقا قال : فينادي مناد من السماء إن قد صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة .

 قال : فيأتيه من روحها وطيبها .

 قال : ويفتح له فيها مد بصره .

 قال : وإن الكافر.

 فذكر موته قال :وتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه .

فيقولان له: من ربك ؟ .

فيقول :هاه هاه لا أدري.

 فيقولان له: ما دينك ؟

فيقول: هاه هاه لا أدري.

 فيقولان :ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟

 فيقول: هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار .

 قال : فيأتيه من حرها وسمومها .

 قال : ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .

 زاد في حديث جرير قال : ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا .

 قال : فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا .

 قال : ثم تعاد فيه الروح ))[1] .

أما الذين ذاكروا وثابروا واستعدوا للإجابة على هذه الأسئلة وعملوا بمقتضى هذه الأسئلة نحج من نحج منهم حين السؤال.

 وينتظر الأربعة الأسئلة يوم القيامة ومنهم من سوف فقال : سأجيب عليها فيما بعد و وافته المنية و عاجلته ومات ولم يذاكر و لم يعمل ولم يجتهد ثم لما وصل إلي قبره سئل هذه الأسئلة التي كانت في الحقيقة بكل شفافية طرحت وبكل وضوح ولكنه في الحقيقة يصار يتلجلج ويقول : ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون قولا فقلت يعني في الدنيا أما في القبر فإنه لا يستطيع الإجابة قال الله تعالى: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )) سورة إبراهيم آية (27).

هؤلاء القوم الذين سوفوا وقالوا نعمل فيما بعد إذا كبرنا نعمل إذا صرنا شيوخا نعمل إذا صرنا عجزة عن فعل المنكرات نعمل الصالحات هؤلاء في الغالب قد لا يوفقون بطاعة الله عز وجل وللتوبة والاستقامة على أمر الله تعالى ولهذا جاء في الحديث أن الله تعالى: ((إن الله ليعجب من الشاب ليس له صبوة))[2].

 شاب نشأ في طاعة الله عز وجل يعجب الله منه وليس العيب أن يزل الإنسان أو أن يذنب الإنسان لكن العيب أن يستمر في هذا الذنب حتى إذا فنيت قوته وفنيت شهوته أراد بعد ذلك أن يتوب وقد لا يوفق في الحقيقة في خاتمة الأمر ومن الناس من يوفق والسعيد من وفق بتوبة نصوحة قبل الموت .

اختبارات يخاف الإنسان منها مقابلات يخاف كل شخص منها أسئلة تحريرية شفهية يخاف كل إنسان منها يدخل ليقابل مدير المؤسسة وهو في قلق في تشوش فكر وذهن سأجيب أو لا أجيب سأنجح أم سأرسب ولكن الناس في غفلة عن الاختبار الأعظم نعم يجب أن يهتم الآباء بأنبائهم في دروسهم في مذاكراتهم أن يكونوا مشرفين لآبائهم لأسرهم هذا أمر مطلوب .

ولكن الأمر الأهم من هذا أن يكون الآباء والأمهات أعظم درجة في الاهتمام من أن يرسب هؤلاء الأبناء بين يد الله عز وجل تخاف عليهم أن يرسبوا في الدنيا ولا تخاف عليهم أن يرسبوا يوم القيامة  أن يفضحوا يوم القيامة أن يخزوا يوم القيامة ما تخاف عليهم من هذا تخاف مجموعة من الناس يتكلمون عليك ولا تخاف أن يفصح هذا الإنسان حين يجمع الله الأولين والآخرين يفضحه على رؤوس الأشهاد أنه لم يك من المصلين ولم يك يطعم المسكين وأنه كان من الضالين المكذبين .

ما تخاف عليه من هذا والله إن هذا الخوف مزيف وإنه غش للأبناء والبنات ولا يهتم بهم في هذا الجانب أرأيت كيف أن الآباء يقولون لأبنائهم في هذه الأيام ناموا مبكرين من أجل أن تصحوا مبكرين ولكنهم في الأيام العادية لا يوقظ أبناءه للصلاة ولا يسألهم هل صلى فلان أم لم يصلي ولا يتابعهم هل أطاع فلان أم عصى فلان إنه حب مزيف للأبناء بل هو غش كبير ومن غش ليس منا .

ومن ولاه الله تعالى رعية ثم لم يحطهم بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة .

ليس عيبا عليك أن ينحرف ولدك إذا بذلت قصارى جهدك فإنه قد ضل أبناء أنبياء وآباء أنبياء وأعمام أنبياء لم يوفقهم الله تعالى للتوبة والإنابة أبناء علماء كبار كانوا في غاية من الضياع وقديما وحديثا .

لكن هل فرط ؟

ما فرط .

إذا الهداية بيد الله قال الله تعالى: (( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ…الآية )) سورة البقرة الآية (272).

وقال تعالى: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) سورة القصص آية (56).

أعود فأقول هذه الامتحانات امتحانات تهون يمكن للإنسان أن يعوض إذا رسب في المدرسة أو الكلية يمكنه أن يبدع في مجال آخر هب أنه ما نحج ما أفلح في دراسته ماذا تريد من دراسته أنت؟

 وماذا يريد هو من هذه الدراسة غايتها ونهايتها أن يحصل على وظيفة ليحصل على المال.

 هذا المال لكم من عامي لا يحسن كتابة اسمه أمواله لا تحصى ومكانته مرموقة والناس يتمنوا أن يصلوا إلى ما صلوا إليه .

إذا كان هذا هو المبتغى فإن الصلاح الديني والعقدي وصلاح القلب أهم من هذا لقمة العيش ربك تكفل بها ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) سورة هود آية (6).

إذا كان هذا الأمر نهايته هنا فلتكن نهاية شريفة ونهاية جديرة وأن يأخذها بحقها لا يأخذها بغش يأخذها بخداع ثم إذا صعد إلى ذاك المنصب فإن يظل عن نفس المنوال غش وسرقة واختلاس ونصب وأكل الأموال المسلمين وما شاكل ذلك ما خاتمتها ؟

خاتمة مثل هذه الأمور أن يحاسب عليها الإنسان يوم القيامة في الأربعة الأسئلة التي وضعها النبي عليه الصلاة والسلام لطلابه بشفافية فعن ابي برزة الاسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه ))[3]

أربعة أسئلة هل أعدونا لها الإجابة ؟

من نحج من قبر فإنه ينتظر الأربعة الأسئلة الأخرى.

 هل ينحج فيها هل يفلح فيها ذلك الفلاح المبين أو الخسران المبين لو استقرأتم التاريخ ونظرتم في تراجم وسير كثير ممن صار مرموقا وصار شهيرا ربما وجدتموه لا يحمل الشهادة الابتدائية لكنه أبدع وبرز في جانب من الجوانب وصار المال بيده يعبث به عبثا .

الخوف من الرسوب الأعظم هو الأجدر بالاهتمام .

أيها الأخوة الفضلاء :

أجدر بناء أن نهتم وأن نستوفز مع أبنائنا في متابعتهم في صلواتهم في تلاوتهم للقرآن فيمن يصاحبون مع من يمشون ماذا يصنعون؟

 هل يطيعون الله تعالى أم يعصوه هذا هو الأهم من أن نفعل مدة محدودة هي أيام الاختبارات ثم يعد ذلك تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل أن امتحان حقا كما سماه الناس وكما سمي أيضا في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

أقول قولي واستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم والاه وبعد:

 أيها الإخوة الفضلاء:

 الأمر كما قلت لكم سابقا أن المعلم الرحيم صلى الله عليه وسلم كشف أسئلة الامتحان التي سيجيب عليها كل إنسان حتى لا يكون غاشا يقول الله تعالى :((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))سورة المائدة (67).

كلفه الله بأن يكشف هذه الأوراق للناس لئلا يكون لأحد حجة بعد الرسل قال الله تعالى: ((رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ))سورة النساء آية (165).

لئلا يقول الإنسان ما جاءنا من بشير و لا نذير فقد جاءكم بشير و نذير ؟

هذا كتاب الله بين أيدينا ينطق بالحق هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا لا تزال غضة طرية كما تركها النبي عليه الصلاة والسلام.

هذه الأسئلة يجب على كل مسلم أن يعد الإجابة عليها وأن يعرف أنه سيختبر دورين الدور أول في قبره والدور الثاني يوم يقف بين يدي الله عز وجل يسأله كفاحا مواجهة ليس بينه وبينه ترجمان لن تزولا قدم عبد لن تمضي يمنينا و لا يسرة ولا أماما ولا خلفا حتى يجب عن هذه الأسئلة .

عن عمرك كله فيم أفنيت هذا العمر ؟

ماذا ستجيب .

فيم أفنيته هذا العمر؟

 أفنيته في الطاعة؟

 أم أفنيته في المعاصي؟

 أفنيته في اللهو واللعب ؟

أم أفنيته في ذكر الله وطاعته؟

 فيم أفنيت هذا العمر كله منذ أن كلفك الله إلى أن توفاك الله عز وجل؟

 ولهذا جعل الله عز وجل من رحمته فترة هذه الفترة لا تسأل عنها أنت ما قبل سن الرشد لا تسأل عنه إنها فترة معف عنها لأنك لست بمكلف في هذه الفترة .

لكن من وقت التكليف مباشرة يبدأ السؤال من هنا عن العمر فيم أفنيته؟

 وعن فترة محدودة من العمر أيضا وعن شبابك فيم أبليته ؟

سنوات الشباب وسنوات القوة وسنوات الطاقة فيم أفنيت هذه السنين؟

 هل أفنيتها في طاعة الله عز وجل؟ .

 ولهذا هذه السنين هي التي تعجب الله تعالى من صاحبها أن يكون على استقامة ((((إن الله ليعجب من الشاب ليس له صبوة))[4].

 أي ليس له زلات وهفوات إلى معصية الله تعالى ولهذا كان هذا الشاب في منزلة بين يدي الله عز وجل يغبط عليها جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ))[5]

وذكر منهم الشاب نشأ في عبادة الله عز وجل انظر إلى هذا الشاب الذي نشأ في طاعة الله سبحانه وتعالى.

 أين موقعه اليوم من الناس من المجتمع ؟

ما نظرة المجتمع إليه؟

 هل هي نظرة تشجيع ؟

نظرة دفع إلى الأمام؟ أم نظرة احتقار ؟

مجتمع للأسف يظلم بدلا من أن يعيد اللوم على نفسه يعيد على غيره ينظر إلى من التزم بطاعة الله تعالى أنه منها براء لولا ثباته وتثبيت الله له لترك الالتزام.

 تسأل عن عمرك فيم أفنيته ؟

عن شبابك فيم أبليته؟

 فيم أبليته هذه الفترة من العمر؟

 هل أفنيتها في الضياع؟

 هل أفنيتها في معاصي الله عز وجل المتنوعة التي تسخط الله تعالى عليك ؟

هل أفنيتها في اللهو؟

 أيضا السؤال عن المال .

من أين اكتسبت هذا المال؟

 هل اكتسبته من حله من طريق حلال؟

 انظر إلى هذا المال الذي قال الله فيه: (( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً )) سورة الفجر آية(20).

 وصفه بهذه اللفظة التي تشعر بأن الإنسان يحب هذا المال حبا كبيرا ولا أظن أحدا لا يحب المال.

 المال محبوب ونعم المال الصالح الذي يعرف حق الله تعالى في هذا المال.

 المال محبوب المكتسبات محبوبة .

ولكن السؤال الذي يجب عليك أن تعد له الجواب يوم الامتحان الأكبر أكبر امتحان تمر به في حياتك هو امتحان ذلك اليوم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ستسأل هذا السؤال بين يدي الله عز وجل عن هذا المال الذي إن خرجت من هذه الدنيا اكتسبه غيرك .

ورأى النبي عليه الصلاة والسلام أولادا أخذوا مال أبيهم.

 فقال : بقي الحساب.

قالوا :ما الحساب يا رسول الله.

 قال :أخذ الأولاد المال ولا حساب عليهم وبقي الحساب على أبيهم من أين أدخلت هذا المال؟

و فيم أنفقت هذا المال؟))

هذا السؤال والله لو تدبره كثير ممن يقطع السبيل والطريق على عباد الله تعالى ممن يعبث بأموال الأمة ممن يخوف هذه الأمة ممن يغش هذه الأمة من يزيف ويزور الأحكام ويرتشي لو أنه تدبر هذا السؤال وعظم الله سبحانه  وخاف من الله والله مما امتدت يده إلى هذا المال الحرام لو أيقنت أن هذا المال سيصل إليه في يوم ما بخله والله ما اكتسبه بهذه الطريقة الحرام ما غش غاش ولا ارتشى راش ولا انتهب منتهب ولا اغتصب مغتصب لو أنهم عظموا الله سبحانه ولو أنهم خافوا من الرسوب في ذلك اليوم يوم الامتحان الأكبر سيسأل كل أحد هذا المال من أين اكتسبته؟

 وفيما أنفقته في طاعة الله عز وجل ؟

هل أنفقته فيم أباح الله؟

 أم أنفقته فيم حرم الله سبحانه وتعالى؟

 يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقْرَأُ (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) قَالَ: ((يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِى مَالِى – قَالَ – وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ))[6].

 هذا هو المال ما تصدقت به فأبقيته ليوم لا ينفع مال فيه ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

وإلا فأعد الجواب للسؤال من أين دخل هذا الريال؟ وهذه المائة ؟وهذا الألف ؟وهذا المليون؟

 من أين دخل؟ و فيم أنفقته؟

 أن الفقراء والذين حملهم خفيف في هذا الباب يسبقون الأثرياء والأغنياء ويكونون في راحة وسعادة وتجاوزوا القنطرة ودخلوا جنان الله تعالى الفسيحة وأمنوا الحساب من الوقوف بين يدي الله عز وجل ولا يزال أصحاب الجدة والسعة ترتعد فرائصهم واقفون بين يدي الله عز وجل.

 نحن يا أيها الإخوة :

في امتحان ين امتحانين هذا الامتحانات التي تجرى للطلاب إنما هي امتحان بين امتحانين بين امتحان القبر وبين الامتحان بين يدي الله عز وجل وهذه الامتحانات التي شغلتنا ودوشتنا وأرهقتنا وخوفتنا فيه ما هو أخوف منها يجب علينا أن نكون مستعدين لهذه الامتحانات ولهذه الاختبارات وعلينا جميعا مسئولية بين يدي الله عز وجل أن لا نغش رعيتنا وأن نخاف عليهم وأن نقيهم أيضا من سخط الله عز وجل وغضب الله تعالى قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) سورة التحريم آية (6).

أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

والحمد لله رب العالمين .


[1] – سنن أبي داود 2/652

[2] – ظلال الجنة 1/307 ضعيف

[3] – سنن الترمذي 4/612

[4] – ظلال الجنة 1/307 ضعيف

[5] – البخاري 2/71 ومسلم 3/93

[6] – مسلم 8/211

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق