تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

المسجد الأقصى

فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار وما كان للناس أن يتخيروا من ذوات أنفسهم فربك يخلق ما يشاء  ويختار والله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس …

خطبة بعنوان : (المسجد الأقصى)

العناصر:

1-  شرف بعض الأمكنة والأزمنة.

2- شد الرحال إلى المساجد الثلاثة.

3- مكانة المسجد الأقصى.

4- عقيدة اليهود في المسجد الأقصى.

5- المسجد الأقصى ملك للأمة كلها.

6- علاقة بعض المنظمات باليهود.

أما بعد:

فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار وما كان للناس أن يتخيروا من ذوات أنفسهم فربك يخلق ما يشاء  ويختار والله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس …

ولذا فإن الله تعالى فضل أشهر على أخرى وفضل بشرا على بشر ورسل على رسل وبقاع على بقاع ومن ذلك أن الله تبارك  وتعالى اختار من هذه الأرض واصطفى المساجد فجعلها بيوتا له سبحانه وتعالى ولهذا صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أَنَّ أَحَبَّ الْبِقَاعِ إِلَى اللهِ الْمَسَاجِدُ ، وَأَبْغَضُ الْبِقَاعِ إِلَى اللهِ الأَسْوَاقُ))[1].

 لأن المساجد يذكر فيها اسم الله تعالى ولذا فإنها اكتسبت هذا الشرف لأن متعلقها بعبادة الله وقراءة القرآن وذكر الله تعالى وعبادته واجتماع القلوب على ذكره لذا شرفها الله تعالى .

 وابغضها أسواقها لأنها محل لغط ومحل نسيان وغفلة ومحل غش إلا من رحم الله فاختار الله المساجد على بقية الأرض واختار من هذه المساجد ثلاثة أو أربعة على قول هذه الثلاثة المتفق عليها مكة المشرفة والمدينة النبوية المنورة والمسجد الأقصى فجعل الله تعالى مكة أم القرى وامتداد الأرض منها فجعلها مكرمة مشرفة وجعل الصلاة في الحرم المكي بمائة ألف صلاة وحرم الله تعالى الحرم كله فحرم صيده والتقاط لقطته وحرم  تنفير الصيد والأذى وكان هذا الأمر متعارفا عليه من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وسيبقى الأمر كذلك إلى قيام الساعة ثم المسجد النبوي أو المدينة النبوية  وهي حرم من عير إلى ثور ليست المسجد فحب ولذا قال صلى الله عليه وسلم: ((إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم المدينة ما بين حرتيها وحماها : لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها يعني منشدا ولا يقطع شجرها إلا أن يعلف رجل بعيرا ولا يحتمل فيها سلاح لقتال))[2]

وجعل الصلاة فيها بألف صلاة ثم اختار الله عز وجل كذلك المسجد الأقصى أو الأرض المباركة واليت ذكرها القرآن العظيم فجعلها مباركة وجعلها أرض المحشر والمنشر وجعلها مهبط الرسالات ومنبع الديانات وجعل الصلاة  فيها بخمسمائة صلاة الله هو الذي يصطفي ما يشاء ويختار والله سبحانه وتعالى هو الذي يحب  ويبغض سبحانه وتعالى ونحن نحب ما أحب ونبغض من أبغضه امتثالا لأمره لذا فإن سبحانه وتعالى حينما شرف الأرض المباركة المقدسة أرض المسجد الأقصى الشريف لما فيه من تواتر وتتابع الرسالات والديانات ولأنها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لأنها كذلك كانت أولى القبلتين فلقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلى أولا إلى المسجد الأقصى إلى جهة  قبة الصخرة ومكث كذلك ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا.

ثم إن اليهود أعجبهم ذلك و أتخذوا هذا الأمر للتشكيك من دين النبي عليه الصلاة والسلام فجاء جبريل عليه السلام فقال : يا جبريل اطلب من ربك أن يحولني عن هذه القبلة إلى قبلة  إبراهيم  إلى البيت الحرام فقال: جبريل عليه السلام ما أنا إلا عبد مثلك فادعوا الله تعالى أن يصرف عنك القبلة فكان النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يرفع بصيرة عنك هذه القبلة فكان النبي صلى الله آله سلم كثيرا ما يرفع بصيرة إلى السماء  والله تعالى هو المطلع على ما في قلبه فقال الله له : ((قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )) سورة البقرة آية(144).

 فتولى النبي عليه الصلاة والسلام عن تلك القبلة واتخذ قبلة إبراهيم وصلى وسلم إلى المسجد الحرام فانزعج اليهود أيما انزعاج لأنه خالفهم من تلك القضية بل أنهم بل أنهم بدؤوا يشككون المسلمين في معتقداتهم حتى جاء بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : إخوان لنا كانوا يصلون إلى بيت المقدس ثم  ما توا والآن قد تحولت القبلة فأنزل الله تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)) سورة البقرة آية (143).

فالذين صلوا إلي المسجد الأقصى إنما صلوا بشريعة الله عز وجل والذين قالوا عنها إلى المسجد الحرام إنما تولوا بشريعة الله عز وجل مكة المشرفة كانت محرمة ومقدسة مباركة من لدن إبراهيم وإسماعيل واستمرت بقديستها وتعظيمها وتشريفها إلى أن جاء النبي عليه الصلاة والسلام  فقرر من ذلك.

 وسيبقى الأمر كذلك إلى أن يشاء الله تعالى وهكذا المسجد الأقصى وما حوله كان أيضا مقدسا ومباركا ملة إبراهيم ويعقوب وبقي كذلك في نفوس المسلمين حين بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وسيبقى هذا المكان مقدسا ومشرفا في نفوس المسلمين ولقد  فطن القرآن بذلك : ((يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)) سورة المائدة آية (21).

 وقال سبحانه وتعالى : ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) سورة الإسراء آية  (1).

 فالله سبحانه وتعالى جعل هذا المكان مقدسا ومشرفا ولهذا فإن تشريفه يسري في دماء المسلمين إلا من  انحرفت عقيدته إلا من لم يعرف للمقدسات حقها ممن ضعف إيمانه أو زال إيمانه من قلبه .

 وإلا فإن هذه الأرض المباركة والمسجد المقدس المبارك يسري في دماء المسلمين وتتحرق له أكباد المسلمين ويتمنوا أن يزوروه ويتمنوا أن يصلوا فيه ركعتين لله تعالى لذا جاء في حديث ميمونة رضي الله عنها قالت: أفتنا في المسجد الأقصى قال صلى الله عليه وسلم: (( أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره  قلت أرأيت أن لم أستطع أن أتحمل إليه ؟ قال: فتهدي له زيتا يسرج فيه . فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه ))[3].

 فإن ذلك يقوم مقام الصلاة ركعتين أو كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يأذن الشرع بالارتحال إلا إلى هذه الثلاثة المساجد من حديث أبي هريرة : ((لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى ))[4]

ومن بركة هذه الأمكنة أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال كما في حديث جنادة فقال صلى الله عليه وسلم : يبلغ ملكه كله مكان إلا أربعة مساجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى والطور هذه أماكن لا يطؤها  الدجال لأنها أرض محروسة من ملائكة الله تعالى فقد صح أنه في حال بروز الدجال وظهوره أنه يحاول أن  يدخل مكة وأن أبوابها تكون مغلقة ويجد أبوابها محروسة من قبل الملائكة ويحاول أن يدخل كذلك المدينة  فيجد أبوابها مغلقة محروسة من قبل الملائكة فلا يستطيع أن يدخلها ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة مكانة خاصة فقال :((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فمن مات فيها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ))[5].

وأن مكة والمدينة ترجفان في حال ظهور الدجال رجعة فيخرج منها  كل منافق يتبع الدجل ولا يبقى فيها.

إلا أهل الإيمان وأهل التوكل على الله سبحان وتعالى هذه أماكن سيتبقى معظمة وستبقى مقدسة في قلوب المسلمين لا يحل لأحد أن يتنازل عنها أو يساوم منها فإن من ساوم فيها إنما يساوم على عقيدة المسلمين  ويساوم  على حقوق المسلمين أجمعين فلست حق شعب بعينه و ليست حق لفرد بعينه إنما هي ملك للأمة كلها و والله لن ينجو هذه الأرض بمفوضة أو مقايضة وإنما ستنجو وستتحرر ويرفع راية الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى إن عاجلا أو آجلا وستعود هذه الأرض أن عاجلا أو آجلا لكنها بحاجة إلى رجال يعرفون  قيمتها يعرفون مكانتها ويناضلون ويجاهدون من أجل استعادتها لتكن حرة عزيزة مرفوعة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأرض توارثها المسلمون كابرا عن كابر وما منها من الدخلاء إنما هم يعيشون تحت راية الإسلام ذليلين يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون لكنهم في وقت ضعف فيه أهل الإسلام وتراجعوا عن دينهم  فجعل لههم ما حصل فيا ترى ما عقيدة اليهود في هذه الأرض المقدسة ؟

يقول ابن جريون : لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل هذه من عقائدهم أن أي بناء وأي مسجد وأي بقعة تزرع أو تبنى بأرض فلسطين يعتقد اليهود أن ذلك اغتصاب لحقهم ولأرضهم لذا فهم  يقاتلون عن هذا المعتقد بخلاف ما يحدث من المسلمين إلا من رحم الله أنهم يقاتلون عن تراب ويقاتلون عن  أرض لا يقاتلون عن معتقد من هنا يأتي الفارق بين هذا وذاك فهذا يقاتل عن معتقد وهذا يقاتل عن وطن وإن شئت فقل عن وثن  يعظمونه أكثر من تعظيمهم لله سبحانه وتعالى فهؤلاء هكذا يزعمون ولذا فإنهم ينتظرون مخلصهم يعنون بذلك مسيحهم المزعوم  ويعتقدون أنه لا يزال المسيح المخلص الذي يخلص هذا العالم من  الظلم والجور والذي يحكم الأرض و الكون كله من داخل القدس بل داخل الهيكل المزعوم الذي يريدون بناءه ويعتقدون أن لا يمكن  أن يأتي إلا بعد أن يهدم المسجد الأقصى إلا بعد أن يبنى الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.

أيها الإخوة الفضلاء:

 إن بيت المقدس ليست حرما كمكة والمدينة بمعنى أن ليس لها حرمة مكان المسجد الحرام و المسجد النبوي أي أنه لا يختلى خلاه ويصطاد صيده وليست للأرض أماكن يحرم اصطياد صيدها أو تنفيره أو اختلى خلاها من قطع شجرها وغير ذلك إلا مكانيين عند الجمهور ومكان عند الشافعي أما عند جمهور العلماء مكة والمدينة بل هذا متفق عليه بين الأئمة ويبقى مكان ثالث وهو وادي وج ورد فيه حديث صححه الإمام الشافعي رحمه الله فهو حرم عنده الأئمة الثلاثة  فلا هذه الثلاثة الأماكن فحسب ولهذا المكان أعني المسجد الأقصى  وما حوله له مكانته وإن الإعلام الغربي بل حتى للأسف الإعلام العربي حينما يظهر ويبرز قضية فلسطين لا يظهر لهم سوى القبة المشرفة لكن يتأصل في نفوس المسلمين أن المسلمين إنما يقاتلون عن هذه القبة التي  تحتها الصخرة .

 لا هذه قبة الصخرة هي مثبتة داخل الحائط هذا الحائط هو ذلك المكان المقدس المشرف والذي بارك الله تعالى بما حوله ولذا المسلمين حينما كانوا يصلون في بداية الأمر كانوا يصلون إلى هذه الصخرة واتخذها قبلة  ولكن حينما جاء عمر رضي الله عنه بعد أن حاصر المسلمون بقيادة أبي عبيد ة حينما حاصروا القدس وحينما استسلم  أهلها وارتضوا بأن يرضخوا للإسلام  وطلبوا من أبي عبيدة أن يأتي عمر رضي الله عنه يسلموه مفاتيح القدس وليأمنوا على أنفسهم وجاء عمر رضي الله عنه في غاية من التواضع وأعطى للنصارى حقوقهم كاملة  مستوفاة ويشهد بهذا كتب هؤلاء ويشهد بذلك التاريخ الإسلامي لكنه لما بني المسجد من حكمته رضي الله عنه أنه لم يجعل المسجد خلف قبة الصخرة حتى يبقى في أنفس الناس تقديسا لهذا المكان وإنما جعله  أمامها وجعل هذه القبة خلف المسجد لذا فإن للمسجد الذي بناه عمر له مكانة ومزية ليست لبقية الأماكن وإن كان كل هذه الأماكن مقدسة ومباركة فيها ومشرفة ومعظمة.

 هذا المكان الذي اغتصب من قبل النصارى ثم حرر ثم الآن يغتصب من قبل اليهود وهم يخططون ليلا ونهارا من آجل هدمه ومن أجل أن يبنوا عليه ما يزعمون بهيكل سليمان وما كان شيء يسمى هيكل سليمان في هذا المكان بل هو المسجد نفسه وقد جاء أحبارهم الإسرائيلية أن سليمان عليه السلام  كان من ملكه أنه ما من  شجرة تنبت إلا ويسألها لم خلقت فتقول :لداء كذا وكذا حتى نبتت شجرة تسمى الخرنوبة فقال لها : لم خلقت قالت لتخريب مسجدك قال : بئس الأمر الذي خلقت من أجله وهذا الخبر مبثوث في كتبهم وإن كان لا يصح مثل هذا الخبر لكن أقول لتعلموا أن المبني كان مسجدا وليس ثمة شيء اسمه هيكل.

 لكن اليهود مشهور عنهم تحريف التواريخ اليوم ما يدور حول المسجد الأقصى حول ما يسمى بباب المغاربة  ما المقصود بباب المغاربة هناك شيء قبل ما يسمى بباب المغاربة شيء اسمه حارة المغاربة هذا المكان دخله قوم في المغاربة مع أحد القادة الذي قدموا من المغرب وتوقفوا في القاهرة ثم واصلوا المسير إلى بيت المقدس قبل تتمة المائة الثالثة للهجرة و استوطنوا في هذا المكان وبقوا حتى شاركوا صلاح الدين في فتح  بيت المقدس ومن هنا أو قف نور الدين ابن صلاح الدين ذلك المكان حول الحائط الغربي للمسجد ومن هو  أوقف نور الدين ابن صلاح الدين ذلك المكان حول الحائط الغربي للمسجد الأقصى أوقف أرضا شاسعة على المغاربة ذكورهم وإناثهم صغارهم وكبارهم واستوطن المغاربة في هذا المكان رجاء بركة  المكان ومجاورة المسجد الأقصى .

وهنالك أو قاف بجوار هذه الوقفية كلها كانت على المغاربة من بعض الوصايا أنه إذا انقرض المغاربة فإن هذه الأرض تصير للمسجد الأقصى وفي بعضها تصير وقفا للمسجد الحرام  فهذه أرض موقوفة من قبل ملاكها من المسلمين في عام 67م أنذر اليهود المغاربة خلال 24 ساعة يجب عليه أن يخلوا هذا المكان وبالفعل تم  طرد ستمائة وخمسين مغربيا من هذا المكان وهدمت هذه الحارة تهديما كاملا بل هجروا مما يسمى بحارة الشرق ستة آلاف عربي هدمت بيوت وسويت بالأرض وغير اسمها إلى حارة اليهود للأسف إلى يومنا هذا المسلمون يرددون ما يسمى بحارة اليهود وليس ثمة شيء اسمه حارة اليهود بل هناك شيء اسمه حارة الشرق وشيء اسمه حارة المغاربة هذا مكان عربي خالص 100% بعد أن هدموا  هذا المكان لم يبقوا ممرا ترابيا يسمى بباب المغاربة طريق ترابي هم اليوم يعملون بهذا المكان يحفرونه ليمحوا من التاريخ شيء له صلة  بالعرب بالإسلام  بالمسلمين وليحفروا الأنفاق من تحته من أجل أن يتداعى السور ليسقطوه بل أنهم حولوا اسم ذلك السور الذي كان اسم البراق حولوه وغيروا اسمه إلى سور المبكى وليس شيء اسمه في التاريخ سور المبكى بل هذا يسمى حائط البراق وليس حائط المبكى لكن هكذا اليهود يغيرون التاريخ ويغيرون ديمغرافية  الغرب و جغرافيتها من أجل إذا حدث في يوم ما استفاء أو شيء من هذا تكون الغالبية  لهم .

 المسلمون لا ينظرون لمثل هذه القضايا بمنظور بعدي بمنظور عميق فقد حصل مثل في سنغافورة وحصل مثل  هذا في كثر من البلاد التي كان فيها مسلمون هجر إليها من ليس هم بأبنائها كما هو حاصل اليوم مثلا في دبي وفي غيرها من الأماكن يهجر لها العائلات التي لا تنتمي للإسلام وفي يوم ما ما بين عشية وضحاها تحدث القلاقل  ثم يحدث ما يسمى بالتصويت ماذا يريدون؟

الاستقلال عن هذه الأرض أن يريدون أن تكونوا تابعين لتلك الدولة ثم يكون استفتاء للأغلبية إننا نريد الاستقلال ومن ثمة تسقط بلدة بعد بلده وشبرا بعد شبر من بلاد المسلمين فاليهود اليوم عمله كله من أجل أن يهدم المسجد الأقصى لذا يجب على المسلمين يجب على المنظمات الإسلامية يجب على الكتاب على المثقفين على عامة الناس أن يحدثوا توعية شاملة حول المسجد الأقصى حتى في نفوس الأطفال ليعلموا أن هذا المكان ملك لهم وأنه مكان مقدس يجب الدفاع عنه بكل ما يمتلك الإنسان بالكلمة بالكتابة بالمال وبكل شيء يتأتى يجب على المسلمين أن يدافعوا عن هذا المكان في وقت تخلت الحكومات ولم يبق إلا ثلة من المؤمنين هم الذين يدافعون عن هذه المقدسات هذا المكان المبارك هو مكان يأرز إليه الإيمان لذا صح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه في وقت تناقص الإيمان فإنه يتراجع إلى الشام وستبقى ثلة تقاتل في سبيل الله تعالى لتخليص هذه المقدسات .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

  الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه                                   وبعد:

 هذا المكان المبارك الذي تدنسه أيدي اليهود اليوم بل وقبل اليوم والذي يمنع فيه ذكر الله سبحانه وتعالى  ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) سورة البقرة آية (114).

 فهؤلاء القوم هم أظلم الناس على وجه الأرض بل أقذر الخلق على وجه الأرض إنهم أساؤوا الأدب مع الله رسول الله وحرفوا كتب الله و فعلوا ما لم يفكر فيه إنسان من المكر والكيد والخداع ونشر الرذائل والذنوب والمعاصي بين الناس إنهم وراء كل بلية توجد على ظهر الأرض قلوبهم حاقدة على الشعوب عندهم كلها إنما هم في معتقدهم فهم شعب الله المختار ولذا فإنهم بهذه المحاولات التي نسأل الله تعالى أن تبوء بالفشل وأن يرد كيدهم  في نحورهم  يعتقدون أن مخلصهم المنتظر سيأتي ليحكم العالم كله من القدس بل من الهيكل الذي يريدون بناءه ثم تكون الفردوس الأرضية هكذا يعتقدون الفردوس الأرضية التي تستمر ألف عام ومن هنا جاء ما يسمى في عقيدة النصارى بالألفية هذه الألفية التي ضللوا فيها على النصارى وهم يعملون جاهدين مع اليهود من أجل هدم الأقصى ومن أجل إعادة الهيكل فما من رئيس ولا رئيس وزراء يصعد في الدول النصرانية إلا يدعم من اليهود وهو يدعمهم دعما منقطع النظير .

أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية يقول في خطاب له وهو جمي كارتر يقول : أن علاقة أمريكا مع اليهود فوق العادية وإنها علاقات وطيدة ولا يمكن أن يفترها شيء .

وصدق تكلم بكل شفافية فهم اليوم يدعمونها دعما فعلا منقطع النظير فلا تمش القرارات إلا على رؤوس المسلمين أما على اليهود فلا .

والاتفاقات التي حدثت وتحدث وستحدث فيما بين اليهود وما بين المسلمين أن حصلت لا ينفذ منها إلا  ما كان لصالح اليهود وأما ما كان منها لصالح المسلمين فهذا لا يمكن أن يطبق في حال من الأحوال وسوف يبقى ما داموا متناحرين ومتقاتلين وما داموا  بعيدين عن الله عز وجل ما داموا غير محكمين لشريعة الله عز وجل سيبقون على هذا والأمر وسبحانه الله كيف كانت القدس قضية لمسلمين ثم صارت قضية فلسطين ثم صارت قضية العرب ثم صارت قضية فلسطين ثم صارت قضية منظمة ثم ستصير بعد ذلك قضية شخص واحد هو الذي يوقع عن بيع القدس والمقدسات وليضرب من غضب برأسه عرض الحائط لا يبالون بمشاعر والناس.

أيها الإخوة الكرام:

 هنالك منظمات عدة تعمل سرا وجهرا كلها تخدم اليهود من أخطرها تلك الفئة الملتصقة بالإسلام البهائية تعمل ليلا ونهارا جاهدة من أجل هدم الأقصى ومن أجل إعادة الهيكل هذه منظمة صهيونية سرية تعمل باسم  الإسلام  هنالك ما يسمى بالمأسوية العربية وما تفرع منها من نوادي كالروتاري و اليونز وغيرها من النوادي التي دخلت إلى كثير من المثقفين إلى كثير من الرؤساء وضمتهم إليها بشعارات جوفاء ولا يعرف الناس حقيقة هذه المنظمات وخطورة الانتماء إليها لكني من هذا المكان وفي  هذا الوقت أكد على أنه يجب على المسلمين أن تبقي القدس وأن يبقى المسجد الأقصى في الأنفس حيا يجب أن نحي ذكراه ويجب أن نذكر ويجب نذكر أنفسنا وأبناءنا يجب المثقفين والكتاب والصحفيين أن يكتبوا حول هذه القضية يجب على الإذاعات والقنوات الفضائية أن تكثر الكلام حول هذا فإن تاريخ هذا المكان قد غيب وقد حرف يجب على جميع المنظمات الإسلامية أن تعمل جاهدة في خدمة المسجد الأقصى وما حوله من أجل  تخليصه ومن أجل أن يعود حرا أبيا طاهرا عفيفا إلي بيت المسلمين حتى يتمكنوا من زيارته والصلاة فيه ويشرف بمجاورة هذا المكان المقدس.

والحمد لله رب العالمين



[1]– مسند البزار 2/8

[2] – معرفة السنن والآثار للبيهقي8/485

[3] –  سنن ابن ماجه 1/451

[4] – المعجم الكبير 2/400

[5]  ا لمعجم الكبير 24/332

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق