تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

المستقبل لهذا الدين(2)

إن الله تعالى كتب إن هذا الدين لا يمكن أن يقوم إلا بالأشلاء والدماء ولو شاء الله تعالى لأمن الناس كلهم جميعا ولكنها سنة الله تعالى تريد أن تمضي وتريد أناسا يحملون هذه الدين وأن يكون هنالك من يناصر هؤلاء الذين يحملون هذا الدين…

خطبة بعنوان :(المستقبل لهذا الدين.2.)

العناصر:

1-   البشارة لهذا الدين.

2- حرمة اليأس والقنوط.

3- أحاديث مبشرة.

4- النبي نموذج.

5- نشاط المنصرين.

6- حفظ الله لهذا الدين .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

 ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحدثنا أن هذا الدين لا يمكن أن ينمحي من على ظهر الأرض وأن هذه الأمة لا يمكن أن تفنى أبدا الآيات والأحاديث تنبئنا بأن المستقبل سيكون لهذا الدين .

هذا الدين الذي يتكالب عليه الأعداء من كل حدب وصوب .

هذه الكلمة التي تتردد على ألسنة كثير من العلماء والدعاة والمصلحين أن المستقبل لهذا الدين في مثل الأوضاع التي يعيشها المسلم حيث يرى تكالب الأعداء من كل حدب وصوب للقضاء على هذا الدين وعلى هذه الأمة تلك الأموال التي ترصد من أجل التخطيط لأضعاف عقائد المسلمين وتشويها من أجل تبديل وتحويل أخلاقيات المسلم من أجل تفكيك الأسرة المسلمة تلك الأموال الهائلة التي ترصد وتلك الخطط التي تظهر وتفضح إنها تزرع في قلوب كثير من الناس اليأس ولعل بعض الناس إذا سمع مثل هذا الكلام قال: أي بشارة هذه التي تبشرون بها وهاهم الأعداء  وهذا القدس الشريف مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين سقط في أيدي أعداء الله عز وجل .

لعل البعض يقول أي بشارة تبشروننا بها وهذه أعراض المسلمين تنتهك في كل مكان لعل سائل يقول : أي بشارة تبشروننا بها وهذه أمتنا منقسمة على نفسها بل بعضها يتألب مع أعداء الله تعالى على المسلمين لكن هذا نشأ إما عن جهل وإما عن ضعف إيمان وإما عن انعدام التوكل على الله عز وجل وعدم العلم بالأسباب .

كنا ذكرنا في جمعة مضت أنه صلى الله عليه وسلم في منى سمع صوت رجال في الليل فمال هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى هذا الصوت للدعوة إلى الله عز وجل لم يكن همه صلى الله عليه وسلم إلا أن يدعو هؤلاء الرجال إلى الله لعلهم يسلمون.

فدعاهم وتحدث معهم وتحدثوا معه أقنعهم وشاء الله عز وجل أن يسلم هؤلاء الستة النفر لم يكن في حسبانه صلى الله عليه وسلم ولا في خلد أبي بكر الصديق رضي الله أن هؤلاء الستة من شباب الأنصار ما كان في خلده صلى الله عليه وسلم أنها نقطة تحول في تاريخ الإسلام لم يكن يتخيل صلى الله عليه وسلم ذلك .

إن شخصا واحدا يمكن أن يغير مجريات التاريخ على ظهر الأرض كلها إذا وافق ذلك سنة الله تعالى يمكن هذا ما كان يظن صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة الظلماء في أحلك ساعات الظلام وشبان قريش قد سلوا سيوفهم حول بيته صلى الله عليه وسلم ليقتلوه وليضربوه ضربة رجل واحد ما كان يظن صلى الله عليه وسلم أن ينبلج نور الفجر نور مجي الإسلام من شدة ظلام تلك الساعة .

إن الله تعالى إذا شاءت قدرته سبحانه وتعالى أظهر للناس أمورا خارقة مبهرة إن هذا الكلام لو تحدث متحدث في وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تحدث بين الناس لضحكوا عليه .

إنه صلى الله عليه وسلم يوم أن أتى يدعوا إلى الله إلى هذا الدين المبارك الذي نعتنقه وندين الله عز وجل به ونتعبد الله عز وجل به وما في أنفسنا مثقال ذرة شك في مصداقيته صلى الله عليه وسلم ولا في مصداقية هذا الدين لقد أتى صلى الله عليه وسلم بأمر ما كان في خلد الناس وما كان الناس يعتقدون مثل ذلك المعتقد لقد و قف في وجهه صلى الله عليه وسلم أعتى القوات بل لقد وقفت الأرض كلها في وجه صلى الله عليه وسلم ولم يكن معه سوى بعض نفر يعدون بالأصابع ليس في أيديهم من السلاح إلا القليل ومع هذا كانوا في غاية الاضطهاد من الإذلال في غاية من الامتهان كانوا ضعفاء الناس هم الذي كانوا يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم لقد وقف رجل واحد في وجه الأرض كلها ومن معه من اتبعه في صد وفي جلد دون مهاودة دون مواربة ثبات على دين الله عز وجل ثبات على الحصار ثبات على الجوع ثبات وهم يعذبون في الله عز وجل ألوان وأصناف العذاب الذي يلاقونه ومع هذا كانوا في ثبات لو أنه في ذلك الوقت يقال: إن المستقبل لهذا الدين يضحك عليهم لكنه صلى الله عليه وسلم كان من أخلاقه أن يعجبه التفاؤل كان يعجبه الفأل الحسن كان يتفاءل بنصر الله عز وجل في أحلك الظروف وفي أشد الساعات كان يتفاءل بالنصر صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق والأعداء لا يبعدون عنه إلا أمتارا وهم يحفرون الخندق تعترضهم صخرة فلا يستطيعون كسرها فيأتون إليه صلى الله عليه وسلم يقولون له إنك قد رسمت وما نحب أن نحيد عنه فقد اعترضتنا صخرة ما استطعنا لها لقد كسرت ما في أيدينا من الحديد فينزل صلى الله عليه وسلم بنفسه ورفع المعول بيده الشريفة ثم يضربه الضربة الأولى فيخرج منها لمعان أضاءت له الدنيا فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ويضرب الثانية والثالثة حتى فتتها الله عز وجل فقالوا: لماذا كنت تكبر يا رسول الله قال حين ضربة الضربة الأولى رأيتم ذلكم اللمعان الذي خرج منه لقد أضاء الله تعالى لي قصور كسرى وفارس و ليفتحنها الله عز وجل ويقول أيضا في الضربة الثانية : رأيت فيها قصور صنعاء والله ليفتحنها الله عليكم وفي الضربة الثالثة قال :لقد رأيت قصور الحيرة وسيفتحها الله عز وجل.

 بل حين أتاه سراقة بن مالك يريد أن يفتك به وقد ذكرنا هذا في خطبة مضت أنه قال له سراقة : كيف بل وقد ألبست سواري كسرى.

 فقال: وسألبسها؟

 قال: نعم وعاد الرجل وفي خلافة عمر رضي الله عنه ألبس سواري كسرى مصدقا لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم فانظروا كيف كان يتفاءل في أحلك الظروف وهو يتفاءل بنصر الله عز وجل ما كان عنده يأس وما كان اليأس يتسلل إلى قلوب أتباعه أبدا إن اليأس إذا سلك إلى قلوب بعض أبناء هذه الأمة والله لو أريقت الدماء حتى غيرت مياه البحار والمحيطات فو الله الذي لا إله إلا هو لا يمكن أن تنمحي عن ظهر الأرض إن ذلك مصداقه في قول صلى الله عليه وسلم ((يقول لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يبالون من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله عز و جل ))[1]

حتى تقوم الساعة وهم على ذلك ستبقى هذه الأمة وسيبقى هذا الدين وسينتصر هذا الدين لكن إنها سنن الله عز وجل سنن الله تعالى التي لا تتعثر ولا تتبدل قال الله تعالى ((فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً )) سورة فاطر آية (43).

إننا قد نرى أمتنا وهي في هذه المرحلة من الضعف قد نرى أمتنا وهي في هذه الحالة من الانقسام قد نرى أمتنا وهي يعادي بعضها بعضا ويخالف بعضها البعض بل كلهم يخالفون الأعداء من أجل أن ينتصروا على جزء من هذه الأمة قد نرى هذا كله ولكن يضاف إلى هذا أيضا ضعف من يمكن أن يقف بجوارنا لكن مع هذا كله مجتمعا فإن النصر يمكن أن يأتي في لحظة إذا أتت مشيئة الله عز وجل وجاءت أقدار الله عز وجل يمكن أن يأتي النصر في وقت الأمة في غاية من الاستضعاف وإن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أكثر من أن تعد أو تحصر إنها تبشرنا بالنصر: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً )) سورة الفتح آية (28).

وقال تعالى :((إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ )) سورة آل عمران آية (160).

وقال تعالى :((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) سورة الحج آية (40).

والآيات متكاثرة في هذا الجانب .

والأحاديث كذلك منها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى سيتم هذا الأمر كما في الحديث :((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر))[2]

 إن بابا الفاتيكان يخطب في المنصرين وفي أتباعه فيقول لهم: (( هبوا و أسرعوا ولا تتوانوا في إيقاف زحف الإسلام في أوربا ))

إن تحركنا بسيطا من أبناء هذه الأمة للدعوة الله عز وجل في بريطانيا وفي فرنسا وفي روما وفي السويد وفي هولندا وفي غيرها من البلاد أقض مضاجع الصلبين الحاقدين على دين الله عز وجل .

أفراد وأعمال شخصية ليس فيها إنفاق كثير إنما هي مجرد دعوة ليس فيها وعود وليس فيها بذل أموال فكيف إذا بذلنا أموالا طائلة من أجل نشر دين الله عز وجل أخبروني من هي هذه الدولة من بلاد الإسلام التي تتبني الدعوة في أمريكا أو في أحدي الأمريكيين أوفي أوربا أو في الصين أو في روسيا لا يوجد مع أن الأعداء في وقت ينفقون الأموال الطائلة ويرصدون المليارات من الدولارات كم من القنوات وكم من الأناجيل ففي أشهر مضت وزعت آلاف من الأناجيل في منطقة البرح وتوزع في هذه المنطقة أيضا في هذه المدينة في عقر دورنا توزع الأناجيل وتوزع الصلبان وتباع الصلبان بأبخس الأثمان على أنها أساور للبنات والأطفال .

والله لقد وقعت في يدي أسورة بعشرين ريالا فيها أكثر من أربعة صلبان وقد حاولت إيصالها مكتب الرئاسة الله أعلم وصلت أم لم تصل .

المهم هذا أمر نحن نلمسه بأيدينا أشرطة مسجلة وبالفيديو توزع على أبنائنا الطلبة في بعض المعاهد التي تعلم اللغة الإنجليزية أفلام عن الصليب وعن التنصير هكذا يهدمون  عقائدنا ويسلبون عقائد أبنائنا بإنفاقهم لتلك الأموال في وقت نحن في غاية من الغفلة ولو حدثت بعض المثقفين لقالوا : هذه حرية أي حرية هذه ؟

الحرية في الإسلام حرية مقيدة ليس حرية مطلقة في بلاد الإسلام يسب الله عز وجل!!!.

 فيقولون: حرية يرتد المسلم !!!

فيقولون: حرية ويسب العلم .العلم تلك الخرقة التي تضعها الدول يحرم سبها أو من داسها ويعتبرونها خيانة عظمى يستحق صاحبها أن يشنق أو يقتل أما الدين فلا مدافع عنه أما الله فلا منافح عنه أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلا نصير له إلا من قذف الله تعالى في قلبه الإيمان هكذا أيها الإخوة لكن هذه الأموال الطائلة التي تنفق ولا تهلنكم لا تخيفنكم .

إن الأموال قد ذكر الله عز وجل في كتابه فقال:((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)) سورة الأنفال الآية (36).

 أخبروني ماذا أرادت هذه الدول كأمريكا من شبكة الانترنت أرادت بها أحد أمرين :

إما وضع معلومات وإما إفساد للأخلاق والسلوكيات لكن هذه الأموال التي أنفقتها فتحت آفاقا وفتحت مجالات للدعوة إلى الله عز وجل عند من يعمل عقله ويعمل فكره يبذل شيئا من جهده ووقته والشيء اليسير من ماله فقد دخل في دين الله تعالى أناس كثر عبر هذه القناة بل إن تلك الدبابات وتلك الأسلحة التي أتوا بها يجرونها إلى بلاد الإسلام لقد صارت وقودا لهم .

أخبروني من يقاتل إخواننا في العراق ؟أليس من أسلحة هؤلاء القوم ؟.

ومن أين يقاتل إخواننا في أفغانستان أليس من سلاح الأعداء؟

 بل من سلاح الأعداء ليس لديهم أموال إنما رزقهم الله تعالى تلك الغنائم فتكون وقود للكفار والمشركين ماذا يحدث في الشيشان؟

 أناس قلة شباب هذه الأمة لا حول لهم ولا قوة من أين يأتون بالأسلحة لمنازلة قوة عظمى إنما هي من هذه الغنائم التي يغنمونها من هؤلاء الأعداء وللأسف الشديد أن بلاد الإسلام منكفئة على نفسها أنها منقسمة على نفسها إنها للأسف الشديد صارت موالية للأعداء تلك صفاقة ووقاحة وقل حياء لا يحترمون شعوبا ولا يحترمون قيما أخلاقا ينظرون إلى الأموال تسلب وينصرف إلى المقدسات تدنس ولا غيرة إلا من رحم الله تعالى ويجب أن يكون عندهم شيئا من الصبر والنظر إلى الأفق أفق النصر طويل ويجب أن يكون عندهم شيئا من الصبر و النظر إلى الأفق أفق النظر إلى أفق الضوء الذي سينبلج منه نور النصر بإذن الله تعالى.

أقول قول واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:

 الحمد لله وكفي وسلام على عباده الذي اصطفى                                                      وبعد:

أيها الإخوة الفضلاء :

إن الله تعالى كتب إن هذا الدين لا يمكن أن يقوم إلا بالأشلاء والدماء ولو شاء الله تعالى لأمن الناس كلهم جميعا ولكنها سنة الله تعالى تريد أن تمضي وتريد أناسا يحملون هذه الدين وأن يكون هنالك من يناصر هؤلاء الذين يحملون هذا الدين نعم إن جهاد الكفار في هذه الأوقات أنا لا أشك ولا أرتاب أنه قرض عين على كل مسلم ومسلمة وأنا متأكد أنه لو فتحنا القنوات والأبواب يعتدون على بلادنا وعلى خيراتنا وعلى مقدستنا وعلى أبناء جلدتنا ولكن ليس ثمة باب يصل بالمسلمين إلى تلك البقاع وإن الجهاد في سبيل الله عز وجل ليس بالسلاح فحسب بل هو أنواع:

 فمنه الجهاد بالكلمة ومنه الجهاد بالمال ومنه الجهاد بالدعاء وغير ذلك.

إن إخوانكم في غزة بالذات يعانون ما تلاحظون يوميا من الحصار والجوع و الفقر والمرض من انعدام الماء وانعدام أدنى مقومات الحياة والله لو أن أمريكيا أو يهوديا ما وجد ما نظيفا لقامت له الدنيا ولو أن نصرانيا أو يهوديا مرض ولم يجد من يعاينه أثناء مرضه أو يعاونه لقامت الدنيا.

 أمة بأكملها تعاني وتصرخ وتأن والعالم كله مطبق على السكوت هذه المعاناة من سنن الله تبارك و تعالى قد نستطيع رفعها وقد لا نستطيع رفعها لقد عاني أولئك النفر القلة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن صلى الله عليه وسلم باستطاعته أن يرفع عنهم شيئا من هذا كان يمر عليهم وهم يعذبون ويقول: (( صبر آل ياسر فإن موعدهم الجنة))[3]

يصبرهم ويبشرهم ونحن نقول لإخواننا في غزة والعراق وفي غيرها نقول لهم :صبرا ثباتا فإن الله تعالى ناصركم وأنكم إن صبرتم فأنتم النموذج في وقت قلت فيه الأمثلة فلا تكاد تجد أمثلة على الواقع إطلاقا ولا تكاد تجدها إلا في كتاب أو تحت التراب لكن أنتم نموذج للصبر ونموذج للثبات على الدين وعلى المبدأ أو كذلك نموذجا للحفاظ على الأوطان والدفاع عن المقدسات إن من بشائر النصر أيها الإخوة الفضلاء هذه الصحوة المباركة التي يلتحق في ركبها الآلاف المؤلفة من شباب هذه الأمة ذكورا وإناثا من شباب هذه الأمة عودة إلى الله عز وجل صار ما يخطط له والأعداء وبالا عليه كثير من أبناء هذه الأمة ما صاروا يتأثرون بأفكار الغرب وما صاروا يتأثرون سلوكيات الغرب ولا بأخلاقياتهم كثير منهم مج الانحراف ومج الابتعاد عن دين الله تعالى إن حياته وسعادته في الالتزام بأمر الله عز وجل إن حياته وسعادته في القرآن في السنة في بيوت الله عز وجل إن حياته وسعادته أن يسمع قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم.

إن من بشائر النصر تلك القنوات الفضائية الإسلامية الهائلة التي تبث على الهوى تدعو إلى الله تعالى وسمعها الملايين المملينة من أبناء هذه من الأمة وهناك عشرات من القنوات تنظر الدور ليأتي عليها لتبث عبر الفضاء لتنافي تلك القنوات التي تبث الرذيلة و تبث الخنا و تبث الانحراف بل إن من تأثيرات هذه الصحوة المباركة وهذه القنوات الفاضلة إن من فضائلها أن بعض القنوات المنحرفة صارت تستجلب الشيوخ لتكون لهم دروس ومحاضرات ضمن برامجها بل تبث كثيرا من البرامج الإسلامية التي يتشوق إليها أبناء هذه الأمة وهذا من فضل الله تعالى.

 إن من بشائر النصر أيها الإخوة أن تلك الأنظمة الوضعية الأرضية سقطت وستسقط أين النظام الشيوعي من أسقطه إنه الله تعالى على تلك الأيدي المتوضئة وتلك الجباه الساجدة لله عز وجل جار الدور عليها فرماها التاريخ في زبالته .

وغدا بإذن الله سيسقط النظام الرأسمالي سيسقط حتما وإن كثيرا من الاقتصاديين العالمين الكبار يتنبئون سقوط أمريكا اقتصاديا قبل عام ألفين وهم يتوقعون هذا فعلا الديون التي تتكالب على أمريكا من كل حدب وصوب مؤذنة بسقوطها بإذن الله عز وجل.

إن العالم كله يأس من الأنظمة الوضعية يأس يأسا تاما وينتظر من يخلصه مما هو عليه محو الانحراف محو التعاملات الربوية محو الخمور محو سوء الأخلاق محو خروج المرأة إلى الوظائف والشوارع محو الزنا محو المخدرات لا يريدونها يبحثون عمن يخلصهم ولن يخلصهم إلا الإسلام بإذن الله تعالى.

إن كثيرا من الأنظمة الاقتصادية ما هو حاصل على سبيل المثال في اليابان هنالك من يصرخ ويقول إن النظام الاقتصادي الإسلامي هو أنجح نظام على ظهر الأرض بل هنالك بنوك دولية كبيرة فتحت شبابيك تتعامل مع الناس بالطريقة الإسلامية لا حبا في الإسلام ولكنهم وجدوا أنه لا مخرج ولا مخلص إلا مثل هذه الأنظمة فعلى سبيل المثال : القانون العام في أمريكا يحرم القتال ولكن بعض الولايات عندها قوانين داخلية تسمع بالقتل لمن يقتل ووجدت أمنا وأمانا .

بعض الولايات الصغيرة في أمريكا تمنع الخمور فوجدت أمن وأمانا هنالك مناداة من كل بلاد العالم ينادون ما المخلص وما المخرج ولن يكون المخلص والمخرج إلا بدي الله عز وجل.

 والله ولو أن الدين وجد دولة تدعمه وتدعو إليه وتنشره لكان الإسلام منتشرا بقوة في أرجاء الدنيا ولكن الأمر آتٍ وقادم بإذن الله عز وجل أيها الإخوة الفضلاء إخوانكم في غزة وبالذات أولئك الذين هم في منظمة حماس يدعونكم في هذا اليوم للتبرع لهم ونصرة لإخواننا في غزة وفي غيرها.

أسأل الله تعالى أن يعطي كل منقطع خلفا .

والحمد لله رب العالمين.


[1] – أحمد 4/97

[2] – مسند الأمام أحمد 4/103

[3] – صححه الألباني في فقه السيرة

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق