تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

خطر المخدرات

إن الإسلام حرص حرصا شديدا على تنشئة وتربية الفرد المسلم تنشئة متكاملة شاملة ليست في جانب دون آخر ولكنها تربي وتنشأ الفرد سلوكيا وفكريا وأخلاقيا وعقديا وجسديا وتعليميا إلى آخر ذلك فالإسلام هو دين الشمول ودين التكامل وما وجد في المجتمعات المسلمة من الإغراق في بعض الجزئيات كالعناية بالمادة أو الروح فقط هذا نوع انحراف سلكت فيه تلك الجماعات أو الطوائف مسلكا يتوافقون فيه مع أولئك الضالين من يهود أو نصارى و أما الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فهي تحرص أشد الحرص على تنشئة كل فرد تنشئة متكاملة …      

                        خطبة بعنوان : ( خطر المخدرات)

العناصر:

1.     شموليه الإسلام .
2.     الضروريات الخمس .
3.     تعريف المخدر .
4.     أسباب انتشارها .
5.     خطورة المخدرات .
6.     كيف تحارب المخدرات .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

أيها المسلمون :

إن الإسلام حرص حرصا شديدا على تنشئة وتربية الفرد المسلم تنشئة متكاملة شاملة ليست في جانب دون آخر ولكنها تربي وتنشأ الفرد سلوكيا وفكريا وأخلاقيا وعقديا وجسديا وتعليميا إلى آخر ذلك فالإسلام هو دين الشمول ودين التكامل وما وجد في المجتمعات المسلمة من الإغراق في بعض الجزئيات كالعناية بالمادة أو الروح فقط هذا نوع انحراف سلكت فيه تلك الجماعات أو الطوائف مسلكا يتوافقون فيه مع أولئك الضالين من يهود أو نصارى و أما الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فهي تحرص أشد الحرص على تنشئة كل فرد تنشئة متكاملة .

والأدلة على هذا كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بني عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما بلغه أنه يصوم النهار ولا يفطر ويقوم الليل و لا يفتر وزوجه أبوه فترك هذه الزوجة ولم يلتفت إليها و اشتكت إلى عمهما واشتكى عمها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: (( ألم يبلغني عنك كذا وكذا ؟

فَقَالَ لَهُ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ؟

قُلْتُ :قَدْ قُلْتُهُ .

قَالَ :إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ وَصُمْ مِنْ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ.

 فَقُلْتُ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ :فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ.

 قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.

 قَالَ: فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ.

 قُلْتُ :إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ: لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ))[1]

هكذا علمه كيف يقرأ القرآن ثم قال له : أن لربك عليك حقا ولجسدك عليك حقا لزورك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ))

فأعط الروح حقها وأعط للجسد حقه وأعط لله حقه وأعط للزوجة حقها وأعط للضيف والزائر حقه وهنالك حقوق أخرى على هذا الإنسان سواء كان لأبنائه لجيرانه إلى آخر ذلك .

هكذا يريد الإسلام من كل فرد أن تكون نشأته نشأة متوازنة متكاملة ولهذا حرص الإسلام وجاء هذا الدين العظيم من أجل أن يقيم ويحافظ على كليات أو الضرورات الخمس هذه الضرورات الخمس إن لم تقم في المجتمع لوم يعتن بها المجتمع المسلم عاشوا كقطيع من السباع المفترسة القوي يأكل الضعيف .

الضرورة الأولى :

ضرورة حفظ الدين :

         وهي أول هذه الضرورات وأهمها وعلى ذلك تهون الأموال والأنفس من أجل المحافظة على هذا الدين فأمر الله تعالى بمقاتلة أولئك الذين يريدون فتنة المسلمين في دينهم :((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ)) سورة البقر آية (193).

ورتب على ذلك القتال وذلك الجهاد أعظم الأجر فقال صلى الله عليه وسلم :((يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ))[2]

عن برد عن مكحول قال : ((للشهيد عند الله ست خصال يغفر الله ذنبه عند أول قطرة تصيب الأرض من دمه ويحلى حلة الإيمان ويزوج الحور العين ويفتح له باب من الجنة ويجار من عذاب القبر ويؤمن من الفزع الأكبر وفزع يوم القيامة ))[3]

فهذه الكلية وهذه الضرورة على كل مسلم أن يحافظ عليها في نفسه وفي غيره

الضرورة الثانية :

حفظ النفس:

          رتب الإسلام على ذلك تحريم قتل النفس إلا بحقها  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة))[4]

وإلا فيحرم إراقة الدماء هكذا أيضا رتب على ذلك الأروش و التعزيرات وما شاكل ذلك كل هذا من أجل أن يحافظ على هذه النفس لأن وجود النفس من ضروريات الحياة .

 فإذا كانت هذه الأنفس لا قيمة لها فيوشك أن تنمحي الحياة من الوجود ولا يكون للناس تواجد على ظهر الأرض ولكن الشرع أوجد التشريعات من أجل المحافظة على هذه النفس البشرية .

 ثالث هذه الضرورات: أحفظ المال ورتب على ذلك تحريم الربا وتحريم الغرر كل ذلك من أجل المحافظة على المال وحرم الشرع على الإنسان وإن كان يمتلك المال أن يصرفه في غير مصارفه التي أباح الله عز وجل أن تصرف الأموال فيها يكون الإنسان محاسبا بين يدي الله عز وجل.

لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها : عن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه.

ربعها : الحفاظ على النسل :

كلية من الكليات وضرورات وشرع من أجل ذلك تحريم الزنا أوجد العقوبات الرادعة التي تردع أولئك الذين تسول لهم أنفسهم أن يعتدوا على أعراض الناس وعلى نسل الناس وبدون ذلك تضيع الإنسان فلا يدري الشخص من هو ولده من هي ابنته ولهذا أمر الشرع بالمحافظة على هذه الكلية وبالمحافظة على هذه الضرورة .

أما خامسها :

فهي المحافظة على العقل هذا الذي ميز الله عز وجل به هذا الإنسان على سائر المخلوقات :(( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) سورة الإسراء آية (70).

ثم فضل هذا الإنسان ؟ فضله بالعقل .

بالعقل يميز الإنسان بين الخبيث والطيب بينما الضرورة وما ينفعه .بالعقل يتفكر الإنسان في آلاء الله عز وجل وفي مخلوقات الله عز وجل بدون العقل يصير الإنسان إما حيوانا كاسرا مفترسا وإما مجنونا هائما على نفسه لا يعرف كيف يدير شئونه ولا يدري ما ينفقه مما يضره ولهذا الشرع جاء من أجل المحافظة على هذا العقل فحرم كل مسكر وكل مخدر وكل مفتر يؤدي بهذا العقل إلى أن يشك أو يتعطل عن التفكر فتنتج عن حامله أعمالا وتصرفات لا تليق به وتضربه وتضر بالمجتمع بأسره فحرم سبحانه وتعالى والخمر وكل ما يخامر العقل أو يعطل هذا العقل وشرع التشريعات من أجل زجر أولئك الناس الذين يتعاطون هذه المسكرات ويروجون لتلك المخدرات وما شاكل ذلك.

فجعل الحدود في هذا وجعل الجلد لكل من يتعاطى مثل هذه المخدرات في الحديث أنها أربعين وشرع بعض الخلفاء ثمانين قال : لأنه يشرب الخمر فيهذي وإذا هذي قذف الناس وقذف أعراض الناس فرأى أن يحد ثمانين جلده .

على كل حال شرع الإسلام هذه التشريعات من أجل زجر أولئك الناس الذين يذهبون بأنفسهم وبأيديهم إلى تعطيل عقولهم ويفسدون أنفسهم ويفسدون أسرهم ويفسدون المجتمعات من حولهم وأما الذين يروجون المخدرات قد تصل عقوبتهم إلى القتل تعزيزا لأنهم يضرون المجتمع كله ويؤدون إلى فوضى لا أول لها ولا آخر.

أيها الإخوة الفضلاء:

ما هو المخدر؟ ومن أين اشتقاق هذه اللفظة؟

المخدر في لغة العرب مأخوذ من الخدر والخدر هو التستر يقال: تخدر الرجل بمعنى استتر فلا يظهر على الناس وكأنه أخذ من أن العقل هذا يستر.

 ستره صاحبه فلا يعمل بشكل صحيح ولا يفكر التفكير الصحيح.

ويقال : كذلك ليلة مخدرة أي مليئة بالغيوم السوداء والملبدة فلا يكاد يرى الإنسان شيئا وأما في الشرع فالمخدر كل ما يزيل العقل ويعطله .

أما إذا وصل الرجل النشوة والسكر والهذيان فهذا هو المسكر وعلى كل حال فهذه المخدرات بجميع أشكالها وألوانها ما كان منها يشرب وما كان عنها عن طريق التدخين وما كان عن طريق الشم.

أو ما يكون منها عن طريق الحقن سواء كان بالوريد أو باللحم كل هذه تعد من المخدرات ولقد تفنن هؤلاء الذين يروجون هذه السلع في الآونة الأخيرة فأوجدوها بأشكال وألوان متعددة فإذا كان القدماء قد عرفوا الحشيش وعرفوا الأفيون وعرفوا الخمر فإنه في الآونة الأخيرة ظهرت أنواع متعددة من هذه وروج لها أعداء الله عز وجل من أجل إفساد هذه الأمة وروج لها ضعفاء الإيمان ممن همهم الكسب المادي فحسب ولم ينظروا إلى ما تحدثه هذه المخدرات والمسكرات من الأضرار على المجتمعات المسلمة .

أيها الإخوة الفضلاء:

 أن انتشار المخدرات في الآونة المتأخرة وفي بلاد المسلمين بالذات و خاصة تلك التي ترد إلى بلاد المسلمين من أماكن قريبة تصل إلى كل بلد ويروج لها وهي تجارة رائجة تعطي وتدر لأولئك المروجين لا أقول الملايين بل المليارات وفي الدولارات والعالم كله في حرب مع هذه المخدرات لأن تفسد البلد كله وتفسد المجتمع كله ولكن ينبغي أن تعالج القضية من أساسها بلدنا له حظه ونصيبه من هذه المخدرات يجمع أشكالها ويجمع ألوانها تصل إلى قطاعات عريضة من الناس ذكورا وإناثا وصغارا وكبارا .

 فيا ترى ما هي الأسباب التي أدت إلى تعاطي هذه المخدرات وإلى تعاطي هذا المسكرات.

إن أسبابها كثيرة مترابطة منها على سبيل المثال : أسباب تعود إلى الشخص نفسه كسرقة دينه فهؤلاء يبالي ماذا يتعاطى فإذا كان هذا الإنسان ليس له ارتباط بالدين وليس له ارتباط بالخلق وليس ارتباط بتقوى الله تعالى.

 فلا يهتم بأي أمر يفعله ولا يتعاطاه وبالتالي فهو ناس لله والله تعالى ينساه فبتالي يتعاطى هذه المخدرات.

منها أيضا : من الأسباب الشخصية كون هذا الإنسان يلتصق بصحبة فاسدة ويرفقه سيئة هذه الرفقة تسير معه شيئا فشيئا وخطوة خطوة هذه الرفقة السيئة مدعومة من قبل اليهود ومن قبل النصارى ومن قبل أعداء الله تعالى وأعداء دينه وأعداء المسلمين فيعطونهم الأموال من أجل يفسدوا غيرهم من الشباب فأول الطريق أن يعطى هذا الشاب مجانا حتى إذا صار مدمنا رمي بعد ذلك من القمامة من أجل أن الحصول على هذه المخدرات وبالتالي فلا يبالى هذا الإنسان أن يبع عرضه لا يبال أن يسرق لا يبالي أن يقتل من أجل أن يحصل على المال كي يتعاطى هذه المخدرات ومن هذه الأسباب أيضا وجود بعض الأماكن التي تروج لهذه المخدرات كالشاليهات والمقاهي والفنادق وأعياد الكريسمس ورأس السنة الميلادية وغير ذلك من الأعياد والأماكن المشبوهة التي يؤسسها أعداء الله عز وجل من يهود ونصارى في بلاد المسلمين بأسماء مستعارة كالمراكز الثقافة ومراكز التأهيل وما شاكل ذلك.

ومن خلالها تروج هذا المخدرات ومن الأسباب كذلك حب التقليد كثير من الشباب يجب أن يقلد الشباب وأنهم وصلوا إلى مرحلة الرجولة فيقلدهم في أشياء كثيرة وكيف يدخن هذا الشاب وكيف يتعاطى القات على سبيل المثال وكيف يصل بعد ذلك إلى المحرمات كالمسكرات والمخدرات وما شاكل ذلك .

عن طريق التقليد فهو يرى أن ثمة ارتباط بين هذه الأشياء وبين الرجولة بين هذه الأشياء وبين الكمال فهو يسعى لتقليد أولئك الكاملين في نظره أولئك الرجال في نظرة فيتعاطى هذه الأشياء ثم يصيح في النهاية هنالك أسباب أسرية أيضا انشغال الوالدين كما نبهنا مرارا وتكرارا انشغال الوالدين في عدم التواصل والالتقاء والتحاور مع الأبناء يسلم هؤلاء الأبناء لرفقاء السوء وبالتالي فلا يشعر الآباء في الخطر إلا وقد وقع الفأس بالرأس وبالتالي تكون المعالجة في غاية من الصعوبة أيضا وجود الخلافات الجادة في الأوساط الأسرية مما يؤدي إلى انحراف بعض الأبناء فيسلكون هذا الطريق المنحرف هنالك أسباب في المجتمع من هذه الأسباب وجود أولئك المروجين الذين لا يخافون الله عز وجل ويدخلون هذه المخدرات بكميات هائلة وينفقون قسطا كبيرا بالمجان من أجل إذا أدمن أولئك الناس يأتون إليهم بعد ذلك يبحثون عنها بأنفسهم كذلك غياب دور الإعلام .

الإعلام ربما يركز على بعض الأشياء التافهة ليلا ونهارا وأشهرا طوالا ولا يركز على مثل هذا القضايا الهامة التي تنخر بجسم المجتمع ربما لو وقف أحدكم يلاحظ البرامج التي ثبت عبر القنوات المحلية والفضائية في العالم العربي والإسلامي لما وجد برامج للتعريف بالمخدرات وأخطار المخدرات والتحذير من هذه المخدرات ومن أسباب انتشار المخدرات وتعاطي المخدرات غياب هذه القضية وخطرها في المناهج الدراسة سواء كان في المراحل المتوسطة أو الثانوية والجامعية لا تكاد توجد مادة كافيه لما ينفع الإنسان ولما يضره وإذا جئت إلى العلوم الدنيوية لوجدت أنها أثقلت كاهل كثير من الشباب بالله عليك قل لي كيف تمكن أن يتخرج هذا الشاب وينفع المجتمع إذا خرج وهو يتعاطى المخدرات كيف يمكن أن يدير هذا الشاب الدولة أو جهاز من أجهزة الدولة لا يمكن هذا الشاب أن يكون نافعا بل سيكون عامل هدم للمجتمع وسيكون من أكابر اللصوص ومن أكابر مروجي أولئك الذين يستوردون هذه المخدرات إلى داخل البلد فالإعلام ولا يكاد يوجد له دور في هذا الجانب .

المناهج الدراسية لا يكاد يوجد لها دور في هذه القضية وهكذا أيضا ليس ثمة مؤتمرات تقام مؤتمرات للمغنين والرياضيين والممثلين وينفق عليها ملايين من الريالات وليس هنالك مؤتمرات لمعالجة هذه القضايا أين المؤسسات المتخصصة لمحاربة مثل هذه القضية ؟

ولكن القضية حينما يعتقد الناس ويحشى في أذهانهم أن هذه القضية قضية حرية وقضية شخصية كما جلبت ذلك لنا ما يسمونه بالديمقراطية هنالك فقط مجرد رتوش وجرد كلمات على استحياء من هنا وهناك أين المنظمات التي تندد وتتصدى لهذه المخدرات الضارة التي تضر بالمجتمع كله وما دور وزارة الشئون الاجتماعية والشباب أين الأماكن التي يمكن أن يقضي فيها الشاب وقته ويفرغ فيه طاقته لا تكاد وتوجد وبالتالي فأن الفراغ من جملة الأسباب التي أدت بكثير من الشباب إلى تعاطي هذه المخدرات.

إن الفراغ والشباب والجدة             مفسدة للمرء أي مفسدة

وجود المال في أيدي الشباب كذلك مفسدة من المفاسد وبالتالي غياب الرقابة أيضا والسهر الطويل في الليل خارج البيت من دون رقابة من ولاة أمور الأبناء لا بدون أين سهر هؤلاء الأبناء ولا يدرون مع يمشي هؤلاء الأبناء ولا يلزمونهم بالرجوع إلى البيت في وقت مبكر وأين يمكث هؤلاء الأبناء في تلك المقاهي التي يروج فيها لهذه المخدرات.

والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

 الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى                                                             وبعد:

 أيها الإخوة الفضلاء:

 تعرفون جميعا أن المسكرات والمخدرات خطرها عظيم على الفرد والمجتمع في الأماكن التي تنتشر فيها المخدرات ينتشر القتل وينتشر العنف وتنتشر السرقات ويظهر الاغتصاب و الشذوذ الجنسي كل هذا نتيجة للتعاطي هذه المخدرات تتفكك الأسر أن رب البيت الذي يدمن المخدرات يصير عضوا معطل في الأسرة التخدير يؤدي بالشخص إِلى أنه لا يصير عنده تفكير المخدر يجعل الإنسان كسولا لا طموح له نئوما بالنهار مخدرا بالليل يلهث وراء المال من أجل أن يحصل على المخدر التخدير أيها الإخوة ليس له حد محدود فإذا تعاطي هذا الشخص في أول يوم على سبيل المثال ربع جرام مثلا فإنه في اليوم الثاني يحتج إلى المزيد وأن مكث أسبوعا على الربع الجرام هذا فإنه يأتي بعد فترة لا ينفع معه هذا فيحتاج إلى زيادة الجرعة وزيادة الجريمة تحتاج إلى المال والمال إن كان موجودا وإلا فيأتي وسيلة وبأي طريقة لو يؤدي هذا الأمر إلى أن يبيع الإنسان شرفه .

سمعوا إلى هذه القصة رجل كان جيدا في بداية الأمر ثم جلس مع رفقاء السوء فابتدأوا معه بشي من المخدرات حتى أصبح مدمنا وتغير سلوكه و أخلاقه في البيت فصار يسب ويلعن ويشتم ويتهم في الأعراض ويطلب الأموال ويكسر الأثاث ويبيع أثاث البيت لم يبق إلا قليلا من المال لدى زوجته وهي تأمل أن يصلحه الله عز وجل فكانت تعطيه قليلا قليلا حتى فني هذا المال فجاء إليها يطلب المال.

 فقالت :لقد أخذت كل ما عندي فصرخ ولعن وسب ثم ذهب إلى المطبخ وأخذ السكين وطعنها و أرداها قتيلة حينئذ أخذ هذا الشخص ورمي في السجن وتشرد الأبناء الذكور والإناث حتى أتت الشرطة فطردتهم أودعتهم في الإصلاحيات الذكور والإناث وبعد فترة أطلقت الذكور وأطلقت الإناث وكل واحد منهم ذهب في طريقه الأبناء منهم من انحرف والبنات منهن من انحرفت حتى صار أحد الأبناء مدمنا للخمر والمخدرات وصار زانيا يمشي مع المميسات ومن مقهى إلى أخر  ومن مكان زنى إلى آخر وصارت البنت كذلك حتى كان هذا الشاب في ليلة من الليالي في مقهى ومرقص فإذا به يرى شابه جميلة منكسة رأسها يعلو عليها الحياة وقال: هذا نصيبي هذه الليلة لا تفوتني هذه الليلة .

وذهب إليها وبدأ يغازلها ويتكلم معها وهي لا تنطق.

 فقال: في نفسه كأن هذه الفتات لأول مرة تأتي إلى هذا المكان وكأن هذا المكان ليس مكانا ترتاده هذه الفتاة فبدأ يروح عنها .

ويقول لها : ما قصتك احك لي ما عندك وأحكي لي ما عندي فبدأت تقول له : كان أبي وكان أبي ثم صار إلى أن طعن أمي ثم تشردن أنا وأخواني وذهب بي إلى إصلاحية لكنني انحرفت وحصل ما حصل وقد صرت أتعاطى المخدرات إلى آخره .

فقال لها: وعرف وشعر بأن هذه القضية قضيته .

فقال لها: ما سم أخويك قالت: فلان و فلان وسمته.

وقال: لعلك فلانة وأختك فلانة ؟

قالت : نعم فعرف أنها أخته وانظر إلى أي شيء أدى هذا المخدر وتعاطيه تفككت الأسرة وانحرف الأبناء بل صار هذا الولد يريد أن يرتكب الفاحشة بأخته ولا حول ولا قوة إلا بالله جريمة عظيمة في المجتمع ترويج هذه المخدرات أنها صرر عظيم وبالتالي فإن متعاطي المخدرات لا يبالي بنفسه في أي واد هلك.

أيها الإخوة الفضلاء :

 بعض الناس يظن أن المخدر له علاقة ببعض الأمور الجنسية على سبيل المثال وكثير ممن يتعاطى هذا المخدرات عنده اعتقاد أن ذلك ينشطه جنسيا والأمر في الحقيقة عكس ذلك تماما فإن المخدرات تهدم القدرة الجنسية تما وتعطل هذه القدرة .

 أخيرا أيها الإخوة الفضلاء كيف تحارب هذه المخدرات و ما حكمها؟

 أن حكمها فقد أجمع علماء الإسلام على تحريمها و أنما نحرف بعض الشواذ من المسلمين ممن أباح بعض هذه المخدرات كالروافض على سبيل المثال إن بعضهم يبيح الحشيش وهكذا لكن هؤلاء لا قيمة ولا اعتبار لأقوالهم بحال من الأحوال فحكمها واضح معروف .

أما إذا أردنا أن تحارب أن تجتث جذورها فإن المجتمع كله يجب أن يتعاون في ذلك.

 أولها: الدولة من خلال المراقبة والمتابعة والمطاردة وحفظ المنافذ وحراستها حراسة تامة حتى لا تدخل هذه المخدرات إلى البلد وتصوروا أن المخدرات صارت تدخل إلى البلد في داخل الطباخات وما بين الحديد والحديد وتوضع هذا المخدرات وفي الكنتينار توضع في وسط الحديد تدخل الأجهزة الأمنية فيطرح الجهاز وينظرون لا يجدون شيئا تقطع باللحام فإذا لها آلاف الكيلوهات داخل  الكنتينارات وداخل الثلاجات وداخل الغسالات إلى آخر ذلك لا خوف من الله ولا خوف أيضا من القانون .

أن المخدرات أكثر ما ترو وتنتشر في الأماكن التي يجيء منها الثغرات أو في الأماكن التي لا وجود فيها للقانون أو توجد قوانين لكن لا تنفذ هذه القوانين بصراحة فالدولة تضطلع بمسئولية عظمى.

كم ذلك أيضا متابعة أولئك الذين يروجون لهذه المخدرات وإقامة حد الله سبحانه وتعالى عليهم علنا أما الناس حتى ينزجر كل من تسول له نفسه ترويج هذه المخدرات .

وهكذا أيها الإخوة :

على الدولة أن توجد الأماكن والمراكز التي تمكن للشباب أن يقضي وقته ويفرغ جهده وطاقته فيها فيما أباح الله سبحانه وتعالى .

جانب الإعلام يجب أن يضطلعوا بالمسئولية وزارة الشباب الاجتماعية والشباب عليها أن تضطلع بالمسئولة الأسرة عليها أن تضطلع بمسئوليتها .

 التعليم من خلال المدارس والجامعات عليهم أن يضطلعوا بمسئوليتهم.

ومسئوليتنا نحن كذلك أيها الأخوة كمربين وكآباء وكأمهات علينا أن نقوم بدورنا الواجب علينا والمفروض علينا من الله سبحانه وتعلى وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.

ما من راع إلا وسيسأله الله تعالى عن رعيته هل أقام أم ضيع قضية مؤرقة في بلدنا وفي غير بلدنا وأن أعدائنا ليروجون لمثل هذا المخدرات ويوجدونها للشباب مجانا في بداية الأمر فإذا سقط الشباب تركوه بعد ذلك يلهث ويجري وراءها .

والحمد لله رب العالمين.



[1] – البخاري 8/517

[2] – مسلم 3/1502

[3]

[4] – البخاري 6/2521

 

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق