تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

المرأة ومكانتها في الإسلام

 فإن الله جل وعلا قد كرم بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا كرم بين آدم ذكورا وإناثا ولكن البشر يحرفون ويغيرون ويبدلون قبل الإسلام الرجل هو المهيمن وهو المتسلط والمرأة في غاية من الهضم فيه سلعة من السلع بل هي من سقط المتاع وهي أمر بالنسبة لهم أعني قبل الإسلام كان أمر يتشاءم منه الرجال…

خطبة بعنوان : ( المرأة ومكانتها في الإسلام)

العناصر:

1-  تكريم الله عز وجل للإنسان

2- المرأة قبل الإسلام

3- أعداء الإسلام و المرأة

4- المرأة وتحريريها

5- التبعية للغرب .

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

 فإن الله جل وعلا قد كرم بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا كرم بين آدم ذكورا وإناثا ولكن البشر يحرفون ويغيرون ويبدلون قبل الإسلام الرجل هو المهيمن وهو المتسلط والمرأة في غاية من الهضم فيه سلعة من السلع بل هي من سقط المتاع وهي أمر بالنسبة لهم أعني قبل الإسلام كان أمر يتشاءم منه الرجال قال الله تعالى : ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ)) سورة النحل آية (58).

لأنه جاءت له أنثى يتوارى من القوم يفر منهم ويهرب لا يريد أن يقابلهم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب هكذا كانت نظرة الجاهلية للمرأة نظرة امتهان ونظرة ازدراء وتشاؤم و احتقار لأنهم أناس لا يؤمنون بالله عز وجل لا يتوكلون على الله عز وجل يخافون من أمر الرزق ومن أمر الإطعام وما علموا أن الله جل وعلا هو المطعم وهو الرزق سبحانه لدرجة أن الواحد منهم كان يقوى قلبه على أن يحفر حفرة لابنته ثم يلبسها أجمل الثياب ثم يأتي بها إلى هذه الحفرة ثم ينزلها في هذه الحفرة ويهيل عليها التراب حتى يواريها التراب .

 ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8) أَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9))) سورة التكوير الآيات (8-9).

 لماذا تقتل هذه الفتاة الصغيرة ولماذا تدفن ولماذا يوارى عليها أبوها التراب ؟

في هذا الحالة التي هي في غاية من القسوة كل هذا لأنهم لا يؤمنون بالله العظيم كل هذا لأنهم يؤمنون بأن الرزق من عند الله تعالى ولهذا جاء الإسلام ليكرم هذه المرأة أيما تكريم جاء ليعلي من شأنها ليعاملها كعضو في هذا المجتمع ليعاملها على أنها نصف المجتمع ليجعل لها مكانة في الحياة وما جاء ليمتهنها في حال من الأحوال وما شرع الله تعالى في القرآن الكريم ولا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم تشريعا يخص المرأة إلا وهو يصب في مصلحتها وفي خانة إعزازها وإكرامها وإعطائها المكانة اللائقة بها بنتا وأختا وزوجة وأما وعضوا في المجتمع فالمرأة ليس إلا هذه الأمور إما أن تكون أمة وأما أن تكون ابنة وأما أن تكون زوجة وإما أن تكون أختا وهلم جر في تشغل هذه الأماكن التي لها دور ولها مكانتها وأهميتها .

إن الإسلام جاء والمرأة كما ذكرنا تعامل هذه المعاملة القاسية لم تكن المرأة في الجاهلية ترث وكانت المرأة زوجة الأب الخالة يرثها أبناؤه أي واحد سبق إليها ويرمي على رأسها ثوبا تكون ملكا له يتحكم لها كيف يشأ فلا تتصرف في المال ولا تتزوج إلا برضى هذا الولد الذي رمي عليها هذا الثواب أو أي إنسان في الأسرة يرمي عليها هذا الثوب حتى أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن أنه لا سلطة لأحد على هذه المرأة بل إنها تقضي عدتها ثم تكون امرأة حرة قبل هذا ترث من هذا الزوج ومالها لها تتصرف به بالطريقة التي تراها شريطة أن يكون بها سفه ثم بعد ذلك تتزوج بالطريقة التي تراها شريطة أن يكون زواجا شرعيا فهذا أمر يرجع إليها فهذا أمر يرجع إليها لا يرجع إلى هؤلاء الذين كانوا يرثونها ولا الذين يتحكمون في حياتها ولا الذين يفعلون بها مثل هذه الأعمال .

كرم الإسلام هذه المرأة أيما تكريم وحث على تربيتها التربية الحسنة اللائقة بها لأنها عضو في المجتمع صلاحها صلاح للمجتمع وفسادها فساد للمجتمع أن صلاح هذه المرأة بنتا تتربى على الفضيلة وعلى الأخلاق وعلى الحياة وعلى كل خصلة تليق بهذه المرأة مكرمة ومعززة تجعلها لبنة صالحة في المجتمع وإن أي في فساد لهذه المرأة إنما هو فساد لأبنائها فساد لإخوانها فساد للمجتمع كله ولهذا اعتنى الإسلام بالمرأة عناية خاصة فقال صلى الله عليه وسلم :((من كان له ابنتان أو أختان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين يعني السبابة والوسطى ))[1]

وفي رواية: ((ما من عبد مسلم يكون له ثلاث بنات فانفق عليهن حتى يبن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار فقالت امرأة :يا رسول الله أو اثنتان قال أو اثنتان ))[2]

 يعني أن الإنسان إذا كانت له ابنته ورباها وأحسن تربيتها كانت له حجابا من النار بإذن الله عز وجل .

وقال سبحانه وتعالى :((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) سورة البقرة آية (228).

أي من المكانة من الإعزاز ومن التكريم إلى آخر ذلك.

 لهن مثل ما على الرجال إلا أن الله سبحانه وتعالى فضل الرجال على النساء بما ينفقون من أموالهم وبما لهم من القوامة لرجاحة عقولهم فالمرأة بأمس الحاجة إلى رجل بأمي الحاجة إلى من تحتمي به إلى رجل بأمس الحاجة إلى أن يكون لها رجل يحيطها برعايته ويحيطها بنصحه ولذلك فإن النساء في الغرب يفتقرن لهذا القضية وهن يناشدن وينادين ليلا ونهارا من أجل أن تكون المرأة قابعة في بيتها تربي أبناءها تنادي المرأة أن يكون لها رجل يحميها ويظلها بظله ولكنها تنادي في فلاة لا يسمعها أحد وإن سمعها أناس فإنهم لا يبالون بها إطلاقا .

 المرأة أيها الأخوة الكرام :

مكانتها في الإسلام عظيمة بعد أن كانت لا قيمة لها بل هي من سقط المتاع كما قلنا بل مما يورث ويتحكم بها الجاهليون تحكمهم بل كان الواحد منهم لا يستحي أن يرسل ابنته أو يرسل زوجته لأن تزني مع فلان من أجل أن يكتسب ذلك الحمل أخلاق هذا الرجل من الشجاعة إلى غير ذلك .

أما الإسلام فقد جاء من أجل صيانة الإنسان فمنع الزنا حتى لا تذهب الأنساب وحتى لا تذهب الأموال إلى غير مستحقيها وحتى لا تنسب إلى رجل ما ليس من نسله وما ليس من صلبه فمنع هذا وأقام الحدود حتى ينزجر الفاعل من الرجال والنساء لهذه الرذيلة ولهذه المعضلة بعد أن كانت المرأة تعاني لشتى أنواع الإهانة سواء كان في الناحية الجنسية أو غيرها .

أيها الإخوة الفضلاء :

إن أعداءنا نظروا إلى هذا العضو في المجتمع فرأوا مدى تأثيره ومدى فاعليته ولهذا فإنهم مركزي أنظارهم في بروتوكولاتهم يقولون :(( إذا استطعنا أن ننزع حجاب الفتاة المسلمة استطعنا أن نكسب وأن نحقق مكاسبنا في الشرق الأوسط))

 فركزوا غاية التركيز على هذه الشريحة في المجتمع ولهذا ظهرت من عقود مضت ما يطلقون عليه بحقوق المرأة ومساواة المرأة و تحرير المرأة وحفظ حقوق المرأة إلى غير هذه الدعاوى التي تظهر كل آن بشكل وبلون كل هذا تحقيق لمأرب اليهود وتحقيقا لمأرب الغرب ولو نظر المسلمون نظرة تفحص ونظرة دراسة متأنية لحال المرأة في بلاد الغرب ولو جدنا أنها في غاية الامتهان ولو جدوا أن المرأة نافرة من الوضع الذي هي فيه مما تعانيه من القسوة والوحشية وتكليفها بالأعمال التي لا تطيقها وتكليفها بالنفقة على المناصفة مع الرجل في جميع شؤون الحياة و تكبيدها الديون من هنا وهناك والتي لا تستطيع أن تنفك منها .

والأزمة العالمية والاقتصادية الحالية جزء منها كبير متعلق بهذه المرأة وبطلباتها بالديون التي تتكبدها سواء كان ذلك من خلال أدوات البيت أو السيارة أو ما تريد أن تقتنيه من المقتنيات كل ذلك جزء منه على أعباء هذه المرأة التي صارت لا تستطيع أن تدفع تلك الديون التي علقت برقبتها الإسلام كفل للمرأة النفقة فهي ليست مكلفة بها بل الرجل هو المكلف بها لحسن صياغته ولحسن تدبيره ولرجاحة عقله إلى آخر ذلك.

ولم يكلف الإسلام المرأة بالعمل إلا في أضيق الظروف نعم لها أن تعمل في المجالات التي تجنيها وتقتنيها شريطة المحافظة على كرامتها وعلى أنوثتها وسواء كان ذلك بالاتفاق مع أبيها أو مع زوجها أو حتى إن لم يكن لها زوج ولم تجد من يعولها فلها أن تعمل في المجالات التي تحسنها وتتقنها شريطة المحافظة على دينها وعلى سلوكها وعلى أخلاقها لا كما يريد الغرب أن الأمر كما ذكرنا في الخطبة الماضية أن أمريكا ترى أن أي قضية هي في صالحها ومن نمط سلوكياتها وأخلاقها يجب أن تعم على جميع البلاد الإسلامية وغير الإسلامية لأن ذلك يحقق مأربها ولا يخدم مصالحها إنهم يقولون لا تطوير إلا بتحرير المرأة ولا ديمقراطية إلا بالتنمية ولا تنمية إلا بتحرير المرأة انظروا كيف يربطون القضايا بالمرأة وكأن هذه القضايا لا يمكن أن تحقق إلا بالمرأة .

نعم لا تتحقق بنظرتهم وبما يريدونه إلا بالمرأة لا تنمية إلا بالمرأة نعم لأنه لا زنا إلا بالمرأة ولا فحش بالديمقراطية إلا بالمرأة ولا اغتصاب وهجوم على البيوت واختطاف للنساء إلا بالمرأة إلا بالديمقراطية وهلم جر.

 فهي قضايا التي ينادون لها ويسعون لها ليلا ونهارا فالقضية ليست من أجل سواد أعيننا ولا يقلقهم وضعنا ولا تهمهم حياتنا أكثر مما يهمهم كيف ينشرون الفساد والأخلاقي في بلاد المسلمين بين الشباب والشابات بين الذكور و الإناث حتى لهم بعد أن يأتوا إلى بلاد الإسلام من أجل أن يتمتعوا بفتيات المسلمين كل هذه إلزامات يلزمون المسلمين بهذه القوانين وبهذه الأنظمة وبتلك اللوائح حتى تسير الأمور وفق مرادهم وكما يخططون لها لو أخذنا أيها الإخوة مثل هذه القضايا التي ينادي لها أنهم يريدون الأمور تسير بتدرج لا يريدونها دفعة واحدة فهم موقنون أن المسلمين لو طلب منهم أن ينفذوا مآربهم دفعة واحدة لرفضت دفعة واحدة ولكنهم يأتون بها على سبيل التدرج فيبتدئون مع هذه المرأة بكشف وجهها فقط فإذا كشفت وجهها أعطوها مهلة ثم بعد ذلك غيروا من جلبابها وشكلوه حتى يصير هذا الجلباب هو أقرب ما يكون إلى لباس المرأة بحث تظهر تقاسم بدنها وتصير بهذا الحجاب المزعوم تصير كاسية عارية كما يلاحظ من له أعين ينقد بها ويلاحظ كثير من حجابات الفتيات المسلمات في بلاد الإسلام يلاحظ كيف كان وإلى أين صار صارت المرأة تخرج بما يسمى بحجابها وهي منتقبة ولكن هذا الحجاب مضغوط على بدنها تقاسيم بدنها واضحة ظاهرة وهذا ماذا يصنع في الأعين وما يصنع في قلوب الشباب يصنع بها أشياء كثيرة تكشف وجهها وبعد ذلك تغير من شكل حجابها ثم تنزع الحجاب ثم بعد ذلك تبدأ بالموضات والموديلات المتنوعة التي تظهر من خلالها عارية الجسد تنهشها بعد ذلك هذه الذئاب.

 إنهم يلمعون لهذه القضايا بأنها من التقدم وبأنها من التطور وبأنها من الحضارة ومواكبة التقدم في العالم أن تخرج المرأة بهذه الطريقة التي تحلوا لليهود والصليبين على حد سواء لو جئنا إلى إحصائية أجريت على بعض الأفلام أيها الإخوة التي تعرض الدعايات في القنوات العربية وهذه الإحصائيات ما أجريت على الآلاف من الأفلام ولكنها أجريت على شريحة بسيطة على خمسمائة فلم فقط أجريت عليها أفلام التي ممن خلالها الإعلانات و التروجيات للبضائع والسلع وما شاكل ذلك.

يلاحظ من خلال هذه الخمسمائة الفلم أن 72% من هذه الخمسمائة أن موضوعاتها الحب والجنس أفلام الأطفال التي يسخرونها لإفسادهم لا تتم عن طريق هذه المرأة في دراسة لهذه الأفلام تبين أن 29.9% تتناول موضوعات جنسية فيما يخص الأطفال 15% تدور حول الحب والشهوات إنهم يريدون من الفتاة ومن الشاب أن يتعلموا الوقاحة وقلة الأدب والألفاظ البذيئة من خلال هذه الأفلاك وممارسة الرذيلة عن طريق هذه الأفلام كذلك المغازلات والقبلات وما شاكل ذلك كل هذه تتعلم عن طريق الأفلام ليس أفلام الحب والغرام وليست التمثيليات والمسلسلات إنها أفلام الدعاية الإعلانية خصوصا من أوساط المراهقين فإنهم لا يأخذون مثل هذه الحركات ولانتشار شهواتهم إلا من خلال هذه الأفلام 90% أيها الإخوة من هذه الإعلانات تقدمها هذه النساء 98.6% من هذه الأفلام ومن هذه الإعلانات يشاهدها الأطفال.

 قال أحد الباحثين وقد اعتمد على تحليل 356 إعلانا تلفزيونيا في كثير من القنوات العربية بلغ إجمالي تكرار هذه الإعلانات على مدار تسع مرات في اليوم خلال تسعين يوم يعني تسع مرات في اليوم تكرر هذه الإعلانات التي تلقيها المرأة وتعرض من خلال هذه المرأة بمعنى 3.409 مرات استخدمت صورة المرأة في ثلاثمائة إعلان من بين 356 إعلان هذه هي تحرير المرأة ومساواة المرأة وتقدم المرأة ومواكبة المرأة للحرية 42 من هذه الإعلانات قدمتها المرأة وتقدم فيما لا يخصها إطارات السيارات ألبست الرجال جزمات الرجال فنائل الرجال إلى أخر ذلك لا تخص هذه المرأة ولكنها تعلن عن طريق هذه المرأة ما المقصود بل هنالك أشياء أحيانا قد تكون غاية في النكارة وفي غاية من التقزيز وفي غاية من الابتذال لهذه المرأة أن تعلن وتروج الأشياء مستقذرة للغاية واحد وخمسين من هذه الإعلانات الثلاثمائة وستة وخمسين التي ذكرناها تعتمد على حرية المرأة المثيرة لحركة جسمها التي تنم عن خبث لا تفعله إلا من تريد إثارة الشهوات وتريد إثارة الفاحشة واضحة ليس فيها أي لف أو دوران هذا هو المقصود من تحرير هذه المرأة وللأسف الشديد أن هؤلاء الذين ينادون لتحرير المرأة أنهم من أشد الناس محافظة على أعراضهم حتى المتعمقين من الشرعيين و الماركسيين كانوا ولا يزالون كثير منهم محافظين على نسائهم وعلى بناتهم ولكنهم يريدون من الآخرين أن يطبقوا تلك الشيوعية وأن يطبقوا تلك الإباحية حتى أن شخصا ما كان في ليلة ضيفا على شيوعي من عتاولة الشيوعيين في بلاد العرب فقال له: و هو يريد أن يجربه أريد هذه الليلة أن أبيت في بيتك بل في غرفة نومك بل مع زوجتك فقام وضربه ثم طرده .

يغار على عرضه ولكنه لا يغار على أعراض الآخرين هذا هو المقصود من تحرير المرأة وهذا هو المقصود من سن القوانين التي تستهدف المرأة بل وتستهدف أحيانا الأطفال ليس المقصود منها والمحافظة على المرأة وليس المقصود منها الإفساد.

 هذه المرأة تعالوا وأنا أطالب النزهاء من الباحثين و الناشطين في مثل هذه الجوانب الذين عندهم اعتدال أن يدخلوا إلى المؤسسات النسوية وأن يدخلوا إلى الجامعات المختلطة وأن يدخلوا إلى كثير من الأماكن التي تشترك فيها المرأة و أن يفعلوا الاستبيانات لحال قضية المرأة في مثل هذه المؤسسات لوجدوا أنها في غاية الامتهان الذي لا يرتضيه إنسان عنده ذوق وعنده أخلاق فضلا عن كونه عنده إسلام وإيمان اغتصاب أحيانا في بلاد المسلمين فضلا عن بلاد الغرب في حرم الجامعات زواج عرفي في حرم الجامعات إلى آخر ذلك معاكسات في الجامعات في مثل هذه الأماكن التي يجب أن تحترم وأن يكون لها حرمتها وأن يكون لها مكانتها هذا هو المراد من تحرير هذه المرأة وسن القوانين في هذا الجانب أنه في الحقيقة ليس مقصود هو خدمة هذه المرأة ولا أيضا أن تحصل على حقوقها المشروعة نحن جميعا مع حصول المرأة على حقوقها المشروعة في بعض القبائل في بعض القرى في بعض الأرياف في تحرم المرأة من حقوقها وتهضم من حقوقها تضرب وتهاب وتمتهن هذا أمر مرفوض شرعا إذا كانت المرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (( إن أبي زوجني بن أخيه ليرفع خسيسته فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمر إليها .

قالت: فإني أجزت ما صنع أبي أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء ))[3]

 لا يجوز أن يزوجها لمن لا ترغب فيه ولا يجوز أن يهضمها حقها ولا أن يجبرها على الزواج ولا على غير ذلك المرأة البكر تستأذن والثيب تستأمر لابد لأن المرأة تدخل في هذا المشروع عمر ليس مشروع يوم ولا يومين ولا أسبوع ولا أسبوعين.

 فالمرأة لها حقها ولها مكانتها استشارها النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من القضايا لكن هؤلاء الناس مستأجرين من أجل تشويه الإسلام من أجل إشاعة وإثارة المشاكل والفتن في المجتمعات المسلمة تعالوا وانظروا إلى بلاد الغرب ماذا عانت من مثل هذه القضايا إنها في غاية من التعلق وفي غاية من الاضطراب نتيجة ما يزعمون من حرية هذه المرأة .

أقول قول واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه ومن والاه                                  وبعد:

اليمن جزء من هذا العالم الذي يستنزفه الغرب يهودهم ونصاراهم يستهدفونه من خلال تمرير كثير من القوانين وسن كثير من القوانين التي تتصادم نصا و روحا مع دين الإسلام الذي به الأمة والمشكلة والمعضلة أيها الإخوة حينما تؤخذ المناهج من بلاد الغرب كما هي لا تطور ولا تنقيح ولا تذهب حينما يأتون بها إلى بلاد الإسلام بعجرها وبجرها ما ضبطوه كان قديما الناس بين قائل لكل ما جاء ورافض لكل ما جاء ذهب التوسط والعدل و العدل أننا نأخذ ما يصلح لنا ولمجتمعنا ويتوافق مع ديننا ونرفض ما سوى ذلك وإلا سنبقى في ذيل القائمة إذا لم نستفد مما عند الغرب مما يتوافق معنا ومع ديننا ومع قيمنا ومع أخلاقنا فإننا سوف نبقى متأخرين إن لم نأخذ بزمام التقدم والتطور في مجالات الحياة كلها من الغرب ولم تطور مثل هذه القضايا فسنبقى كذلك في الذيل.

حينما أخذت هذه الألفاظ والمعاني والمناهج بعجرها وبجرها أخذت الحرية بكل ما جاءت به من بلاد الغرب أخذت الديمقراطية بلك ما جاءت به من بلاد الغرب أخذت مساواة المرأة بكل ما أتيت له من الغرب.

ومن هنا تجد الفوضى في المجتمعات المسلمة الديمقراطية حينما جاءوا بها لم يشترطوا فيها أن يكون النائب عنده رجاحة عقل لم يشترطوا أن يكون عالما بدينه يشترطوا أن يرجع هذا المجلس إلى أهل الحل والعقد وإلى أهل العلم .

هل هذا القانون يتصادم مع ديننا أو لا يتصادم هل هذه الحرية تتوافق مع الإسلام أو لا تتوافق .

يأتي إنسان ويسب الذات الإلهية في نظر الغرب حرية يأتي إنسان يدوس المصحف حرية يأتي إنسان يزني حرية ما لم يكن غصبا .

كل شيء حرية فوضى ويأتي أناس لا يرجعون القضاء إلى كتاب الله عز وجل ولا إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا تسن القوانين وتشهر وتصير ملزمة بعد ذلك يستطيع هؤلاء المتغطرسون من المتجبرين أن يلزمونا بمثل هذه القوانين اليوم يدور في مجلس النواب ما يطلقون عليه بمنع الزواج المبكر .

هذا القانون أيضا هو قانون أتى إلينا من بلاد الغرب أتى مفصلا جاهزا ما عليكم إلا أن يصوتوا عليه هذه قضايا فقط شكلية و قضايا روتينية أن مشت وإما ما مشت ستمشي .

أقول : أيها الإخوة المقصود من الزواج المبكر هو أن تكون الفتاة صالحة للزواج وهذا الأمر ليس إلزاما أن تتزوج المرأة في سن مبكر .

 إنما إذا وصلت إلى حد لا تستطيع الزواج وتستطيع إدارة الأمور في شيء من حقوقها.

الغرب أيها الإخوة شريعته غير شريعتنا ونظامه غير نظامنا وطريقته غير طريقتنا ويدندنون حول أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بعائشة وعمرها ست سنين ودخل عليها وهي بنت تسع سنين أيش المانع من هذا؟

 ما المانع شرعا وحسا وعقلا من هذا ؟

في الشرع تتزوج المرأة يعقد عليها بالرجل المناسب لها حتى قبل أن تبلغ سن البلوغ لكنها إذا بلغت سن البلوغ لها الحرية أن تقول : أنا لا أرغب في هذا الرجل.

خلاص انتهى الأمر فسخ العقد لكن أقول ما المانع انظروا ما المراد من منع الزواج المبكر في بلاد الإسلام الزواج المبكر طبعا كما قلنا ليس إلزامي أن نلزم الآباء أن يلزموا البنات أن يتزوجن في سن مبكر ولكنه جائز بشرط ألا يدخل عليها إلا بعد البلوغ حينما تكون قادرة على ذلك حينما تكون مستطيعة في تدبير أمور البيت وما شاكل ذلك لم يمنع الشرع من أن حاكم البلد الأمة بكاملها البلد المعين أن يستدعي العلماء يستدعي الأطباء الباحثين الاجتماعين الخبراء النفسانيين لمؤتمر جامع لمعالجة هذه القضية والنظر في تداعياتها هل فعلا هنالك حالات تستحق أن يمنع فيها الزواج المبكر من خلال ما يقرره هؤلاء المجتمعون لا بأس يجوز للحاكم أن يمنع ويجوز للأمة أن تمنع لأن ثمة حالات وهي بلغت إلى حد تستحق النظر أن الزواج المبكر غير صالح في هذه المجتمعات إن كان صالحا في مجتمعات مضت غير صالح في مجتمعاتنا لكن المشكلة قانون أتى لا بد أن يوقع عليه ولا بد أن ينفذ ويمرر هنا المشكلة وليست المشكلة أن الأمة نظرت إلى هذه القضية فيها فعلا إشكالات وفيها مشاكل وفيها متاعب وفيها الفتاة غير قادرة على إدارة شئون البيت وغير قادرة على استيعاب معنى الزواج غير قادرة على التعامل غير قادرة على التعامل مع زوجها كثير من حالات الطلاق حصلت في مثل هذه القضايا هذه الأمور كلها مجتمعة تستدعي أن يدعي علماء الأمة والأطباء والمفكرون الباحثون والاجتماعيون والنفسانيون وما شاكل ذلك لتنظر الخروج برؤية واضحة .

لكن المرفوض أن تأتي هذه القرارات والقوانين من خارج البلاد ومن الذي ينظر فيه تنظر فيه ثلة غير مؤهلة للنظر .

أين الأطباء في مجلس النواب أين الباحثون النفسانيون أن المستشارون وأين العلماء  …إلخ  .

ليت هذا القانون كما قلت: أحيل إلى  مؤتمر للنظر  فيه و مدارسته لكن هذه القضايا لا شك أن هذا القانون سيكون من خلال بنوده توجد ثغرات قوية تستهدف هذه المرأة وهو عبارة عن مسلسل على كل حال أنظروا أيها الإخوة :

في بلاد الغرب الجنس يعلم للأبناء والبنات في التعليم الأساسي  بمعني أن الولد والفتاة ما يبلغ سن المراهقة البلوغ إلا ويعرف الأمور كلها بتفاصيلها ومن ثم فالحرية تستدعي لهذا الفتاة والولد أن يمارس ما يريد طالما هو التراضي وبالتالي فإن المقصود بالسن المبكر ألا تتزوج الفتاة قبل سن الثامنة عشر في بلاد الغرب الفتاة في سن الثانية عشر والثالثة عشر والرابعة عشرة البالغة تمارس حريتها الجنسية بكل حرية يعني بالحلال ممنوع بالحرام جائز هنا المشكلة أنه بالحرام جائز يعني تروح تزني تروح تصاحب تكون لها خمس أو ستة ممن يسمونه جائز هذا .

تستعمل هذه القضايا كلها جائز أما في الحلال يتزوج الشاب وعمره خمسة عشر سنة البنت عمرها خمسة عشر سنة أو عشرين سنة أو البنت عمرها ستة عشرة سنة هذا ممنوع لكن هيجوا الفتيات هيجوا الفتيات اجعلوا شهوتهم تتفجر أجعلوهم يرتكبون الحرام هذا جائز شرعا لا على الفتاة ضرر ولا على الولد ضرر أما إذا كان في الحلال فهذا أكبر ضرر هنا مربط الفرس هنا القضية .

إن المسألة هذه علينا جميعا ابتداء بالراعي الراعي الذي هو رأس في الدولة والراعي الذي هو في مجلس النواب القضية في رقابهم لا يمكن أن يبرؤوا بين يدي الله عز وجل حتى يعطوا هذه القضية إلى أهليها حتى يعطى القوس إلى باريه.

أنا لا أقول يتكلم فيها العلماء أبدا يتكلم بجري منها أهل العلم بجزء منها الأطباء بجزء منا المتخصصون بالبحث الاجتماعي بالطب النفساني إلى آخر ذلك يتكلم بها هؤلاء جميعا شريطة أن يكون هؤلاء محايدون  منصفون عندهم هم لأمتهم يقرر فيها ما يشاؤن ثم لهم الحق أن يمنعوا بعد ذلك الزواج المبكر والقضية ليس في منع الزواج المبكر فقط بل في منع إثارة الشهوات في منع الاختلاط غير المحتشم في منع ما يسبب المشاكل في المجتمع من هذا الذي يرتضي لابنته أن تذهب إلى الجامعة لتدرس ثم بعد ذلك يتبين له بعد خروجها من الجامعة أنها متزوجة زواجا عرفيا .

أو يرتضي أن يسمع أن ابنته اغتصبت في هذه الأماكن أو اختطفت في الشوارع لا أحد يرتضي أبدا ولكن القضية  قضية انبطاح أمام الغرب ورضوخ لما يريده الغرب القضية مرمية أيضا عند العلماء .

العلماء  يجب عليهم أن يبينوا يجب عليهم أن يكون لهم مؤتمر عاجل أن يصلوا إلى ولاة الأمر أن يبلغوهم  مخاطر  هذه القضية .

القضية أيضا في أيدينا نحن بأن هذا القضية يجب أن نعلم حقيقتها ونعلم أهدافها ونعلم مآربها إلى آخر ذلك.

أيضا على المرأة على الفتاة أن تعرف أنها مستهدفة لا أنهم يريدون تحريرها ولا يريدون مساواتها وإنما يريدون  كيف يستمتعون بجسدها فإذا استمتعوا بجسدها وانتهت نضارة وجها وحسمها رميت في الزبالة  قطع معها شهرا كاملا وهو يغازلها ويأتيها بالكلمات المعسولة يقولهم حسناء إلى آخر ذلك يعني القضية يأتي لها بالعبارات حتى يدفعها أو يوقعها انتهى الأمر بينه وبينها وكأن لم يعرفها وكأن لم يستمتع بها وذهبت تلك الوعود أدراج الرياح.

القضية أيها الإخوة تهمنا جميعا تهم المجتمع كله المجتمع كله في خطر .

نسأل الله عز وجل العافية .

الحمد لله رب العالمين.


[1]– مصنف ابن أبي شيبة 5/221

[2]– مسند الإمام أحمد 6/29

[3]– مسند إسحاق بن راهويه 3/747

المرأة ومكانتها في الإسلام

العناصر:

1-  تكريم الله عز وجل للإنسان 2- المرأة قبل الإسلام 3- أعداء الإسلام و المرأة 4- المرأة وتحريريها 5- التبعية للغرب .

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

 فإن الله جل وعلا قد كرم بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا كرم بين آدم ذكورا وإناثا ولكن البشر يحرفون ويغيرون ويبدلون قبل الإسلام الرجل هو المهيمن وهو المتسلط والمرأة في غاية من الهضم فيه سلعة من السلع بل هي من سقط المتاع وهي أمر بالنسبة لهم أعني قبل الإسلام كان أمر يتشاءم منه الرجال قال الله تعالى : ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ)) سورة النحل آية (58).

لأنه جاءت له أنثى يتوارى من القوم يفر منهم ويهرب لا يريد أن يقابلهم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب هكذا كانت نظرة الجاهلية للمرأة نظرة امتهان ونظرة ازدراء وتشاؤم و احتقار لأنهم أناس لا يؤمنون بالله عز وجل لا يتوكلون على الله عز وجل يخافون من أمر الرزق ومن أمر الإطعام وما علموا أن الله جل وعلا هو المطعم وهو الرزق سبحانه لدرجة أن الواحد منهم كان يقوى قلبه على أن يحفر حفرة لابنته ثم يلبسها أجمل الثياب ثم يأتي بها إلى هذه الحفرة ثم ينزلها في هذه الحفرة ويهيل عليها التراب حتى يواريها التراب .

 ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8) أَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9))) سورة التكوير الآيات (8-9).

 لماذا تقتل هذه الفتاة الصغيرة ولماذا تدفن ولماذا يوارى عليها أبوها التراب ؟

في هذا الحالة التي هي في غاية من القسوة كل هذا لأنهم لا يؤمنون بالله العظيم كل هذا لأنهم يؤمنون بأن الرزق من عند الله تعالى ولهذا جاء الإسلام ليكرم هذه المرأة أيما تكريم جاء ليعلي من شأنها ليعاملها كعضو في هذا المجتمع ليعاملها على أنها نصف المجتمع ليجعل لها مكانة في الحياة وما جاء ليمتهنها في حال من الأحوال وما شرع الله تعالى في القرآن الكريم ولا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم تشريعا يخص المرأة إلا وهو يصب في مصلحتها وفي خانة إعزازها وإكرامها وإعطائها المكانة اللائقة بها بنتا وأختا وزوجة وأما وعضوا في المجتمع فالمرأة ليس إلا هذه الأمور إما أن تكون أمة وأما أن تكون ابنة وأما أن تكون زوجة وإما أن تكون أختا وهلم جر في تشغل هذه الأماكن التي لها دور ولها مكانتها وأهميتها .

إن الإسلام جاء والمرأة كما ذكرنا تعامل هذه المعاملة القاسية لم تكن المرأة في الجاهلية ترث وكانت المرأة زوجة الأب الخالة يرثها أبناؤه أي واحد سبق إليها ويرمي على رأسها ثوبا تكون ملكا له يتحكم لها كيف يشأ فلا تتصرف في المال ولا تتزوج إلا برضى هذا الولد الذي رمي عليها هذا الثواب أو أي إنسان في الأسرة يرمي عليها هذا الثوب حتى أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن أنه لا سلطة لأحد على هذه المرأة بل إنها تقضي عدتها ثم تكون امرأة حرة قبل هذا ترث من هذا الزوج ومالها لها تتصرف به بالطريقة التي تراها شريطة أن يكون بها سفه ثم بعد ذلك تتزوج بالطريقة التي تراها شريطة أن يكون زواجا شرعيا فهذا أمر يرجع إليها فهذا أمر يرجع إليها لا يرجع إلى هؤلاء الذين كانوا يرثونها ولا الذين يتحكمون في حياتها ولا الذين يفعلون بها مثل هذه الأعمال .

كرم الإسلام هذه المرأة أيما تكريم وحث على تربيتها التربية الحسنة اللائقة بها لأنها عضو في المجتمع صلاحها صلاح للمجتمع وفسادها فساد للمجتمع أن صلاح هذه المرأة بنتا تتربى على الفضيلة وعلى الأخلاق وعلى الحياة وعلى كل خصلة تليق بهذه المرأة مكرمة ومعززة تجعلها لبنة صالحة في المجتمع وإن أي في فساد لهذه المرأة إنما هو فساد لأبنائها فساد لإخوانها فساد للمجتمع كله ولهذا اعتنى الإسلام بالمرأة عناية خاصة فقال صلى الله عليه وسلم :((من كان له ابنتان أو أختان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين يعني السبابة والوسطى ))[1]

وفي رواية: ((ما من عبد مسلم يكون له ثلاث بنات فانفق عليهن حتى يبن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار فقالت امرأة :يا رسول الله أو اثنتان قال أو اثنتان ))[2]

 يعني أن الإنسان إذا كانت له ابنته ورباها وأحسن تربيتها كانت له حجابا من النار بإذن الله عز وجل .

وقال سبحانه وتعالى :((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) سورة البقرة آية (228).

أي من المكانة من الإعزاز ومن التكريم إلى آخر ذلك.

 لهن مثل ما على الرجال إلا أن الله سبحانه وتعالى فضل الرجال على النساء بما ينفقون من أموالهم وبما لهم من القوامة لرجاحة عقولهم فالمرأة بأمس الحاجة إلى رجل بأمي الحاجة إلى من تحتمي به إلى رجل بأمس الحاجة إلى أن يكون لها رجل يحيطها برعايته ويحيطها بنصحه ولذلك فإن النساء في الغرب يفتقرن لهذا القضية وهن يناشدن وينادين ليلا ونهارا من أجل أن تكون المرأة قابعة في بيتها تربي أبناءها تنادي المرأة أن يكون لها رجل يحميها ويظلها بظله ولكنها تنادي في فلاة لا يسمعها أحد وإن سمعها أناس فإنهم لا يبالون بها إطلاقا .

 المرأة أيها الأخوة الكرام :

مكانتها في الإسلام عظيمة بعد أن كانت لا قيمة لها بل هي من سقط المتاع كما قلنا بل مما يورث ويتحكم بها الجاهليون تحكمهم بل كان الواحد منهم لا يستحي أن يرسل ابنته أو يرسل زوجته لأن تزني مع فلان من أجل أن يكتسب ذلك الحمل أخلاق هذا الرجل من الشجاعة إلى غير ذلك .

أما الإسلام فقد جاء من أجل صيانة الإنسان فمنع الزنا حتى لا تذهب الأنساب وحتى لا تذهب الأموال إلى غير مستحقيها وحتى لا تنسب إلى رجل ما ليس من نسله وما ليس من صلبه فمنع هذا وأقام الحدود حتى ينزجر الفاعل من الرجال والنساء لهذه الرذيلة ولهذه المعضلة بعد أن كانت المرأة تعاني لشتى أنواع الإهانة سواء كان في الناحية الجنسية أو غيرها .

أيها الإخوة الفضلاء :

إن أعداءنا نظروا إلى هذا العضو في المجتمع فرأوا مدى تأثيره ومدى فاعليته ولهذا فإنهم مركزي أنظارهم في بروتوكولاتهم يقولون :(( إذا استطعنا أن ننزع حجاب الفتاة المسلمة استطعنا أن نكسب وأن نحقق مكاسبنا في الشرق الأوسط))

 فركزوا غاية التركيز على هذه الشريحة في المجتمع ولهذا ظهرت من عقود مضت ما يطلقون عليه بحقوق المرأة ومساواة المرأة و تحرير المرأة وحفظ حقوق المرأة إلى غير هذه الدعاوى التي تظهر كل آن بشكل وبلون كل هذا تحقيق لمأرب اليهود وتحقيقا لمأرب الغرب ولو نظر المسلمون نظرة تفحص ونظرة دراسة متأنية لحال المرأة في بلاد الغرب ولو جدنا أنها في غاية الامتهان ولو جدوا أن المرأة نافرة من الوضع الذي هي فيه مما تعانيه من القسوة والوحشية وتكليفها بالأعمال التي لا تطيقها وتكليفها بالنفقة على المناصفة مع الرجل في جميع شؤون الحياة و تكبيدها الديون من هنا وهناك والتي لا تستطيع أن تنفك منها .

والأزمة العالمية والاقتصادية الحالية جزء منها كبير متعلق بهذه المرأة وبطلباتها بالديون التي تتكبدها سواء كان ذلك من خلال أدوات البيت أو السيارة أو ما تريد أن تقتنيه من المقتنيات كل ذلك جزء منه على أعباء هذه المرأة التي صارت لا تستطيع أن تدفع تلك الديون التي علقت برقبتها الإسلام كفل للمرأة النفقة فهي ليست مكلفة بها بل الرجل هو المكلف بها لحسن صياغته ولحسن تدبيره ولرجاحة عقله إلى آخر ذلك.

ولم يكلف الإسلام المرأة بالعمل إلا في أضيق الظروف نعم لها أن تعمل في المجالات التي تجنيها وتقتنيها شريطة المحافظة على كرامتها وعلى أنوثتها وسواء كان ذلك بالاتفاق مع أبيها أو مع زوجها أو حتى إن لم يكن لها زوج ولم تجد من يعولها فلها أن تعمل في المجالات التي تحسنها وتتقنها شريطة المحافظة على دينها وعلى سلوكها وعلى أخلاقها لا كما يريد الغرب أن الأمر كما ذكرنا في الخطبة الماضية أن أمريكا ترى أن أي قضية هي في صالحها ومن نمط سلوكياتها وأخلاقها يجب أن تعم على جميع البلاد الإسلامية وغير الإسلامية لأن ذلك يحقق مأربها ولا يخدم مصالحها إنهم يقولون لا تطوير إلا بتحرير المرأة ولا ديمقراطية إلا بالتنمية ولا تنمية إلا بتحرير المرأة انظروا كيف يربطون القضايا بالمرأة وكأن هذه القضايا لا يمكن أن تحقق إلا بالمرأة .

نعم لا تتحقق بنظرتهم وبما يريدونه إلا بالمرأة لا تنمية إلا بالمرأة نعم لأنه لا زنا إلا بالمرأة ولا فحش بالديمقراطية إلا بالمرأة ولا اغتصاب وهجوم على البيوت واختطاف للنساء إلا بالمرأة إلا بالديمقراطية وهلم جر.

 فهي قضايا التي ينادون لها ويسعون لها ليلا ونهارا فالقضية ليست من أجل سواد أعيننا ولا يقلقهم وضعنا ولا تهمهم حياتنا أكثر مما يهمهم كيف ينشرون الفساد والأخلاقي في بلاد المسلمين بين الشباب والشابات بين الذكور و الإناث حتى لهم بعد أن يأتوا إلى بلاد الإسلام من أجل أن يتمتعوا بفتيات المسلمين كل هذه إلزامات يلزمون المسلمين بهذه القوانين وبهذه الأنظمة وبتلك اللوائح حتى تسير الأمور وفق مرادهم وكما يخططون لها لو أخذنا أيها الإخوة مثل هذه القضايا التي ينادي لها أنهم يريدون الأمور تسير بتدرج لا يريدونها دفعة واحدة فهم موقنون أن المسلمين لو طلب منهم أن ينفذوا مآربهم دفعة واحدة لرفضت دفعة واحدة ولكنهم يأتون بها على سبيل التدرج فيبتدئون مع هذه المرأة بكشف وجهها فقط فإذا كشفت وجهها أعطوها مهلة ثم بعد ذلك غيروا من جلبابها وشكلوه حتى يصير هذا الجلباب هو أقرب ما يكون إلى لباس المرأة بحث تظهر تقاسم بدنها وتصير بهذا الحجاب المزعوم تصير كاسية عارية كما يلاحظ من له أعين ينقد بها ويلاحظ كثير من حجابات الفتيات المسلمات في بلاد الإسلام يلاحظ كيف كان وإلى أين صار صارت المرأة تخرج بما يسمى بحجابها وهي منتقبة ولكن هذا الحجاب مضغوط على بدنها تقاسيم بدنها واضحة ظاهرة وهذا ماذا يصنع في الأعين وما يصنع في قلوب الشباب يصنع بها أشياء كثيرة تكشف وجهها وبعد ذلك تغير من شكل حجابها ثم تنزع الحجاب ثم بعد ذلك تبدأ بالموضات والموديلات المتنوعة التي تظهر من خلالها عارية الجسد تنهشها بعد ذلك هذه الذئاب.

 إنهم يلمعون لهذه القضايا بأنها من التقدم وبأنها من التطور وبأنها من الحضارة ومواكبة التقدم في العالم أن تخرج المرأة بهذه الطريقة التي تحلوا لليهود والصليبين على حد سواء لو جئنا إلى إحصائية أجريت على بعض الأفلام أيها الإخوة التي تعرض الدعايات في القنوات العربية وهذه الإحصائيات ما أجريت على الآلاف من الأفلام ولكنها أجريت على شريحة بسيطة على خمسمائة فلم فقط أجريت عليها أفلام التي ممن خلالها الإعلانات و التروجيات للبضائع والسلع وما شاكل ذلك.

يلاحظ من خلال هذه الخمسمائة الفلم أن 72% من هذه الخمسمائة أن موضوعاتها الحب والجنس أفلام الأطفال التي يسخرونها لإفسادهم لا تتم عن طريق هذه المرأة في دراسة لهذه الأفلام تبين أن 29.9% تتناول موضوعات جنسية فيما يخص الأطفال 15% تدور حول الحب والشهوات إنهم يريدون من الفتاة ومن الشاب أن يتعلموا الوقاحة وقلة الأدب والألفاظ البذيئة من خلال هذه الأفلاك وممارسة الرذيلة عن طريق هذه الأفلام كذلك المغازلات والقبلات وما شاكل ذلك كل هذه تتعلم عن طريق الأفلام ليس أفلام الحب والغرام وليست التمثيليات والمسلسلات إنها أفلام الدعاية الإعلانية خصوصا من أوساط المراهقين فإنهم لا يأخذون مثل هذه الحركات ولانتشار شهواتهم إلا من خلال هذه الأفلام 90% أيها الإخوة من هذه الإعلانات تقدمها هذه النساء 98.6% من هذه الأفلام ومن هذه الإعلانات يشاهدها الأطفال.

 قال أحد الباحثين وقد اعتمد على تحليل 356 إعلانا تلفزيونيا في كثير من القنوات العربية بلغ إجمالي تكرار هذه الإعلانات على مدار تسع مرات في اليوم خلال تسعين يوم يعني تسع مرات في اليوم تكرر هذه الإعلانات التي تلقيها المرأة وتعرض من خلال هذه المرأة بمعنى 3.409 مرات استخدمت صورة المرأة في ثلاثمائة إعلان من بين 356 إعلان هذه هي تحرير المرأة ومساواة المرأة وتقدم المرأة ومواكبة المرأة للحرية 42 من هذه الإعلانات قدمتها المرأة وتقدم فيما لا يخصها إطارات السيارات ألبست الرجال جزمات الرجال فنائل الرجال إلى أخر ذلك لا تخص هذه المرأة ولكنها تعلن عن طريق هذه المرأة ما المقصود بل هنالك أشياء أحيانا قد تكون غاية في النكارة وفي غاية من التقزيز وفي غاية من الابتذال لهذه المرأة أن تعلن وتروج الأشياء مستقذرة للغاية واحد وخمسين من هذه الإعلانات الثلاثمائة وستة وخمسين التي ذكرناها تعتمد على حرية المرأة المثيرة لحركة جسمها التي تنم عن خبث لا تفعله إلا من تريد إثارة الشهوات وتريد إثارة الفاحشة واضحة ليس فيها أي لف أو دوران هذا هو المقصود من تحرير هذه المرأة وللأسف الشديد أن هؤلاء الذين ينادون لتحرير المرأة أنهم من أشد الناس محافظة على أعراضهم حتى المتعمقين من الشرعيين و الماركسيين كانوا ولا يزالون كثير منهم محافظين على نسائهم وعلى بناتهم ولكنهم يريدون من الآخرين أن يطبقوا تلك الشيوعية وأن يطبقوا تلك الإباحية حتى أن شخصا ما كان في ليلة ضيفا على شيوعي من عتاولة الشيوعيين في بلاد العرب فقال له: و هو يريد أن يجربه أريد هذه الليلة أن أبيت في بيتك بل في غرفة نومك بل مع زوجتك فقام وضربه ثم طرده .

يغار على عرضه ولكنه لا يغار على أعراض الآخرين هذا هو المقصود من تحرير المرأة وهذا هو المقصود من سن القوانين التي تستهدف المرأة بل وتستهدف أحيانا الأطفال ليس المقصود منها والمحافظة على المرأة وليس المقصود منها الإفساد.

 هذه المرأة تعالوا وأنا أطالب النزهاء من الباحثين و الناشطين في مثل هذه الجوانب الذين عندهم اعتدال أن يدخلوا إلى المؤسسات النسوية وأن يدخلوا إلى الجامعات المختلطة وأن يدخلوا إلى كثير من الأماكن التي تشترك فيها المرأة و أن يفعلوا الاستبيانات لحال قضية المرأة في مثل هذه المؤسسات لوجدوا أنها في غاية الامتهان الذي لا يرتضيه إنسان عنده ذوق وعنده أخلاق فضلا عن كونه عنده إسلام وإيمان اغتصاب أحيانا في بلاد المسلمين فضلا عن بلاد الغرب في حرم الجامعات زواج عرفي في حرم الجامعات إلى آخر ذلك معاكسات في الجامعات في مثل هذه الأماكن التي يجب أن تحترم وأن يكون لها حرمتها وأن يكون لها مكانتها هذا هو المراد من تحرير هذه المرأة وسن القوانين في هذا الجانب أنه في الحقيقة ليس مقصود هو خدمة هذه المرأة ولا أيضا أن تحصل على حقوقها المشروعة نحن جميعا مع حصول المرأة على حقوقها المشروعة في بعض القبائل في بعض القرى في بعض الأرياف في تحرم المرأة من حقوقها وتهضم من حقوقها تضرب وتهاب وتمتهن هذا أمر مرفوض شرعا إذا كانت المرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (( إن أبي زوجني بن أخيه ليرفع خسيسته فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمر إليها .

قالت: فإني أجزت ما صنع أبي أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء ))[3]

 لا يجوز أن يزوجها لمن لا ترغب فيه ولا يجوز أن يهضمها حقها ولا أن يجبرها على الزواج ولا على غير ذلك المرأة البكر تستأذن والثيب تستأمر لابد لأن المرأة تدخل في هذا المشروع عمر ليس مشروع يوم ولا يومين ولا أسبوع ولا أسبوعين.

 فالمرأة لها حقها ولها مكانتها استشارها النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من القضايا لكن هؤلاء الناس مستأجرين من أجل تشويه الإسلام من أجل إشاعة وإثارة المشاكل والفتن في المجتمعات المسلمة تعالوا وانظروا إلى بلاد الغرب ماذا عانت من مثل هذه القضايا إنها في غاية من التعلق وفي غاية من الاضطراب نتيجة ما يزعمون من حرية هذه المرأة .

أقول قول واستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه ومن والاه                                  وبعد:

اليمن جزء من هذا العالم الذي يستنزفه الغرب يهودهم ونصاراهم يستهدفونه من خلال تمرير كثير من القوانين وسن كثير من القوانين التي تتصادم نصا و روحا مع دين الإسلام الذي به الأمة والمشكلة والمعضلة أيها الإخوة حينما تؤخذ المناهج من بلاد الغرب كما هي لا تطور ولا تنقيح ولا تذهب حينما يأتون بها إلى بلاد الإسلام بعجرها وبجرها ما ضبطوه كان قديما الناس بين قائل لكل ما جاء ورافض لكل ما جاء ذهب التوسط والعدل و العدل أننا نأخذ ما يصلح لنا ولمجتمعنا ويتوافق مع ديننا ونرفض ما سوى ذلك وإلا سنبقى في ذيل القائمة إذا لم نستفد مما عند الغرب مما يتوافق معنا ومع ديننا ومع قيمنا ومع أخلاقنا فإننا سوف نبقى متأخرين إن لم نأخذ بزمام التقدم والتطور في مجالات الحياة كلها من الغرب ولم تطور مثل هذه القضايا فسنبقى كذلك في الذيل.

حينما أخذت هذه الألفاظ والمعاني والمناهج بعجرها وبجرها أخذت الحرية بكل ما جاءت به من بلاد الغرب أخذت الديمقراطية بلك ما جاءت به من بلاد الغرب أخذت مساواة المرأة بكل ما أتيت له من الغرب.

ومن هنا تجد الفوضى في المجتمعات المسلمة الديمقراطية حينما جاءوا بها لم يشترطوا فيها أن يكون النائب عنده رجاحة عقل لم يشترطوا أن يكون عالما بدينه يشترطوا أن يرجع هذا المجلس إلى أهل الحل والعقد وإلى أهل العلم .

هل هذا القانون يتصادم مع ديننا أو لا يتصادم هل هذه الحرية تتوافق مع الإسلام أو لا تتوافق .

يأتي إنسان ويسب الذات الإلهية في نظر الغرب حرية يأتي إنسان يدوس المصحف حرية يأتي إنسان يزني حرية ما لم يكن غصبا .

كل شيء حرية فوضى ويأتي أناس لا يرجعون القضاء إلى كتاب الله عز وجل ولا إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا تسن القوانين وتشهر وتصير ملزمة بعد ذلك يستطيع هؤلاء المتغطرسون من المتجبرين أن يلزمونا بمثل هذه القوانين اليوم يدور في مجلس النواب ما يطلقون عليه بمنع الزواج المبكر .

هذا القانون أيضا هو قانون أتى إلينا من بلاد الغرب أتى مفصلا جاهزا ما عليكم إلا أن يصوتوا عليه هذه قضايا فقط شكلية و قضايا روتينية أن مشت وإما ما مشت ستمشي .

أقول : أيها الإخوة المقصود من الزواج المبكر هو أن تكون الفتاة صالحة للزواج وهذا الأمر ليس إلزاما أن تتزوج المرأة في سن مبكر .

 إنما إذا وصلت إلى حد لا تستطيع الزواج وتستطيع إدارة الأمور في شيء من حقوقها.

الغرب أيها الإخوة شريعته غير شريعتنا ونظامه غير نظامنا وطريقته غير طريقتنا ويدندنون حول أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بعائشة وعمرها ست سنين ودخل عليها وهي بنت تسع سنين أيش المانع من هذا؟

 ما المانع شرعا وحسا وعقلا من هذا ؟

في الشرع تتزوج المرأة يعقد عليها بالرجل المناسب لها حتى قبل أن تبلغ سن البلوغ لكنها إذا بلغت سن البلوغ لها الحرية أن تقول : أنا لا أرغب في هذا الرجل.

خلاص انتهى الأمر فسخ العقد لكن أقول ما المانع انظروا ما المراد من منع الزواج المبكر في بلاد الإسلام الزواج المبكر طبعا كما قلنا ليس إلزامي أن نلزم الآباء أن يلزموا البنات أن يتزوجن في سن مبكر ولكنه جائز بشرط ألا يدخل عليها إلا بعد البلوغ حينما تكون قادرة على ذلك حينما تكون مستطيعة في تدبير أمور البيت وما شاكل ذلك لم يمنع الشرع من أن حاكم البلد الأمة بكاملها البلد المعين أن يستدعي العلماء يستدعي الأطباء الباحثين الاجتماعين الخبراء النفسانيين لمؤتمر جامع لمعالجة هذه القضية والنظر في تداعياتها هل فعلا هنالك حالات تستحق أن يمنع فيها الزواج المبكر من خلال ما يقرره هؤلاء المجتمعون لا بأس يجوز للحاكم أن يمنع ويجوز للأمة أن تمنع لأن ثمة حالات وهي بلغت إلى حد تستحق النظر أن الزواج المبكر غير صالح في هذه المجتمعات إن كان صالحا في مجتمعات مضت غير صالح في مجتمعاتنا لكن المشكلة قانون أتى لا بد أن يوقع عليه ولا بد أن ينفذ ويمرر هنا المشكلة وليست المشكلة أن الأمة نظرت إلى هذه القضية فيها فعلا إشكالات وفيها مشاكل وفيها متاعب وفيها الفتاة غير قادرة على إدارة شئون البيت وغير قادرة على استيعاب معنى الزواج غير قادرة على التعامل غير قادرة على التعامل مع زوجها كثير من حالات الطلاق حصلت في مثل هذه القضايا هذه الأمور كلها مجتمعة تستدعي أن يدعي علماء الأمة والأطباء والمفكرون الباحثون والاجتماعيون والنفسانيون وما شاكل ذلك لتنظر الخروج برؤية واضحة .

لكن المرفوض أن تأتي هذه القرارات والقوانين من خارج البلاد ومن الذي ينظر فيه تنظر فيه ثلة غير مؤهلة للنظر .

أين الأطباء في مجلس النواب أين الباحثون النفسانيون أن المستشارون وأين العلماء  …إلخ  .

ليت هذا القانون كما قلت: أحيل إلى  مؤتمر للنظر  فيه و مدارسته لكن هذه القضايا لا شك أن هذا القانون سيكون من خلال بنوده توجد ثغرات قوية تستهدف هذه المرأة وهو عبارة عن مسلسل على كل حال أنظروا أيها الإخوة :

في بلاد الغرب الجنس يعلم للأبناء والبنات في التعليم الأساسي  بمعني أن الولد والفتاة ما يبلغ سن المراهقة البلوغ إلا ويعرف الأمور كلها بتفاصيلها ومن ثم فالحرية تستدعي لهذا الفتاة والولد أن يمارس ما يريد طالما هو التراضي وبالتالي فإن المقصود بالسن المبكر ألا تتزوج الفتاة قبل سن الثامنة عشر في بلاد الغرب الفتاة في سن الثانية عشر والثالثة عشر والرابعة عشرة البالغة تمارس حريتها الجنسية بكل حرية يعني بالحلال ممنوع بالحرام جائز هنا المشكلة أنه بالحرام جائز يعني تروح تزني تروح تصاحب تكون لها خمس أو ستة ممن يسمونه جائز هذا .

تستعمل هذه القضايا كلها جائز أما في الحلال يتزوج الشاب وعمره خمسة عشر سنة البنت عمرها خمسة عشر سنة أو عشرين سنة أو البنت عمرها ستة عشرة سنة هذا ممنوع لكن هيجوا الفتيات هيجوا الفتيات اجعلوا شهوتهم تتفجر أجعلوهم يرتكبون الحرام هذا جائز شرعا لا على الفتاة ضرر ولا على الولد ضرر أما إذا كان في الحلال فهذا أكبر ضرر هنا مربط الفرس هنا القضية .

إن المسألة هذه علينا جميعا ابتداء بالراعي الراعي الذي هو رأس في الدولة والراعي الذي هو في مجلس النواب القضية في رقابهم لا يمكن أن يبرؤوا بين يدي الله عز وجل حتى يعطوا هذه القضية إلى أهليها حتى يعطى القوس إلى باريه.

أنا لا أقول يتكلم فيها العلماء أبدا يتكلم بجري منها أهل العلم بجزء منها الأطباء بجزء منا المتخصصون بالبحث الاجتماعي بالطب النفساني إلى آخر ذلك يتكلم بها هؤلاء جميعا شريطة أن يكون هؤلاء محايدون  منصفون عندهم هم لأمتهم يقرر فيها ما يشاؤن ثم لهم الحق أن يمنعوا بعد ذلك الزواج المبكر والقضية ليس في منع الزواج المبكر فقط بل في منع إثارة الشهوات في منع الاختلاط غير المحتشم في منع ما يسبب المشاكل في المجتمع من هذا الذي يرتضي لابنته أن تذهب إلى الجامعة لتدرس ثم بعد ذلك يتبين له بعد خروجها من الجامعة أنها متزوجة زواجا عرفيا .

أو يرتضي أن يسمع أن ابنته اغتصبت في هذه الأماكن أو اختطفت في الشوارع لا أحد يرتضي أبدا ولكن القضية  قضية انبطاح أمام الغرب ورضوخ لما يريده الغرب القضية مرمية أيضا عند العلماء .

العلماء  يجب عليهم أن يبينوا يجب عليهم أن يكون لهم مؤتمر عاجل أن يصلوا إلى ولاة الأمر أن يبلغوهم  مخاطر  هذه القضية .

القضية أيضا في أيدينا نحن بأن هذا القضية يجب أن نعلم حقيقتها ونعلم أهدافها ونعلم مآربها إلى آخر ذلك.

أيضا على المرأة على الفتاة أن تعرف أنها مستهدفة لا أنهم يريدون تحريرها ولا يريدون مساواتها وإنما يريدون  كيف يستمتعون بجسدها فإذا استمتعوا بجسدها وانتهت نضارة وجها وحسمها رميت في الزبالة  قطع معها شهرا كاملا وهو يغازلها ويأتيها بالكلمات المعسولة يقولهم حسناء إلى آخر ذلك يعني القضية يأتي لها بالعبارات حتى يدفعها أو يوقعها انتهى الأمر بينه وبينها وكأن لم يعرفها وكأن لم يستمتع بها وذهبت تلك الوعود أدراج الرياح.

القضية أيها الإخوة تهمنا جميعا تهم المجتمع كله المجتمع كله في خطر .

نسأل الله عز وجل العافية .

الحمد لله رب العالمين.

 

 



[1]– مصنف ابن أبي شيبة 5/221

[2]– مسند الإمام أحمد 6/29

[3]– مسند إسحاق بن راهويه 3/747

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق