فإن الله عز وجل لما خلق المخلوقات جعل الإنسان أفضلها ولما خلق الإنسان جعل له عقلا وجعل العقل مناطا للتكيف فحيثما وجد العقل وجد التكليف وحيثما وانعدم العقل أنعدم التكليف…
خطبة بعنوان :(الغيرة على الأعراض)
العناصر:
1- تكريم الله سبحانه لبني آدم 2- شياطين الجن والإنس و إغوائهم لبني آدم 3- أعداء الإسلام وكيدهم للمسلمين 4- الغيرة على الأعراض 5- مدلول عبارة العقل السليم في الجسم السليم
أما بعد :
فإن الله عز وجل لما خلق المخلوقات جعل الإنسان أفضلها ولما خلق الإنسان جعل له عقلا وجعل العقل مناطا للتكيف فحيثما وجد العقل وجد التكليف وحيثما وانعدم العقل أنعدم التكليف لقد كرم الله تعالى بني آدم بهذا الضفة التي ميزهم بها قال الله تعالى :((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)) سورة الإسراء آية (70).
فبنوا آدم مكرمون مفضلون وجعلهم الله تعالى مناطا للتكليف للأمر والنهي لأنهم يعقلون عن الله تعالى ما يريد من أوامر و نواهي وإلا فما الفرق بين هذا الإنسان ذكرا كان أنثى وبين بقي المخلوقات إن الله تعالى ميز بني آدم بالعقل ميزهم بالتدبير ميزهم بهذا التميز الذي به بين الحق والباطل ويميزون به بين الحلال والحرام .
ولكن صنفا من الناس من بني آدم عطل عقله وأهمله أو قل عبده وصبر العقل إلها يعبد من دون الله تعالى ولهذا قال سبحانه وتعالى : ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ)) سورة الأعراف آية (179).
فصاروا أقرب إلى الحيوانية لماذا ؟
لأنهم عطلوا عقولهم وعطلوا أسماعهم وعطلوا أبصارهم فصارت هذه العقول هذه الأبصار وهذا الأسماع صارت أتباع كل ناعق صارت مثلها مثل الأسفنج تشرب كل ما يوضع عليها وتشرب كل شيء وضعت عليه هكذا صار كثير من بيني آدم شبه ما تكون الحيوان وصدق الله إذا قال : ((إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً )) سورة الفرقان آية(44).
لماذا بل هم أضل ؟ لأن البهائم تعمل لما خلقت له فيه تسير وفق قضاء الله وقدره لها ولكن هذا الإنسان عطل عقله وعطل فهمه وعطل سمعه وعطل بصره فهو لا يميز في عقله ولا يميز في سمعه ولا يميز ف بصره ولهذا جعلهم الله تبارك وتعالى أشبه بالأموات لأنهم وأن سمعوا فلا يسمعون بسمع انقياد وإن عقلوا فلا يعقلون بعقل تسليم وإذا رأوا فلا يرون بأم بصيرتهم التي تقودهم إلى الانقياد لأوامر الله تعالى أوامر رسله عليهم الصلاة والسلام إن الله تعالى كرم بني آدم كلهم كرمهم جمعيا دون استثناء ولكن بعضا من بني آدم هم الذين انحرفوا عن جادة الحق والصواب .
وهذا الانحراف إنما كان بصنع بني آدم أنفسهم ولم يجبروا على ذلك بل إن الشيطان هو الذي يوسوس ويسول للناس هذا الانحراف ومع هذا فإنه يأتي يوم القيامة يخاصم بني آدم الذين اتبعوا خطواته فيقول لهم كما قال الله تعالى: ((وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) سورة إبراهيم آية(22).
فالشيطان يوسوس هو وأتباعه من شياطين الجن والإنس يوسوسون لبني آدم من أجل أن يضلوا ومن أجل أن ينحرفوا عن جادة الحق و الصواب .
ولكن كل امرئ يأتي يوم القيامة يحاجج عن نفسه قال الله تعالى :((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37))) سورة عبس الآيات (34-37).
إياك أن تأتي يوم القيامة تعتذر بأن الإعلام قد أضلك أو تأتي يوم القيامة تعتذر أن فلانا هو الذي كان سببا في إضلالك أو تأتي لترم التهمة على يهودي أو نصراني أو على إنسي أو على جني وقال تعالى: ((كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )) سورة الطور آية (21).
وقال تعالى: ((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ )) سورة المدثر آية(38).
هكذا يقول سبحانه وتعالى عن هذا الإنسان الذي كرمه والذي شرفه والذي قطع عنه الحجج وبإرسال الرسل وإنزال الكتب وإمهاله لهذا الإنسان طويلا حتى لا يكون له حجة بين يدي الله تعالى: ((رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً )) سورة النساء آية (165).
إن الله تعالى كرم بني آدم ذكرهم وأنثاهم وجعل لكل واحد منهم صفات وجعل لكل واحد منهم أعمال وجعل لكل واحد منهم مؤثرات ووجب على بني آدم أن يعرفوا هذا أو أن يعرفوا أن الله تعالى إنما خلق ذكرا وأنثى لحكمة بالغة منها بقاء هذا النسل ومنها أن يقضي الإنسان وطره لأن الله تعالى يعلم ضعفه ويعلم ميوله ويعلم حاجته للأنثى وكذلك يعلم الله حاجتها لأن يطعمها ويكسوها وحاجتها لأن يعززها ويكرمها في هذه الحياة وأن لا يعرضها للفتنة وأن لا يعرضها لذئاب بني آدم الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة .
إن المرأة في شريعة الله تعالى من لدن آدم إلى شريعة الإسلام الخاتمة الذي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم إنها إنسان مكرم وله مكانته ودوره مع هذه الحياة ليبني حضارة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولكن العلمانية النكدة التي انطلقت من أوروبا التي انحرفت عن الأديان والتي تخلت عن الأديان والتي احتقرت رسل الله وأنبياءه والتي استنقصت من الله سبحانه وتعالى من حكمته.
قالوا: بأن المرأة يجب أن تكسر القيود والأغلال التي غلت بها وقيدت بها من أجل أن تمشي مع الرجل سواء بسواء و يا ليتهم راجعوا عقولهم ونظروا أن الرجل لا يمكن أن يكون كالمرأة وأن المرأة لا يمكن أن تكون كالرجل سواء بسواء هنالك فوارق لا بد منها ولابد من الاعتراف بها لا يمكن للرجل أن يبقى في البيت ليربي الأطفال و لا يمكن أن يبقى مع طفله دقائق معدودة وهو يصرخ يولول وهو يبول على نفسه و يتغوط على نفسه ينظفه ويغسله ويلبسه لا يمكن أن يصبر دقائق معدودة بل إنه بمجرد أن يبدأ بصراخ يومية من يده ليأتي دور المرأة هنا لتسهر بجواره لبت هؤلاء عرفوا أن الرجل غير قادر على أن يحمل في أحشائه جنينا ولا يمكن أن يفعل ذلك ولا يمكن أن يقدر على ذلك أما المرأة فتقاسي وتعاني وهو سالية وهي راضية وهي مستبشرة بقضاء الله تعالى وقدره تستبشر بوصول هذا الطفل ليملأ البيت فرحا ومرحا ليت هؤلاء يعرفون أن المرأة يمكنها أن تستهوى الرجل وأن توقعه في فخاخها وليتهم يعلمون أن الرجل يريد أن ينطلق بشهواته هنا وهناك دون ضوابط ولكن هؤلاء القوم قوم بهائميون ليسوا من بني البشر إلا باسم فهم أشبه ما يكون بالحيوانات الذي يريد أن ينزوا هنا وهناك ليقضي شهواته وليقضي حاجته .
أما المسلم فشهوته منضبطة وبطنه منضبط ويده منضبط ولسانه منضبط وبصره منضبط وحياته كلها انضباط في انضباط .
لذا فإن الله تعالى كرم هذه المرأة وجعل لها مكانة عظيمة ليست في ديننا فحسب بل من لدن آدم إلي أن يرث الله الأرض من عليها .
لكن الانحراف جاء من الصنف النكد الذي انحرف عن الدين وتمرد على الدين لا لشيء إلا من أجل أن يقضي حاجته ويقضي شهوته ليدخل المرأة في معركة لا نهاية لها المرأة هي الخاسرة والمجتمع هو الخاسر والإنسانية هي الخاسرة في مبدأ المرأة وفي خاتمتها وانظروا إلى هذا الانفلات الذي حدث في العالم بأسره انظروا إلى ما ورث هذا الانفلات ملايين بل بلايين من بني آدم طرحوا على فراش المرض من جراء الزنا من جراء هذه الجرائم ابتلاهم الله تعالى بهذا الداء العضال الذي لم يوجد له إلى يومنا هذا علاجا داء الإيدز وقيل هذا كثير من الأدواء هذا نتيجة الانحراف عن فطرة الله نتيجة الانحراف عن شريعة الله هؤلاء القوم لا يريدون للمسلمين هدوءاً و لا استقرارا ولذا فهم يكيدون ليلا ونهارا من أجل أن يسير المسلمون في ركابهم من أجل أن يدخلوا النفق المظلم الذي دخلوه لذا فهم يبذلون الأموال والأوقات ويسافرون ويجتهدون من أجل إغواء هذه الأمة من أجل أن تقع هذه الأمة بما وقعوا به إن الله تعالى كرم هذه المرأة فقال : للنساء خاصة :((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) سورة الأحزاب آية (33).
وقال للنبي عليه الصلاة والسلام : ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )) سورة الأحزاب آية (59).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))[1]
ونحن رأيناهما بأعيننا قال : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس أولئك الجلادون الذين يجلدون المظلومين في سجونهم قبعوا وراء القضبان في السجون وهم يضربون بالسياط .
وقال: (( ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) [2]
نساء كاسيات عاريات كيف تكون هذه المرأة كاسية عارية كاسية عليها قطع من القماش ولكن هذه القطع لا تسمن ولا تغني من جوع لا تستر عورة ولا تستر سوءة إن هذه الثياب التي عليها صارت أكثر إثارة وفتنة.
ولهذا المرأة كاسية عارية يغطى جلدها نوع من أنواع الكساء ولكنه يحجم العورة ويبدأ العورة أو شفاف بحيث يرى ما وراءه كيف إذا كانت هذه الثياب إلى نصف الساق أو إلى ما فوق الركبة كيف إذا كان صدرها باديا وشعرها منثورا كيف إذا كانت يدها مكشوفة كيف إذا كان ظهرها بعضه مكشوفا وكيف إذا رأيت هذه المرأة وهي لا تلبس إلا ما يغطي سوءتها وهي أمام الرجال في المسابح وفي الشواطئ كيف يكون الحال أليس هذا هو قوله صلى الله عليه وسلم : ((ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة)) [3]
أي مائلات في مشهن مميلات تستميل الرجال قال : صلى الله عليه وسلم رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة تجعل شعرها فوق رأسها كأنه سنام ناقة هذا الصنف قال صلى اله عليه وسلم لم أره بعد ونحن رأيناه بأم أعيننا أليس هذا يدل صدق نبوته صلى الله وسلم أليس هذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ذاك الصنف لم ولم يره أحد من السابقين و رأيناه نحن بأم أعيننا في هذه الآونة المتأخرة أن مؤتمرات عدة عقدت في بلاد الإسلام طولا عرضا ومن أواخرها ذلك المؤتمر الذي حصل في بلد الإيمان والحكمة كله هذا تآمر على النساء تآمر على المرأة العفيفة هذا البلد وفي غيره من البلدان بحجة أنهم يريدون مواكبة العصر أنهم يريدون مواكبة الدول التي تقدمت في هذا الجانب أنها عقول مخبولة عقول ظلت وانحرفت عن جادة الحق والصواب .
والله ثم والله إن هؤلاء الذين يتآمرون على المرأة وهذا الصنف ليس ثمة امرأة من نسائهم تدخل في هذا الجزء أبدأ فلماذا إن كان خيرا لا يكون هؤلاء في المقدمة بناتهم ونسائهم وأخواتهم أن يكون في المقدمة في صالات الغناء وفي صالات العرض وفي صالات السياحة وفي صالات الرياضة بجمع أشكالها وألوانها لماذا الـتآمر على بنات المسلمين؟
أليس بقية المسلمين عندها أعراض أليست أعراض أي مسلم ي أعراضنا أليس واجب علينا إن نغار على أعراض المسلمين حيثما كانوا وإلا كل إنسان ينظر في عرضه وحده ما كان هكذا المسلمون الأوائل بل لا تزال الأمة فيها خير أرأيت وسمعت ونظرت كيف تحرك العالم كله لما حدث في السجون في العراق لنساء مسلمات عفيفات اغتصبن هنالك في السجون بل ما يحدث في فلسطين وما يحدث في أفغانستان وغيرها أليس هذه الغيرة المطلوبة على الأعراض أنهم يأتون للناس بشبه وحجج واهية من أجل إضلال ومن أجل إضلال بنات المسلمين.
لقد خلقت المرأة لهدف أن تبقي في بيتها أن تربي الأجيال المؤمنة الصالحة التي تخدم الدين وتخدم الأوطان وخلقت هذه المرأة من أجل أن تعف زوجها من أجل أن تقوم بخدمته وتسعى من أجل راحته أليس هذه المرأة أحق بان يغار عليها إنها حاضنة أبنائك إنها مغسلة ثيابك إنها طاهية طعامك إنها تلك المرأة التي تحافظ عليك و تغار عليك أليست أحق وأجدر بأن تغار عليها بأن تحافظ عليها .
لا أن تشجع من أجل أن تفلت على الإطلاق والمرأة مسكينة ضعيفة لذا فإن الشرع حرم الزنا حرم الاختلاء حرم سفرها بدون محرم لماذا؟
لأنها ضعيفة ولأنها يمكن أن تفترس من قبل أولئك الذين لا رحمة عندهم ولا شفقة عندهم هذه المرأة المسكينة التي تغتر بما يقال لها التي تغتر بالأضواء تغتر بالخروج بالسفريات .
المهم خرج هؤلاء القوم بتوصيات ليس لهذا البلد بل للبلاد الإسلامية كلها منها:
1- تشجيع الرياضة النسائية.
2- فتح مجال للرياضة في الفصول الدراسية في المدارس وفي الجامعات.
3- دعم النوادي الخاصة بالنساء.
4- إقامة الصالات المغلقة كيف تكون مغلقة ثم تعرض على ملايين الناس عبر شاشات التلفزيون .
أليس النبي عليه الصلاة والسلام يقول ((إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها و بين الله عز و جل من حجاب))[4]
من الذي يدرب هؤلاء النساء؟
يدربهن رجال نصارى يدربهن ربما نساء منحرفات لا أقول الجميع منحرف ولكن أكثر هؤلاء قد نزعن الحياء من قلوبهن بالله عليك أترض لابنتك أن يأتي هذا المدرب ليمسك رجلا من رجليها ويرفعها ليقول لها: بل ارفع أكثر من هذا أيرضيك أن ترى ابنتك أو أختك وهي تتكسر أمام الرجل هو يدربها وينظر إلى مفاتنها كل واحد يقول : لا أرضى هذا لنفسي لكنه التآمر من أجل قتل الحياء في قلوب النساء المؤمنات ونزع الغيرة من قلوب الرجال حتى لا يغاروا على نسائهم تخرج المرأة وتسافر من أجل الأولمبيات و ما شاكل ذلك إلى خارج البلاد أين تسكن هذه المرأة مع من تمشي هذه المرأة ألا تتعرض هذه المرأة للفتنة ألا تتعرض للاغتصاب ألا تتعرض للمعاكسات بلى أنها تتعرض لكثير من الفتن فإذا لم تقع في الفاحشة وقعت لما هو أدنى منها من ثم يقل الحياء فإذا وقعت أوقعت غيرها ومن هنا يعم الفساد في البلاد وبين العباد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال بعضهم : إن الرياضة النسوية تعين على الجهاد في سبيل الله !!!!!
كيف تجاهد امرأة في سبيل الله وقلبها قلب غربي ترى ما يحدث في العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان من المقاومة من أجل إخراج المحتل من أجل استرجاع المقدسات ترى أن هذا إرهابا !!!!!
كيف ستجاهد هذه المرأة التي تحمل هذه المفاهيم؟
قالوا: إن المرأة كانت تخرج مع النبي صلى الله عليه سلم للجهاد تداوي المرضى وتسقي الجرحى وتفعل و تفعل الجواب نعم كانت تخرج ولكن هذا الأمر قد نسخ بدليل أن امرأة يقال لها أم كبشة كما في مصنف ابن أبي شيبة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ((يا رسول الله !ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا ، قال : لا .
قلت : يا رسول الله إني لست أريد أن أقاتل إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض أو اسقي المريض .
فقال : لولا أن تكون سنة ويقال : فلانة خرجت لأذنت لك ولكن أجلسي))[5].
وعن عائشة قالت: قلت : ((يا رسول الله على النساء جهاد ؟
: قال : نعم .
عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة ))[6]
وعن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل أنها أتت النبي صلى الله عليه و سلم و هو بين أصحابه فقال : ((بأبي أنت و أمي إني وافدة النساء إليك و أعلم نفسي لك الفداء أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق و لا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا و هي على مثل رأى أن الله بعثك الحق إلى الرجال و النساء فآمنا بك و بالإهك الذي أرسلك و إنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم و مقضى شهواتكم و حاملات أولادكم و إنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة و الجماعات و عيادة المرضى و شهود الجنائز و الحج بعد الحج و أفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله و إن الرجل منكم إذا أخرج حاجا أو معتمرا و مرابطا حفظنا لكم أموالكم و غزلنا لكم أثوابا و ربينا لكم أولادكم فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟
قال : فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟
فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن المرأة تهتدي إلى مثل هذا فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إليها ثم قال لها : انصرفي أيتها المرأة و أعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها و طلبها مرضاته و إتباعها موافقته تعدل ذلك كله قال : فأدبرت المرأة و هي تهلل و تكبر استبشارا ))[7]
حجج واهية مريضة ما رأينا واحدا حتى من هؤلاء المدربين يقول : هذه ابنتي تتدرب أو هذه زوجتي تلعب كرة السلة أو هذه أختي تلعب التكواندو وما شاكل ذلك إنها قلوب حاقدة على الإسلام والمسلمين لا مانع المرأة تتريض في بيتها تلعب في بيتها لا مانع من هذا لكن لمن تخلف المرأة من أجل أن تعرض نفسها وتعرض مفاتنها لقد نهي الشرع عن كل ما يحدث الفتنة بين الرجال أدنى شيء في الفتنة التي نهى الله عنها فقال سبحانه : ((…وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) سورة النور آية (31).
كانت المرأة تلبس الحجول أو الخلاخل في أسفل الرجل فإذا مشت أحدثت هذه الخلاخل صوتا فأمر الله تعالى هذه المرأة ألا تضرب برجليها حتى تلفت الرجال في موضع الزينة كيف بوجهها كيف ؟
كيف بنحرها ؟كيف بصرها ؟
إنها مواطن للافتتان يقول صلى الله عليه وسلم : ((ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ))[8]
قالوا: أنتم قلوبكم قلوب مريضة وقلوبكم …
ماذا قالوا؟
قلوبنا نظيفة.
أين النظافة وأنتم تكيدون للدين وأهله وتكيدون لهذه المرأة .
في دول الغرب الآن صارت بالرجعة إلى عش بيتها صارت تطالب بأن تصير أما بأن تصير في البيت والزوج هو الذي يعمل يريدون من أسرنا أن تكون كاسر الأمريكان أو الفرنسيين أو إنجلترا هذه الأسر المفككة هكذا يريدون أن تكون أسرنا.
الرجل يخرج للعمل المرأة تذهب للعمل وتسافر متى شاءت فلا ضابط لها والأبناء بمجرد أن يبلغ أحدهم العشر السنين يمشي ولا يعرف أباه ولا أمه إلا في بعض المناسبات أن سنحت الفرصة من هنا جاءت فكرة الاستئناس بالكلاب و القطط في البيوت ما عندهم أبناء ما عندهم من يؤنسهم صارت الكلاب هي التي تؤنسهم والقطط كذلك.أما في الإسلام فلا.
الولد يبر بأبيه وأمه والوالد أحوج ما يكون إلي بر أولاده في حال الكبر وفي حال المرض هكذا علمنا الشرع.
أقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
من المقالات القديمة التي نتلقاها ونتلقنها في المدارس ولا تزال يومنا هذا أنهم يقولون : العقل السليم في الجسم السليم هل هذه العبارة صحيحة أم ليست صحيحة ؟
كلنا يرددها دون نقد دون تميز يعني كأنه هناك ترابط إذا الجسم سليما كان العقل سليما وإذا كان الجسم غير سليم يعني العقل غير سليم .
والله يا إخوة :
لو استقرأنا التأريخ ونظرنا في حياة الناس لو جدنا أن هذه المقولة تضليل .
من سببها؟ أين منشاؤها ؟ما ذا يراد من ورائها ؟
يراد من ورائها مثل هذا الكلام الذي نتحدث حول لآن أن من أكثر الناس ذكاء وفطنة أناس معوقين جسميا لعلكم طالعتم أو شاهدتم قيل أيام كان يعرض في إحدى القنوات الفضائية عن أناس.
رجل في بريطانيا ورجل في أمريكا أن عندهم من الذكاء العقلي الشيء المبهر ومع هذا مشلول كيف تقارنون بين العقل السليم في الجسم السليم ومع هذا فهؤلاء لا يتريضن ولا يعرف الرياضة ومع هذا يتعجب الناس من حفظه وذكائه وفطنة ما من مر تسأله عنه ألا ويجيبك حيثما يقرأ الكتب يبلعها بلعا وحيثما تسأله عن معلومة يتحدر عليك كالنهر الهادر عندك أيضا مثلا : الشيخ أحمد ياسين رحمه الله رجل معوق مع هذا دوخ اليهود دوخ في العالم بأسره جثته مشلولة ما عنده المسكين إلا لسانه وعقله هذه المقولة مقولة صحيحة .
قالوا: العقل السليم في الجسم السليم أيش المراد؟
خرجوا المرأة من أجل أن يكون عقلها سليما هذا كلام فارغ كم من الناس من عنده من الجسم الضخم القوى ومع هذا عقله عقل طفل لا يستطيع يفكر ولا يستطيع أن يدير أموره فضلا عن الناس ولو كان الأمر كذلك لكانت الخيول والحمير أكرمكم الله لكانت أحسن من بنى آدم لماذا لأن أجسامها توبة هذه قاعدة يضللون بها على الناس لا تلازم ولا ترابط بين الجسم العقل .
قالوا: من أجل السمنة والرشاقة وما شاكل ذلك ما أسبابها ؟
ما دواؤها ما علاجها ؟
علاجها تخرج المرأة تجري في الشوارع علاجها تخرج تلعب كرة لكي يصفق لها الناس ما هو علاجها؟
انظروا ما علاجها كثير لأكل كثير النوم عديم الحركة يمكنها أن تتربص في بيتها لا مانع .
هذه الأعمال الشاقة التي تقوم بها المرأة ينافي أنوثتها تنافي فطرتها كم من النساء صارت تتضرر من هذه الرياضات والله لو رأيتم ما يعرض في الشاشات هم يريدون منا أن تكون نساءنا هكذا أن تخرج تجري وهي عارية وتسبح وهي عارية والناس يصفقون لها ويعطونها الكؤوس الشهادات العالية ويفرح الآباء ما شاء الله صارت بنتي نجمة عالمية ماذا تفعل بهذا النجومية التي أسقطت مكانتك و أسقطت حشمتك وأسقطت غيرتك الواجب على المسلمين أن يحمدوا الله سبحانه على ما هداهم وعلى ما وفقهم وأن يكونوا جميعا دعاة إلى الله سبحانه وتعالى أن ينصحوا الآباء الذين تورطوا في مثل هذا وألا يسأموا من كثرة النصح فإن درسا ومحاضرة ومقالة لا يمكن أن تغني الحق شيئا.
أسأل الله سبحانه أن يحفظ علينا ديننا وأن يحفظ علينا أعراضنا.
الحمد لله رب العالمين
[1] – مسلم 3/1680
[2] – مسلم 3/1680
[3] – مسلم 3/1680
[4] – المستدرك 4/561
[5] – مصنف ابن أبي شيبة 7/728
[6] – سنن ابن ماجه 2/968
[7] – شعب الإيمان 6/420
[8] – سنن الترمذي 4/465



اضافة تعليق