فإن من رحمة الله تبارك وتعالى بعبادة المؤمنين أنه أرسل إليهم رسلا وأنزل عليهم كتبا ومن رحمته كذلك بعباده أنه شرع لهم من الدين ومن العبادة ما يقربهم إليه سبحانه وتعالى ومن رحمته بعبادة أن فتح لهم أبوابا كثيرة تكون سببا لغفران الذنوب ومحو الزلات…
خطبة بعنوان : ( أهمية السنة النبوية)
العناصر:
1- إرسال الرسل من رحمة الله بعباده.
2- نظرة الناس إلى القرآن والسنة.
3- أهمية السنة في إيضاح القرآن.
4- دليل محبة النبي عليه الصلاة والسلام.
5- القرآنيون.
أما بعد:
أيها المسلمون:
فإن من رحمة الله تبارك وتعالى بعبادة المؤمنين أنه أرسل إليهم رسلا وأنزل عليهم كتبا ومن رحمته كذلك بعباده أنه شرع لهم من الدين ومن العبادة ما يقربهم إليه سبحانه وتعالى ومن رحمته بعبادة أن فتح لهم أبوابا كثيرة تكون سببا لغفران الذنوب ومحو الزلات من رحمته تبارك وتعالى بعباده أنه سبحانه وتعالى أمهل لهذا بل أنه فتح باب الأمل على مصراعيه ولو أن العبد ملأ الأرض والسماء ذنوبا ثم لقي الله تعالى في آخر حياته بالتوبة والنصوح وبعمل صالح يقرب إلى الله تعالى للقيه الله تعالى بمثل ذلك مغفرة.
إن الناس تختلف نظراتهم إلى الكتب وتختلف نظراتهم إلى الرسل وتختلف نظراتهم إلى السنن ومن المتقرر عند أهل السنة والجماعة أنه لا طاعة ولا عبادة إلا إذا كان وفق كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم إن أبواب الزيادة في الدين مغلقة وأنه لا يقبل من أحد يزيد في شرع الله تبارك وتعالى شيئا صغر هذا الأمر أم أكبر ومن أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو در أو كما قال عليه الصلاة والسلام :((وَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ))[1]
أي مردود عليه لأن الله تعالى كمل هذا الدين: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة المائدة آية(3).
ولهذا ما بعد التمام إلا النقصان كما أخبر صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((حق على الله أن لا يرفع شيء نفسه في الدنيا إلا وضعه الله ))[2].
وهذه سنة من سنن الله تعالى فترى الإنسان يكبر ويشب ويشيخ يهرم ثم يصير بعد ذلك كما قال الله تعالى : ((وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ )) سورة يسن آية(68).
ينكسه الله تعالى في الخلق بعد أن كان سويا وبعد أن كان عاقلا يصير بعد عمر مديد يصير فكره وذهنه كالطفل الذي في الخمس السنوات والسبع السنوات بل لعله يعود إلى ما هو أبعد من هذا فيعود كالطفل الصغير الذي يلعب بأذاه ولا يفرق بين الأمور وهذا من نقمة الله تعالى بالعيد أنه يصل إلى مثل هذه الحالة وأن من رضوان الله تعالى من فسحته من إكرامه للعبد أن يتوفاه وهو لا يزال على عقله ولا يزال محافظا على جوارحه وعلى طاعاته أن الناس كثير منهم ينظرون إلى نصوص القرآن على أنها نصوص جافة لا تحتاج من الإنسان أن يتابع ولا أن يطيع ولا أن يمتثل وهذا فهم في غاية الرداءة وفي غاية الانحطاط أن يصل العبد المسلم إلى أن يقرأ القرآن مجرد نصوص يهذها هذا لا تؤثر فيه ولا تثمر عملا ولا معتقدا ومن السقوط الانحدار في حق المرء المسلم أن يصل به الحال إلى أن ينظر إليها على أنه لا يحتاج المسلم إليها أو أنه لا حاجة للخوض فيها في هذه الأزمنة المتأخرة للعلم أن الشرع لا يمكن أن يكتمل ولا يمكن للعبد أن يتعبد الله كما أمر ما لم يكن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بين عينيه ينظر فيهما يدور معهما حيث دار لا يمكن لعبد أن يصل إلى الله تعالى سالما ولا يمكن لعبد أن يسير في طريقه إلى الله تعالى آمنا ما لم يكن مأخوذ من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن القرآن العظيم لا يمكن أن يفهم الفهم السديد الرشيد ما لم يهتم المسلمون بسنة النبي عليه الصلاة والسلام .
فإن هذه السنة الشريفة المباركة هي التي شرحت وبينت للمسلمين كيف يعبدون الله تعالى وكيف يعتقدون في الله وكيف يسلكون الطريق إلى الله تعالى ولهذا فإن نصوص القرآن كما يقال حمالة أوجه في بعضها قد تحمل أكثر من معنى ولهذا القرآن فإن هذا الاختلاف الذي لا يمكن أن يحدث بين المسلمين في فهمهم لنصوص القرآن لا يمكن أن ينضبط ما لم يرجع المسلمون في ذلك إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
إن أعدانا لا يمكن أن يصرخوا ملء أفواههم فيقولون لنا : كونوا هودا أو نصارى وأن كان هذا هو مبتغاهم بل إنهم لا يودون أن نكون يهود أو نصارى فإن ذلك في نظرهم شرف لهم ولكنهم يريدون من المسلم أن يبتعد كليا عن دين الله قال الله تعالى : ((وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً… )) سورة النساء آية (79 ).
وقال تعالى : ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )) سورة البقرة آية(120).
لا أن ملتهم صارت محرفة إنما أنزل الله تعالى على المسلمين الكتاب وهو يعلم سبحانه وتعالى أنهم يفتقرون إلى ما يوجههم وإلى ما يرشدهم إلى الفهم الصحيح ولهذا كلف الله تعالى نبيه صلى الله عليه و سلم بأن يشرح للناس ويبين لهم ما اختلفوا فيه وبين لهم ما لم يفهموه قال تعالى: ((بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) سورة النحل آية(44).
وقال تعالى :((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) سورة النحل آية (64).
فكان من أسباب بعثته صلى الله عليه وسلم أنه يبين للناس ما اختلفوا فيه وما انبهم من القرآن أنه صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ولهذا فأن الله سبحانه و تعالى لم يحفظ كتابا من كتبه إلا القرآن قال الله تعالى :((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) الحجر آية (9).
وكان من حفظ الله تعالى للقرآن حفظ السنة.
فقيض الله علماء ورجالا يحمون هذه السنة مما يدس فيها و وضعوا لها القوانين الضوابط والقواعد التي لم يدي التاريخ مثلها في تحقيق النصوص وفي إثباتها أو نفيها تلك القوانين والضوابط التي وضعت لم تكن في زمن عيسى عليه السلام ولا في زمن موسى عليه السلام ولا في شريعة نبي من الأنبياء فلا تكاد تجد سندا واحدا يصح إلى نبي سوى نبينا صلى الله عليه وسلم إنها آية من آيات الله تعالى ومن حفظ لله تعالى للقرآن أن حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم نعم إن الأعداء لم يستطيعوا ينقصوا حرفا واحد من كتاب الله تعالى ولم يستطيعوا أن يزيد شكلة واحدة في كتاب الله تعالى ولكنهم استطاعوا أن يتسللوا إلى سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكذبوا فيها ودسوا فيها ما ليس فيها ولكن الله تعالى كان لهم المرصاد فلقد دخل الزنادقة من اليهود ومن المجوس وغيرهم إلى الإسلام خلسة وخفية لتحريف العقائد والأفهام والعبادات فكان لهم العلماء بالمرصاد فبينوا زيفهم وأكاذيبهم حتى قال: (( أحد خلفاء المسلمين لزنديق قدم بساحة الإعدام.
قال: أموت وأنا قرير العين لقد وضعت فيكم وكذبت على نبيكم كذا وكذا ألفا من الأحاديث فقال له : أخسأ عدوا الله يعيش لها الجهابذة من العلماء كابن المبارك و أمثاله))
وفعلا كانوا لهذه الأحاديث بالمرصاد وهذه منقبة ومأثرة لعلماء أهل السنة على مر الأيام والعصور أن حفظ الله تعالى بهم السنة وهنالك كتب ألفت فيها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقلة وبين العلماء ما صح عن النبي عليه لا صلاة والسلام فسنة النبي صافية واضحة نقية لا تختلف مع القرآن بحال من الأحوال ولا تتناقض معه بحال من الأحوال.
ولهذا قال : ابن خزيمة رحمه الله وهو من كبار فقهاء الشافعية ائتني بنصين مختلفين متضادين أجمع لك بينهما هكذا كان العلماء يتعاملون مع السنة ولهذا فإن سنته صلى الله عليه وسلم ليست من هواه وإنما هي وحي من الله تعالى قال الله :((وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4))) سورة النجم الآيات (3-4).
هذه الأيام يحتفل جمهور عريض من المسلمين بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا الحب وهذا الاحتفال لم يأذن به الله ولم يأذن به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن هذا معروفا لدي الصحابة بل لدي التابعين بل لدي الإمام الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم والإمام الثوري الأوزاعي وزيد بن علي لم يكنوا يعرفوه.
ما حدث في الآونة المتأخرة من الحب الفارغ و الادعاء الزائف لمحبة النبي عليه الصلاة والسلام
ولو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
الطاعة والامتثال لسنته صلى الله عليه وسلم هي دليل المحبة قال الله تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) سورة آل عمران آية (31).
وقال تعالى : ((مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً )) سورة النساء آية (80).
فسنته صلى الله عليه وسلم هي المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام إلا أن بعض الناس بدأ يستهين بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وبدأ يتلفظ بأن هذه السنة لسنا بحاجة إليها تماما كما فعلت طوائف من المبتدعة الذين زرعهم الإنجليز والذين يسمون بالقرآنين الذين لا يرفعون للسنة رأسا ولا يسلكون إليها سبيلا ولكنهم في الحقيقة مضطربون وإلا فسؤال أطرحه عليكم يا أهل السنة قرأتم كتاب الله من أوله إلى أخره ائتوني بآية واحدة تدل على أن الصلوات خمسا؟
و ائتوني بآية تدل على أن صلاة الجمعة ركعتين أو أن العشاء ؟
أربعا ائتوني بآية واحدة تدل على تحريم أكل لحوم الحمير أو الكلاب أكرمكم الله أو القطط ائتوني بأدلة أو نصوص تدل على هذا؟
أنه استقر في نفوس أهل السنة والجماعة من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم أن القرآن والسنة صنوان جنبا إلى جنب لا يمكن أن يفترقا ولا يمكن أن يختلفا حتى يردا على محمد صلى الله عليه وسلم الحوض ائتوني بنص واحد يدلكم على أحكام الصيام أحكام الجهاد في سبيل الله لن تجدوا شيئا من هذا إلا ما ندر ولكن نصوصا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم تدل على هذا !!!
من الذي علمكم الآذان غير النبي عليه الصلاة والسلام من الذي علمكم كيف تصومون ؟
وما هي أركان الصيام؟
وما هي واجبات الصيام؟
من الذي علمكم من متى تحرمون ؟
وكيف تحرمون ؟وماذا تلبسون ؟وكيف تطوفون ؟ وما ذا تنحرون؟ من الذي علمكم الأضاحي ؟ ومن علمكم أيضا كيف تعقون عن أبنائكم يوم سابعهم غير النبي عليه الصلاة والسلام ؟.
إنه تيار نكد يظهر في هذه الآونة المتأخرة من أجل أن يحط من سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
في حال وجوم سكون من كثير من أهل العلم والدعاة إلى الله تعالى عن هؤلاء الناس الذين هم في الحقيقة أفراخ لطوائف ضالة حكم عليها العلماء بأنها ضلت وانحرفت عن جادة الحق والصواب وسلكت غير الطريق الذي رسمه الله تعالى وسار عليه محمد صلى الله عليه وسلم لو سألتكم سؤال آخر .
هل تجيزون يا معشر المسلمين أن يجمع بين المرأة وخالتها في عقد واحد إذا تزوج باثنتين ؟
هل تجيزون له أن يجمع بين المرأة وعمتها؟
عند جمهور المسلمين السالكين نهج أهل السنة والجماعة هذا أمر محرم لماذا؟
والله لما ذكر المحرمات من النساء قال: ((واحل لكم ما وراء ذلكم)) هذه النصوص أتحرمون ما أحل الله أو تحلون ما حرم الله ؟
الجواب سيأتي منكم تقولون : بل قال محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ((لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها ))[3].
هذه هي محبته صلى الله عليه وسلم هذا هو إتباعه صلى الله عليه وسلم هذا هو الاحتفال بيوم مولده إتباعه فيما أمر والانتهاء عما نهى عن وزجر لا بالكلام الفارغ ولا بالخطب الفارغة الرنانة ولا بالكلام المنمق الذي يتشدق به كثير من الناس وهم بعيدون كل البعد عن الامتثال والاستنان بسنته صلى الله عليه وسلم ما عسانا أن نفعل إذا لم نكن متبعين لنهجه صلى الله عليه وسلم لو سألتكم سؤالا آخر يا معشر المسلمين هل أنتم ممن يقول : إن الذهب والحرير حلال على ذكور الأمة أم تقولون أنه من المحرمات ؟
لقلتم سبحان الله هذا أمر مسلم أنه من المحرمات على الرجال من المسلمين وحلال للإناث أين الآية التي تدل على هذا بل إن الله تعالى يقول: ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )) سورة الأعرف آية (32).
أتحرمون ما أحل الله لقلتم لا بل بين محمد صلى الله عليه وسلم هذا يوم خرج فقال: (( وكان معه حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال أن هذين حرام على ذكور أمتي ))[4].
ولم يبح النبي عليه الصلاة والسلام من الحرير للرجال إلا ما كان للحاجة إلا قد أربع بنان وأن يلبس ثوبا من حرير كامل إن كان للعلاج من الحكة أو الحساسية لمدة معلومة ثم يخلعه لو ذكرت لكم سبلا من الآداب والأخلاق لقلتم لا توجد آية في كتاب الله تعالى تدل على هذا سبحانه الله كانت نساء المسلمين في الزمان الأول يفقهن أكثر من كثير الناس ممن ينسب نفسه أو ينتسب للعلم اليوم.
سمعت امرأة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه :((لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا :أُمُّ يَعْقُوبَ فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ فَقَالَ: وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ.
فَقَالَتْ :لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ .
قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ أَمَا قَرَأْتِ :{وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ؟
قَالَتْ :بَلَى.
قَالَ :فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ .
قَالَتْ :فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ .
قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا .
فَقَالَ :لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعْتُهَا))[5].
فاستقر في أنفس المسلمين من الزمان الأول وساروا عليه زرافات ووحدانا صغار وكبارا وذكورا وإناثا عقلوا هذا وفهموا هذا وستبان لهم لا يحل لهم العدول عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولكن اليوم هنالك من الناس ربما أحيانا في المنابر ربما أحيانا في الصحف ربما أحيانا في الفضائيات يهونون من سنة النبي عليه الصلاة والسلام تهوين ما بعده تهوين فإذا استهان الناس وتركوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي يبقى لنا يبقى لنا القرآن سيبقى بعد ذلك نصوص مفرغة لا يمكن أن نفهمها كما أراد الله تعالى ولا كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فبهذا المناسبة واجب علينا إتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام إحياؤها في القلوب وفي النفوس أحياؤها في البيوت إحياؤها في المساجد إحياؤها في القلوب وفي النفوس إحياؤها في الجامعات في مكان اليوم عدوان على الإسلام عدوان على القرآن عدوان على سنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم بشتى الوسائل وبشتى الطرق حتى من ينتسب للإسلام جمهور من ينتسب إلى الإسلام قرآنهم غير قرآننا سنتهم غير سنتنا ولكنهم يتمسحون الإسلام ثم يدعون أنهم على الحق وعلى الصواب.
أن العمل بسنته النبي صلى الله عليه وسلم لكنه الحقد الدفين الذي جعل أمثال عبد بن سبأ يدخل ويندس في الإسلام من أجل أن يخرب من داخله فهذه أجسام غريبة دخلت في الإسلام من أجل داخله .
بالله عليكم أسألكم سؤالا أيحل لبلد مسلم أن يتجسس على بلد مسلم أيحل لبلد مسلم أن يزرع القلاقل والفتن في بلاد الإسلام أيحل لمسلم أن يقتل مسلما كل هذا حاصل من هذه الفئات النكدة التي اندست في جسم الأمة قبل أيام ولعلكم قرأتم في الصحف أن الجيش اليمني أسقط طائرة تجسس إيرانية عند سواحل حضرموت لماذا؟
بيننا ويبنكم مفاوز ما الذي تريدون منا؟
أتريدون أن تخططوا لرافضة صعدة ؟
كيف فعلوا لقد فعلوا ما لم يستطيعه الأعداء في هذا البلد لقد استباحوا الدماء قبل أيام قرأنا وسمعنا أنهم اعتدوا على معهد ديني في صعدة فقتلوا بعضا من أهل السنة وجرحوا من جرحوا ما المقصود من كل هذا وهم يدعون محبة النبي عليه الصلاة والسلام هل أباح النبي صلى الله عليه وسلم دماء المسلمين ؟
هل أباح القرآن دماء ا لمسلمين؟
أما أنه الخبث والكيد للإسلام والمسلمين .
أوصي نفسي وأخواني المسلمين بأن نجدد إيماننا ونجدد طاعتنا وولاءنا للنبي عليه الصلاة والسلام بالامتثال لأمره والاستنان بسنته.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله من والاه وبعد:
فإن من نبوءات النبي عليه الصلاة والسلام ومن أعلام نبوته ودلائل نبوته أنه صلى الله عليه وسلم قد تنبأ بأنه في أخر الزمان يظهر هؤلاء الناس الذين لا يرفعون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم رأسا فقال كما في مسند أحمد : ((حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر أشياء ثم قال: يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته يحدث بحديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه الا وأن ما حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله)) [6].
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول :عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ألا ولا لقطة من مال معاهد ألا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم ان يقروهم فان لم يقروهم فلهم أن يعقبوهم بمثل قراهم ))[7]
أين السنة رمى بها عرض الحائط ثم قال ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه في الاحتجاج.
لو سألت إخواني الآن أيحل لمن شارف الموت أن يوصي من ماله ومن تركته لأبيه أو لزوجته أو لأمة أو لولده لقلتم إن النبي قد خصص هذا العموم فقال: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ فَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ))[8]
هذه الوصية لغير الوارثة أما الوارث فلا يحل له الحاصل هنا هو أن السنة النبوية ربما تأتي بأحكام لم ترد في القرآن أصلا منها ما ذكر من ثنايا الخطبة ومنها ما لم يذكر لقصر الوقت لكن أقول أن السنة النبوية إنما تأتي بحكم جديد لأنه وحي من الله وإما إنها تأتي لتدعم القرآن مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام ((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان ))[9] .
هذا الحديث جاء يدعم القرآن ملا أمر الله بالصلاة قال : ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) سورة النور آية (56).
وقال تعالى : ((…وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ )) سورة آل عمران آية (97).
وقال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) سورة البقرة آية (183).فأتي الحديث يدعم.
منها أيضا أن السنة قد يأتي القرآن بلفظ مطلق فتقيده لو سألتم الآن سؤال من أين تقطع يد السارق لقلتم من الرسغ من أين لكم أن من الرسغ والله يقول : ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) سورة المائدة آية (38).
لكن دليل أهل السنة أن النبي عليه الصلاة والسلام لما قطع قطع من الرسغ ولم يقطع من المرفق ولم من الإبط كذلك لما قال الله تعالى في التيمم :((وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) سورة الأنعام آية (6).
فلو سألتكم عن كيفية التيمم لقلتم ضربة للوجه والكفين من أين لكم هذا ؟
لقد بينت سنة النبي عليه الصلاة والسلام فالعبادة ليست بالهوى والتشريع ليس بالهوى وسنة النبي عليه الصلاة والسلام يجب أن تكون جنبا إلى جنب مع القرآن .
الديات ديات المسلمين و الجروح والأوروش من أين للحكام ونحن الآن نتحاكم إلى المحاكم بهذا نتحاكم إلى الحاكم بهذا نحكم يغير ما أنزل الله حينما نقول للناس الدية كذا مائة من الإبل أو مبلغ كذا مليون من الريال نحن نتحاكم للطاغوت نحكم بغير ما أنزل الله .
أم نقول أن سنة النبي عليه السلام هي التي بينت هذا الأمر.
فالخلاصة أنه عدوان عظيم على سنة الني صلى الله من أناس في داخل هذه الأمة.
علينا بالختام أن نجدد العهد مع الله تعالى بالامتثال لأمره والامتثال لأمر صلى الله عليه وسلم إحياء سنته صلى الله وسلم والدفاع عنها إخراس وإسكات من ينتقص من سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
والحمد لله رب العالمين



اضافة تعليق